ما أجمل العمل بالخفاء .. !
أن تنجز , وتعمل وترى ثمار عملك ..
لكن لا يُعلم من خلف ذلك الإنجاز , لهو شعور بالرضاء عن النفس ,
ولو أن الإنسان بطبيعته يحتاج لمن يشحذ هممه ..
لكن اعمل " خلف الكواليس " ..
جرب واعمل ولا يعلم أحداً بذلك ()
حديثي هنا عن عمل تقدمه لمجموعة ؛ لإسعادهم .. أو لخدمتهم ..
وقد قيل " الاعتذار في البداية خير من الاعتذار في النهاية " ..
أُوكلت إليّ أحد المهمّات , ولِما لطالب تلك المهمة مني , معزة وتقدير في نفسي ,
ولأن تلك المهمة فوق طاقتي , فآثرت على نفسي وقبلت بها ..
مرت الأيام تترى .. فلم أعد أحتمل !
وكنت أقول في نفسي " ليتني اعتذرت في بداية طلبه !
وحانت اللحظة التي قدمت فيها اعتذاري عن المضي قُدماً في إنجاز هذه المهمة ..
صحيح أن الهم انزاح عني , لكن نظرة طالب تلك المهمة عني تغيرت ..
والسبب أني اعتذرت , وأنا قبلت بها في البداية ..
فاعتذاري في البداية ليس عيباً ..
في انتظار لرجل يودع في حسابه ..
معه ابنه الصغير , الذي لطّف الجو وجعل لوقت الانتظار حلاوة : " بابا بابا ""
كنت أرقب نظراته وحركاته , وحمداً لربي أن أباه تأخر أمام الصرافة ..
الكثير من الأوراق على الأرض , يأخذ بعضاً منها ويضعها في السلة ! تعجبت , لكن سريعاً ما ذهب ذلك التعجب ,
لما لحسن تعامل أباه معه .. بالرغم من صغر عمره !
عرفت أن خلف تلك الأشياء .. بيئة طيبة ,
أسأل الله أن يرزق هذا الرجل بر ابنه به ..
موقف مرّ بي .. ليست تجربة فحسب , بل نتج ذلك الفعل من مجموعة تجارب كثيرة ..
قطرات العرق على الجبين سالت ..
منتصف الظهر , أشعة الشمس حارقة !
أنتظر , وما أقسى الانتظار في هذه الأوقات ..
قرأت رسائل جوالي كما هي عادتي حين الانتظار !
تأوهت وتضجرت , صاحبي تأخر كثيراً
..
- صبراً يوسف !! < هذا ما قالته نفسي لي !
- أي صبر يٌطاق ؟
- شاهد هنالك .. !
- أين ؟
- هنالك ذاك النائم ..
- نائم ؟؟
..
..
- مستظلاً بظلال شجرة , متكوماً كيلا تلسعه أشعة الشمس ..
متكئاً على صحيفة ؛ لئلا تتسخ ثيابه , وما يدري بأنه من يجمع الأوساخ !
مطرقاً رأسه ناحية اليمين , نوماً هنيئاً !
- أي هناء ذاك الذي تتحدثين عنه يا نفسي ؟
- ابتسامته توحي بذلك .. !
- مُبتسم وفي هذه الظروف ؟؟ سبحانك ربي .. وهبت السعادة لمن أردت
..
..
رأيته يسير تجاهه , حاملاً بيديه كيساً أبيض ..
جلس أمامه ..
مسك ركبة النائم ! لا يريد أن يفزعه .. فعبرات وجهه المسكين توحي بتعبه , مع تلوّنه بابتسامة ..
لكن أي ابتسامة تلك التي تمحو قسوة التعب !
أخرج من الكيس " قارورة " ماء ..
فتحها وأعطاها إياه ..
شرب من غير شعور , بعضه غسل به وجهه لينعم بنفحة هواء باردة !
ذاك الجالس يزداد غرابة !
..
..
قطع هذا المشهد صاحبي !
- محمد .. محمد أترى ما أراه ؟؟
قام ذاك الشخص بإعطائه الكيس , وبعضاً من المال ..
وذاك " البلديّ " , يشكره .. حتى رأيته يريد أن يقبّل يديه !
يا لهنائك بالأجر العظيم ..
وما يدريكم .. بفضل من الله ثم هذا البسيط يدخل الجنة ..
سمعت وسمعتم بلا شك , بأن وقت المذاكرة الأفضل ربما هو وقت ما بعد الفجر ..
حيث الهدوء .. ولا شيء سواه ~
اطلعت فيما سبق على مقولة للأستاذ " ياسر الحزيمي " ..
يقول بأن وقت المراجعة الأفضل هو ما قبل النوم بنصف ساعة تقريباً ..
كنت قبل مقولته بعض الأحايين أجرب ذلك ..
وأجد نفسي حين القيام من النوم , تسير أمامي المعلومات بشكل سريع ..
وكأن العقل يعمل مراجعة سريعة لما سبقت دراسته ..
هنا الحديث عن المراجعة الثانية .. وربما تكون الثالثة ..
مراجعة سريعة على كامل المنهج - جربوا ذلك ..
سترسخ المعلومات أكثر ..
قالوا سابقاً .. أن من الأمور التي تعين على مذاكرة جيدة ..
هي إعداد المكان مسبقاً , ووضع القلم والمذكرات في مكانك , وجميع الأدوات التي تحتاجها ..
كما الهدوء والإنارة الجيدة .. والجلسة السليمة ~
زد عليهنّ رائحة المكان ..
جرب قبل أن تذاكر , أن تجعل ( البخور ) هو عنوان مكان دراستك ..
سيعطيك شعوراً بالخوض والغوص في عباب هذه المذكرات ..
دوافع وهمم تمنحك إياها .. وزيادة على ذلك راحة نفسية ()
جربوا .. وأخبروني -
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والنجاح دنياً وآخرة ,
من القلب لكم " صادق الشكر والتقدير " لمتابعتكم ..
عن تجربة .. هي تجربة في حياتي ~ عن تجربة .. أضفت لي المزيد , عن تجربة.. جربتها لأدونها ضمن التجارب ’ عن تجربة .. لم تزل تجول في خاطري .. عن تجربة .. تجربة ثانية في عالم الكتابة ~
ولأن لكل عمل نهاية ..
ها هي لحظة توقف " عن تجربة " -
عشتها وإياكم .. سبع عشرة تجربة ..
ستبقى خالدة في الذكرى ()
شكراً لمن شارك .. شكراً لمن أُعجب .. شكراً لمن أضاف ..
بكم أنتم فقط أكملت عن تجربة ..
أتمنى أن تكون تلك التجارب عند حسن ظنّكم ,
وأسأل الله أن يبارك بها ..
كنتُ أكتب تلك التجارب على صفحتي في الفيس بوك .. وكانت النتيجة :
بفضل من الله ثم منكم .. ( 316 إعجاب - 96 تعليق ) هي تاج ووسام ..
وها أنا أقولها لكم " روّاد المنتديات " .. للمنتديات الـ 6 التي تشرفت في وضع ألبوم " عن تجربة " فيها .. أقول :
عشت ُ معكم أياماً , وشاهدت منكم ردوداً لم تزل تعطيني دوافعاً لتقديم المزيد ..
لأجل ذلك .. صار لتلك المنتديات مكانة في القلب ..
وإني لأعدكم بالمزيد بحول الله وقوّته ()
دوافع تترى لا زلت أجنيها من حضوركم ها هنا ..
بارك الله فيكم ..
كلٌ باسمه و من القلب : شكراً لك ..
المحب لكم " يوسف بن حسين العييري - مهب الريح "
|| الخميس 23 / 6 / 1432 هـ
( سبحانك الله وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..