المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > صيـد الإنترنــت
   

صيـد الإنترنــت منتدى للمواضيع والمقالات المميزة والمفيدة المنقولة من المواقع الأخرى .

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05/04/2011, 10:53 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
قصص من التراث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أحبتي ..

في هذه الصفحة المتواضعة ...سأضع بإذن الله ...

ما أجده في النت من قصص قديمة ... لها مغزى وحِكم ...

آمل أن تستمتعوا بقراءتها مع رشفات من القهوة العربية المصحوبة بالهيل




وبيكون كل اسبوع قصتين


اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/04/2011, 10:53 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
قصة راكان بن حثلين


الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين من أشهر فرسا البادية , وأفعاله لم تكن لقبيلته وحدها بل فاخر بها جميع أبناء البادية ولا زلنا نحن نفاخر بها حتى الآن . . . خصوصاً حينما أسره الأتراك وخلص نفيه بفروسيته وصفق له الأتراك مرغمين , فهذا البدوي نحيل القامة هزيل الجسم بارز أشهر الفرسان وصرعه . . . والقصة مشهورة . . . ولا بد في حياة فارس كالشيخ راكان من حوادث طريفة , ومنها هذه الحكاية


يقول الراوي:

كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيا فحصل ذات مرة أن خرج هو ومعه شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان خرج الاثنان لأمر ما . . . وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا , فإذا هما يريان على بعد بيتاً , فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة , فتعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة , فقال الشاب للشيخ : أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظنا منها أنني أنا الشيخ . . . فأجابه راكان : إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني , فاتفقا على ألاَّ يخبراها بشيء ويتركاها تتصرف بحرية تامة , وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما للجلوس , فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظاً على سمعته.


المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر . . . ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ راكان وقالت له : قم واحطب وشب النار ((لمعزبك)) أي عمك أو سيدك وصلح له القهوة.

التفت الشيخ راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا وأخذ الفأس وجمع الحطب وأوقد النار وصنع القهوة . . . هذا كله والشاب جالس لا يحرك ساكناً , امتثال لأمر الشيخ راكان ولما انتهى من صنع القهوة حمل الدلة وصب للشاب حتى انتهى ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما . . . فلما فرغ الشيخ راكان من احتساء قهوته التفت ناحيتها وأنشد يقول مخاطباً الفتاة.







يـا زيـن يللـي فـي ذراعــك نقـاريـش=الحكم حكم الله وحكمك علـى الـراس




إن شيتنـي حشـاش سيـد الحواشـيـش=وإن شيتني حطـاب قـرب لـي الفـاس




وإن شيتنـي خيـال أروي المعاطيـش=واثنـي وراهـم يــوم الأريــاق يـبـاس




الفـرخ لا يغويـك فـي صـفـة الـريـش=طير الحبارى يا اريش العين قرناس





ولما فرغ الشيخ راكان من قصيدته قالت الفتاة : أدخل على الله أي أحلفك بالله ما أنت الشيخ راكان
قال بلى . . . فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة أنها لم تعرفه فضحك الشيخ راكان وهدأ من روعها وأخبرها برهانهما.
إلى لقاءٍ آخر مع قصّة جديدة .:
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/04/2011, 11:23 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان الصولي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/02/2011
مشاركات: 1,660




يا ليت لو كان عندك إضافات عشان ما ينقل موضوعك للصيد ، وهذه إحدى شروط القسم الفرعي اللي هو " صيد الإنترنت " .

إقتباس
منتدى صيد الانترنت وضع للمواضيع المنقوله الهامه والتقارير المفيده
التي تخدم وتفيد المتصفح ..




اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/04/2011, 02:45 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ انفاس الهـجر
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 09/10/2010
المكان: ♥ الــمـديـنـه الـمـنـورة ♥
مشاركات: 5,699
بندر يعطيك العاافيه ياولد العم فكره حلووه
على الاقل نسترجع شووي من ذكرياات المااضي اللي رااح
وياخوفنا انه مع الوقت يضيع مشكور
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07/04/2011, 05:35 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2007
مشاركات: 2,189
فككككرة رااائعه لكن اتمنى ان لآتحصرها بمنطقة معينة او قبيلة معينة اتمنى منك ذلك

فععلا ً ابن حثلين صيته وذذكرة الى الان وقصصة راائعه جدا ً

تقبل مروري
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07/04/2011, 07:16 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
قصة مهمل المهادي


هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت.


يقول الراوي :

مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها.


أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً .

وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر.


فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته .


وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها.


فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . .



فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام.


المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . .


أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا.


كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً.


هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي.


وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل.


فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها.


وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له
دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟


كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . .


وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . .


وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال.


كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام.


هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته.


يتبع....
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/04/2011, 07:17 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول








يـقــول الـمـهـادي والـمـهــادي مـهـمــل=بـي علتـن كــل الـعـرب مــا درى بـهـا
أنـــا وجــعــي مــــن عـلـتــن بـاطـنـيـة=بأقصـى الضمايـر مـا درى ويـن بابهـا
تـقــد الـحـشــا قــــد ولا تـنـثــر الــدمــا=ولا يــدري الهـلـبـاج عـمــا لـجــا بـهــا
وإن أبديـتـهـا بــانــت لـرمـاقــة الــعــدا=وإن أخفيتـهـا ضــاق الحـشـا بالتهابـهـا
أربـــع سـنـيـن وجـارنــا مـجــرم بــنــا=وهو مثل واطي جمرتين مـا درى بهـا
وطـاهـا بـفـرش الـرجـل ليـمـا تمكـنـت=بقـى حـرهـا مــا يـبـرد الـمـاء التهابـهـا
تـرى جارنـا الماضـي علـى كـل طلبـه=لــو كــان مــا يلـقـى شـهـودن غـدابـهـا
ويـا مــا حضيـنـا جـارنـا مــن كـرامـه=بليلـن ولـو نبـغـي الغـبـا مــا ذرى بـهـا
ويــا مــا عطيـنـا جـارنــا مـــن سـبـيـة=لا قـادهــا قـوادهــم مـــا انـثـنــى بــهــا
ونرفـى خمـال الـجـار ولــو داس زلــة=كـمـا تـرفـي البـيـض الـعـذارى ثيـابـهـا
تـرى عندنـا شــاة القصـيـر بـهـا أربــع=يحـلـف بـهـا عـقـارهـا مـــا درى بـهــا
تــنــال يـالـمـهـادي ثـمــانــن كــوامـــل=تـراقـى وتـشـدي بالـعـلا مــن أصابـهـا
لا قــــال مــنــا خــيّــرن فــــرد كـلـمــة=بحضـرات خـوفـن للـرزايـا وفــى بـهـا
الأجــــواد وإن قـاربـتـهـا مــــا تـمـلـهـا=والأنـذال وإن قاربتـهـا عـفـت مــا بـهـا
الأجــواد وإن قـالــوا حـديـثـن وفـوابــه=والأنـــذال مـنـطـوق الحـكـايـا كـذابـهــا
الأجـواد مثـل العـد مــن ورده ارتــوى=والأنـــذال لا تـسـقـى ولا ينـسـقـا بــهــا
الأجــواد تجـعـل نيلـهـا دون عرضـهـا=والأنــذال تجـعـل نيـلـهـا فـــي رقـابـهـا
الأجــواد مـثـل الـزمـل للشـيـل يرتـكـي=والأنذال مثـل الحشـور كثيـر الرغابهـا
الأجـواد لــو ضعـفـو وراهــم عـراشـه=والأنــذال لــو سمـنـو معـايـا صـلابـهـا
الأجـواد يطـرد همـهـم طــول عزمـهـم=والأنــذال يصـبـح همـهـم فــي رقـابـهـا
الأجــــواد تـشـبــه قــارتــن مـطـلـحـبـة=لا دارهـــا الـبــردان يـلـقــى الـذرابـهــا
الأجـــواد تـشـبـه للـجـبـال الـــذي بـهــا=شـــرب وظـــل والــــذي يـنـهـقـا بــهــا
الأجـــواد صنـدوقـيـن مـســك وعـنـبـر=لافـتــحــن أبـوابــهــا جـــــاك مــابــهــا
الأجـواد مثـل البـدر فــي ليـلـة الـدجـى=والأنــذال ظلـمـا تايـهـن مــن سـرابـهـا
الأجـواد مثـل الـدر فــي شـامـخ الــذرا=والأنـذال مثـل الـشـري مــرن شرابـهـا
الأجـــواد وأن حايلـتـهـم مـــا تـحـايـلـو=وأنـــذال أدنـــى حـيـلـتـن ثــــم جـابـهــا
الأنــذال لــو غسـلـوا يـديـهـم تنـجـسـت=نـجـاسـة قـلـوبـن مـــا يـســر الـدوابـهـا
يــــا رب لا تـجـعــل الأجــــواد نـكـبــة=من حيث لا ضعف الضعيـف التجابهـا
أنا أحـب نفسـي يرخـص الـزاد عندهـا=يقـطـعـك يـــا نـفــس جــزاهــا هـبـابـهـا
يــا عــل نفـسـن مــا لـلأجـواد عـنـدهـا=وقـارن عسـى مـا تهتـنـي فــي شبابـهـا
عـلـيـك بـعـيـن الـشـيـح لا جــــت وارد=خـــل الـخـبـاري فـــإن مـاهــا هبـابـهـا
تــرى ظـبـي رمـــان بـرمــان راغـــب=والأرزاق بالدنيـا وهــو مــا درى بـهـا
سـقـا الحـيـا مــا بـيـن تـيـمـا وغـربــت=يمـيـن عمـيـق الـجـزع ملـفـا هضـابـهـا
سـقــا الـولــي مـــن مـزنـتـن عـقـربـيـة=تـنـشـر أدقـــاق وبـلـهـا مـــن سحـابـهـا
اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذي=سـنـاذي وذي بالـوبـل غـــرق ربـابـهـا
نسف الغثا سيبان ما هـا اليـا أصبحـت=يحيل الحـول والمـا ناقعـن فـي شعابهـا
دار لـنــا مـــا هــــي بــــدران لـغـيـرنـا=والأجـنـاب لـــو حـنــا بـعـيـدن تهـابـهـا
يـذلــون مـــن دهـمــا دهـــوم نـجـرهــا=نفـجـي بـهـا غــزات مــن لا درى بـهـا
ترى الدار كالعـذرى إلـى عـاد مـا بهـا=حـزن غـيـورن كــل مــن جــاز نابـهـا
فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا=نـصـد عنـهـا مــا غــدا مــن هضـابـهـا
تـهـامـيـة الـرجـلـيـن نـجـديــة الـحــشــا=عـذابـي مـــن الـخــلان وأنـــا عـذابـهـا
أريتـك إلـى مـا مسنـا الجـوع والضـمـا=واحـتـرمـن الـجــوزا علـيـنـا التـهـابـهـا
وحمـى علينـا الرمـل و استاقـد الحصـا=وحمـى علـى روس المبـادي هضابـهـا
وطلـن عــذرن مــن ورانــا و شـارفـن=عـمـالـيـق مــطــوي الـعـبـايــا ثـيـابـهــا
سـقـانــي بــكــأس الــحـــب دومـنـهـنــه=عنـدل مـن البـيـض الـعـذارى أطنابـهـا
وإلـى سـرت منـا يـا سعـود بـن راشــد=علـى حرتـن نسـل الجديـعـي ضرابـهـا
سـرهــا وتـلـفــي مــــن سـبـيــع قـبـيـلـة=كـرام اللحـا فـي طــوع الأيــدي لبابـهـا
فـــلا بـــد مـــا نـرمــي سـبـيـع بـغــارة=علـى جـرد الأيــدي دروعـهـا زهابـهـا
وأنـــــا زبـــــون الـجــاذيــات مـهــمــل=إلــى عـزبــوا ذود المصـالـيـح جـابـهـا
علـيـهـا مـــن أولاد الـمـهــادي غـلـمــه=الـيـا طعـنـوا مــا ثمـنـوا فــي أعقـابـهـا
محا الله عجوزن من سبيـع بـن عامـر=مـــا عـلـمــت قـرانـهــا فــــي شـبـابـهـا
لـهـا ولــدن مــا حــاش يـومـن غنـيـمـة=ســوى كلمتـيـن عجـفـة تـمـزا وجابـهـا
يعنونهـا عسمـان الأيـدي عــن العـضـا=محـا الله دنـيـا مــا خذيـنـا القـضـا بـهـا
عـيـون الـعـدا كــم نـوخـن مــن قبـيـلـة=لا قــــام بــــذاخ إلا جــاعـــر يـهـابـهــا
وأنـــا أظـــن دار شـــد عـنـهـا مـفــرج=حـقـيـق يـــا دار الـخـنـا فـــي خـرابـهـا
وأنـــا أظـــن دار نـــزل فـيـهـا مـفــرج=لا بــــد يـنــبــت زعـفــرانــن تـرابــهــا
فـتــى مـــا يــظــم الــمــال إلا وداعــــة=و لـو يمـلـك الدنـيـا جميـعـن صخابـهـا
رحــل جـارنـا مــا جـــاه مـنــا رزيـــة=وإن جتنـا مـنـه مــا جــاه مـنـا عتابـهـا
وصـلـوا عـلــى سـيــد الـبـرايـا مـحـمـد=مــا لعـلـع الجـمـري بـعـالـي هضـابـهـا




كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما.


أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام.

وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية.


إلى اللقاء وقصّة جديدة
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/04/2011, 12:51 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/06/2008
المكان: الظهران
مشاركات: 1,970
صامل انت يعني كل اسبوع...


ماينفع تقدم شوي......


لاهنت ياذيبان


تقبل مروري.........................
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07/04/2011, 12:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة kalasnikov
صامل انت يعني كل اسبوع...


ماينفع تقدم شوي......


لاهنت ياذيبان


تقبل مروري.........................

احسن
كل اثنين
وخميس
ولا وش رايك

لان القصص بتكون طويله
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09/04/2011, 05:46 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ FAISAL AL7RBY
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/04/2010
المكان: عـادة الأيـام تأخـذ ماتعـيـد :: ولابد من وقت يكشـف ماخفـى
مشاركات: 74,181
الله يعطيك الف عافيه

و اخيرا عرفت قصة ابن حثلين

تحياتي لك
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 09/04/2011, 05:57 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيم سام6
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/07/2005
مشاركات: 30,199
يعافيك ربي اخوي بندر ع المجهود الرائع

ماشاء الله عليك ، لآيوقف

جأإري المتآبعة
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09/04/2011, 07:17 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ *زعيمه جنوبيه*
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/02/2010
المكان: عسير
مشاركات: 4,783
شكرا بندر البرقاوي’’

لكن اللي أحب اذكرك به’’

ان مهمل المهادي من اجدادي وقبيلتنا المهادي وانا من نسل هالقبيله وفعلا افتخر بجدي مهمل الله يرحمه ويذكره بالخير’’

عوافي’’
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09/04/2011, 04:44 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة *زعـيـمـه جـنوبـيـه*
شكرا بندر البرقاوي’’

لكن اللي أحب اذكرك به’’

ان مهمل المهادي من اجدادي وقبيلتنا المهادي وانا من نسل هالقبيله وفعلا افتخر بجدي مهمل الله يرحمه ويذكره بالخير’’

عوافي’’

والنعم
في
قحطان كلها
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10/04/2011, 12:31 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2007
مشاركات: 2,189
الله يرحممه فعلآ كان رجل فارس وشجاع وحكيم

يعععععطيك العافية اخوي بندر
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11/04/2011, 01:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
رجعنا
قصة عبدالرحمن التميمي


نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد . . . ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ . . . فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها . . . فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع من شدة تدينه . . . وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه . . . وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها . . . حتى انتبهت له . . .


فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سراً بينهما . . . ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته . . . فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً لحفظ حق ولدها . . . فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية وقالوا له نريدك للذهاب معنا . . . فرفض . . . فأخبروه . . . وخرجوا به من القرية وقصدوا البر . . .


وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته . . . إلا أنه لم يستمع له وقتله . . . ونزلوا . . . فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها . . . فلم يقبل . . . فأصروا عليه وهو يرفض . . . فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله . . . فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات







يـقـول التميـمـي الـــذي شـــب مـتــرف=مدى العمـر مـا شـيء فـي زمانـه جـاه



يــا ركــب يلـلـي مــن صـحّــي تقـلـلـوا=مـــن نـجــد لـلـريـف الـمـريــف مــــداه



رحـلـنـا مـــن جـــو عـكــلا وقـوضــوا=عـلــى كــــل هــبــاع الـيـديــن خــطــاه



طــووا بـنــا الـدهـنـا والإنـســان مـالــه=إلا أن مـــــا يــكــتــب عــلــيــه لـــقـــاه



لـقـوا جـازيــن فـــي دوحـــة مستـظـلـه=حــمـــاه عـــــن لــفـــح الـســمــوم ذراه



خذوها فـلا بالرمـح زرقـن ولا العصـا=ولا قـلـطــوا حــبــل الـعـقــال عــصــاه



غشاهـا لذيـذ الـنـوم والـنـوم كــم غـشـا=مــن الـنــاس حـــذرن وابـتـلـوه عـــداه



فـقــلــت نـحــوانــي ومـثــلــي مـثـلــهــم=يـشـكـي الـيــا مــــن الــزمــان وطــــاه



دعـوهـا بيـلـن كــود مـــن ذي فعـايـلـه=يـجــزى عـلــى فـعـلـه يـشــوف أمـنــاه



يـا شمـل يـا مامونـة الهجـن هــو ذلــي=إلـــى دار مـــن يـصـعـب عـلــى لــقــاه



ادقاق حجل أطراف يـا نـاق وإن طـرا=عـلــى الـبــال زاده مـــن عـنــاه شـقــاه



مـحـا الله قـصـرن حــال بيـنـي وبينـهـا=نـجـمــن مــــن الـمـولــى يــهــد أبــنــاه



أبـغـي الـيـاهـد الـعــلا مـــن قـصـورهـا=تــذهــل عـطـيــرات الـجـيــوب حــيــاه



يظهـر عشيـري سالمـن مــن ربوعـهـا=هـــــذال مــطــلــوب الــفــتــى ومـــنـــه



ألا عــيــنـــي الــيــاريـــت صــاحــبـــي=جضعيـعـن لـغـيـري واحـتـرمـت لـقــاه



يـصـيـر ممـلـوكـن لـغـيـري ويـهـتــوي=وسـاقـيــه مــــا يـنـحــي عــلــيّ بــمــاه



دع ذا وسـل وأيـهـا الـمـلا فــي محلـتـم=ســـرا يـفـتـح الـظـلـمـا شــعــاع ســنــاه



لا تـكــن بـأمــر الله تـطـلــق أركــونــه=عـزايــلــه وصـــــف الـســحــاب أرداه



حـــوراك تـبـنـي والـذراعـيــن زجــــن=مــن الـريــح زعـاجــن وطـــار سـنــاه



وطا ما وطـا واللـي محـا بعـد مـا نجـا=غـطـا مــا وطــا والـلـي وطــاه غـطـاه



محا مـا محـا واللـي محـا بعـد مـا نحـا=مـحـا مــا مـحــا والـلــي نـحــاه مـحــاه



عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصا=نصـا مــا عـطـا والـلـي نـصـاه عـطـاه



وإن كان لي ظـن وهاجـوس خاطـري=قـــد حــــال بــيــن الـبـازمـيـن غــشــاه



مـــن بـاعـنـا بالـهـجـر بـعـنــاه بـالـنـيـا=ومـن جــذ حبـلـي مــا وصـلـت رشــاه



إلا قـفـا جــزا الأقــا ولا خـيـر بالـفـتـى=يـتـبــع هــــوى مــــن يـطــيــع هـــــواه



خليـلـي يـشـادي خـاتـم الـعـاج وسـطـه=تــقــول انــفــرج لــــولا الـبــريــم زواه



خليلـي خـلا قلـبـي مــن الـولـف غـيـره=عــفــت إلا خــــلا والــخــدون حـــــذاه



خليلـي ولــو جــا البـحـر بيـنـي وبيـنـه=ذبــيــت روحــــي فــــوق غــيــة مــــاه



خلـيـلـي لـــو يـرعــا الـجــراد رعـيـتـه=أهـظــلــه مـــــن حـشـمـتــه ورصـــــاه



خليـلـي لـــو يـــزرع زريـعــن سقـيـتـه=مــن الـدمـع وإن شــح السـحـاب بـمــاه



خليـلـي لــو يـبـرز عـلـى الـثـرا ريـقــه=إذا ســكــر والـتـاجــر يــزيـــد شـــــراه



خليـلـي ولــو يـطـا عـلــى قـبــر مـيــت=بـأمــر الـولــي حـاكــاه حـيــن وطــــاه



خلـيـلـي مـعـســول الشـفـاتـيـن فـاتـنــي=كــمــا فــــات لــقــاي الــدلـــي رشـــــاه



كن عن صغير السـن حـذرن ولا تكـن=دنــــو عــــن اليـاشـفـتـه بــــس ســفـــاه



أن كـان مــا جــاوز ثــلاث مــع أربــع=وعـشــر فــــلا يـشـفــي الــفــؤاد لــقــاه



تعـاديـه مــا يــدري تصافـيـه مــا درى=مـا سمـع مـن غالـبـي الحـديـث أحـكـاه



عضـيـت روس أنامـلـي فــي نـواجـدي=وقــلــت آه مــــن حـــــر الـمـصـيـبـة آه



لـــو أن فـــي قــــول آه طــــب لـعـلـتـي=كـثــرت أنـــا فـــي ضـامــري قـــول آه





ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً . . . فانتظروا وطال انتظارهم , فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة . . . قتله الحب قبل أن يقتلوه.


للعيونكم قصتين
اليوم
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:29 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube