مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 10/11/2011, 03:53 AM
المُوصد المُوصد غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 165
الجزء الثاني :

بالفعل اجبر الجنود كارل على التجنيد بحجة الإمبراطورية النمساوية تحتاجك , وأخرجوه من المنزل بالقوة , لكن ألام حاولت إخبار الجنود بأن ابنها هو وحيدها وهو العائل لها لكن توسلاتها وإيضاحاتها ذهبت سدىً .

قام بعض النسوة بإخبار الأم أنها تستطيع الذهاب إلى المحافظ وهو الوحيد القادر على إعادة إبنها , طبعاً هذه المشورة من النسوة بمؤامرة من فون لكي يجعلها تذهب إلى المحافظ الذي لم يكن على علم بهذه المكيدة .

قررت الأم الذهاب إلى المحافظ وطلبه بأن يعيد إليها ولدها , هذا الخبر وصل إلى السيد فون بفضل جواسيسه في القرية وفي اليوم الذي ذهبت فيه الأم إلى المدينة كان السيد فون قد رتب لقاء مع المحافظ في مكتبه .

وصلت الأم وقبلها وصل السيد فون إلى مكتب المحافظ واستطاعت الأم أن تدخل على المحافظ بعد توسلات كثيرة .
ولما دخلت عليه أخبرته بقصتها مع الجنود وأخذهم لأبنها مع أنه وحيدها . فقال المحافظ : إن كان ابنكِ وحيدكِ فلا تقلقي سأعيده إليكِ , ولكن هل لديك ما يثبت كلامك ؟ فقالت الأم : بإمكانك أن ترسل أحداً إلى قريتي ويسأل من يشاء وسوف يخبرك بصدق كلامي . فقال المحافظ : من أين أنتِ ؟ قالت الأم : أنا من قرية هيلفنبيرغ . فقال المحافظ : أنت امرأة محظوظة هذا السيد فون جالس في جلسة الاستقبال وبإمكاني أن اسأله . فنظرت الأم إلى زاوية المكتب ورأت فون ففرحت وقالت : نعم هذا السيد فون من قريتنا وسيشهد على صحة كلامي .
فقال المحافظ : أتعرف هذه المرأة ؟ قال فون : نعم أعرفها , يا إمرأة ألستِ التي تعيشين في طرف القرية ؟ قالت : نعم يا سيدي . فقال فون : ألا تخجلي من نفسك , النمسا في خطر والشباب يذهبون إلى القتال وأنت تريدين أن يمكث أبنك في أحضانك . فقالت : لكنه وحيدي !! فقال : كذبت بل لديك ولدان آخران , أحدهم شاب يستطيع العمل .
ذهلت المرأة ونظرت إلى فون وهي لا تصدق ما تسمعه , وإذا بالمحافظ يقول : أصحيح ما يقول ؟
فقالت : لا يا سيدي لم يصدق في كلامه . فقال لها المحافظ : أنتِ رضيتي بشهادته , ثم أيضاً ما الذي يستفيده السيد فون من الكذب ؟! نساء النمسا يرسلن أولادهن إلى الموت , وأنتِ ترغبين به عن بلدك !!؟ عار عليكِ يا امرأة , أخرجي من مكتبي ولا أريد أن أراكِ مرة أخرى .

صرخت الأم وأقسمت بأن أبنها وحيدها , لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح وأُخرجت من مبنى المحافظ بالقوة .

فرح فون بذلك وطرب كثيراً بنجاح خطته وقال : لقد آن الأوان أن تنسى إيفا حبيبها وما هي إلا مدة قصيرة وتصبح زوجةً لي , فمن المستحيل أن يعيش هذا الشاب وسط هذه الحرب الشرسة وخصوصاً أنه لا يملك خبرة في القتال .
عادت الأم وهي لا تكاد تصدق ما جرى , فقدت الزوج ثم الآن فقدت الابن هذا شيء كثير لا يُحتمل وأصبح فؤادها فارغا . ومع مرور قليل من الأيام تمّلك الحزن الأم وتدهورت حالتها الصحية وفوق ذلك لم تجد ما تقيم بها صلبها إلا قليل من الطعام , مما اضطرها للعمل كخادمة في بيوت الناس لتجمع ما يسد رمقها .

لم يكن قلب الأم هو المنفطر بل إيفا فجعت بهذا الخبر وأخذ منها كل مأخذ وحزنت ولم تستوعب الخبر وتساءلت لماذا كارل ؟ كثير ما سمعنا بأن هناك شبان وحيدي أبائهم ولم يؤخذوا للحرب فكيف بمن هو وحيد أمه الأرملة .
اضافة رد مع اقتباس