المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10/11/2011, 03:48 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
إيـفـا الممرضة .. قصة من التراث النمساوي

هذه قصة نزلتها لكم وهي من وجهة نظري رائعة جداً .. أرجو أن تنال على إعجابكم
قصة من النمسا حدثت في بدايات القرن العشرين



الجزء الأول :


في بلدة صغيرة تدعى هـيلـفـنـبـيـرغ شمال مدينة لـيـنـز الـنمساوية عاشت فتاة تسمى " إيفا " كانت حديث القرية بجمالها الفاتن وكانت الفتاة تعيش مع والدها وبقربها أختيها المتزوجات . وكانت هي التي تخدم أباها وتقوم بشؤونه منذ وفاة والدتها قبل بضعة سنوات . وكان والدها النجار يفضلها كثيراً ويحاول جاهداً تلبية معظم ما تريد .

كان يعمل لدى النجار شاب فقير يدعى " كارل " يعمل لديه منذ وقت قصير وكان يعلمه مهنة النجارة , وهذا الشاب هو وحيد أمه الأرملة والتي تعيش مع ابنها في منزل صغير في طرف القرية .
كانت هذه المرأة متعلقة كثيراً بابنها ولا يكاد يخرج من البيت للذهاب إلى العمل إلا بعد أن تعانقه وتقبله , وكان كارل حريص جداً على راحة أمه فهو يعمل ليل نهار من أجل أن يوفر لأمه لقمة العيش الصعبة . وذلك بسبب الأجواء الأوروبية المتوترة وأوضاع الإمبراطورية النمساوية المجرية السيئة وخصوصاً أن الإمبراطورية على وشك دخول حرب سميت بالحرب العالمية الأولى .

كان النجار يحب كارل ودائماً يثني عليه لإخلاصة في العمل , كل هذا الكلام كانت إيفا تعرفه عن كارل حيث أعجبت به كثيراً وخصوصاً أنه يعاملها باحترام وتقدير وهو كذلك يبادلها نفس الشعور , وهذا الإعجاب تطور إلى حب مخفي في الصدور , حاول كارل أن يخفيه لكنه لم يستطع فما يشعر به تجاه إيفا كان حباً جارفاً جعل منه كثيراً التفكير في إيفا مما جعل والدته وكذلك سيده النجار يشعرون بذلك .

كان كارل عندما ينظر إليها لا يطيل النظر وسرعان ما ينظر إلى الأرض , فقالت إيفا : كارل لماذا لا تطيل النظر إليّ ؟ فقال : لا أريدكِ أن تري ما بداخل عيني وإن رأيتيه لا أريد أن تفهميه . فقالت إيفا : لقد رأيته منذ مدة , ولو كنت تطيل النظر إلى عيني لرأيت فيهما ما هو موجود لديك .

مكث كارل مدة لم يبح بما يشعر لإيفا وهذا ما لم يسعدها فهي تنتظر منه أن يبدأ في الكلام . عندها بادرت إيفا بسؤال كارل وقالت : إلا تفكر بالزواج ؟ قال : بلى أفكر , بل إنني أحب فتاة جميلة لكن لا أدري ما هو شعورها ؟ وإن كان مثل شعوري فهل يا ترى تقبل الزواج بي ؟ وخصوصاً أنها ميسورة الحال وأنا كما تعلمين لا أملك شيئاً . فقالت إيفا : لما لا تذهبت إلى المدينة لكي تجد عمل وتجعل والدتك تحت رعايتي وعندما تتحسن حالتك تأخذ أمك وتذهب للزواج من حبيبتك فأنا أشعر أنها لن ترفضك فهي حتماً تحبك كما أظن .
كانت هذه الكلمات مثل وقود اشعل الحماس في صدر كارل وذهب ليخبر أمه فقالت له : نعم يا بني إنها لنصيحة جيدة لم يعد لنا هنا ما يسد جوعنا , وفي المدينة هناك الأعمال أكثر من هنا فتعمل أي عمل يؤينا ويسد جوعنا أفضل من مكوثنا في هذه القرية . عندها قرر كارل الذهاب إلى القرية لكنه فضل الوقت المناسب حتى يجد صبياً آخر يعمل لدى النجار .

كان هناك تاجر اسمه السيد " فون " يسكن مدينة لـيـنـز وأصله من قرية هيلـفـنـبـيـرغ لكنه انتقل إلى المدينة لتوسع أعماله وتجارته , وله أملاك عدة في قريته وكثيراً ما يزورها . وفي أحد الأيام رأى السيد فون الفتاة إيفا ولم تصدق عيناه هذا الجمال التي تملكه هذه الفتاة , وأصبح كثيراً ما يمر بالقرب من بيتها لكي يراها .
قرر السيد فون أن يتزوج بإيفا وتقدم لزواج منها لكنها رفضته , ثم تقدم مرة أخرى مع إغراءات مالية لكنها رفضته مرة أخرى .
عندها علم السيد فون بفضل بعض أصدقائه في القرية والذين جعلهم عيون له علم فون أن الشاب كارل هو الجدار والعائق الوحيد أمامه . فـفكر في مكيدة تبعد كارل عن طريقه .

وقتها كانت الحرب قد اشتعلت وأصبحت هي حديث الناس وكانت الحرب نار مستعره . كانت النمسا قد دخلت الحرب بعد مقتل وريث عرشها على يد الصرب فدخلت النمسا الحرب بثقلها وجندت أغلب شباب النمسا ودخلت معها ألمانيا .
خطرت ببال السيد فون فكرة وهي أن يرسل كارل إلى الحرب وكان ذلك باستخدام علاقاته الواسعة داخل الحكومة النمساوية .

كان السيد فون يعرف أحد الضباط حيث أخبره بأنه لو اجبر الشاب كارل على أن ينضم للجيش النمساوي فسوف يكرمه بمبلغ من المال . فقال الضابط : لا مانع لدي لكن الشاب كما أخبرتني وحيد أمه والأوامر لدي لا تجعلني قادر على إجباره على التجنيد ولو تمكنت أنا من ذلك فستذهب أمه لمحافظ مدينة لينز وسوف يُعيده لأمه لأن لديه صلاحيات ويستطيع الوصول إلى القيادات العسكرية العليا ويلغي قراري .
فرد عليه السيد فون : لا عليك دع المحافظ لي . فقال الضابط ماذا ستفعل ؟ فقال فون : سوف أجعل الأم تذهب إلى المحافظ . فقال الضابط مستغرباً : ألم تسمعني !! لقد قلت لك إن المحافظ هو من يستطيع أن يمنع تجنيد الأبن ! فقال فون : قلت لك دع المحافظ ليَ .

اخر تعديل كان بواسطة » المُوصد في يوم » 10/11/2011 عند الساعة » 04:36 AM
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10/11/2011, 03:53 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الثاني :

بالفعل اجبر الجنود كارل على التجنيد بحجة الإمبراطورية النمساوية تحتاجك , وأخرجوه من المنزل بالقوة , لكن ألام حاولت إخبار الجنود بأن ابنها هو وحيدها وهو العائل لها لكن توسلاتها وإيضاحاتها ذهبت سدىً .

قام بعض النسوة بإخبار الأم أنها تستطيع الذهاب إلى المحافظ وهو الوحيد القادر على إعادة إبنها , طبعاً هذه المشورة من النسوة بمؤامرة من فون لكي يجعلها تذهب إلى المحافظ الذي لم يكن على علم بهذه المكيدة .

قررت الأم الذهاب إلى المحافظ وطلبه بأن يعيد إليها ولدها , هذا الخبر وصل إلى السيد فون بفضل جواسيسه في القرية وفي اليوم الذي ذهبت فيه الأم إلى المدينة كان السيد فون قد رتب لقاء مع المحافظ في مكتبه .

وصلت الأم وقبلها وصل السيد فون إلى مكتب المحافظ واستطاعت الأم أن تدخل على المحافظ بعد توسلات كثيرة .
ولما دخلت عليه أخبرته بقصتها مع الجنود وأخذهم لأبنها مع أنه وحيدها . فقال المحافظ : إن كان ابنكِ وحيدكِ فلا تقلقي سأعيده إليكِ , ولكن هل لديك ما يثبت كلامك ؟ فقالت الأم : بإمكانك أن ترسل أحداً إلى قريتي ويسأل من يشاء وسوف يخبرك بصدق كلامي . فقال المحافظ : من أين أنتِ ؟ قالت الأم : أنا من قرية هيلفنبيرغ . فقال المحافظ : أنت امرأة محظوظة هذا السيد فون جالس في جلسة الاستقبال وبإمكاني أن اسأله . فنظرت الأم إلى زاوية المكتب ورأت فون ففرحت وقالت : نعم هذا السيد فون من قريتنا وسيشهد على صحة كلامي .
فقال المحافظ : أتعرف هذه المرأة ؟ قال فون : نعم أعرفها , يا إمرأة ألستِ التي تعيشين في طرف القرية ؟ قالت : نعم يا سيدي . فقال فون : ألا تخجلي من نفسك , النمسا في خطر والشباب يذهبون إلى القتال وأنت تريدين أن يمكث أبنك في أحضانك . فقالت : لكنه وحيدي !! فقال : كذبت بل لديك ولدان آخران , أحدهم شاب يستطيع العمل .
ذهلت المرأة ونظرت إلى فون وهي لا تصدق ما تسمعه , وإذا بالمحافظ يقول : أصحيح ما يقول ؟
فقالت : لا يا سيدي لم يصدق في كلامه . فقال لها المحافظ : أنتِ رضيتي بشهادته , ثم أيضاً ما الذي يستفيده السيد فون من الكذب ؟! نساء النمسا يرسلن أولادهن إلى الموت , وأنتِ ترغبين به عن بلدك !!؟ عار عليكِ يا امرأة , أخرجي من مكتبي ولا أريد أن أراكِ مرة أخرى .

صرخت الأم وأقسمت بأن أبنها وحيدها , لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح وأُخرجت من مبنى المحافظ بالقوة .

فرح فون بذلك وطرب كثيراً بنجاح خطته وقال : لقد آن الأوان أن تنسى إيفا حبيبها وما هي إلا مدة قصيرة وتصبح زوجةً لي , فمن المستحيل أن يعيش هذا الشاب وسط هذه الحرب الشرسة وخصوصاً أنه لا يملك خبرة في القتال .
عادت الأم وهي لا تكاد تصدق ما جرى , فقدت الزوج ثم الآن فقدت الابن هذا شيء كثير لا يُحتمل وأصبح فؤادها فارغا . ومع مرور قليل من الأيام تمّلك الحزن الأم وتدهورت حالتها الصحية وفوق ذلك لم تجد ما تقيم بها صلبها إلا قليل من الطعام , مما اضطرها للعمل كخادمة في بيوت الناس لتجمع ما يسد رمقها .

لم يكن قلب الأم هو المنفطر بل إيفا فجعت بهذا الخبر وأخذ منها كل مأخذ وحزنت ولم تستوعب الخبر وتساءلت لماذا كارل ؟ كثير ما سمعنا بأن هناك شبان وحيدي أبائهم ولم يؤخذوا للحرب فكيف بمن هو وحيد أمه الأرملة .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10/11/2011, 03:58 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الثالث :


علمت إيفا بمكيدة السيد فون , فانتظرته حتى قدم من المدينة ثم واجهته وقالت يا سيد فون لقد علمت أنك خلف ذهاب كارل إلى الحرب وأعلم أنك تريد بذلك الزواج مني , لكن عليك أن تعلم أنه من المستحيل أن أرتبط برجل حقير مثلك , ولتعلم أني أحمل لك كرهاً لا تحمله إمرأة قط . فقال فون : هذا لا يهم , ورداً على وقحاتك مع رجل نبيل مثلي سوف أتزوجك وأنت من تطلبين مني ذلك . فقالت : أنت رجل مغرور تظن أن الناس عبيد لمالك . ثم تركته وانصرفت .

مرت الأيام والشهور طويلة ولم ترد من كارل أية رسالة ولا تعلم أمه أين يقاتل ولا تعلم هل هو حي أم قد قُتل . كان هذا لا يطاق على الأم مما زاد من مرضها حيث أصبحت غير قادرة على الخروج وأصبحت تعيش على ما يقدمه بعض أهل قريتها ممن تعاطفوا معها وخصوصاً إيفا التي وظفت نفسها من أجل رعاية الأم وجلب لها ما يقيم صلبها .

ازداد سعير الحرب وطالت مدتها وكثر المشاركون فيها فكانت النمسا وألمانيا ضد روسيا وفرنسا وبريطانيا وجعلت الحرب تأكل من جنودها وخسرت النمسا الكثير من شبابها إما قتلاً أو جرحى . فنادت الحكومة النمساوية أنها تحتاج لكل شاب بل وتحتاج للفتيات من أجل تمريض الجرحى .

سمعت إيفا بهذا الخبر فأرادت أن تجند نفسها ممرضة في جبهات القتال لكن والدها رفض وبكل صرامة . حاولت إيفا إقناع أبيها لكن لا أمل , فقامت بالإضراب عن الطعام وامتنعت عن الأكل حتى ساءت حالتها . فحاول أبوها أن يـثـنـيـها عن عملها لكنها أخبرته إما أن يسمح لها بالذهاب أو تموت جوعاً . الأب عندما رأى تصميم أبنته رضخ للواقع ورضخ لحزمها وصدق تهديها وسمح لها بالذهاب .

ذهبت إيفا بعد أن أوصت إحدى أخواتها بالذهاب إلى أم كارل والاطمئنان عليها . وانضمت إلى الجيش تمرض الجرحى وأخذت في التنقل بين الجنود تسأل عن كارل , لكن جبهات القتال متعددة فهناك الجبهة الروسية والجبهة الفرنسية والجبهة الصربية ومع ذلك أخذت إيفا تحث بالسؤال عن كارل ولكن دون جدوى .

أما الأم فقد تمكن منها الحزن والمرض ولم تستطع الخروج حتى سائت حالتها وحين حضرها الموت كانت أخت إيفا بجانب الأم حين اشتد الألم والمرض وقالت الأم لأخت إيفا أشكرك على العناية بي , لكن لا أظن أنني سأرى الصبح . اذهبي الآن وعودي في الصباح ومعك الكاهن لكي تدفنوني , ولكن قبل أن تخرجي هذه وصيتي ابلغيها لكارل عندما يعود وقولي له أمك تخبرك وتقول لك : ( يا بني لقد كنت بهجتي الوحيدة في هذه الدنيا وكم كنت أتمنى أن أراك قد تزوجت وأنجبت أطفالاً يحبون أمامي , يا بني أرجوك لا تعش فقيراً مثلي , وتزوج وأنجب لكي لا تموت وحيداً مثلي وأعلم بأنك لم تغب عن فكري ) حفظت الأخت الوصية عن ظهر قلب وسمعتها وعيناها تقطر من الدموع وقالت للأم : سأفعل .

عادت أخت إيفا في صباح اليوم التالي وقد وجدت الأم جثة وحيدة وسط كوخ هرم قديم قد قطع قلبها حزن قاسي ومرض أليم . فحُملت ودُفنت بجانب زوجها في مقبرة القرية .

استغل السيد فون موت الأم , وبعلاقاته ونفوذه استطاع أن يستولي على بيتها وقطعة الأرض الصغيرة التي تملكها بحجة أن الأم ليس لديها ما يثبت ملكية البيت وأن الابن منذ سنين لم يعد ولم يسمع عنه أي خبر.
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10/11/2011, 04:03 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الرابع :


كان كارل قد أمضى وقتاً طويلاً في القتال وكلما طلب من قائده رخصة لكي يزور أمه ويطمئن عليها يرفض القائد . وبعدة مدة تعرض قائد كارل للقتل , وجاء قائد آخر . فاستغل كارل هذا التغيير وذهب للقائد الجديد واخبره بأنه يريد الذهاب إلى قريته أيام معدودة لكي يزور أمه فهو وحيدها ولم يرها منذ سنين .
فقال القائد : أنت وحيد أمك ؟! كيف تركتها وجئت إلى الجيش ؟ قال كارل : لقد أتيت لخدمة بلدي والدفاع عنها . فقال له القائد : وتترك أمك وحدها !! حسناً أذهب إلى أمك وبإمكانك العودة متى شئت.

خرج كارل وهولا يصدق أذناه , خرج وهو يطير من الفرح فلقد قطعه الشوق للقاء أمه وقد تمزق فكره في معرفة أخبار أمه وكيف حالها واقسم بأنه سوف يعوض أمه الفترة الطويلة التي قضاها في الحرب . كما حركة الشوق للقاء حبيبته إيفا .

أكملت إيفا بحثها عن كارل وبعد بحث طويل دب اليأس قلبها وقررت العودة إلى قريتها واستغلال رخصتها في الذهاب لرؤية أهلها , وفي أحدى الخيام كانت إيفا تحكي قصتها لصديقتها وعن سبب انضمامها للجيش وفي هذه الأثناء كان هناك أحد الجنود يستمع إليها فناداها وقال لها : أأنت تبحثين عن كارل النجار ؟ صعقت إيفا وقالت بصوت عالي : والدمع ينحدر من عينيها أتعرف كارل ؟ قال : أهو شاب من قرية هيلفنبيرغ ؟ قالت نعم هو إنه هو أتعرفه ؟ قال : نعم أعرفه ؟
إنه في الجبهة الفرنسية في الكتيبة التاسعة عشر .. لكن بكل أسف أخبركِ بأن الفرقة التي كان بها كارل تعرضت لكمين وقيل لي بأن كل أفراد الفرقة تعرضوا للقتل . قالت إيفا : هل رأيت كارل وهو ميت ؟ قال لا , ولكن هذا ما سمعت , وأظن ذلك صحيح إن كارل وضع في أسوء جبهة حيث الحرب قاسية وعنيفة هناك ضد الفرنسيين والإنجليز .

في اليوم التالي ذهبت إيفا وطلبت من القائد أن يرسلها للكتيبة التاسعة عشر . فقال : لا استطيع ذلك , حدود النساء التمريض خلف الخطوط أما في جبهات القتال الفعلية فهناك ممرضون رجال مدربون على القتال والإسعاف .
حاولت إيفا لكنها لم تنجح , عندها أدركها التعب فقد مكثت شهورا طويلة ولم تذهب لزيارة أهلها فضلاَ على أن الأخبار تأتيها بأن فرقة كارل قد أبيدت ومن المحال أن ينجو , وعلى أقل تقدير لو كان قد جرح لجاء إلى هذا المخيم تحديداً .. يئست وتعبت إيفا. فقررت أن تخبر قائدها بأنها تريد استغلال رخصتها والذهاب إلى أهلها .
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10/11/2011, 04:10 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الخامس :


أما كارل فقد وصل إلى قريته وعندما رأى منزل أمه من بعيد أطلق قدميه للريح وجعل يركض ولا يبالي في الصخور أو حواجز المزارع وصل كارل وهو ينادي أمي يا أمي .. دخل المنزل وأخذ يبحث فيه وهو ينادي يا أمي أين أنت يا أمي , ثم وقف ونظر إلى المنزل وقد بدت عليه علامات البيت المهجور .

خرج كارل وعاد إلى القرية والأفكار تذهب به إلى كل احتمال وذهب يركض حتى وصل إلى بيت النجار وعندما رآه لم يلقي التحية وبادره وقال يا سيدي أتعرف أين أمي ؟ قام النجار وهو يحاول أن يخرج الكلمات من فمه وقال : يا بني لقد ماتت أمك منذ مدة طويلة .

شخص كارل بنظره إلى النجار وقال مرة أخرى : يا سيدي أين أمي ؟ وكأنه يريد أن يسمع جواب آخر . فقال النجار : يا بني أنا آسف لمصيبتك لقد ماتت أمك . هنا دخلت ابنة النجار وقالت : يا كارل أنا آسفة لفقدك أمك .

أدرك كارل الخبر وأصبحت الأرض تدور به وسقط على ركبتيه ولم يستطع النهوض وتملكه حزن شديد ثم انفجر بالبكاء وهو يقول كم أنت مسكينة يا أمي , كم أنت مسكينة يا أمي . ثم قال : دلوني على قبرها . فقامت الأخت ودلته على قبرها كما أخبرته بوصيتها .

وبعد مدة من الحزن الشديد تذكر كارل حبيبته إيفا وذهب للسؤال عنها فاخبروه بأنها ذهبت لتمريض الجنود ولم تعد إلى الآن . وعلم أنها خرجت للبحث عنه . فذهل كارل من موقفها وصدق محبتها . ثم سأل أختها : أتعرفين أين هي ؟ فقالت : لا , ولقد تقطع قلب أبي على إيفا حزناً ولم يصلنا منها أي رسالة . لكن ما نعرفه أنها ربما قد قتلت بقصف من طائرات بريطانية ولا ندري صحة هذه الأخبار .

فكر كارل : ليس لدي مال للبحث عنها , سوف أبيع المنزل واذهب للبحث عنها , ولن أعود إلا وهي معي .

ثم ما لبث ان جاء إليه رجل أرسله السيد فون وقال له : سيد كارل إن السيد فون يمنحك يوم واحداً فقط لكي تخرج من البيت وهذه صكوك أملاك البيت باسم السيد فون . فقال كارل : هذا مستحيل !! البيت لأبي كيف ينتقل لفون !؟ فقال له الرجل : لو عارضت سوف نلجأ إلى الشرطة وتسجنك . أنت وأمك كنتما تعيشان في بيت لا تملكانه والناس سكتوا لأنهم متعاطفون معكم .

حاول كارل استعادة المنزل لكن الشرطة أجبرته بقوة القانون على الخروج مما جعل كارل يضطر للذهاب إلى المدينة والبحث عن عمل .
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10/11/2011, 04:20 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الأخير :


بعد مدة عادت إيفا إلى قريتها وبعد أن لقيت أهلها وملأت عيناها منهم بشرتها أختها بأن كارل قد عاد وهو موجود في المدينة وهو بين حين وآخر يأتي لزيارة قبر أمه .

فرحت إيفا ولم تسعها الدنيا من الفرح بهذا الخبر وقالت الآن سوف أنام قريرة العين كارل حي يرزق لا أصدق ما اسمع , لكن يا أختي لماذا ذهب كارل إلى المدينة ؟
قالت أختها لقد استولى السيد فون على منزل كارل مما اضطره للذهاب إلى المدينة , لكن حالته صعبة جداً فكارل كان يعتمد على ثمن المنزل لكي يبدأ حياته من جديد فالأوضاع مع الحرب أصبحت صعبة للغاية .

لما علمت إيفا ذهبت إلى فون وقالت له : سيد فون ما الذي تريده لكي تعيد أرض ومنزل كارل إليه ؟ فقال فون : أن تتزوجيني . فقالت : هل ترغب بالزواج من إمرأة لا تحبك !! كذلك أنت تملك المال الكثير وبإمكانك الزواج من أي إمرأة تريد ؟ فقال : لا يهم أريد أن أتزوجك ولو لشهر واحد ولربما بعد ذلك تحبينني فأنا غني واستطيع إسعادكِ .
قالت إيفا : حسناً إن تزوجتك تعيد لكارل أرضه ومنزله ؟ قال فون : افعل وهذا وعد مني . قالت إذاً قبلت الزواج بك على أن تـنفذ وعدك .
فقال فون : على شرط أن تقوم أختك وتخبر كارل بأنكِ بالفعل قُتلتي في الحرب لكي لا يأتي ويبحث عنك وأنت يجب أن تنسيه مدة زواجنا أو لربما للأبد .
وافقت إيفا وتزوجت من فون وعاشت معه في المدينة وقام فون وأعاد الأرض والبيت لكارل .

قام كارل باستلام المنزل ثم ذهب للسؤال عن إيفا فأخبرته أختها بأن إيفا قد ماتت في الحرب .
نزل هذا الخبر على كارل كالصاعقة فقد كانت إيفا أمله الوحيد في هذه الحياة ثم قال : يا قلبي المسكين لماذا كل من تحبهم يموتون كم أصبحت ثقيلاً بالأحزان هذه إيفا غادرت الحياة ولم تنعم بالعيش مها والزواج بها لقد غادر كل أمل لي بهذه الحياة .

ثم قام كارل وباع المنزل والأرض ثم أخذ المال وذهب إلى المدينة ليستـثمر هذا المال ويطبق وصية أمه وعمل ليل نهار حتى بدأت أوضاعه تتحسن يوم بعد يوم ثم قام كارل وتزوج ليطبق وصية أمه الثانية .

عاش كارل حياة مستقرة فأحواله جيدة خصوصاً أن الحرب انتهت , وانتهت معها الأمبراطورية النمساوية المجرية وانقسمت الإمبراطورية واصبحت النمسا جمهورية مستقلة , ثم مالبث أن رزقه الله ببنتين الأولى سماها باسم أمه والثانية اسمها إيفا .

وبعد سنين وفي أحد شوارع لينز رأي كارل ما لم تصدقه عيناه رأى إيفا وبيدها طفل صغير وبجانبها السيد فون !! ما هذا ما الذي يحدث إنها إيفا لا محالة أعرفها جيداً .
اراد كارل معرفة ما يجري فقرر اللحاق بهم خفية لكي يعلم منزل إيفا ويكلمها .

علم كارل بمنزل إيفا وبدأ يراقب البيت حتى خرجت لوحدها ثم لحق بها وفي أحد الشوارع ناداها : إيــفــا
وقفت إيفا وقد عرفت أن كارل هو صاحب النداء والتفتت وإذا به واقف خلفها
قال كارل : إيفا ما هذا ؟ أنت لازلتِ حية ؟ لقد أخبروني بأنكِ قتلتِ في الحرب !! أيضاً ما هذا أنتِ والسيد فون متزوجان ولديكِ أبناء !.
فقالت :عزيزي كارل لم يكن يراد لنا الزواج , أنا قد تزوجت ولدي أبناء , وأنت متزوج ولديك أبنتان لا يصح أن نلتقي بعد ذلك ما حدث ماضي جميل تبعه ماضي أليم ثم استقرت أمورنا و .... فقاطعها كارل قائلاً : أتعلمين أين أسكن وأنني متزوج ولدي أبناء ؟!! قالت إيفا : نعم كارل , وأرجوك لم يعد في قلبي مكان للحزن إنني أعيش لأبنائي فهم الوحيدون الذين يعطون لحياتي معنى وقيمة , كارل من أجل ما كان بيننا أرجوك أجعل هذا آخر لقاء بيننا وحاول نسياني أرجوك يا كارل .

ثم دارت إيفا وابتعدت وسط زحام المدينة وكارل واقف لا يدري ماذا يقول ولا يكاد يصدق عيناه وأذناه .
لكن كانت كلمات إيفا قد خرجت من قلب مثقل بالأحزان قلب لم يعد يطيق حزناً آخر . عندها أدرك كارل بأن هذا هو الأنسب لهما وأنه إن استمر في الأمر فإنه لن ينجح وسوف يسبب لإيـفـا الكثير من الألآم .

عاد كارل إلى بيته وهو يفكر لدي إبنتان ولن أجعل حياتهما كما كانت حياتي , لقد حزنت بما فيه الكفاية ولا ذنب لهما . وأما إيـفـا فلا أدري ماذا أفعل لأجلها ولربما ما قالته هو الأفضل لنا .
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10/11/2011, 10:47 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/04/2007
المكان: "الرياض"
مشاركات: 1,964
قصة مؤثرة والله

يعطيكـ العافية اخي ربيعة
وموضوعكـ ربما يكون اجمل المواضيع التي قرأتها

شكراً لكـ ولآ تحرمنا من قلمكـ الرائع


hilali+milani

اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10/11/2011, 11:26 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ŚăЯăβ
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/06/2010
المكان: حفراوي+القصيم =موظف بالرياض
مشاركات: 334
الله يعافيك واسمتعت فيها

لاهنت
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11/11/2011, 12:11 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ wele-star
محرر اخبار رابطة مانشستر يونايتد
تاريخ التسجيل: 10/02/2010
المكان: تحت أقدام أمي الغالية
مشاركات: 13,919
عوااااااااااااااااااااااآآآآآآآآآآآفي
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12/11/2011, 12:03 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/04/2007
المكان: "الرياض"
مشاركات: 1,964
من الظلم ان يكون هذا الموضوع في أسفل الصفحة

لكن الله يهدي الي رد على كل المواضيع ^^
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12/11/2011, 12:58 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ موج الخليج الأزرق
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 02/10/2005
المكان: في وطن الهلال
مشاركات: 2,922
قصة رائعة وفيها نوع من انواع التضحية

صح انها مافيها ذاك التشويق ^_^

بس الف شكر لك على جهدك
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:54 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube