مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #50  
قديم 05/08/2011, 07:41 AM
ام فطوم ام فطوم غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 12/11/2010
مشاركات: 10
( الإفطار العشري )


أخي الصائم
كثيرا ما يدور الحديث بين الناس حول بعض الممارسات الاجتماعية الخاطئة في رمضان , والتي فشت في المجتمع فشو الغبار , حتى لم تدع بيتا إلا داهمته , أو على الأقل تركت عليه مسحة من التقليد , هذا إذا استطاع هذا البيت العتيد الصمود أمام طغيان العادة على التدبير والعقل والاستقلالية .

وكثير من هذه العادات مستهجنة عند جميع الناس قولا أو على أقل تقدير عند كثير منهم ولكنهم ينهزمون أمامها عملا فهم يتحدثون عنها حديث المنكر المتبرم , ويقعون في شباكها كالعصافير الجائعة .

ولعل من أبرز هذه الظواهر المريضة الإسراف في إعداد مائدة الإفطار, فقبيل شهر رمضان المبارك تشهد أسواق المواد الغذائية تدفقا بشريا هائلا ، يحدث إرباكا كبيرا في التسوق كما يحدث اختناقات خطيرة في المرور ويجعل المجتمع كله في هيئة استعداد ضخم لموسم غذائي , وليس لموسم عبادي , فتزداد التكاليف وتتضاعف على كاهل راعي الأسرة وعائلها , وتتراكم المواد الغذائية في المنازل وتبدأ رحلة العذاب لراعية المنزل في إعداد الإفطار العشري ( الذي لا يقل عن عشرة أصناف )
فلا وقت لديها لتلتفت إلى تربية أولادها ولا تملك الزمن الذي تقرأ فيه وردها ولا تخشع في صلاتها ولا تسل عن مفاصلها ولا عن نفسيتها حين تنتهي المهمة مع الأذان أو بعده بقليل وقد اشتعلت أعصابها وهي تصارع الوقت مخافة أن يصرعها فلا يبقى لها جسد ولا تهدأ لها روح .

فهل حقا نحن نحتاج إلى كل هذا الإمدادات الغذائية الشرهة إذا صمنا ؟

لا أظن ذلك
فبطن الإنسان لا يتوسع إذا صام بل يضيق .
ولكن الذي يتسع هو عينه فقط ولا سيما حين يتسوق بعد العصر , وقد بدأت أسرة الجهاز الهضمي تتناوب في إرسال الاستغاثات إلى الدماغ لطلب الغذاء فيذهب صاحبنا يلبي رغبة كل فرد في هذه الأسرة الهضمية على حدة , كما يحرص أن يلبي جميع رغبات أسرته الكريمة , وهنيئاً مريئاً لمحلات بيع المواد الغذائية !! ويا عون الله للعائلين .

أخي الصائم
لماذا نواصل السير في الدروب التي خبرنا آفاتها وتكسرت في أقدامنا أشواكها لماذا لا نتفق الآن على اتخاذ قرار ثنائي بيني وبينك أن نوقف تسلط هذه العادة على حياتنا , ولتكن وجبة الإفطار كغيرها من الوجبات التي كنا نتناولها قبل رمضان , تتنوع موادها الغذائية وتتكامل ولا تتضخم فتشبعنا وتمتعنا ولا تتخمنا وتغذينا ولا ترهقنا.

فإذا كان للصيام أثر طبي رائع على الجسد من صحة وحيوية وتقوية لجهاز المناعة , ووقاية من العلل والأمراض والسموم المتراكمة في خلاياه كما يجزم بذلك الأطباء . فإن الإفراط في الطعام يهدم هذا الأثر ويحرم الصائم من منفعة عظيمة كانت بين يديه ولنتذكر دائما وصية خالقنا الحنان المنان لنا في محكم التنزيل ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ) (لأعراف: 31) . وما أجمل أن يرحل رمضان عنا وقد تحسن وزننا وصحت أجسادنا كما تصح فيه أرواحنا , إذن لاستقبلنا عيدنا ونحن في غاية السعادة والعافية .


ترى هل ستعقد هذا القرار الآن ياصاحبي ..آمل ذلك .