الموضوع: قصص من التراث
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #15  
قديم 11/04/2011, 01:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بندر البرقاوي 511
بندر البرقاوي 511 بندر البرقاوي 511 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/10/2010
المكان: الرياض
مشاركات: 810
رجعنا
قصة عبدالرحمن التميمي


نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد . . . ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ . . . فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها . . . فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع من شدة تدينه . . . وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه . . . وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها . . . حتى انتبهت له . . .


فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سراً بينهما . . . ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته . . . فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً لحفظ حق ولدها . . . فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية وقالوا له نريدك للذهاب معنا . . . فرفض . . . فأخبروه . . . وخرجوا به من القرية وقصدوا البر . . .


وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته . . . إلا أنه لم يستمع له وقتله . . . ونزلوا . . . فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها . . . فلم يقبل . . . فأصروا عليه وهو يرفض . . . فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله . . . فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات







يـقـول التميـمـي الـــذي شـــب مـتــرف=مدى العمـر مـا شـيء فـي زمانـه جـاه



يــا ركــب يلـلـي مــن صـحّــي تقـلـلـوا=مـــن نـجــد لـلـريـف الـمـريــف مــــداه



رحـلـنـا مـــن جـــو عـكــلا وقـوضــوا=عـلــى كــــل هــبــاع الـيـديــن خــطــاه



طــووا بـنــا الـدهـنـا والإنـســان مـالــه=إلا أن مـــــا يــكــتــب عــلــيــه لـــقـــاه



لـقـوا جـازيــن فـــي دوحـــة مستـظـلـه=حــمـــاه عـــــن لــفـــح الـســمــوم ذراه



خذوها فـلا بالرمـح زرقـن ولا العصـا=ولا قـلـطــوا حــبــل الـعـقــال عــصــاه



غشاهـا لذيـذ الـنـوم والـنـوم كــم غـشـا=مــن الـنــاس حـــذرن وابـتـلـوه عـــداه



فـقــلــت نـحــوانــي ومـثــلــي مـثـلــهــم=يـشـكـي الـيــا مــــن الــزمــان وطــــاه



دعـوهـا بيـلـن كــود مـــن ذي فعـايـلـه=يـجــزى عـلــى فـعـلـه يـشــوف أمـنــاه



يـا شمـل يـا مامونـة الهجـن هــو ذلــي=إلـــى دار مـــن يـصـعـب عـلــى لــقــاه



ادقاق حجل أطراف يـا نـاق وإن طـرا=عـلــى الـبــال زاده مـــن عـنــاه شـقــاه



مـحـا الله قـصـرن حــال بيـنـي وبينـهـا=نـجـمــن مــــن الـمـولــى يــهــد أبــنــاه



أبـغـي الـيـاهـد الـعــلا مـــن قـصـورهـا=تــذهــل عـطـيــرات الـجـيــوب حــيــاه



يظهـر عشيـري سالمـن مــن ربوعـهـا=هـــــذال مــطــلــوب الــفــتــى ومـــنـــه



ألا عــيــنـــي الــيــاريـــت صــاحــبـــي=جضعيـعـن لـغـيـري واحـتـرمـت لـقــاه



يـصـيـر ممـلـوكـن لـغـيـري ويـهـتــوي=وسـاقـيــه مــــا يـنـحــي عــلــيّ بــمــاه



دع ذا وسـل وأيـهـا الـمـلا فــي محلـتـم=ســـرا يـفـتـح الـظـلـمـا شــعــاع ســنــاه



لا تـكــن بـأمــر الله تـطـلــق أركــونــه=عـزايــلــه وصـــــف الـســحــاب أرداه



حـــوراك تـبـنـي والـذراعـيــن زجــــن=مــن الـريــح زعـاجــن وطـــار سـنــاه



وطا ما وطـا واللـي محـا بعـد مـا نجـا=غـطـا مــا وطــا والـلـي وطــاه غـطـاه



محا مـا محـا واللـي محـا بعـد مـا نحـا=مـحـا مــا مـحــا والـلــي نـحــاه مـحــاه



عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصا=نصـا مــا عـطـا والـلـي نـصـاه عـطـاه



وإن كان لي ظـن وهاجـوس خاطـري=قـــد حــــال بــيــن الـبـازمـيـن غــشــاه



مـــن بـاعـنـا بالـهـجـر بـعـنــاه بـالـنـيـا=ومـن جــذ حبـلـي مــا وصـلـت رشــاه



إلا قـفـا جــزا الأقــا ولا خـيـر بالـفـتـى=يـتـبــع هــــوى مــــن يـطــيــع هـــــواه



خليـلـي يـشـادي خـاتـم الـعـاج وسـطـه=تــقــول انــفــرج لــــولا الـبــريــم زواه



خليلـي خـلا قلـبـي مــن الـولـف غـيـره=عــفــت إلا خــــلا والــخــدون حـــــذاه



خليلـي ولــو جــا البـحـر بيـنـي وبيـنـه=ذبــيــت روحــــي فــــوق غــيــة مــــاه



خلـيـلـي لـــو يـرعــا الـجــراد رعـيـتـه=أهـظــلــه مـــــن حـشـمـتــه ورصـــــاه



خليـلـي لـــو يـــزرع زريـعــن سقـيـتـه=مــن الـدمـع وإن شــح السـحـاب بـمــاه



خليـلـي لــو يـبـرز عـلـى الـثـرا ريـقــه=إذا ســكــر والـتـاجــر يــزيـــد شـــــراه



خليـلـي ولــو يـطـا عـلــى قـبــر مـيــت=بـأمــر الـولــي حـاكــاه حـيــن وطــــاه



خلـيـلـي مـعـســول الشـفـاتـيـن فـاتـنــي=كــمــا فــــات لــقــاي الــدلـــي رشـــــاه



كن عن صغير السـن حـذرن ولا تكـن=دنــــو عــــن اليـاشـفـتـه بــــس ســفـــاه



أن كـان مــا جــاوز ثــلاث مــع أربــع=وعـشــر فــــلا يـشـفــي الــفــؤاد لــقــاه



تعـاديـه مــا يــدري تصافـيـه مــا درى=مـا سمـع مـن غالـبـي الحـديـث أحـكـاه



عضـيـت روس أنامـلـي فــي نـواجـدي=وقــلــت آه مــــن حـــــر الـمـصـيـبـة آه



لـــو أن فـــي قــــول آه طــــب لـعـلـتـي=كـثــرت أنـــا فـــي ضـامــري قـــول آه





ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً . . . فانتظروا وطال انتظارهم , فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة . . . قتله الحب قبل أن يقتلوه.


للعيونكم قصتين
اليوم
اضافة رد مع اقتباس