نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   مكتبة أمير الليل الإسلآمية (http://vb.alhilal.com/t1000912.html)

أميـــر الليل 05/04/2011 03:59 PM

30 وصية لحفظ القرآن
 
فيما يلي بعض الوصايا الرائعة لتبدأ مشروع حفظ القرآن الكريم، وهي مجموعة معلومات تهيئك نفسياً للبدء بأهم مشروع في حياتك على الإطلاق....


1- احرص على الاستماع كل يوم

إن أهم مشروع في حياة المؤمن هو حفظ القرآن الكريم، فهذا المشروع قد يغير حياتك بالكامل، ونصيحتنا الأولى لك وأنت على طريق حفظ القرآن، أن تبدأ بالاستماع إلى القرآن كل يوم لأطول مدة ممكنة. فهذا الاستماع سيحدث تغييراً في نظام عمل الدماغ لديك، فقد أثبت العلماء أن كل صوت يسمعه الإنسان ويكرره لعدة مرات يحدث تغييراً في نظام عمل الخلايا، وبالتالي فإن استماعك للقرآن يعني أنك ستعيد برمجة خلايا دماغك وفق كتاب الله تعالى وما جاء فيه من تعاليم وأحكام. ولكي نضمن التغيير الإيجابي الفعال يجب أن نستمع إلى القرآن بخشوع كامل، وهذا ما أمرنا به الله بقوله: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204].

2- ليكن هدفك رضوان الله تعالى

إن أي مشروع لابد أن يكون له هدف لينجح ويثمر، وهذا سؤال يجب أن توجهه لنفسك قبل أن تبدأ هذا المشروع: لماذا أحفظ القرآن؟ وحاول أن تكون الإجابة أنني أحفظ القرآن حبّاً في الله وابتغاء مرضاته ولأفوز بسعادة الدنيا والآخرة. فإذا كان هذا هو الهدف فتكون قد قطعت نصف الطريق في الحفظ. حاول أن تجلس وتفكر بفوائد حفظ القرآن، وكيف سيغير حياتك كما غير حياة من حفظه من قبلك. ويجب أن تعتقد أن الله سييسر لك حفظ القرآن فهو القائل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17].

3- ابدأ من السورة التي تحبها

ابدأ من السورة التي تحبها وتظن بأنها سهلة الحفظ، وحاول أن تستمع إلى هذه السورة عشر مرات أو عشرين مرة، ثم افتح القرآن على هذه السورة وستجد أنها مألوفة بالنسبة لك وسهلة الحفظ لأنها ستنطبع في خلايا دماغك بعد الاستماع إليها أكبر عدد من المرات! ولكن أثناء الحفظ جزّئ السورة لعدد من المقاطع حسب المعنى اللغوي، وابدأ بقراءة المقطع الأول وكرره حتى تحفظه، ثم تكرر المقطع الثاني حتى تحفظه، وهكذا حتى نهاية السورة. وأخيراً تربط كل مقطعين من خلال قراءتهما معاً وكرر هذه العملية مع بقية مقاطع السورة حتى تتمكن من حفظها بإذن الله. وكلما بدأت بقراءة القرآن اقرأ قوله تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 49].

4- اجعل همَّك مرضاة الله

لا تجعل همَّك هو حفظ القرآن من أجل أن يُقال عنك إنك حافظ لكتاب الله، بل لتكن نيَّتك أنك تحفظ القرآن ابتغاء مرضاة الله ولتتقرب من الله ولتدرك من هو الله، فمن أحب أن يعرف من هو الله فليقرأ كتاب الله تعالى! إذاً النية مهمة أثناء الحفظ والله سييسر لك حفظ القرآن ولكن بشرط أن تخلص النية، وأن يكون همُّك مرضاة الله أولاً وأخيراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيَّات). وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، فحاول أن تحفظ كل يوم القليل ولكن إياك أن تنقطع عن الحفظ لأي سبب كان. وكلما تعبت من الحفظ أعط نفسك شيئاً من الاستراحة ولتكن استراحتك وراحتك في الصلاة وتدبر القرآن والتفكر في خلق الكون، وآيات الإعجاز العلمي.

5- احرص على الاستماع إلى القرآن أثناء النوم

تبين للعلماء أن الدماغ يبقى في حالة نشاط أثناء النوم، حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خلايا خاصة، فبعد أبحاث طويلة تبين أن دماغ الإنسان النائم يستطيع تمييز الأصوات وتحليلها وتخزينها أيضاً. وإذا علمنا أن الإنسان يمضي ثلث عمره في النوم يمكننا أن ندرك أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم كوسيلة تساعدك على حفظ القرآن دون بذل أي جهد يُذكر. ولذلك يمكن لكل واحد منا أن يستفيد من نومه ويستمع لصوت القرآن وهذا سيساعده على تثبيت حفظ الآيات. ولا ننسى قول الله تعالى عن النوم وأنه آية من آيات الله: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].

6- استثمر طاقة الصيام

إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب طاقة الصيام، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير الذي يحدثه الصيام لديك ، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن بسهولة، لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك. وهذا يعني أن شهر رمضان هو أنسب الأوقات للبدء بحفظ القرآن! فهل تستجيب لنداء الحق تبارك وتعالى وتبدأ بهذا المشروع الرابح؟ يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30] حاول أن تستغل فترة الليل في حفظ السورة التي كررت سماعها من قبل.

7- أكثر من قراءة القرآن قدر المستطاع

إن حفظ القرآن يعني أنك تأخذ على كل حرف عشر حسنات! وإذا علمت مثلاً بأن عدد حروف سورة الفاتحة هو 139 حرفاً، فهذا يعني أنك كلما قرأتها سوف يزيد رصيدك عند الله تعالى 139 × 10 = 1390 حسنة، وكل حسنة من هذه الحسنات خير من الدنيا وما فيها!! وتأمل كم من الحسنات ستأخذ عندما تقرأ القرآن كله والمؤلف من أكثر من ثلاث مئة ألف حرف!!! قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها).

8- علِّم ولدك القرآن قبل أن يأتي إلى الدنيا

أثبت العلماء حديثاً أن الجنين في بطن أمه وبعد الليلة الثانية والأربعين يبدأ يتفاعل مع المؤثرات الخارجية ثم يتفاعل مع الأصوات التي يسمعها وهو في بطن أمه. ولذلك يجب على كل أمّ أن تسمع جنينها شيئاً من القرآن وبعد الولادة تستمر في ذلك، وسوف تتأثر خلايا دماغه وقلبه بكلام الله تعالى، وتكون بذلك قد هيَّأت طفلك لحفظ القرآن قبل أن يأتي إلى الدنيا! يقول تبارك وتعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].

9- لتكن أخلاقك القرآن

عندما تحفظ القرآن سوف تمتلك قوة في أسلوبك بسبب بلاغة آيات القرآن، سوف تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين والتحمّل والصبر، سوف تكون في سعادة لا توصف، فحفظ القرآن ليس مجرد حفظ لقصيدة شعر أو لقصة وأغنية! بل إنك عندما تحفظ القرآن إنما تُحدث تغييراً في نظرتك لكل شيء من حولك، وسوف يكون سلوكك تابعاً لما تحفظ. فقد سئلت سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خُلُقه القرآن)!! فإذا أردت أن تكون أخلاقك مثل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بحفظ القرآن.

10- احرص على ترتيل القرآن وتجويده

من أجمل الأشياء التي تساعدك على القراءة لفترات طويلة أن تقرأ القرآن بصوت حسن وترتله ترتيلاً كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك فقال: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]. فالقراءة بصوت مرتفع قليلاً وبتجويد الصوت وترتيله تجعلك تحس بلذة القراءة والحفظ. وحاول أن تقلد أحكام التجويد كما تسمعها من المقرئ من خلال المسجل أو الجوال أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الراديو، فكلها وسائل سخرها الله لتساعدنا على حفظ القرآن. يقول تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17]. وحاول أن تركز انتباهك في كل كلمة تسمعها وتعيش معها وتحلق بخيالك مع معاني الآيات. وكرر ما تحفظه مراراً وتكراراً.

11- احرص على الشفاء بالقرآن

القرآن فيه شفاء لكل شيء، فإذا أصابك هم أو غم فإن القرآن يذهب همك، وإذا مرضت فإن القرآن يشفيك بإذن الله؟ وإذا أُصبت بعين حاسد فإن المعوذتين وآية الكرسي تحفظك من أي مكروه. فإذا كانت تلاوة الفاتحة على المريض تشفيه بإذن الله، فكيف بمن يحفظ كتاب الله كاملاً؟ وقد أثبت بعض الباحثين وجود قوة شفائية غريبة في كل آية من آيات هذا الكتاب العظيم. وقد أثبتت التجارب والمشاهدات أن الذي يحفظ القرآن يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض النفسية! ولذلك عندما تبدأ بمشروع حفظ القرآن سوف تحس بأنك قد وُلدت من جديد. يقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

12- احرص على علاج أمراضك بالقرآن

تقول الإحصائيات إن ثلث سكان العالم سيعانون من الاكتئاب بشكل أو بآخر وذلك في السنوات القليلة القادمة. واليوم هناك بلايين الدولارات تنفق على علاج هذه الظاهرة الخطيرة، ولكن هل تعلم أن العلاج بسيط ومجاني؟! فعندما تحفظ القرآن وتكرره باستمرار فإنك ستجد لكل مرض وكل حالة تمر بها آيات مناسبة، فهناك آيات للاكتئاب، وآيات لذهاب الحزن، وآيات لعلاج الانفعالات، وآيات للرزق وآيات لتيسير الحمل والإنجاب، فكل هذه الآيات ستحملها في صدرك. وتستطيع قراءتها عند الحاجة، وهذا يعني أنك ستمتلك أسباب الشفاء. وقد أثبتت المشاهدات أن من يحفظ القرآن لا يعاني أبداً من هذه الظاهرة، فسبحان الله! وتأملوا معي كيف ربط الله بين القرن والشفاء والفرح، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].

13- سارع إلى الحفظ قبل أن يدركك الوقت!

حاول أن تغتنم كل دقيقة من وقتك في تلاوة القرآن، تنتقي أصدقاءك وتتعرف على الأتقياء لأن حفظ القرآن يتطلب بيئة مناسبة، فاحرص على مجالسة الصالحين والعلماء وحفظة القرآن والمهتمين بتفسير القرآن، ولا تترك كلمة غامضة تمر من القرآن إلا وتسأل عن تفسيرها. حاول أن تسأل عن أحكام التجويد، واعلم أن هذه التقنية تشكل نصف الحفظ. لا تترك مقالة أو خبر أو فكرة تتعلق بالقرآن إلا وتطلع عليها. حاول أن تتجنب الانفعالات والغضب والكلام السيء والنظر إلى المحرمات، وأكثر من الدعاء بإخلاص: يا رب أعنِّي على حفظ كتابك واجعل عملي هذا خالصاً لوجهك الكريم. يقول تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].

14- كرر ما تحفظه من القرآن باستمرار

الدنيا مثل السفينة التي تجري... فطالما أنك تقرأ القرآن وتذكر الله فأنت بخير، ولا تدري متى يحين الأجل وتنقلب السفينة، ولن تجد أمامك إلا الله تعالى، ولن ينفعك إلا كتاب الله! ففي كل يوم احرص على الاستماع إلى سورة محددة (أو صفحة من سورة) وكرر الاستماع إليها، وبعد حفظها اقرأها في الصلاة ثم توضأ في الليل وقف وصلي ركعتين قيام الليل وتقرأ ما حفظته خلال النهار، وستحسّ بلذة عجيبة وتشعر بحلاوة الإيمان. ثم كرر ما حفظته أيضاً قبل النوم مباشرة، وبعد الاستيقاظ مباشرة، فهذه الطريقة ترسخ الحفظ في عقلك الباطن فلا تنسى منه شيئاً بإذن الله. وعليك بالتفكير بالآيات التي تقرأها قبل النوم، وهذه الطريقة ستفتح قلبك وعقلك وتطور مداركك، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].

15- ليكن شعارك: الإصرار على الحفظ

يقول العلماء إن بعض الحيوانات تقوم بألف محاولة للحصول على رزقها! فهل فكرت أن تقوم بعشر محاولات فقط لحفظ القرآن؟ ففي كل يوم قبل أن تنام فكر لمدة خمس دقائق أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، أعط رسالة إيجابية لدماغك أن حفظ القرآن هو أهم عمل في حياتي، إنه سيغير حياتي بالكامل، سيجعلني قريباً من الله، سأكون مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت حياته كلها 'القرآن'. وعندما تستيقظ أول شيء تفكر فيه أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، وأعط أوامر لعقلك الباطن بذلك، وسوف تجد رغبة كبيرة في الحفظ بعد أيام معدودة. فقد أثبت العلماء أن هاتين الفترتين من أهم الفترات التي يتصل بها العقل الباطن مع العقل الواعي ويتقبل أي رسالة بسهولة! وتذكر قوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 6].

16- اعلم أن القرآن هو أكبر موسوعة علمية

أثناء حفظ للقرآن ينبغي أن تعلم أن القرآن يحوي علوم الدنيا والآخرة، ويحوي قصص الأولين والآخرين، ويحوي الكثير من الحقائق العلمية والكونية والطبية والنفسية، ويحوي أيضاً كل الأحكام والقوانين والتشريعات التي تنظم حياة المؤمن وتجعله أكثر سعادة. هذا الكتاب العظيم هو الوحيد الذي يخبرك عن قصة حياتك منذ البداية، ويخبرك عن أهم لحظة في حياتك وهي لحظة الموت وما بعدها، ويخبرك بدقة تامة عن يوم القيامة والحياة التي ستكون فيها خالداً إما في الجنة وإما في النار، أعاذنا الله منها..... وهذا يعني أنك عندما تحفظ القرآن إنما تحفظ أكبر موسوعة على الإطلاق! يقول تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].

17- ساعد طفلك على حفظ القرآن

حاول أن تعلم طفلك القرآن وتحثه على حفظه، لأنك إذا فعلت ذلك سيكون هذا الولد شفيعاً لك يوم القيامة! وقد أثبت العلماء أنه لدى الطفل قدرة هائلة على الحفظ، فقد أثبت العلماء أن خلايا الدماغ عند الطفل الصغير تكون نظيفة وفي قمَّة نشاطها وطاقتها. ولذلك شجع أطفالك على حفظ القرآن، واقرأ أمامهم القرآن كل يوم بصوت مرتفع يسمعونه، فإن خلايا دماغهم تتأثر وتخزّن هذه الآيات فينشأوا على حب القرآن. وفي دراسة حديثة تبين أن أي تصرف يحدث أمام الطفل فإن خلايا دماغه تتفاعل مع هذا الحدث ويحدث فيها نشاط وتتأثر بهذا الفعل، ولذلك إذا أردت أن يكون ولدك باراً بك، فعلِّمه كيف يحفظ القرآن ويتأثر به: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4].

18- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد

بما أن القرآن هو كلام الله تعالى فإنك عندما تحفظ هذا الكلام في صدرك سيكون ذلك أعظم عمل تقوم به على الإطلاق! لأن حفظ القرآن سيفتح لك أبواب الخير كلها! وتذكَّر أن المهمة الأساسية التي جاء من أجلها سيد البشر صلى الله عليه وسلم هي: القرآن! لذلك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فإذا كانت محاولات الحفظ السابقة قد فشلت، فابدأ منذ هذه اللحظة باتخاذ قرار حفظ القرآن، وتوكل على الله القائل: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]، وتذكر أن الله سيساعدك على حفظ كتابه. القرآن سوف يزيل كل الهموم والأحزان وتراكمات الماضي، حفظ القرآن هو بمثابة تفريغ للشحنات السالبة التي تملأ دماغك وحياتك! وإذا كنتَ بالفعل قد بدأت بهذا المشروع فاستمر فيه حتى النهاية وانظر إلى التغيير الكبير الذي سيحدثه القرآن في حياتك!

19- اعلم أن القرآن سيكون رفيقك في القبر

القرآن الذي تحفظه وتحافظ عليه اليوم سيكون رفيقك لحظة الموت!! وسيكون المدافع عنك والشفيع لك يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك. يقول صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، وهل هنالك أجمل من لحظة تقابل فيها الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه في صدرك؟! إن أول خطوة على طريق الحفظ التصميم وأن تبدأ بالاستماع إلى القرآن كل يوم وحاول أن تخشع أمام كلام الله وتتفاعل مع كل آية تسمعها. كل واحد منا سيأتي عليه يوم يموت فيه ثم يدفن وحيداً في قبره ثم يُبعث يوم القيامة ليقف أمام الله تعالى وحيداً! تصور هذه المواقف لحظة الموت ولحظة نزول القبر ولحظة الوقوف أمام الله فإما إلى الجنة وإما إلى النار، هل تعلم من سيكون رفيقك المخلص في هذه المواقف؟ إنه القرآن. يقول تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].

20- حاول أن تفهم كل كلمة تسمعها

إن أكبر صعوبة تتلخص في أن القرآن له أسلوب مميز ويختلف عن أساليب البشر، ولذلك فإن الدماغ يجد صعوبة في الانسجام مع هذا الأسلوب الجديد، ولكن بمجرد أن تبدأ بالاستماع إلى القرآن والتفكير في كل آية تسمعها وتحاول أن تفهم معاني هذه الآيات ثم تكرر الاستماع عدداً كبيراً من المرات وسوف تجد أن دماغك سيتفاعل ويصبح أسهل عمل هو حفظ القرآن! حاول أن تختار أفضل أوقاتك للحفظ، ولا تترك القرآن على الهامش فيتركك على الهامش. حاول أن تتصور الآيات التي تقرأها وتعيش معها، فإذا قرأت آية عن عذاب النار تتصور حرارة النار وعذابها وظلماتها، وإذا قرأتَ آية عن الجنة تتصور نعيمها وأنهارها وثمارها. ركز انتباهك على الآيات المتشابهة في سور مختلقة وحاول أن تربطها بالمعنى العام السورة لكي لا تنساها.

21- ابتعد عن المعصية

يجب أن تبتعد عن المعصية وتنوي التوبة إلى الله وتطلب من الله أن يعينك على حفظ القرآن والعمل به، أي يجب أن يقترن الحفظ بالتطبيق العملي. لا تترك يوماً يمر دون أن تحفظ شيئاً من القرآن ولو آية واحدة، المهم أن تنجز عملاً، وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ. ابحث عن صديق تحفظ القرآن معه وليكن حديثك كله عن القرآن. يجب أن تبحث عن تفسير السورة التي تحفظها وتفهمها جيداً فيسهل الحفظ عليك كثيراً. اختر مصحفاً يكون معك معظم الوقت واعتمد عليه في الحفظ وسوف تنشأ علاقة خاصة بينك وبين هذا المصحف وسوف تحبه وتستمتع بحفظه وسيكون لك حافزاً على الحفظ.

22- مرِّن ذاكرتك على الحفظ

هل جربت مرة أن تحب القرآن؟ هل سألت نفسك ما ترتيب القرآن بالنسبة لك؟ إن أول خطوة على طريق الحفظ هي أن تشعر بعظمة وأهمية القرآن، وأن تعطي للقرآن أفضل أوقاتك. فالحفظ يحتاج للوقت المناسب والمكان المناسب وتركيز كبير، فقد تعاني من صعوبة في البداية ولكن بمجرد الإصرار على الحفظ والاستمرار ستتلاشى هذه الصعوبات، وستبدأ تشعر بلذة الحفظ وحلاوة الإيمان بإذن الله. فقد أثبت العلماء أن الذاكرة تحتاج إلى تمرين وبعد شهر واحد من الحفظ ستكون لديك ذاكرة أفضل بعشر مرات من قبل.

23- اعلم أن النجاح في الدنيا والآخرة متعلق بالقرآن

إذا أردت أقصر طريق للنجاح في الدنيا فعليك بحفظ القرآن، لأن حفظ القرآن يعيد بناء شخصية المؤمن، ويكسبه هدوءاً نفسياً ويقضي على الاضطرابات لديه، ويساعده على اتخاذ القرار المناسب، وهو أهم عنصر من عناصر النجاح. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].

24- أكثر من النظر إلى القرآن

هنالك شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟ يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].

25- اعلم أن حفظ القرآن هو طريقك إلى السعادة

لو تأملنا حَفَظَة كتاب الله تعالى، ودرسنا حياتهم وسعادتهم سوف نرى بأن من يحفظ القرآن هو أكثر الناس سعادة، وأكثرهم بعداً عن الاكتئاب. فحفظ القرآن يعيد برمجة الدماغ ويعطيك ثقة كبيرة بالله تعالى وبقدرته وأن كل ما يأتيك من عنده هو الخير، وبذلك يطمئن قلبك ويزول همّك، وقد أثبت العلماء أن السعاة ليست بكثرة المال، بل بأن يضع الإنسان أمامه هدفاً عظيماً ويسعى لتحقيقه، وسؤالي: هل يوجد هدف أعظم من حفظ كتاب الله؟!

26- لا تترك لحظة إلا وتستمع إلى القرآن

لقد بينت التجربة والمشاهدة أن الاستماع للقرآن كل يوم بمعدل ساعة على الأقل يزيد من مناعة الجسم، وينشط خلايا الدماغ، ويزيد من قدرة المؤمن على الإبداع واتخاذ القرارات السليمة، ويخلص الإنسان من الوساوس والمخاوف. يقول تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204].

27- حاول أن تستخرج العبر والمواعظ

إذا أردت أن تحفظ أي سورة من سور القرآن فلابد أن تفهمها وتستخرج منها العبر والمواعظ وتطرح الأسئلة، وتتأملها جيداً وتعيش معها، ثم تبدأ بالحفظ لتجد نفسك تحفظ هذه السورة بسهولة. يقول سبحانه وتعالى في محكم الذكر: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: الآية 111].

28- احرص على تعلم أحكام التجويد

إن سماع القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء والإنصات، ولذلك لم يقل تعالى (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) فقط، بل قال: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]، والإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الجوال.

29- احرص على تكرار سورة البقرة

شئنا أم أبينا نحن نعيش مع عالم كامل من الجن والشياطين، وهذه المخلوقات لها قوانينها، ومن ضمن قوانين الشياطين أنه لا تستسيغ سماع القرآن وتنفر نفوراً شديداً من أي بيت يقرأ فيه القرآن، وبخاصة سورة البقرة. فعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة ‏ ‏البقرة) [رواه مسلم]. فإذا أردت أن تطرد الشيطان الذي هو سبب رئيسي في إثارة الهموم المشاكل الأحزان والمخاوف، فما عليك إلا أن تقرأ سورة البقرة أو آيات منها.

30- احرص على تكرار أعظم سورة وأعظم آية

هناك إجراء بسيط جداً يمكّنك من دخول الجنة بسلام، ألا وهو قراءة أعظم آية من القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [النسائي]. فلا تتردد في قراءة الفاتحة والبقرة كل يوم ولن تخسر شيئاً من الوقت بل إن الله تعالى سيبارك لك في وقتك وسوف يوفر عليك الكثير من الأمراض والخسارة والمشاكل والهموم، إنه طريق السعادة، ألا وهو القرآن.

أميـــر الليل 05/04/2011 04:00 PM

السنن الواردة في قراءة القرآن
 
http://www.lovely0smile.com/2009/DSo...onanM1-005.jpg

أميـــر الليل 05/04/2011 04:01 PM

سـورة الإخلاص
 
تأويل سـورة الإخلاص


بعد أن أمرنا ربُّنا في السورتين السابقتين بالالتجاء إليه، وبعد أن تبيَّن لنا أن ذلك الاعتزاز الدائم به يكون سبباً في خلاصنا من كلِّ شيء يسوؤنا وشرٍّ يصيبنا، أراد تعالى أن ينقلنا في هذه السورة إلى درجة أعلى من المعرفة، فذكرَ لنا من الآيات ما يُعرِّفنا بذاته العليَّة وصفاته الحسنى معرفة تجعلنا نعكف بنفوسنا عليه، ولذلك قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
وكما مرَّ في المعوذتين (قل): أيها الإنسان لنفسك وعرِّفها أن الذي أُمرت بالالتجاء إليه والاعتزاز الدائم به، هو الله.
وكلمة (الله): هي اسم الذات، يدلُّك لفظها على المسمَّى جلَّ جلاله، ويبيِّن لك أنك إن عرفْته تولَّهت به عشقاً، وطارت نفسك لما تشهده من إكرامه وفضله شغفاً وحباً، فربُّ الناس، وربُّ الفلق، هو الله الذي تتولَّه الأنفس به إذا هي أقبلت عليه، ويحار العقل في شهود كماله إذا هو نظر إليه، فهو سبحانه العليم الحكيم، واللطيف الخبير، والرؤوف الرحيم، وهو سبحانه المتَّصف بالكمال الذي لا يتناهى، والذي تدلُّك عليه أسماؤه الحسنى.
ولله تعالى كما ورد في الحديث الشريف تسعة وتسعون اسماً: «إنَّ لله عزَّ وجلَّ تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنَّة» رواه البخاري ومسلم.
وكلمة (الله) جامعة لها كلَّها، فإذا ذكرت كلمة (الله)، فقد ذكرت اسم الله الأعظم الجامع لسائر الأسماء، والدالَّة على صفات الكمال.
ويكون معنى قولك: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أي: قل لنفسك بأن ذلك الربّ هو الله، صاحب الكمال الذي تتولَّه به الأنفس: إذا هي شهدت فضله وأقبلت عليه.
والأحد: الواحد الذي لا يكون متعدِّداً. وأحد توضِّح لنا في هذه الآية كلمة (الله).
فصاحب الكمال وهو الله تعالى، أحدٌ في علمه وحكمته، أحدٌ في قوَّته وقدرته، أحدٌ في رأفته ورحمته، أحدٌ في ذاته ومتفرِّد في كلِّ صفة من صفاته.
{اللَّهُ الصَّمَدُ} والصمد: هو الدائم الرفيع الذي لا يستمد من أحد، ولا يحتاج إلى غيره، فإذا كان المخلوق يحتاج في وجوده إلى موجدٍ يُوجده ويربِّيه، وفي حياته إلى محيٍ يمدُّه بالحياة ويحفظها عليه، وفي قوَّته إلى قوي يمنحه القوة ويبعثها فيه، حتى إذا ما انقطع عن هذا الإمداد لحظة انعدمت قوته وانقطعت حياته وانمحى وجوده وزالت عنه كل موهبة، وافتقد كلَّ خلق أو صفة كانت لديه، فالله سبحانه لا يستمدُّ من أحدٍ ولا يحتاج إلى أحد، بل هو الصَّمدُ في ذاته، وفي كل صفة من صفاته.
فوجوده تعالى ذاتي، وهو الصَّمد في وجوده، بمعنى: أنه لم يستمد وجوده من أحد، ولا يتوقف بقاء وجوده على غيره، وقوَّته تعالى ذاتية، وهو الصَّمد في قوته، أي: أنه لا يحتاج إلى مُمد يمدُّه بالقوة، بل منه القوة، وهو مصدر كل قوة، وهو الممد بالقوة.
وحياته تعالى ذاتيةٌ. وهو الصَّمد في حياته، أي: أن حياته تعالى لم تأته من سواه، وهو مصدرُ الحياة، وهو الذي يبعث الحياة في الأكوان كلِّها، وفي كل ذرَّة من ذرَّاته ( أي ذرَّات هذا الكون وغيره من الأكوان.. ).
وهكذا كل صفة من صفاته تعالى ذاتية لم يستمدها من غيره، وهو تعالى كما ذكرنا آنفاً صمدٌ في ذاته وصفاته، وقد أراد تعالى أن يفصِّل لك ذلك فقال: {لَمْ يَلِدْ}:
ويَلدْ: من وَلَدَ، ووَلَدَ: بمعنى صار له ولد، وبما أن الولد يكون نظير والده ومماثلاً له في صفاته، والله سبحانه لم يلد، أي: لا يمكن أن يكون له ولد يماثله في ذاته ولا صفاته، وكيف يكون له ولد، والصمد كما مرَّ: الذاتي الوجود والصفات، أي: الأسماء الحسنى.
والولد لا يكون متولِّداً إلاَّ من غيره. فلا يمكن والحالة هذه أن يكون له ولد له مثل صفاته.
{وَلَمْ يُولَدْ}: ويولد من وُلِدَ، أي: تولَّد عن غيره، وبما أن الوالد يكون أصلاً وسبباً في وجود ابنه، فالله سبحانه لم يولد، ولا يمكن أن يكون له والد، لأن الصَّمد كما رأينا ذاتي في وجوده وفي صفاته.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}: والكفو هو المثيل والنظير، والله تعالى الصَّمد لا يمكن أن يكون له مثيل ولا نظير، فليس له والد ولا ولد، ولا يمكن أنْ يماثله في هذه الصفات أحد، بل هو المتفرِّد في ذاته، وهو الأحد في كل ما تقدَّم بيانه في هذه السورة من صفاته، وهو مصدر الكمال كلِّه فمنه الكمال.
وبالإقبال عليه تصطبغ النفس بصبغة الكمال، وتشتق الكمال، وهو سبحانه أحدٌ في ذلك كلِّه، فلا بداية له، ولا نهاية لوجوده.
والحمد لله رب العالمين

اقتبسناه لكم من علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو في كتاب تأويل جزء عم

أميـــر الليل 05/04/2011 04:02 PM

تفسير سورة التكوير
 
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-001.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-002.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-003.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-004.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-005.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-006.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-007.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-008.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-009.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-010.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-011.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-012.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-013.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-014.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-015.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-016.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-017.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-018.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-019.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-020.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-021.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-022.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-023.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-024.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-025.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-026.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-027.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-028.jpg
http://www.lovely0smile.com/2008/Taf...er-081-029.jpg

أميـــر الليل 05/04/2011 04:02 PM

سـورة الفلق
 
سـورة الفلق


في هذه السورة الكريمة يبيِّن لنا تعالى أن الالتجاء إليه يُخلِّصنا من الشرور كلِّها ويجعلنا في مأمن منها.

وقد سلكتْ بنا هذه السورة في بيانها الطريقة التي سلكتها سورة الناس من قبلها، فذكرتْ لنا عظمة ربنا لتذعن نفوسنا إليه وتقبل عليه إقبالاً صادقاً بعد أن بيَّنت لنا الثمرة التي نجنيها من التجائنا والفائدة التي نحصل عليها من اعتزازنا بربِّنا.
وإذا كانت سورة الناس كدرس أوّلي تعرِّف الإنسان أوَّل ما تُعرِّفه بربِّه، وتُبيِّن له أنَّ الاعتزاز به تعالى يخلِّصه من شر الشيطان في نزغه ووساوسه، فهذه السورة، سورة الفلق، تنتقل بالإنسان إلى أفق أعلى من ذلك، فتبيِّن له أنَّ ربَّه الذي يلتجئ إليه هو ربّ الكون كله والممدّ بالحياة لهذا الوجود جميعه، ثم هي بعد ذلك تُفصِّل لنا الشرور التي نخلص منها إذا نحن التجأنا إلى ربِّنا ولذلك قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}: هذه الآية الكريمة تدعونا إلى الالتجاء إلى الله، والاعتزاز به تعالى.
{قُلْ أَعُوذُ} قل: خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي قل لعبادي وبلِّغهم أن يلتجؤوا إلي، ثم هي خطاب للإنسان ذاته.
قل لنفسك أيها الإنسان أن تعتز وتلتجئ إلى ربِّ الفلق، فما هو الفلق؟.
الفلق: مأخوذة من فَلَقَ، وفَلَقَ أظهر الشيء بعد احتجابه، وكشف عنه الظلمة، والفلقُ هنا: كلمة جامعة تشمل كل ما أظهره الله تعالى، وما سيظهره إلى الوجود، مما كان موجوداً في علمه تعالى من قبل في عالم الأزل، يوم إيجاد الأنفس، وينطوي تحت كلمة (الفلق): الأرض والسماء، والشمس، والقمر، والحر، والبرد، والليل والنهار، والإنسان والحيوان، لا بل كل شيء أوجده الله في هذا الكون، أو سيوجده أو يُظهره إلى العيان، وعالم الصور والأجساد.
فالله سبحانه ربُّ الفلق، أي: هو المربِّي الممد لكل ما في الكون بالحياة، ولكن من أي شيء نعوذ بربِّ الفلق؟. لقد بيَّن لنا تعالى ذلك بقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: والشر: هو الشهوة الخبيثة التي تتولَّد في نفس المخلوق عند إعراضه عن الله.
وأما في هذه الآية فإنما تعني الأذى المتولِّد عن الشهوة والضرر الناشئ عنها بعد خروجها من النفس إلى حيِّز العمل.
وخَلَقَ: هنا تعود على الله، فبالله تعالى يكون الخلق، أي: يكون خروج ما في النفس إلى الوجود، ومنه تعالى يكون الإمداد بالفعل، فالمخلوق يشتهي ويختار في نفسه، وبعد ذلك يحصُلُ الخلق من الله تعالى، ويكون مجمل المعنى في قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: أي أعوذ بالله مما ينبعث عن المخلوق من أذى وضرر خَلَقَهُ الله عند شهوة هذا المخلوق واختياره.
{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: والغاسق: هو المظلم، مأخوذة من الغسق، وهو الظلمة الشديدة، والمراد بالغاسق هنا: الشيطانُ، فهو بإعراضه عن الله وبعده عنه أصبح مُظلِم النفس.
ووقَب: أي دخل في الوقب. والوقب: هو الحفرة في الصخرة يجتمع فيها الماء، وهو الكوَّة العظيمة، أي: النافذة، والمراد بالوَقَبِ هنا: صدْر الإنسان فإذا أعرض الإنسان عن الله جاءه الغاسق، ودخل ووقب في صدره. وجعل يُخيِّلُ للنفس ليُخْرِج منها الأشياء المؤذية التي تولَّدت فيها من جرَّاء إعراضها عن ربِّها، وبهذا التخييل والتزيين يحصل العزم على تنفيذ الشَّهوة، فإذا استمرَّت النفس على إعراضها، وأصرَّت على شهوتها وفعلت ما زيَّنه الشيطان لها، فهنالك يعود عليها فعلها الخبيث بسيء العذاب وأليم الوجع، وذلك العذاب والألم هو الذي يتسبَّب عن الغاسق.
فبالالتجاء إلى الله تَخلُص النفس من العذاب والشقاء الذي يتولَّد عن الفعل الخبيث الناشئ عن تزيين الشيطان وتخييله.
وهذه الآية التي شرحناها الآن مرتبطة أوثق ارتباط بالآية التي قبلها، إذ إنها تبيِّن لنا أن الشر الذي يقع علينا من غيرنا من المخلوقات ناشئ ومنبعث عن الأعمال الخبيثة التي زيَّنها لنا الشيطان، فقمنا بها وآذينا بها غيرنا من الخلق، ويوضِّح لنا ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صراطٍ مستقيم» انظر سورة هود (56)، وانظر مسلم في الذكر والدعاء باب ما يقال عند النوم وأخذ المضجع.
فهذا الدعاء يوضِّح لنا ما جاء في هذه السورة، ويبيِّن لنا شرَّ نفوسنا، أي إن الأذى الذي يقع منا على غيرنا يعود علينا بأذى ينبعث عن مخلوق من المخلوقات، وقد بيَّن لنا هذا الدعاء أيضاً أنه لا يصيبنا شيء إلا بإذن الله ضمن الحق، فإن نحن فعلنا ما نستحق عليه التأديب، أعاد علينا أذانا بواسطة دابة من الدواب، أي كل مخلوق يدبُّ على الأرض، وذلك ما تعنيه كلمة: (دابة أنت آخذ بناصيتها) الواردة في الحديث الشريف.
فما من شرٍّ يقع علينا إلاَّ وقد سبقه شرٌّ صدر منا، وأوقعناه نحن على غيرنا، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة آل عمران (165).
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}: والنفَّاثات: مأخوذة من النَفَثِ، والنَفَثُ: هو ما يلقيه الإنسان من فيه (فمه) من البصاق، والنفث: هو الإلقاء والرمي، يُقال: نَفَثَتِ الأفعى السُّمَّ: إذا أَلْقَتْهُ ورمتْ به في جسم الملدوغ، فالأفعى والحالة هذه نافثة.
وإذا أردت المبالغة وتكرّر صدور الفعل منها، قلتَ: نفَّاثة، الجمع: نفَّاثات: والنفَّاثات إذاً: الملقيات.
المراد بالنفَّاثات في هذه الآية الكريمة: الساحرات.
والعقد: جمع عقدة، والعقدة: هي كل شيء يمكن إبرامه وإحكامه، والعقدة: كل ما يملك الشيء ويوثقه. والمراد بالعقد في هذه الآية: الروابط الاجتماعية كعقدة النكاح التي تربط وتوثق العلاقة بين الرجل وزوجته، والروابط التي تربط بين الصديق وصديقه.
والمراد بالنَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ: الأنفس الشريرة التي تتخذ السحر وسيلة تتوصَّل به إلى مآربها الدنيئة.
فالسواحر نفَّاثات، لأنهنَّ يُلقين ما في نفوسهن من خبث ومكر، فيكون من عملهن هذا الإفساد بين شخص وشخص.
ونفْثُ الساحر كما يُفهم من كلمة (فِي الْعُقَدِ) الواردة في هذه الآية يكون على صورتين:
1ـ فإمَّا أن يكون مراده من نفثه إيجابياً، وهو التقريب والجمع بين شخص وشخص، ويكون عزمه منصرفاً إلى عقد العقدة وإنشاء الرابطة غير المشروعة.
2ـ وإما أن يكون مراده من نفثه سلبياً، وذلك بالتفريق وإلقاء العداوة والبغضاء بين المرء وزوجه وبين الفرد والفرد كما نزغ بين سيدنا يوسف وإخوته {..مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي..} سورة يوسف (100). وتكون بغيته في هذه الحالة هادفة إلى حلِّ العقدة وإفساد العلاقة القائمة. قال تعالى: {..فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ..} سورة البقرة (102).
ولكن كيف ينبعث الأذى من الساحر إلى المسحور، وكيف تستطيع النفاثات التأثير على أحد الأشخاص؟.
1ـ فمن حيث الظاهر: الساحر في نفثه يسوق الشيطان نحو المسحور؛ ويستخدمه في التخييل إليه بما يرغب من الخيالات.
2ـ ومن حيث الباطن: الشيطان يستخدم الساحر فيتوصَّل بواسطته إلى المسحور، فيخيِّلُ إليه ما يشاء مما فيه إيقاع الأذى وإنزال الضرر.
وبشيء من التفصيل نقول:
إن الساحر عندما يتَّجه إلى المسحور يسري شعاع نفسه إليه، فينتهز الشيطان هذه الفرصة ويسري في ذلك الشعاع ويدخل فيه على المسحور، وهنالك يخيِّل له ما يشاء من إنشاء روابط، أو نقضٍ، أو حلّ للعلاقات القائمة.
والحقيقة كل الحقيقة: أن الساحر لا يُمكَّن من سَوْق الشيطان. وكذا الشيطان لا يستطيع استخدام نفس الساحر، إلا إذا كان المسحور امرءاً ظالماً من قبلُ مستحقاً لذلك الأذى الذي يشترك الشيطان والساحر في إيقاعه عليه. قال تعالى: {..وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ..} سورة البقرة (102).
وإذاً الشهوة الخبيثة التي تتولَّد في نفس الإنسان عند إعراضه عن الله، وذلك الأذى الذي ينبعث منها ويوقعه المرء بغيره ؛ هو الذي يعيد على الإنسان عمله فيجعل هذين الشريكين الخبيثين يتسلَّطان عليه ويسحرانه، ولو أنه كان مُقبلاً على الله لما فعل شرّاً، ولما ناله منهما ضرر ولا أذى.
فالالتجاء إلى ربِّ الفلق إذاً يخلِّصنا من شرِّ النفَّاثات في العقد.
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}: والحاسد هو امرؤ مُعرض عن الله، يرى النعمة على غيره فيستهويها ويستحبّها، ويتمنَّى زوالها عن صاحبها ومجيئها إليه.
وإذا حسد: أي إذا قام بالحسد وصَدَرَ منه ذلك الاستهواء، والاستحباب لتلك النعمة، أما الأذى المتولِّد عن حسده فهو ما يسمُّونه في العامّية: بالإصابة بالعين.
ولعلك تقول: كيف يقع الأذى من الحاسد على المحسود؟.
فأقول: إن الحاسد عند رؤية النعمة واستهوائه الشديد لها، تسري نفسه نحو نفس المحسود، حتى إنها لتلامسها وتصطكّ بها، ويشتبك شعاعها بشعاعه، وهنا يتهيأ السبيل للشيطان، فيتخذ من نفس الحاسد مسلكاً وطريقاً يمرُّ به إلى نفس المحسود، فيوقع ما يوقعه من المرض والمضرَّة، وتكون نفس الحاسد آنئذٍ بالنسبة للشيطان كالسلك بالنسبة إلى القوى الكهربائية، ولولا ذلك الحاسد لما وَجَد الشيطان سبيلاً يتوصَّل به إلى نفس المحسود، ولو أن المحسود كان مُقبلاً على الله مُلتجئاً إليه لما استطاع الشيطان أن يدخل في نفسه، ولما تمكَّن من إيذائه والإضرار به، ذلك لأن الإقبال على الله يجعل النفس مُحاطة من جميع جهاتها بنوره تعالى، وبذا تصبح في حرزٍ منيع، ويقف ذلك النور الإلهي سدّاً بينها وبين الشيطان، فإذا أراد اختراقه هَلَكَ واحترق.
والتجاؤك إلى الله كما يحفظك من شرِّ الحاسد يحفظك أيضاً من أن تكون نفسه مرتبطة بنفسك، أو من أن تكون نفسك مرتبطة بنفسه، ومتجهة إليه.
فأهلك وأولادك، حتى الأشياء التابعة لك، وكذلك جميع الأشخاص الذين تحبُّهم ويحبُّونك يُحفظون بوجهتك إلى الله من الإصابة بالعين، وتلك الإصابة هي شرُّ الحاسد. وأخيراً نختم القول فنقول:
الإقبال على ربِّ الفلق، والالتجاء الدائم إليه، يحفظ الإنسان من كلِّ الشرور ويدفع عنه جميع ما يكره وما قد يقع عليه من السوء والضرر.
والحمد لله رب العالمين.

أميـــر الليل 05/04/2011 04:03 PM

تفسير سورة التحريم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-001.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-002.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-003.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-004.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-005.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-006.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-007.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-008.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-009.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-010.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-011.jpg

http://www.lovely0smile.com/2010/Taf...er-066-012.jpg

أميـــر الليل 05/04/2011 04:04 PM

تفسير سورة الناس
 
سـورة الناس

في هذه السورة الكريمة يُرشدك الله تعالى أيُّها الإنسان إلى الوسيلة التي تخلِّصك من شرِّ الشيطان ومن وساوسه، فإن أنت تمسَّكت بإرشاده تعالى فعندها تُبصر حقيقة كل شيء. وبِذا تُميِّز الشر من الخير، ولا يعود لهذا العدو عليك من سبيل، ولذا قال تعالى:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ  مَلِكِ النَّاسِ  إِلَهِ النَّاسِ  مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }.
والمراد بكلمة ( قُلْ أَعُوذُ ): قل: خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي قل لعبادي وبلِّغهم أن يلتجؤوا إلي، ثم هي خطاب للإنسان ذاته. فإذا قرأ الإنسان هذه الآية (قل أعوذ ) وكأنه يسمعها من الله تُتلى على رسوله الكريم، فهنالك تُقبل نفس القارئ مع نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندها تعي ما تقول وتُدرك المراد الإلهي من هذا القول.
قل أيها الإنسان لنفسك إني أعتز وألتجئ. وليكن حالك دوماً حال المعتز بربِّه، المتمسِّك بمالكه، الملتجئ إلى إلهه ومسيِّره، وقد بيَّن لك تعالى ثلاث صفات من صفاته ليكون ذلك سبباً يحمل نفسك على الإقبال عليه، ودافعاً يجعلك ترى ضرورة هذا الإقبال فلا تجد لك مندوحةً عنِ الاعتزاز به والالتجاء الدائم إليه، فهو تعالى: { رَبّ النَّاسِ }.
والربُّ: هو المربي المُمِدُّ بالحياة، ولا يقتصر إمداده على عنصر من عناصرك، بل يشمل نفسك وجسدك وكل عضو من أعضائك، وبشيء من التفصيل نقول:
العينُ وما فيها من الأجهزة والطبقات التي تُعينها على رؤية الأشياء، والأذن وما فيها من الأغشية والعظيمات التي تساعدها على سماع الأصوات، والقلب وما فيه من أربطة وأوتار، والجهاز الهضمي وما يتعلَّق به من غدد وعصارات، وإن شئت فقل: كل ذرَّة من ذرات جسمك، لا بل كل حجيرة من حجيراتك مهما صغرت ودقَّت، حتى تصل إلى ما لم يتصوَّره خيالك، أو يدركه فكرك، كل ذلك يقوم وجوده ويستمر بقاؤه ويبقى كيانه وتكوينه بهذا الإمداد المتواصل.
فإمداده تعالى لك كلّي، وإمداده تعالى دائمي لا ينقطع أبداً، ولا يتوقف عنك في لحظة من اللحظات.
وهو تعالى { مَلِكِ النَّاسِ }، والملك: هو الذي مَلَكَ الناس بإمداده وتربيته، فهم باحتياجهم إليه مستسلمون له، ومفتقرون لفضله وإمداده، وهم مضطرون دوماً بنفوسهم وأجسادهم لاستدامة الصلة به، واستمرار الإقبال عليه.
وهو تعالى { إِلَهِ النَّاسِ }، والإله: كما مرّ معنا في سورة الفاتحة هو المُطاع والمسيِّر طوعاً أو كرهاً، فهو إله الناس يسيِّرهم على حسب اختيارهم، بما يناسبهم وبما يكون به صلاح حالهم، فبه تعالى سيرك في أعمالك وجميع شؤونك، وبه تعالى تسيير كل عضو من أعضائك.
فاليد تعمل وتتحرك، والعين ترى وتُبصر، والأذن تصغي وتسمع، والأنف يشم، والفم يمضغ، واللسان يتحرَّك ويتكلَّم، والقلب يتَّسع وينقبض، والصدر يعلو ويهبط.
وبصورة مجملة: ما من حاسة من حواسّك، ولا عضو من أعضائك إلاّ وهو مسيَّر بأمر الله تعالى، وخاضع لتسييره، فَلَكَ المشيئة والاختيار، ومنه تعالى الحول والقوة والتسيير في الأعمال.
فربُّ الناس ومَلِك الناس وإله الناس يأمُرُكَ بأن تعوذ به دوماً في كل لحظة من اللحظات.
وكلمة ( الناس ): اسم جنس لبني آدم، وقد سُمُّوا بالناس لأنهم بمجيئهم لهذه الدنيا وخروجهم لعالم الصُّور والأجساد نسوا ما كانت عليه نفوسهم في عالم الأزل من المعرفة بالله تعالى فكان هذا الجسد المادي حجاباً حجب النفس عن معرفتها بذاتها من حيث ضعفها وحاجتها وافتقارها الكلِّي إلى خالقها ودوام عنايته بها، فإن هي عادت إلى الإقبال على ربِّها تذكَّرت حالها الأول ورجعت إلى سابق معرفتها، قال تعالى:
(... وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ ) سورة غافر: الآية (13).
(... وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) سورة آل عمران: الآية (7).
فإذا اعتززت بالله صاحب هذه الصفات المذكورة اعتزازاً صادقاً والتجأت إليه التجاءً كلِّياً، فهنالك تخلص من شر الوسواس الخناس، ولذلك قال تعالى:
{ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }:
والشر: هو الأذى والضرر، والوسواس: مأخوذة من وَسْوَسَ، أي: تكلَّم بكلام خفي وحدَّثَ بالشرِّ، والخَنَّاس: مأخوذة من خنس، أي: تأخَّر وانقبض، والوسواس الخناس: هو الشيطان، وهذان الاسمان يدلاَّن على صفتين من صفاته، فهو وسواس لأنَّه يُوسوس للنفس، ويُحدِّثها بالشر عندما تكون منقطعة عن الله، وهو خنَّاس لأنه يندحر مطروداً، ويتأخَّر منقبضاً متراجعاً عندما تعود النفس إلى الاعتزاز بالله والإقبال عليه.
فإذا استمرَّت النفس على إقبالها، وكانت دائمية الصلة بربِّها، فلا سلطان له عليها البتَّة، وهو لا يستطيع الدنو منها، ولا يجرؤ على الوسوسة إليها.
وتظل هذه النفس في حصنٍ حصين، وحرزٍ منيع ما دامت في حضرة الله وعلى اتصال دائم به، فإن هي خرجت من تلك الحضرة المقدَّسة، هرع إليها الوسواس يحدِّثها بما يحزنها ويسوؤها، وبما فيه الشر والأذى.
أما كيفية الوسوسة فقد بيَّنها تعالى لنا بقوله:
{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ }.
وقد ذكر لنا تعالى الصدور لأنها مستقر النفس ومركزها، فالشيطان يوسوس للنفس المنقطعة عن الله ويتراءى تزيينه لها.
وأخيراً بيَّن لك تعالى مدخل الشيطان عليك، والطريق الذي يسْرُبُ منه إليك، فقال تعالى:
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }:
فهو على حسب ما تبيِّنه الآية الكريمة: يوسوس للإنسان عن طريقين:
1ـ طريق باطن خفي لا تراه بعينك، ولا تدركه بحواسك، بل تشعر به في سرِّك وتدركه بنفسك، وذلك عندما يأتيك بذاته فيحدِّثك بما فيه معصية الله. وهو المراد بكلمة ( الْجِنَّةِ ).
2ـ وطريق ظاهر جليّ، وذلك عندما يأتيك متلبِّساً بالناس المعرضين عن الله، فيحدِّثك بلسانهم بما فيه ضررك، ويزيِّن لك بواسطتهم بما فيه الخروج عن أمر الله، وفي ذلك ما فيه من تعاستك وشقائك.
وهذا هو المراد بكلمة ( الناس ) في هذه الآية الأخيرة.
فإذا أنت أقبلت على الله وعُذت به، خَلَصْتَ من شر هذا الوسواس، وعشت سعيداً في كنف ربِّك الرحيم، وخالقك الكريم.

والحمد لله رب العالمين

أميـــر الليل 05/04/2011 04:05 PM

ما معنى الإستعاذة والبسملة
 
أمرنا الله تعالى أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عندما نريد أن نقرأ القرآن لقوله تعالى: [فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ] سورة النحل: الآية (98).

فما معنى الاستعاذة؟. وما معنى قولنا بالله؟.

ومن هو الشيطان؟. وما معنى الرجيم؟.

الاستعاذة: مصدر لفعل عاذ، بمعنى ألتجئ وأحتمي معتزّاً مستجيراً بصاحب العزّة والقوة، ولا يكون الالتجاء والاحتماء إلاَّ بقوي عزيز الجانب. وعلى وجه المثال نقول:
لو أن طفلاً كان يسير في الطريق، فلحق به عدو من إنسان أو حيوان يريد إيقاع السوء به وأذاه، وفيما هو على أشد ما يكون من الخوف والذعر، ألفى أباه قادماً نحوه، أفتراه والحالة هذه يلتجئ ويحتمي، وإن شئت فقل أيعوذ بغير أبيه؟. إنه يعوذ به لأنه يعلم حبّه وإخلاصه وقوَّته على دفع عدوّه عنه، وكذلك الإنسان المؤمن ما عليه إلاَّ أن يعوذ بربِّه ويقبل عليه بنفسه وهنالك يُحفظ ويُوقى ويندفع عنه الشر والأذى وإلى جانب ذلك يسمو ويرقى. ويكون له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة.
ومعنى قولنا ( بالله ): أي بالمطاع، والمُطاع هنا: هو الجاري حكمه وأمره على كل مخلوق بلا استثناء شاء أو أبى "وما في حكمه وأمره إلاَّ الخير والرحمة"، فكل مخلوق سائر بحسب ما خُصِّص له من الوظائف، وقائم بما هو مخلوق له من الأعمال، فالجمل مسيَّر مذلَّل لخدمة الإنسان، يحمل له الأثقال، والنحلة مسُوقَةٌ ومضطرة إلى أن تجمع العسل من الأزهار، والكرة الأرضية مسيَّرة بأمره تعالى تسبح في الفضاء؛ والقمر مسيَّر يسبح حول الأرض وهو دائب الحركة والدوران؛ وما من دابة إلا هو تعالى آخذٌ بناصيتها يسيِّرها كيف يشاء، والكون كله خاضع لأمر الله، ولا يستطيع أن يخرج عن أمر هذا المطاع. وذلك ما نفهمه من كلمة ( بالله ).
والشيطان: مأخوذة من: شَطَنَ، وشَاطَ.
وشطن: بمعنى بَعُدَ عن الحق، وشاط: احترق وهلك.
فالشيطان: هو البعيد عن الحق المحترق الهالك، فببعده عن طريق الحق أصابه الاحتراق والهلاك.
والرجيم: هو المرميُّ دوماً بالعذاب لأنه مطرود من القرب من الله.
والرجيم أيضاً: هو الذي ينصبُّ عليه البلاء والشقاء بصورة متمادية، وما أصابه البلاء والشقاء إلاَّ ببعده وإعراضه؛ والبعد والإعراض سبب كل بلاء، ومصدر كل شقاء.
ومجمل قولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أي: أحتمي وأعتز بالمطاع الذي خضع لأمره كل شيء، من الشيطان الذي ببعده عن الحق صار معذَّباً دوماً، ومحروماً من كل خير.
فإذا التجأت بنفسك إلى الله عند قراءة القرآن بعد أن آمنت بالله إيماناً منبعثاً من نفسك وأحببت بما فيك من كمال رسول الله ودخلت بمعيَّته صلى الله عليه وسلم في حضرة المطاع الذي ذلَّت وخضعت لأمره سائر المخلوقات، فهنالك تصبح في حصن حصين وحرز منيع لا يدخله شيطان وتنقطع عنك وأنت في هذا الحصن وساوس الشيطان ويزول الوقر من الأذنين، وينكشف الغطاء عن العينين، عندها تسمع الكلام من المتكلِّم جلَّ جلاله وترى وتشهد ما في أوامره من المنافع والخيرات.
وبعد قولك: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) تستطيع أن تقول:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}:
فما معنى بسم الله؟.
وما معنى الرَّحمن؟.
وما معنى الرَّحيم؟.
* * *
بِسْم: كلمتان وهما: الباء واسم. ولفهم معنى ( بِسْمِ اللَّهِ ) نقول على وجه المثال: إن الحاكم عندما يلفظ الحكم يقول: باسم القانون، أي: إنني إنما أحكم وأبيِّن العقوبة التي أمر بها القانون. ويقول الرئيس: باسم الأمة أتكلَّم، أي: إنني أبيِّن ما أمرتني ببيانه وأبلغ ما ترغب به.
فبناءً على ما تقدَّم يكون معنى قولنا: باسم الله، أي: إنني إنما أتلو على نفسي وعلى غيري كلام الله، وإنما أبيِّن أمر الإله وأُبلِّغ كلام المطاع، ولكن ما صفة هذا المطاع؟. إنه:
{الرَّحمن الرَّحيم}:
وصفة الرحمن تعمُّ كلَّ موجود، ويشمل خيرها كل مخلوق.
والرَّحمن: هو المتفضِّل بالشِّفاء على جميع المخلوقات، والله تعالى باسم الرَّحمن يتجلَّى على المريض والفقير والمهموم والمحزون، فيكون المرضُ والفقرُ والهمُّ والحزنُ، وكلُّ بلاء وعذاب، كلُّ ذلك يكون رحمةً من الله، إذ بها يحصل الشِّفاء النفسي، والتدرُّج من حالٍ إلى حال.
فكثيراً ما يكون البلاء سبباً في الرجوع إلى أمر الله، وداعياً يدعو النفس المعرضة إلى الإقبال على الله، وهنالك يحصل لها بإقبالها الشفاء والخلاص مما عَلِقَ بها من أدران.
وبصورة عامة البلاء لمن يستحقه خيرٌ ورحمةٌ من الله، وهو دائماً يعود على صاحبه بالخيرات.
فباسم الرَّحمن يعود المرضُ على المريض صحة، وينقلب الفقر غنىً، والإخفاق نجاحاً، والعسرُ يسراً، وباسم الرَّحمن، تتدرَّج سائر المخلوقات حتى الجمادات والحيوانات في تذوُّق الفضل الإلهي آناً بعد آن؛ وباسم الرحمن، صار خروجك أيها الإنسان من العدم إلى الوجود، وبه تحيا وتنبعث فيك الحياة بعد الموت؛ وباسم الرحمن، يتدرَّج المؤمن في المعرفة الإلهية من كمال إلى أكمل يوماً بعد يوم؛ وباسم الرحمن يزداد عذاب أهل النار، وهنالك يُنسيهم حريقها الشديد أَلَم أمراضهم النفسية التي نشأت بسبب سيرهم مع هواهم في الدنيا وعصيانهم لأوامر ربّ العالمين، فهم يغيبون في عذاب النار الشديد عن عذاب نفوسهم الغليظ وفتك أمراضها الذَّريع.
وباسم الرحمن يتجلَّى الله في الجنَّة على المؤمنين فيرتقون في منازل القرب، ويعرجون في معارج الكمال، فمن كمال إلى أكمل، وهكذا ولا ينقطع خير هذا الاسم أبداً ولا ينتهي فضل الرَّحمن.
فالرَّحمن إذاً هو المتجلِّي على عباده بالرَّحمة، وذلك ليس خاصاً بأهل الطاعة من المؤمنين، فالخلْق جميعاً تشملهم رحمته تعالى بما يناسب في الدنيا والآخرة. فترى المؤمنين في الجنَّة يتمتَّعون بما أعدَّ لهم ربُّهم وبما يتناسب مع حالهم من النعيم المقيم.
وترى الكفَّار في النار يداوَوْن على ما فيهم من أمراض بما يناسبهم من عذاب الجحيم، وذلك من الله تعالى رحمة، وهو سبحانه رحمن بخلْقه كافة لأن ذاته تعالى رحيم.
والرَّحيم: هو المتجلِّي على عباده بالنعمة والخير وهو خاص بأهل الطاعة من المؤمنين، ففي الدنيا يحيون حياة طيبة، وينعمون بفضل ربّهم الرحيم، وفي الجنَّة يتمتَّعون بما أعدَّ لهم الله فيها من النعيم المقيم.

أميـــر الليل 05/04/2011 04:06 PM

خطآ شائع في قرآءة سورة التكآثر..
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
..


أَلْهَـكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْـَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.


قال الشيخ ابن عثيمين رحمهالله فى تفسير الايات:

كلا سوف تعلمون أي: سوف تعلمون عاقبة أمركم بالتكاثر الذي ألهاكم عن الآخرة ثم كلا سوف تعلمون وهذه الجملة تأكيد للردع مرة ثانية، ثم قال: كلا لو تعلمون علم اليقين يعني: حقًّا لو تعلمون علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال، ولكنكم لا تعلمون علم اليقين، لأنكم غافلون لاهون في هذه الدنيا،ولو علمتم علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال وفي خطأ عظيم. ثم قال تعالى: لترون الجحيم. ثم لترونها عين اليقين لترون هذه الجملة مستقلة ليست جواب «لو» ولهذا يجب على القارىء أن يقف عند قوله: كلا لو تعلمون علم اليقين ونحن نسمع كثيراً من الأئمة يصلون فيقولون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان، وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل، وإلا لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى لأنه إذا قال «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم، وهذا ليس بصحيح، لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا من سمع أحداً يقرأ «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» ينبه ويقول له:
يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى، فلا تصل وقف.
أولاً: لأنها رأس آية، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية.
ثانياً: أن الوصل يفسد المعنى «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» إذاً لترون الجحيم جملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، وهي جملة قسمية، فيها قسم مقدر والتقدير: والله لترون الجحيم، ولهذا يقول المعربون في إعرابها: إن اللام موطئة للقسم، وجملة «ترون» هي جواب القسم، والقسم محذوف والتقدير «والله لترون الجحيم» والجحيم اسم من أسماء النار ثم لترونها عين اليقين تأكيد لرؤيتها، ومتى ترى؟ تُرى يوم القيامة

أميـــر الليل 05/04/2011 04:06 PM

((ادعوا ربكمـ يخفف عنا يوما من العذاب..‎))
 
قول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) غافر 49

يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:

أولا :أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنةجهنم أن يدعوا لهم . لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108 . فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلابواسطة .

ثانيا :أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولم يقولوا : ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا ( رَبَّكُمْ).

ثالثا :لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .

رابعا :أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا

بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .
أعاذنا الله منها".انتهى كلامه رحمه الله تعالى .

أميـــر الليل 05/04/2011 04:08 PM

مصحف مجسم بطريقة مذهلة !!
 
السلام ورحمة الله وبركاته


مصحف مقروء رائع المصحف يا جماعة مجسم بطريقة مذهلة
وكأنك ماسك مصحف بجد في ايدك
دا غير ان فيه اكثر من مصحف ( مصحف الحرمين والمفسر ومصحف أردو ....)
وكمان بيخيرك مابين جودة المصحف وسرعة تحميل الصفحات بجد بجد حاجة رائعة
جزا الله خيرا كل من ساهم فى هذا المشروع العظيم

لمشاهدة المشروع
اضغط
على الوصلة التالية

QuranFlash.com |~| موقع القرآن الكريم /

أميـــر الليل 05/04/2011 04:09 PM

تذكره
 
السلام عليكم ورحمه الله
القران الكريم هو كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطه جبريل عليه السلام.
القران الكريم هو دستورنا ومرشدنا.
اهل القران هم اهل الله وخاصته كما ورد فى الحديث الشريف.
اهم شئ للمسلم هو القران والسنه.من خرج فى حياته بالقران فقد خرج بكل حاجه. ومن خرج بكل شئ ماعدا القران فلم يخرج باى شئ.
القران الكريم اجعله هدفك فى القرائه والحفظ والتدبر والفهم والاستماع والتفسير.
اجعل لك برنامج يومى للقران.اقرأ ولو صفحه متكترش على نفسك.قال النبى صلى الله عليه وسلم(احب الاعمال الى الله ادومها وان قلت ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم اقرأ صفحه واحده فى التفسير (تفسير السعدى او القرطبى او اى من التفاسير الصحيحه).
ابدأ بالتفاسير الميسره البسيطه مثل السعدى. انا بفضل الله بقرأ فى السعدى تفسير ميسر وجميل.
ثم ابدأ بحفظ ولو كل يوم ثلاثه ايات .والمهم انك تخلص حفظه وعلى مهلك حتى ولو خلصته حفظ فى اربعه سنين.
ثم اجهد نفسك بالتدبر ولو ايه والتدبر ياتى اولا بمعرفه المعنى للايه ثم قراءه تفسيرها.
واطلب من الله ان يمن عليك بتدبر كلامه العظيم.
ابدأ التزامك بالقرأن.
بالله عليك لو عملت كل هذا البرنامج اليومى هيأخذ منك اد ايه.انت عارف كام بالكتير اوى عشرون دقيقه.مستخصر عشرين دقيقه لتنقذ نفسك ولتحصنها وتربيها.
اعلم ان الله يعلم وقتك وفراغك ومقدرتك وسعتك.
اتمنى انكم كلكم تهتموا بكلام الله الحق العدل.

أميـــر الليل 05/04/2011 04:09 PM

تنام عيني ولا ينام قلبي
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهم بك التوفيق وعليك التوكل وبك البلاغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين قال الله تعالى
روى الأمام الحافظ المحدث الفقيه جبل الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في صحيحة كتاب المناقب باب كان النبي صلى الله عليه واله وسلم تنام عينة ولا ينام قلبه

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ قَالَتْ مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ قَالَ تَنَامُ عَيْنِي وَلا يَنَامُ قَلْبِي

أميـــر الليل 05/04/2011 04:10 PM

اطعام الطعام
 
بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهم بك التوفيق وعليك التوكل وبك البلاغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
روى الأمام الحافظ الفقيه المحدث جبل الحفاظ محمد بن إسماعيل البخاري رحمة الله في صحيحة في كتاب الإيمان من صحيحة قال باب إطعام الطعام من الإسلام

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإسلام خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ

قال الأمام الحافظ المحدث الفقيه بقية الحفاظ أبو الفضل أحمد على بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله في شرحه على البخاري
قوله : ( حدثنا عمرو بن خالد ) هو الحراني , وهو بفتح العين , وصحف من ضمها . قوله : ( الليث ) هو ابن سعد فقيه أهل مصر , عن يزيد هو ابن أبي حبيب الفقيه أيضا . قوله : ( أن رجلا ) لم أعرف اسمه , وقيل أنه أبو ذر , وفي ابن حبان أنه هانئ بن يزيد والد شريح . سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك . قوله : ( أي الإسلام خير ) فيه ما في الذي قبله من السؤال , والتقدير أي خصال الإسلام ؟ وإنما لم أختر تقدير خصال في الأول فرارا من كثرة الحذف , وأيضا فتنويع التقدير يتضمن جواب من سأل فقال : السؤالان بمعنى واحد والجواب مختلف . فيقال له : إذا لاحظت هذين التقديرين بان الفرق . ويمكن التوفيق بأنهما متلازمان , إذ الإطعام مستلزم لسلامة اليد والسلام لسلامة اللسان , قاله الكرماني . وكأنه أراد في الغالب ويحتمل أن يكون الجواب اختلف لاختلاف السؤال عن الأفضلية , إن لوحظ بين لفظ أفضل ولفظ خير فرق . وقال الكرماني : الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة , والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر , فالأول من الكمية والثاني من الكيفية فافترقا . واعترض بأن الفرق لا يتم إلا إذا اختص كل منهما بتلك المقولة , أما إذا كان كل منهما يعقل تأتيه في الأخرى فلا . وكأنه بنى على أن لفظ خير اسم لا أفعل تفضيل , وعلى تقدير اتحاد السؤالين جواب مشهور وهو الحمل على اختلاف حال السائلين أو السامعين , فيمكن أن يراد في الجواب الأول تحذير من خشي منه الإيذاء بيد أو لسان فأرشد إلى الكف , وفي الثاني ترغيب من رجى فيه النفع العام بالفعل والقول فأرشد إلى ذلك , وخص هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت , لما كانوا فيه من الجهد , ولمصلحة التأليف . ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة , كما رواه الترمذي وغيره مصححا من حديث عبد الله بن سلام . قوله : ( تطعم ) هو في تقدير المصدر , أي أن تطعم , ومثله تسمع بالمعيدي . وذكر الإطعام ليدخل فيه الضيافة وغيرها . قوله : ( وتقرأ ) بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول , قال أبو حاتم السجستاني : تقول اقرأ عليه السلام , ولا تقول أقرئه السلام , فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام أي اجعله يقرأه . قوله : ( ومن لم تعرف ) أي لا تخص به أحدا تكبرا أو تصنعا , بل تعظيما لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم . فإن قيل : اللفظ عام فيدخل الكافر والمنافق والفاسق . أجيب بأنه خص بأدلة أخرى أو أن النهي متأخر وكان هذا عاما لمصلحة التأليف , وأما من شك فيه فالأصل البقاء على العموم حتى يثبت الخصوص ( تنبيهان ) : الأول - أخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب بهذا الإسناد نظير هذا السؤال , لكن جعل الجواب كالذي في حديث أبي موسى , فادعى ابن منده فيه الاضطراب وأجيب بأنهما حديثان اتحد إسنادهما , وافق أحدهما حديث أبي موسى . ولثانيهما شاهد من حديث عبد الله بن سلام كما تقدم الثاني - هذا الإسناد كله بصريون , والذي قبله كما ذكرنا كوفيون , والذي بعده من طريقيه بصريون , فوقع له التسلسل في الأبواب الثلاثة على الولاء . وهو من اللطائف .

أميـــر الليل 05/04/2011 04:11 PM

الاقامة عند البكر والثيب
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهم بك التوفيق وعليك التوكل وبك البلاغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين قال الله تعالى
روى الأمام الحافظ المحدث الفقيه جبل الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمة الله قال كتاب النكاح باب اذا تزوج الثيب على البكر
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَخَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ مِنْ السُّنَّةِ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا وَقَسَمَ وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَسَمَ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ إِنَّ أَنَسًا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ قَالَ خَالِدٌ وَلَوْ شِئْتُ قُلْتُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قال الأمام الحافظ المحدث الفقيه بقية الحقاظ أبو الفضل أحمد على بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله في شرحه على البخاري
قوله ( حدثنا يوسف بن راشد ) هو يوسف بن موسى بن راشد نسب لجده . قوله ( حدثنا أبو أسامة عن سفيان ) في رواية نعيم من طريق حمزة بن عون عن أبي أسامة " حدثنا سفيان " . قوله ( حدثنا أيوب ) هو السختياني وخالد هو الحذاء . قوله ( عن أبي قلابة ) أي أنهما جميعا روياه عن أبي قلابة . لكن الذي يظهر أنه ساقه على لفظ خالد . قوله ( قال من السنة ) أي سنة النبي صلى الله عليه وسلم , هذا الذي يتبادر للفهم من قول الصحابي , وقد مضى في الحج قول سلام بن عبد الله بن عمر لما سأله الزهري عن قول ابن عمر للحجاج " إن كنت تريد السنة هل تريد سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال له سالم : وهل يعنون بذلك إلا سنته " . قوله ( إذا تزوج الرجل البكر على الثيب ) أي يكون عنده امرأة فيتزوج معها بكرا كما سيأتي البحث عنه . قوله ( أقام عندها سبعا وقسم , ثم قال : أقام عندها ثلاثا ثم قسم ) كذا في البخاري بالواو في الأولى وبلفظ " ثم " في الثانية , ووقع عند الإسماعيلي وأبي نعيم من طريق حمزة بن عون عن أبي أسامة بلفظ " ثم " في الموضعين . قوله ( قال أبو قلابة : ولو شئت لقلت أن أنسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ) كأنه يشير إلى أنه لو صرح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكان صادقا ويكون روى بالمعنى وهو جائز عنده , لكنه رأى أن المحافظة على اللفظ أولى . وقال ابن دقيق العيد : قول أبي قلابة يحتمل وجهين أحدهما أن يكون ظن أنه سمعه عن أنس مرفوعا لفظا فتحرز عنه تورعا , والثاني أن يكون رأى أن قول أنس " من السنة " في حكم المرفوع , فلو عبر عنه بأنه مرفوع على حسب اعتقاده لصح لأنه في حكم المرفوع , قال : والأول أقرب , لأن قوله " من السنة " يقتضي أن يكون مرفوعا بطريق اجتهادي محتمل , وقوله " أنه رفعه " نص في رفعه وليس للراوي أن ينقل ما هو ظاهر محتمل إلى ما هو نص غير محتمل انتهى , وهو بحث متجه , ولم يصب من رده بأن الأكثر على أن قول الصحابي " من السنة كذا " في حكم المرفوع لاتجاه الفرق بين ما هو مرفوع وما هو في حكم المرفوع , لكن باب الرواية بالمعنى متسع , وقد وافق هذه الرواية ابن علية عن خالد في نسبة هذا القول إلى أبي قلابة أخرجه الإسماعيلي ونسبه بشر بن المفضل وهشيم إلى خالد , ولا منافاة بينهما كما تقدم لاحتمال أن يكون كل منهما قال ذلك . قوله ( وقال عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أيوب وخالد ) يعني بهذا الإسناد والمتن . قوله ( قال خالد ولو شئت لقلت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ) كأن البخاري أراد أن يبين أن الرواية عن سفيان الثوري اختلفت في نسبة هذا القول هل هو قول أبي قلابة أو قول خالد , ويظهر لي أن هذه الزيادة في رواية خالد عن أبي قلابة دون رواية أيوب , ويؤيده أنه أخرجه في الباب الذي قبله من وجه آخر عن خالد وذكر الزيادة في صدر الحديث , وقد وصل طريق عبد الرزاق المذكورة مسلم فقال " حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق ولفظه : من السنة أن يقيم عند البكر سبعا , قال خالد إلخ " وقد رواه أبو داود الحفري والقاسم ابن يزيد الجرمي عن الثوري عنهما أخرجه الإسماعيلي , ورواه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان كذلك أخرجه البيهقي , وشذ أبو قلابة الرقاشي فرواه عن أبي عاصم عن سفيان عن خالد وأيوب جميعا وقال فيه " قال صلى الله عليه وسلم " أخرجه أبو عوانة في صحيحه عنه وقال " حدثناه الصغاني عن أبي قلابة وقال : هو غريب لا أعلم من قاله غير أبي قلابة " انتهى . وقد أخرج الإسماعيلي من طريق أيوب من رواية عبد الوهاب الثقفي عنه عن أبي قلابة عن أنس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فصرح برفعه , وهو يؤيد ما ذكرته أن السياق في رواية سفيان لخالد , ورواية أيوب هذه إن كانت محفوظة احتمل أن يكون أبو قلابة لما حدث به أيوب جزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وأخرجه ابن حبان أيضا عنه عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة عن أيوب وصرح برفعه , وأخرجه الدارمي والدارقطني من طريق محمد بن إسحاق عن أيوب مثله , فبينت أن رواية خالد هي التي قال فيها " من السنة " وأن رواية أيوب قال فيها " قال النبي صلى الله عليه وسلم " واستدل به على أن هذا العدل يختص بمن له زوجة قبل الجديدة , وقال ابن عبد البر : جمهور العلماء على أن ذلك حق للمرأة بسبب الزفاف وسواء كان عنده زوجة أم لا , وحكى النووي أنه يستحب إذا لم يكن عنده غيرها وإلا فيجب . وهذا يوافق كلام أكثر الأصحاب , واختار النووي أن لا فرق , وإطلاق الشافعي يعضده , ولكن يشهد للأول قوله في حديث الباب " إذا تزوج البكر على الثيب " ويمكن أن يتمسك للآخر بسياق بشر عن خالد الذي في الباب قبله فإنه قال " إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا " الحديث ولم يقيده بما إذا تزوجها على غيرها , لكن القاعدة أن المطلق محمول على المقيد , بل ثبت في رواية خالد التقييد , فعند مسلم من طريق هشيم عن خالد " إذا تزوج البكر على الثيب " الحديث . ويؤيده أيضا قوله في حديث الباب " ثم قسم " لأن القسم إنما يكون لمن عنده زوجة أخرى , وفيه حجة على الكوفيين في قولهم : أن البكر والثيب سواء في الثلاث , وعلى الأوزاعي في قوله للبكر ثلاث وللثيب يومان , وفيه حديث مرفوع عن عائشة أخرجه الدارقطني بسند ضعيف جدا وخص من عموم حديث الباب ما لو أرادت الثيب أن يكمل لها السبع فإنه إذا أجابها سقط حقها من الثلاث وقضى السبع لغيرها , لما أخرجه مسلم من حديث أم سلمة " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها أقام عندها ثلاثا وقال : إنه ليس بك على أهلك هوان , إن شئت سبعت لك , وإن سبعت لك سبعت لنسائي " وفي رواية له " إن شئت ثلثت ثم درت , قالت ثلث " وحكى الشيخ أبو إسحاق في " المهذب " وجهين في أنه يقضي السبع أو الأربع المزيدة , والذي قطع به الأكثر إن اختار السبع قضاها كلها وإن أقامها بغير اختيارها قضى الأربع المزيدة . ( تنبيه ) : يكره أن يتأخر في السبع أو الثلاث عن صلاة الجماعة وسائر أعمال البر التي كان يفعلها ; نص عليه الشافعي . وقال الرافعي : هذا في النهار , وأما في الليل فلا , لأن المندوب لا يترك له الواجب , وقد قال الأصحاب : يسوي بين الزوجات في الخروج إلى الجماعة وفي سائر أعمال البر , فيخرج في ليالي الكل أو لا يخرج أصلا , فإن خصص حرم عليه , وعدوا هذا من الأعذار في ترك الجماعة . وقال ابن دقيق العيد : أفرط بعض الفقهاء فجعل مقامه عندها عذرا في إسقاط الجمعة , وبالغ في التشنيع . وأجيب بأنه قياس قول من يقول بوجوب المقام عندها وهو قول الشافعية , ورواه ابن القاسم عن مالك , وعنه يستحب وهو وجه للشافعية , فعلى الأصح يتعارض عنده الواجبان , فقدم حق الآدمي , هذا توجيهه , فليس بشنيع وإن كان مرجوحا , وتجب الموالاة في السبع وفي الثلاث , فلو فرق لم يحسب على الراجح لأن الحشمة لا تزول به , ثم لا فرق في ذلك بين الحرة والأمة , وقيل هي على النصف من الحرة ويجبر الكسر .


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:35 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd