
10/11/2011, 03:48 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
| |
إيـفـا الممرضة .. قصة من التراث النمساوي هذه قصة نزلتها لكم وهي من وجهة نظري رائعة جداً .. أرجو أن تنال على إعجابكم
قصة من النمسا حدثت في بدايات القرن العشرين
الجزء الأول :
في بلدة صغيرة تدعى هـيلـفـنـبـيـرغ شمال مدينة لـيـنـز الـنمساوية عاشت فتاة تسمى " إيفا " كانت حديث القرية بجمالها الفاتن وكانت الفتاة تعيش مع والدها وبقربها أختيها المتزوجات . وكانت هي التي تخدم أباها وتقوم بشؤونه منذ وفاة والدتها قبل بضعة سنوات . وكان والدها النجار يفضلها كثيراً ويحاول جاهداً تلبية معظم ما تريد .
كان يعمل لدى النجار شاب فقير يدعى " كارل " يعمل لديه منذ وقت قصير وكان يعلمه مهنة النجارة , وهذا الشاب هو وحيد أمه الأرملة والتي تعيش مع ابنها في منزل صغير في طرف القرية .
كانت هذه المرأة متعلقة كثيراً بابنها ولا يكاد يخرج من البيت للذهاب إلى العمل إلا بعد أن تعانقه وتقبله , وكان كارل حريص جداً على راحة أمه فهو يعمل ليل نهار من أجل أن يوفر لأمه لقمة العيش الصعبة . وذلك بسبب الأجواء الأوروبية المتوترة وأوضاع الإمبراطورية النمساوية المجرية السيئة وخصوصاً أن الإمبراطورية على وشك دخول حرب سميت بالحرب العالمية الأولى .
كان النجار يحب كارل ودائماً يثني عليه لإخلاصة في العمل , كل هذا الكلام كانت إيفا تعرفه عن كارل حيث أعجبت به كثيراً وخصوصاً أنه يعاملها باحترام وتقدير وهو كذلك يبادلها نفس الشعور , وهذا الإعجاب تطور إلى حب مخفي في الصدور , حاول كارل أن يخفيه لكنه لم يستطع فما يشعر به تجاه إيفا كان حباً جارفاً جعل منه كثيراً التفكير في إيفا مما جعل والدته وكذلك سيده النجار يشعرون بذلك .
كان كارل عندما ينظر إليها لا يطيل النظر وسرعان ما ينظر إلى الأرض , فقالت إيفا : كارل لماذا لا تطيل النظر إليّ ؟ فقال : لا أريدكِ أن تري ما بداخل عيني وإن رأيتيه لا أريد أن تفهميه . فقالت إيفا : لقد رأيته منذ مدة , ولو كنت تطيل النظر إلى عيني لرأيت فيهما ما هو موجود لديك .
مكث كارل مدة لم يبح بما يشعر لإيفا وهذا ما لم يسعدها فهي تنتظر منه أن يبدأ في الكلام . عندها بادرت إيفا بسؤال كارل وقالت : إلا تفكر بالزواج ؟ قال : بلى أفكر , بل إنني أحب فتاة جميلة لكن لا أدري ما هو شعورها ؟ وإن كان مثل شعوري فهل يا ترى تقبل الزواج بي ؟ وخصوصاً أنها ميسورة الحال وأنا كما تعلمين لا أملك شيئاً . فقالت إيفا : لما لا تذهبت إلى المدينة لكي تجد عمل وتجعل والدتك تحت رعايتي وعندما تتحسن حالتك تأخذ أمك وتذهب للزواج من حبيبتك فأنا أشعر أنها لن ترفضك فهي حتماً تحبك كما أظن .
كانت هذه الكلمات مثل وقود اشعل الحماس في صدر كارل وذهب ليخبر أمه فقالت له : نعم يا بني إنها لنصيحة جيدة لم يعد لنا هنا ما يسد جوعنا , وفي المدينة هناك الأعمال أكثر من هنا فتعمل أي عمل يؤينا ويسد جوعنا أفضل من مكوثنا في هذه القرية . عندها قرر كارل الذهاب إلى القرية لكنه فضل الوقت المناسب حتى يجد صبياً آخر يعمل لدى النجار .
كان هناك تاجر اسمه السيد " فون " يسكن مدينة لـيـنـز وأصله من قرية هيلـفـنـبـيـرغ لكنه انتقل إلى المدينة لتوسع أعماله وتجارته , وله أملاك عدة في قريته وكثيراً ما يزورها . وفي أحد الأيام رأى السيد فون الفتاة إيفا ولم تصدق عيناه هذا الجمال التي تملكه هذه الفتاة , وأصبح كثيراً ما يمر بالقرب من بيتها لكي يراها .
قرر السيد فون أن يتزوج بإيفا وتقدم لزواج منها لكنها رفضته , ثم تقدم مرة أخرى مع إغراءات مالية لكنها رفضته مرة أخرى .
عندها علم السيد فون بفضل بعض أصدقائه في القرية والذين جعلهم عيون له علم فون أن الشاب كارل هو الجدار والعائق الوحيد أمامه . فـفكر في مكيدة تبعد كارل عن طريقه .
وقتها كانت الحرب قد اشتعلت وأصبحت هي حديث الناس وكانت الحرب نار مستعره . كانت النمسا قد دخلت الحرب بعد مقتل وريث عرشها على يد الصرب فدخلت النمسا الحرب بثقلها وجندت أغلب شباب النمسا ودخلت معها ألمانيا .
خطرت ببال السيد فون فكرة وهي أن يرسل كارل إلى الحرب وكان ذلك باستخدام علاقاته الواسعة داخل الحكومة النمساوية .
كان السيد فون يعرف أحد الضباط حيث أخبره بأنه لو اجبر الشاب كارل على أن ينضم للجيش النمساوي فسوف يكرمه بمبلغ من المال . فقال الضابط : لا مانع لدي لكن الشاب كما أخبرتني وحيد أمه والأوامر لدي لا تجعلني قادر على إجباره على التجنيد ولو تمكنت أنا من ذلك فستذهب أمه لمحافظ مدينة لينز وسوف يُعيده لأمه لأن لديه صلاحيات ويستطيع الوصول إلى القيادات العسكرية العليا ويلغي قراري .
فرد عليه السيد فون : لا عليك دع المحافظ لي . فقال الضابط ماذا ستفعل ؟ فقال فون : سوف أجعل الأم تذهب إلى المحافظ . فقال الضابط مستغرباً : ألم تسمعني !! لقد قلت لك إن المحافظ هو من يستطيع أن يمنع تجنيد الأبن ! فقال فون : قلت لك دع المحافظ ليَ .
اخر تعديل كان بواسطة » المُوصد في يوم » 10/11/2011 عند الساعة » 04:36 AM |