أعتقد أننا نقع - بدون أن نفكر - في الخلط الخاطيء بين الفعل و الفاعل.
الفاعل الواحد قد يقوم بأفعال كثيرة ومتعددة منها ما هو خير و منها ما هو شر ، و تختلف نسبة هذا إلى ذاك من فاعلٍ إلى آخر. لكنّ الخير يبقى خيراً لأنه خير و الشر يبقى شر لأنه شر ، فلا الأول يكتسب صفة الثاني بسبب الفاعل و لا العكس.
لذلك يقال في أدبيات الحسبة و الإحتساب أنه حقٌ على متعاطي الكأس أن يأتمروا بالمعروف و يتناهوا عن المنكر. لاحظ ، حتى و هم في حال السكر فإن هذا لم يخرجهم من عموم المسؤولية في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
المسألة هنا هي في تغييب العقل المتجرد ، فإذا غاب العقل حضر الهوى و بات الحكم على الأمور مشوشاً. |