
17/01/2012, 09:35 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
( ملفات خاصة 01 ) .. قضية السيدة ( ع ) على طاولة سيدي القاضي !  إسمها ( ع ) وهي مواطنة عربية من احدى الدول الشقيقة .. تزوجت كعادة مجتمعها وفق الطريقة التقليدية جدا التي تقوم على اساس ( ستر البنت ) دون النظر لإي اعتبارات أخرى ! .. هكذا وجدت ( ع ) نفسها تحت كنف رجل يمارس عليها حق القوامة بالرغم إن مهنته وفق بطاقته الشخصية هي ( عاطل ) ! لم يكن زوج السيدة ( ع ) يرغب بمزاولة اي مهنة وكان سعيدا وهو يغط بالنوم نهارا ويتسكع في الاسواق والمقاهي ليلا بالرغم ان فرص الحياة الكريمة كانت متاحة .. ولطالما سعى له الآخرون في ايجاد وظيفة له الا إنه لا ينتهي العام الا وقد غادرها مفصولا بسبب غياباته التي لا تنتهي .. وكان مكتفيا بالشقة الصغيرة التي منحتها له والدته في عمارتها والمصروف الشخصي الذي كان يتقاضاه منها فقد كانت والدته ميسورة الحال ،،،
كان ما يميز زوج السيدة ( ع ) الى جانب مهنته كعاطل مع سبق الاصرار والترصد ! .. إنه بذئ اللسان وسفيه الافعال وهو ينال منها شتما وضربا كلما شعر ان الضجر يعتريه ! .. كانت تشتكي أهلها ولكنهم كانوا يحثونها على الصبر والغد الذي سيجعل من زوجها معجزة ! .. ويذكرونها بلقب ( المطلقة ) الذي سيجعل الناس ينالونها وأهلها بكل سوء ! .. يبدو انها كانت تبكي بحرقة فكانوا رحمة بها يواسونها ببعض المال الذي يقتصونه من قوت يومهم لعل في ذلك مواساة لها ويعينها على البقاء ( مستورة ) ! مضت السنون تلحقها سنون أخرى والسيدة ( ع ) وفق رواية اخونا ( هكتار - مواصل ) تقضب ارضها ( اذا ما كان موقع العبارة مناسبا ) .. ويبدو انها قد تخلت عن احلامها حيال ذلك الزوج الذي يأتيها كفارس نبيل وأكتفت بقبول زوجها البغل كما في وصف هند لزوجها الحجاج ! .. وارتضت ان يقاسم الصبر حياتها حتى مل الصبر منها وتركها وهي تعول أربعة من الابناء !
بعد ما يربو عن خمسة عشر عاما وجدت السيدة ( ع ) ذات مساء نفسها وهي تجلد من زوجها وتطرد خارج المنزل دون ان يمنحها فرصة ان ترتدي عبائتها .. هكذا وجدت نفسها في الشارع لا تدري كيف تستر جسدها او خيوط الدم التي انسابت من فمها وأنفها من أثر الضرب الذي تعرضت له أو المارة الذين وجدوا امامهم امرأة فباشروا على الفور في معاكستها والتحرش بها ! .. يبدو انها بحثت بين ضباع الشوارع عن انسان بينهم فقدر الله لها ان يكون هنالك احدهم لكي يقلها الى دار أهلها وترجلت من سيارته بعد ان ترجته طويلا ان لا يكون احدهم بالقرب من منزلها حتى لا تفضح في الحي الذي تسكن به .. يبدو انه كان يشاهدها تزحف في درجات السلم حتى تمكنت من الوصول الى بيت أهلها ! يبدو ان منظرها والطريقة التي القيت بها الى الشارع بعد صبر دام أكثر من خمسة عشر عاما جعل احد اشقاؤها يفقد صوابه وهو يتجه الى بيت زوجها ويتربص به حتى اذا ما رآه تشابك معه بالايدي .. ويبدو ان ذلك الشقيق في ذلك الصراع لم يكن قادرا على النيل من زوج أخته فما كان منه حتى يحفظ كرامته وكرامة شقيقته سوى ان تناول حجرا بيده وأخذ يضرب بها وجه ذلك الزوج حتى ادماه .. وانتهى الأمر بينهما في مركز الشرطة وأحيل ملفهما بعد ذلك الى القضاء الشرعي وهنالك صدر الحكم الشرعي بعد عدة اسابيع بسجن الفتى شقيق الزوجه عدة اشهر وتعويض الزوج بمبلغ مالي نظير الدم الذي نزف من وجه ! .. ويقال ان القاضي الشرعي رأى ان ما حدث بين الزوج وزوجه لا يبرر ما اقدم عليه شقيق الزوجه المعتدى عليها .. وعندما طالب أهل الزوجه النظر في قضية ابنتهم وارفاقها في ذات القضية الموجه ضد ابنهم .. رفض القاضي الشرعي وطلب منهم رفع دعوى أخرى مستقلة !
رفعت الزوجة دعوى ضد زوجها في المحكمة الشرعية تطالب بالطلاق منه والقصاص منه نظير الدم الذي نزف منها والحصول على اغراضها الشخصية من منزلها مع ما يثبت تعرضها للعدوان والإيذاء والطرد من منزلها ! .. ثلاث سنوات والسيدة ( ع ) من موعد الى آخر دون ان تحصل على اغراضها الشخصية او تشاهد ابنائها او تنال الطلاق من زوجها او القصاص ممن اعتدى عليها ظلما وعدوانا .. وكان القاضي الشرعي يوصيها في كل مرة تحضر اليه ان تستعيذ من الشيطان الرجيم وان تعود الى زوجها وابناؤها وعفى الله عما سلف ! في آخر زيارة للمحكمة بعد كل هذه السنون طلب القاضي منها اذا ما كانت مصرة على الطلاق فلزاما عليك ان تخالعي زوجك بمقابل مالي وان تتنازل عن حضانة الاطفال والدعوى المرفوعة ضد الزوج ..
وعندما قالت له : انها لا تملك المال ..
قال لها : هذا العرض يمكن ان نقدمه له حتى يقبل طلاقك !
قالت له : لقد طردني من منزلي شبه عارية والدماء تنزف مني يا سيدي القاضي ؟
قال لها : لك حق في ذلك .. ولكنه لا يحضر حتى نستمع الى اقواله !
قالت له : وهل يجوز ان تحرم الأم من اطفالها ؟
قال لها : يمكنك رفع دعوى اخرى تطالبين فيها برؤيتهم مرة كل اسبوع !
استطاعت السيدة ( ع ) بواسطة أهل الخير تدبير المبلغ الذي نالت من خلاله حقها ان تنال صك أنسانيتها ! .. ولكنها لم تنال من خلال القضاء الشرعي القصاص على دمها وفضحها من خلال القاؤها الى الشارع بعد خمسة عشر عاما في خدمة الزوج وابناؤه ! .. لم تحصل على اغراضها الشخصية ويبدو انها كانت تحتفظ ببعض الحلى لكي تواجه به صعوبات الحياه كما هي الآن في ضائقه ! .. لم تتمكن من مشاهدة ابناؤها .. وقد نصحها بعض المقربين ان دعوى أخرى سوف يكلفها وقت طويل من الزمن وقد لا تحصل على شئ ! .. وليس لها الا الصبر وغدا سيصبح ابناؤها رجالا ويبحثون عنها ! يبقى السؤال : إين شرع الله يا سيدي القاضي الشرعي ؟!
وامرأة تطرد من منزلها وتفضح امام الناس ولا يقتص لها ؟
وامرأة تضرب وينزف الدم من وجهها ولا يقتص لها ؟
وامرأة تحرم من ان تنال اغراضها ومستلزماتها الشخصية دون ان تجد من يمنحها حقها ؟
وامرأة تخدم زوجها وابناؤه ذلك العمر المديد دون ان تجد من ينجدها ؟
وامرأة تريد ان تنجو من الظلم والعدوان فتجد من يطلب منها دفع ثمن حقها ان تحيى في أمان ؟!
وامرأة يكون جزاء صبرها وعنايتها وتحملها لإبنائها الحرمان منهم ؟
وإمراة يستهلك وقتها وعمرها وصحتها وذهنها ونفسيتها ومالها وهي من موعد الى آخر في أروقة المحاكم الشرعية ؟! سيدي القاضي الشرعي ..
الم يتحدث رب العزة عن تحريم الظلم على نفسه وجعله في العالمين محرما .. فلماذا نمارس الظلم يأسم الخلع !
الم يتحدث الاسلام عن تحقيق مصالح العباد وتيسير اعمالهم باخلاص وتفاني .. فلماذا نمارس العدوان بأسم النظام ؟
الم يتحدث الاسلام عن التفريق بين الزوجين باحسان لكي يبقى المعروف بينهما .. فلماذا نوثق في قيمنا مفاهيم العدوان بأسم القوامة !
الم يتحدث الاسلام عن احداهن التي دخلت النار بسبب ( قطة ) منعتها ان تشرب الماء .. فما قولك يا سيدي القاضي وانت تحرم امرأة باسم الشرع من حقها ان تنال حقها بشرع الله ؟! ودمتم سالمين من المثول امام القضاء ! |