الموضوع: قصص من التراث
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 07/04/2011, 07:17 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
بندر البرقاوي 511 بندر البرقاوي 511 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول








يـقــول الـمـهـادي والـمـهــادي مـهـمــل=بـي علتـن كــل الـعـرب مــا درى بـهـا
أنـــا وجــعــي مــــن عـلـتــن بـاطـنـيـة=بأقصـى الضمايـر مـا درى ويـن بابهـا
تـقــد الـحـشــا قــــد ولا تـنـثــر الــدمــا=ولا يــدري الهـلـبـاج عـمــا لـجــا بـهــا
وإن أبديـتـهـا بــانــت لـرمـاقــة الــعــدا=وإن أخفيتـهـا ضــاق الحـشـا بالتهابـهـا
أربـــع سـنـيـن وجـارنــا مـجــرم بــنــا=وهو مثل واطي جمرتين مـا درى بهـا
وطـاهـا بـفـرش الـرجـل ليـمـا تمكـنـت=بقـى حـرهـا مــا يـبـرد الـمـاء التهابـهـا
تـرى جارنـا الماضـي علـى كـل طلبـه=لــو كــان مــا يلـقـى شـهـودن غـدابـهـا
ويـا مــا حضيـنـا جـارنـا مــن كـرامـه=بليلـن ولـو نبـغـي الغـبـا مــا ذرى بـهـا
ويــا مــا عطيـنـا جـارنــا مـــن سـبـيـة=لا قـادهــا قـوادهــم مـــا انـثـنــى بــهــا
ونرفـى خمـال الـجـار ولــو داس زلــة=كـمـا تـرفـي البـيـض الـعـذارى ثيـابـهـا
تـرى عندنـا شــاة القصـيـر بـهـا أربــع=يحـلـف بـهـا عـقـارهـا مـــا درى بـهــا
تــنــال يـالـمـهـادي ثـمــانــن كــوامـــل=تـراقـى وتـشـدي بالـعـلا مــن أصابـهـا
لا قــــال مــنــا خــيّــرن فــــرد كـلـمــة=بحضـرات خـوفـن للـرزايـا وفــى بـهـا
الأجــــواد وإن قـاربـتـهـا مــــا تـمـلـهـا=والأنـذال وإن قاربتـهـا عـفـت مــا بـهـا
الأجــواد وإن قـالــوا حـديـثـن وفـوابــه=والأنـــذال مـنـطـوق الحـكـايـا كـذابـهــا
الأجـواد مثـل العـد مــن ورده ارتــوى=والأنـــذال لا تـسـقـى ولا ينـسـقـا بــهــا
الأجــواد تجـعـل نيلـهـا دون عرضـهـا=والأنــذال تجـعـل نيـلـهـا فـــي رقـابـهـا
الأجــواد مـثـل الـزمـل للشـيـل يرتـكـي=والأنذال مثـل الحشـور كثيـر الرغابهـا
الأجـواد لــو ضعـفـو وراهــم عـراشـه=والأنــذال لــو سمـنـو معـايـا صـلابـهـا
الأجـواد يطـرد همـهـم طــول عزمـهـم=والأنــذال يصـبـح همـهـم فــي رقـابـهـا
الأجــــواد تـشـبــه قــارتــن مـطـلـحـبـة=لا دارهـــا الـبــردان يـلـقــى الـذرابـهــا
الأجـــواد تـشـبـه للـجـبـال الـــذي بـهــا=شـــرب وظـــل والــــذي يـنـهـقـا بــهــا
الأجـــواد صنـدوقـيـن مـســك وعـنـبـر=لافـتــحــن أبـوابــهــا جـــــاك مــابــهــا
الأجـواد مثـل البـدر فــي ليـلـة الـدجـى=والأنــذال ظلـمـا تايـهـن مــن سـرابـهـا
الأجـواد مثـل الـدر فــي شـامـخ الــذرا=والأنـذال مثـل الـشـري مــرن شرابـهـا
الأجـــواد وأن حايلـتـهـم مـــا تـحـايـلـو=وأنـــذال أدنـــى حـيـلـتـن ثــــم جـابـهــا
الأنــذال لــو غسـلـوا يـديـهـم تنـجـسـت=نـجـاسـة قـلـوبـن مـــا يـســر الـدوابـهـا
يــــا رب لا تـجـعــل الأجــــواد نـكـبــة=من حيث لا ضعف الضعيـف التجابهـا
أنا أحـب نفسـي يرخـص الـزاد عندهـا=يقـطـعـك يـــا نـفــس جــزاهــا هـبـابـهـا
يــا عــل نفـسـن مــا لـلأجـواد عـنـدهـا=وقـارن عسـى مـا تهتـنـي فــي شبابـهـا
عـلـيـك بـعـيـن الـشـيـح لا جــــت وارد=خـــل الـخـبـاري فـــإن مـاهــا هبـابـهـا
تــرى ظـبـي رمـــان بـرمــان راغـــب=والأرزاق بالدنيـا وهــو مــا درى بـهـا
سـقـا الحـيـا مــا بـيـن تـيـمـا وغـربــت=يمـيـن عمـيـق الـجـزع ملـفـا هضـابـهـا
سـقــا الـولــي مـــن مـزنـتـن عـقـربـيـة=تـنـشـر أدقـــاق وبـلـهـا مـــن سحـابـهـا
اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذي=سـنـاذي وذي بالـوبـل غـــرق ربـابـهـا
نسف الغثا سيبان ما هـا اليـا أصبحـت=يحيل الحـول والمـا ناقعـن فـي شعابهـا
دار لـنــا مـــا هــــي بــــدران لـغـيـرنـا=والأجـنـاب لـــو حـنــا بـعـيـدن تهـابـهـا
يـذلــون مـــن دهـمــا دهـــوم نـجـرهــا=نفـجـي بـهـا غــزات مــن لا درى بـهـا
ترى الدار كالعـذرى إلـى عـاد مـا بهـا=حـزن غـيـورن كــل مــن جــاز نابـهـا
فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا=نـصـد عنـهـا مــا غــدا مــن هضـابـهـا
تـهـامـيـة الـرجـلـيـن نـجـديــة الـحــشــا=عـذابـي مـــن الـخــلان وأنـــا عـذابـهـا
أريتـك إلـى مـا مسنـا الجـوع والضـمـا=واحـتـرمـن الـجــوزا علـيـنـا التـهـابـهـا
وحمـى علينـا الرمـل و استاقـد الحصـا=وحمـى علـى روس المبـادي هضابـهـا
وطلـن عــذرن مــن ورانــا و شـارفـن=عـمـالـيـق مــطــوي الـعـبـايــا ثـيـابـهــا
سـقـانــي بــكــأس الــحـــب دومـنـهـنــه=عنـدل مـن البـيـض الـعـذارى أطنابـهـا
وإلـى سـرت منـا يـا سعـود بـن راشــد=علـى حرتـن نسـل الجديـعـي ضرابـهـا
سـرهــا وتـلـفــي مــــن سـبـيــع قـبـيـلـة=كـرام اللحـا فـي طــوع الأيــدي لبابـهـا
فـــلا بـــد مـــا نـرمــي سـبـيـع بـغــارة=علـى جـرد الأيــدي دروعـهـا زهابـهـا
وأنـــــا زبـــــون الـجــاذيــات مـهــمــل=إلــى عـزبــوا ذود المصـالـيـح جـابـهـا
علـيـهـا مـــن أولاد الـمـهــادي غـلـمــه=الـيـا طعـنـوا مــا ثمـنـوا فــي أعقـابـهـا
محا الله عجوزن من سبيـع بـن عامـر=مـــا عـلـمــت قـرانـهــا فــــي شـبـابـهـا
لـهـا ولــدن مــا حــاش يـومـن غنـيـمـة=ســوى كلمتـيـن عجـفـة تـمـزا وجابـهـا
يعنونهـا عسمـان الأيـدي عــن العـضـا=محـا الله دنـيـا مــا خذيـنـا القـضـا بـهـا
عـيـون الـعـدا كــم نـوخـن مــن قبـيـلـة=لا قــــام بــــذاخ إلا جــاعـــر يـهـابـهــا
وأنـــا أظـــن دار شـــد عـنـهـا مـفــرج=حـقـيـق يـــا دار الـخـنـا فـــي خـرابـهـا
وأنـــا أظـــن دار نـــزل فـيـهـا مـفــرج=لا بــــد يـنــبــت زعـفــرانــن تـرابــهــا
فـتــى مـــا يــظــم الــمــال إلا وداعــــة=و لـو يمـلـك الدنـيـا جميـعـن صخابـهـا
رحــل جـارنـا مــا جـــاه مـنــا رزيـــة=وإن جتنـا مـنـه مــا جــاه مـنـا عتابـهـا
وصـلـوا عـلــى سـيــد الـبـرايـا مـحـمـد=مــا لعـلـع الجـمـري بـعـالـي هضـابـهـا




كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما.


أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام.

وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية.


إلى اللقاء وقصّة جديدة
اضافة رد مع اقتباس