الموضوع: جديد الفتوى == 2
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 02/03/2003, 07:13 AM
شيروكي شيروكي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
السؤال
السلام عليكم.إنني إنسانة مؤمنة بالله وملتزمة بديني –إن شاء الله- والحمد لله، وأحاول أن أحافظ على إيماني ولا أسأل على كل سبب لكل الأمور، أنا أعلم وأؤمن بأن الله لا يظلم إنساناً أو حتى حيواناً أو جماداً، ولكن هناك أمر لا أستطيع أن أتماسك عن السؤال عنه وفي نفس الوقت أخاف من أن أذنب بسؤالي هذا بيني وبين نفسي، سؤالي هو: عندما أرى طفلاً يتعذب بسبب مرض أو ظلم ظالم أسأل في نفسي لم؟ وما هي الحكمة في هذا؟ هل أنا مذنبة؟ وماذا أفعل حتى لا أتساءل في هذا الأمر؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:فأقول وبالله التوفيق:أولاً: اعلمي أنه من المتقرر عند أهل الحق ألا يقال في صفات الله كيف ولا في أفعاله لِم فالله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.ثانياً: أن الله لا يظلم أحداً كائناً من كان والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.ثالثاً: أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولله حكمة في الخلق والتدبير والله لا يخلق شراً محضاً لا خير فيه بوجه من الوجوه بل كل ما يخلقه له فيه حكمة هو باعتبارها خير وإن كان فيه شر لبعض الناس فهذا شر جزئي إضافي أما الشر المطلق فالله تعالى منزه عنه.رابعاً: اعلمي أنه "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته" أخرجه البخاري (5642) ومسلم (2573) وغيرهما فما يصيب هؤلاء وغيرهم من المؤمنين مكفر لذنوبهم ومدخر لهم أجره عند ربهم.خامساً: اعلمي أن العبد قد يحسن منه إيقاع الألم بغيره ويُحمد على فعله كمن يسعى لأن تكون له ماشية فيربيها ويسمنها حتى إذا ازّينت في نظره أوقع الألم بها فذبحها أضحية أو إكراماً للضيف وعند ذلك يحسن منه هذا الفعل لمصلحة راجحة فما بالنا نستحسن ذلك من المخلوق ونعذره عند فعله ثم نتساءل لم يفعل ربنا كذا وكذا مع ماله في خلقه وتدبيره من الحكم.وختاماً أبعدي عن نفسك هذه الخواطر ودافعيها بالذكر والاستغفار، والله الموفق والهادي، وانظري للتوسع في هذا (مختصر الصواعق المرسلة 1/325).

د. رشيد بن حسن الألمعي
العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالله/مسائل متفرقة في الإيمان بالله
25/12/1423
=================
=================
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.فضيلة الشيخ: أستفتيكم في أمر دعاء الضالة الذي تعلمته من والدي وهو كالآتي:بسم الله وبالله ومن الله وعلى الله يا على العرش استوى يا خالق الطير في الهوى يا راد الفوت بعد الفوت يا محيي الأرض بعد الموت يا راد عيسى على أمه يا راد موسى على قومه اردد لي ضال فلان بن فلانة أسرع من البرق الخاطف والريح العاصف الأرض تقلعها والسماء تظلها، الأرض بها ترجف، والسماء بها تقذف، أين ما تكون يأتي بها الله إن الله على كل شيء قدير، العاجلة العاجلة الوحي الوحي الساعة الساعة وما أمر الساعة إلا كلمح البصر إن الله على كل شيء قدير. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.هذا هو نص الدعاء فما رأي فضيلتكم في هذا الدعاء هل هو من الرقى الحلال أم لا؟ وإذا كانت لا فما الضرر فيها؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله، هذا دعاء مبتدع وهو مشتمل على حق وباطل وعلى ما لا معنى له فلا يجوز الدعاء بهذه الصيغة لاشتماله على الباطل وعلى ما لا معنى له وما لا مناسبة له، فأما قوله: بسم الله وبالله ومن الله وعلى الله، فقوله: بسم الله وبالله ذكر معروف وظاهر المعنى، وأما قوله: ومن الله وعلى الله فهو حق إذا ذُكر متعلق الجار والمجرور من الله وعلى الله فالواجب أن يقول: أرجو من الله وأتوكل على الله، وأما بهذه الصيغة فلا يظهر له معنى، وقوله: يا على العرش استوى أيضاً تركيب غير مستقيم فكان الواجب أن يقول: يا من على العرش استوى، أما بهذه الصيغة فليس بصحيح فالله تعالى هو الذي على العرش استوى كما قال تعالى:"الرحمن على العرش استوى" [طه: 5] وقوله: يا خالق الطير في الهوى يا راد الفوت بعد الفوت يا محيي الأرض بعد الموت لا معنى لهذا التقييد خالق الطير في الهوى وفي الأرض وخالق كل شيء فلا معنى لتخصيص الطير، وراد الفوت بعد الفوت يغني عن ذلك يا من هو على كل شيء قدير ويا محيي الأرض بعد الموت وهذا حق هو الذي يحيي الأرض بعد موتها كما أخبر بذلك في كتابه، وقوله: راد عيسى على أمه وراد موسى على قومه، عيسى –عليه السلام- لم يغب عن أمه ولم يضع فهو كلام يدل على معنى لا أصل له فلو أنه قال: يا راد يوسف على والده يعقوب لكان لهذا أصل، وكذلك موسى –عليه السلام- لم يكن في غيبته عن قومه لميعاد ربه تائهاً ولا ضائعاً حتى يقال: وراد موسى على قومه فهذا يوهم أن موسى قد ضل عن قومه وهذا باطل، وقوله: اردد لي ضال فلان بن فلانة نسبة معين إلى أمه أيضاً خلاف المشروع، فالمشروع نسبة الناس إلى آبائهم، وقوله: أسرع من البرق...إلخ، هذا تحكم في دعاء الله وتعدٍ في الدعاء، وما بعد ذلك من الكلمات ألفاظ مبتدعة تشتمل على تحكم وعدوان في الدعاء، وبهذا يُعلم أنه لا يجوز الدعاء بهذا الذي تعلمته من والدك، والله أعلم.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/بدع الأذكار والأدعية
25/12/1423هـ
اضافة رد مع اقتباس