الشيخ : حازم شومان نبذة : محتاجين اسعاف على وجه السرعة .. محتاجين عناية مركزة على وجه السرعة ... محتاجين رمضان على وجه السرعة !!؟ .... استمع للمقطع الصوتي
البخلاء والصوم دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب ، ووضع في نفسه إن أكل الشاعر من طعامه فإنه سيهجوه .. غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول:
تغير إذ دخلت عليه حتى .. .. فطنت .. فقلت في عرض المقال
عليَّ اليوم نذر من صيام .. .. فاشرق وجهه مثل الهلال
ومن الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم البخلاء الصائمين قول الشاعر:
أتيت عمرًا سحرًا .. .. فقال: إني صائمٌ
فقلت: إني قاعدٌ .. .. فقال: إني قائمٌ
فقلت: آتيك غدًا .. .. فقال: صومي دائمٌ
ومن ذلك ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً:
رأيت الفضل مكتئبًا .. .. يناغي الخبز والسمكا
فأسبل دمعة لما .. .. رآني قادمًا وبكى
فلما أن حلفت له .. .. بأني صائم ضحكا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فأجمل ذكرياتنا نحن المسلمين في شهر رمضان ، أنزل كتابنا العظيم أو الذكر الحكيم في شهر رمضان ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية185) .
نزل كتابنا في رمضان ، فكانت ذكراه أحلى الذكريات ، وأيامه في الدهر خالدات.
نزل القران الكريم على أمة أمية ، ليخرجها من الظلمات إلى النور.
كلما جاء ذكر رمضان تذكرنا المنة العظيمة بإنزال هذا الكتاب الحكيم على الرسول الكريم ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت:42).
وفي رمضان انتصرنا وغلبنا ـ بإذن الله ـ الباطل ودحرنا الكفر في بدر الكبرى .
وفي رمضان انتصر رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار . قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (آل عمران:123) .
انتصر الإسلام على الكفر في رمضان ، وارتفعت لا اله الا الله محمد رسول الله في رمضان واندحر الإلحاد في رمضان ﴿ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ (آل عمران: من الآية166)
بدر الكبرى كانت في السابع عشر من هذا الشهر ، فكلما مر بنا هذا اليوم ذكرنا بتلك الغزوة المباركة.
في رمضان كانت غزوة الفتح ، فتح مكة ، قال تعالى ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾ (الفتح:1)
فتح رسولنا صلى الله عليه وسلم القلوب بالقران الكريم في رمضان ، وفتح مكة بالتوحيد في رمضان ، فاجتمع الفتحان ، وانتصر الإيمان ، وعلا القرآن ، وفاز حزب الرحمن ، معارك المسلمين الكبرى تقع في رمضان، وانتصارات المسلمين الخالدة كانت في رمضان.
ومن ذكرياتنا في رمضان أن أمين الوحي جبريل عليه السلام كان ينزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر كثيرا فيدارسه القرآن الكريم ويراجع معه آيات الله البينات ، ويثبت حفظه ويتدبر معه تلك الحكم العظيمة والآيات الكريمة، ويعيد عرض هذا الكتاب عليه ، ويتأنق معه في التلاوة ، ويجود معه الوحي، فكانا في أعظم عبادة واجل قربة وأحسن مجلس.
ومن ذكرياتنا في رمضان اجتماع الصدر الأول من الصحابة في صلاة التراويح فكانوا يسمعون لإمام واحد وهو يتلو عليهم كتاب ربهم فيخشعون ويبكون ويتدبرون.
يطول بهم الليل فيقصرونه بالقيام ، فلو رأيتهم وقد سالت منهم الدموع وثبت في قلوبهم الخشوع ، فهم في قيام وسجود وركوع.
ولو رأيتهم وقد هلت منهم العبرات وارتفعت منهم الزفرات وضجوا على رب السموات والأرض.
ولو رأيتهم وقد وجلت منهم القلوب واقشعرت منهم الجلود وجادت بدمعها العيون.
ومن ذكرياتنا في رمضان أنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، وتقيد فيه الشياطين، وهذه من أحلى الذكريات يوم يشعر المؤمن انه مرحوم في هذا الشهر الكريم،وأن إغواء الشياطين مصروف عنه في هذه الأيام المباركة . ثم إن لكل صائم في هذا الشهر فرحتين يفرح بفطره ويفرح بلقاء ربه تبارك وتعالى. فكلما تجدد هذا الشهر تجدد معه الفرح وزاد الأنس والسرور.
وهذا الشهر كفارة لما بينه وبين رمضان الماضي كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام في الصحيح،فهو شهر يحمل ذاكرة مجيدة لكل مسلم يوم يعلم انه مطهر له من السيئات والخطايا
رمضان شهر الفقراء والمساكين فهم يجدون فيه السخاء والعطاء من الأغنياء ، ويجدون العون والمدد من الأثرياء ، فكثير منهم يسعد في هذا الشهر بما يجود الله به على أيدي الباذلين.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه غيرهم"
فباب الريان له مكانة عظيمة في رمضان عند عباد الرحمن.
أتاك شهر السعد والمكرمات فحيه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران أتحفتنا أنت المنى يا زمن الصالحات
اللهم أعد علينا رمضان أياما عديدة، وأعواما مديدة، في ثياب من البر والتوبة جديدة.
أخي الصائم
كثيرا ما يدور الحديث بين الناس حول بعض الممارسات الاجتماعية الخاطئة في رمضان , والتي فشت في المجتمع فشو الغبار , حتى لم تدع بيتا إلا داهمته , أو على الأقل تركت عليه مسحة من التقليد , هذا إذا استطاع هذا البيت العتيد الصمود أمام طغيان العادة على التدبير والعقل والاستقلالية .
وكثير من هذه العادات مستهجنة عند جميع الناس قولا أو على أقل تقدير عند كثير منهم ولكنهم ينهزمون أمامها عملا فهم يتحدثون عنها حديث المنكر المتبرم , ويقعون في شباكها كالعصافير الجائعة .
ولعل من أبرز هذه الظواهر المريضة الإسراف في إعداد مائدة الإفطار, فقبيل شهر رمضان المبارك تشهد أسواق المواد الغذائية تدفقا بشريا هائلا ، يحدث إرباكا كبيرا في التسوق كما يحدث اختناقات خطيرة في المرور ويجعل المجتمع كله في هيئة استعداد ضخم لموسم غذائي , وليس لموسم عبادي , فتزداد التكاليف وتتضاعف على كاهل راعي الأسرة وعائلها , وتتراكم المواد الغذائية في المنازل وتبدأ رحلة العذاب لراعية المنزل في إعداد الإفطار العشري ( الذي لا يقل عن عشرة أصناف )
فلا وقت لديها لتلتفت إلى تربية أولادها ولا تملك الزمن الذي تقرأ فيه وردها ولا تخشع في صلاتها ولا تسل عن مفاصلها ولا عن نفسيتها حين تنتهي المهمة مع الأذان أو بعده بقليل وقد اشتعلت أعصابها وهي تصارع الوقت مخافة أن يصرعها فلا يبقى لها جسد ولا تهدأ لها روح .
فهل حقا نحن نحتاج إلى كل هذا الإمدادات الغذائية الشرهة إذا صمنا ؟
لا أظن ذلك
فبطن الإنسان لا يتوسع إذا صام بل يضيق .
ولكن الذي يتسع هو عينه فقط ولا سيما حين يتسوق بعد العصر , وقد بدأت أسرة الجهاز الهضمي تتناوب في إرسال الاستغاثات إلى الدماغ لطلب الغذاء فيذهب صاحبنا يلبي رغبة كل فرد في هذه الأسرة الهضمية على حدة , كما يحرص أن يلبي جميع رغبات أسرته الكريمة , وهنيئاً مريئاً لمحلات بيع المواد الغذائية !! ويا عون الله للعائلين .
أخي الصائم
لماذا نواصل السير في الدروب التي خبرنا آفاتها وتكسرت في أقدامنا أشواكها لماذا لا نتفق الآن على اتخاذ قرار ثنائي بيني وبينك أن نوقف تسلط هذه العادة على حياتنا , ولتكن وجبة الإفطار كغيرها من الوجبات التي كنا نتناولها قبل رمضان , تتنوع موادها الغذائية وتتكامل ولا تتضخم فتشبعنا وتمتعنا ولا تتخمنا وتغذينا ولا ترهقنا.
فإذا كان للصيام أثر طبي رائع على الجسد من صحة وحيوية وتقوية لجهاز المناعة , ووقاية من العلل والأمراض والسموم المتراكمة في خلاياه كما يجزم بذلك الأطباء . فإن الإفراط في الطعام يهدم هذا الأثر ويحرم الصائم من منفعة عظيمة كانت بين يديه ولنتذكر دائما وصية خالقنا الحنان المنان لنا في محكم التنزيل ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ) (لأعراف: 31) . وما أجمل أن يرحل رمضان عنا وقد تحسن وزننا وصحت أجسادنا كما تصح فيه أرواحنا , إذن لاستقبلنا عيدنا ونحن في غاية السعادة والعافية .
alQibla
kfh ( بخانة البحث اكتب هالحروف وبيطلع لك تطبيق القرآن الكريم جميل جداً جداً وأفضل تطبيق للآيفون من بيت التمويل الكويتي الله يجزاهم خير )
صوت القرآن
الموسوعة الحديثية
أبواب الخير
على الطاري .. هالشهر الحمدلله فيه أشياء كثيرة مختلفة
/،
لله الحمد ما تابعت أي مسلسل ..
الأمر الآخر عقدت اتفاقية مع العائلة الكريمة أننا ما نجعل شهر رمضان شهر أكل وشرب ونفخ بطون .. صحيح ما فيه تجاوب كبير لكن أأكد لكم أن الوضع أفضل من السنوات المنصرمة بكثير .. خصوصاً من الجانب الشخصي ما أهتم كثير للأكلات الرمضانية وأساساً الأكل كله على بعضه علاقتي معه مهيب مثل أول ..
رمضان السنة هذي بيجري على غير العادة كل سنة العلامة المميزة في رمضان جمعتنا أنا وولد عمي وصديقنا الحبيب .. ولد عمي سافر يدرس في دولة الكفر أمريكا قبل كم يوم وصاحبنا جاي إجازة وبيرجع أمريكا في عشرين وبكمل رمضان مع نفسي أنا سديييييق نفسسسي ..
alQibla
kfh ( بخانة البحث اكتب هالحروف وبيطلع لك تطبيق القرآن الكريم جميل جداً جداً وأفضل تطبيق للآيفون من بيت التمويل الكويتي الله يجزاهم خير )
صوت القرآن
الموسوعة الحديثية
أبواب الخير
الصوم طاعة لله سبحانه وتعالى. قال محمد صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه".
وينال الصائم رضى الله سبحانه وتعالى. قال محمد صلى الله عليه وسلم:
"للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح وإذا لقي ربّه فرح".
يعلم المسلم الصبر على العطش والجوع وتحمل المصاعب في سبيل الله.
يشعر المسلم بشعور الفقراء والمحتاجين عندما يحرم من الطعام والشراب.
يشعر المسلمون بالأخوة والتعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء في رمضان.
ما هي الفوائد الصحية للصوم؟
أثبت الطب الحديث أن الصوم يريح المعدة وينظم عمل الجهاز الهضمي
ويخلص الجسم من الزوائد والسموم.
هذا إذا ما اتبع الصائم آداب الإفطار فتناول بعض التمر والماءأو الشوربة
والسلطة وارتاح قليلاً أو قام لصلاة المغرب ثم أتم تناول وجبته باعتدال ,
فلا يبالغ (أي يكثر) في طعامه أو شرابه.
صباحكم طاعة تشرق بها أيامكم ..... وتزهوا بها آمالكم
ظاهرة الإسراف في رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد .
الإسراف من الذنوب والخطايا التي وقعت في الأمم المنحرفة وقد نها الله عنه وذمه فقال تعالى ﴿ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(لأعراف: من الآية31) .
الإسراف عادة لقوم لا يرجون لله وقارا ، ولا يحترمون نعم الله عز وجل، قال سبحانه﴿ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾.(الاسراء: الآيتان 26 – 27) . لقد أكثر بعض الناس من الإسراف في رمضان . فمن صور الإسراف: الإكثار من الطعام فوق الحاجة ، فان من الناس من تعود كثرة المطعومات والمشروبات ، فتراه في رمضان يملأ مائدته في الإفطار والسحور بكل ما لذ وطاب ثم تكون عرضة للإتلاف والرمي .
يا أيها الصائم إياك إياك والإسراف ، إن في المسلمين فقراء ومساكين ومحتاجين ومملقين ففطر عباد الله بما زاد على حاجتك لتكون لك ذخرا عند الله عز وجل ، قال سبحانه عن عباده الصالحين : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ﴾(الإنسان:8- 10)
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " يقول عز وجل يوم القيامة : يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني قال وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فما أطعمته ، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.." الحديث ومن صور الإسراف : الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب ، وخاصة في النهار ، فان بعض الصائمين جعلوا من أيامهم غفلة وسباتا عميقا ، والعجيب أن هؤلاء يسرفون في سهر لا طائل من ورائه ، سهر ضائع في القيل والقال والتوافه، والبعض يسهر في مزاولة أمور محرمة ومكروهة تغضب المولى تبارك وتعالى . ومن صور الإسراف: الإسراف في الإعداد لعيد الفطر وتكليف النفس فوق طاقتها والتبذير في الإنفاق من لباس وهيئة ولعب ومباهج حتى إنك لترى بعض الفئات من الناس ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات بينما هم أبخل الناس في أبواب الخير وفي طرق البر .
فيا من أنعم الله عليه بالمال ، في المجتمع يتيم وفي الناس مسكين ، وفي جوارك فقير ، ألا تطعم جائعا ، ألا تكسو عاريا ، ألا تبني مسجدا ، ألا تواصل منقطعا، ألا تفك كربة مكروب.
ومن صور الإسراف عند بعض الصائمين كثرة الزيارة من غير طائل ولا فائدة والإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة، والاجتماع بالآخرين لغير نفع، فيذهب الزمن هدرا والعمر بددا والأيام ضياعا والأوقات لعبا ولسان الحال يقول ﴿ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾.
كذلك كثرة اجتماعات الناس على غير منفعة ، وكثرة المجالس الفارغة.
تعيش الدهر ويحك في غرور بها حتى إذا مت انتهيتا
ومن صور الإسراف : إدمان التسلية والترفيه في اللعب من كرة وتمارين رياضية ، وتنزهات ونحوها على حساب وقت الجد والعبادة والذكر والتلاوة وتحصيل العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى إن بعض الناس يدفع الوقت دفعا عجيبا وينفقه بيد التبذير وغدا سيعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي شيء فعل .
إذا أنت لم ترحل بزاد في التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان ارصدا
ولعل صور الإسراف عند كثير من الناس متعددة.
* قوم أسرفوا في المعاصي والذنوب ، فإسرافهم أخطر إسراف وأسوأ تبذير
* وقوم أسرفوا في الوقت فنثروه شذر مذر وهم من أعظم الناس حسرة يوم العرض الأكبر.
* وقوم أسرفوا في الطعام والشراب واللباس فما زادهم إلا تعاسة وقلقا.
*وقوم أسرفوا في المباحات من لعب وتسليات وتنزهات فهم في الحقيقة مغبونون في أعمارهم.
لعلك تشاركني العجب من قوم جعلوا صيامهم حجة لهم وعذرا عن تقصيرهم في أداء واجباتهم على الوجه الحسن , فعللوا تأخرهم في قدومهم إلى وظائفهم بأنهم كانوا نائمين , ونوم الصائم عبادة !! وعللوا تراخيهم عن إتقان أعمالهم بأنهم مرهقون بسبب الجوع أو العطش , وللصائم الحق في أن يخفف عنه من جهد العمل ومشقته , وعللوا خروجهم المبكر قبل أن يستوفي وقت العمل حقه , بأنهم محتاجون لقضاء بعض اللوازم للإفطار !! وعللوا تذمرهم من المراجعين ,وسلاطة ألسنتهم على الناس بأنهم .. أستغفر الله .. صائمون !!
فياليت شعري كيف يفسر هؤلاء أثر الصيام على أنفسهم ,وكيف يفصلونه على قدود مشتهياتهم ؟!
رمضان شهر العمل والبذل والعطاء لا شهر الكسل والخور والضعف , شهر وقت فيه أكبر الانتصارات في الإسلام في القديم والحديث , فلم يكن عائقاً عن أداء مهمة , ولا داعياً للتقاعس عن إتقان عمل . « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه » . حديث جليل لا يتخلف مراده بتغير الأزمان , وقاعدة عظيمة لا تختل بظرف طارئ كيف والصوم عبادة تؤدى لله , هدفها الأول تربية التقوى في النفس المؤمنة يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) . والتقوى وازع إيماني عميق الجذور , إذا تغلغل في النفس كان حاجزاً مانعاً لها عن كل ما يسخط الله ودافعاً قوياً لها إلى كل ما يحب الله , والإتقان مما يحب الله , وهو من صفات الكمال التي اتصف بها عز وجل قال تعالى ( الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88) فأول ثمرة متوخاة من تقوى تعالى في العمل , مراقبته غز وجل في كل الساعات التي تمضيها _ أخي الموظف الصائم – وأنت تمارس عملك , بأن تكون في مرضاة الله وألا تضيع منها دقيقة واحدة في غير ما يخص وظيفتك , وأن تنشط لمهامك بوعي تام , وأن تكون في موقعك ينبوع أخلاق ونهر عطاء تتدفق بكل خير على مراجعيك دون تذمر منهم أو مشقة عليهم , فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : « اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليه فاشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به».وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : «والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم». تخيل معي لو أن كل صائم منا حمل هذه الراية البيضاء , إذن لبكى الشيطان بكاء مرّاً !! لأننا أفشلنا أكبر مؤامرة خطط لها من أجل إفساد عبادتنا , وذات بيننا .
فما رأيك – أخي الصائم – أن تحمل الراية معي لنكون في كوكبة الصابرين , ونواجه كل متحد لمشاعرنا , أو مستفز لأعصابنا بهذا الهتاف الإيماني : «إني امرؤ صائم» بل فلنحاول أن نناصح زملاءنا في العمل ونذكّرهم إذا رأينا منهم بعض ظواهر هذه الممارسات الخاطئة .. فلعلنا نفوز باستجابة ... ودعوة ... ومثوبة .