مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 21/12/2002, 01:17 PM
البحار المحب البحار المحب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/01/2002
المكان: أرض الكنانه ..
مشاركات: 7,005

الكرة المصرية صنعت تاريخها الإفريقي
في آخر‏20‏ عاما‏..‏ فلماذا الغضب وعدم الرضا؟‏!‏


كتب ـ خالد توحيد
لم يكن فوز نادي الزمالك بلقب بطولة دوري الأبطال الإفريقي ـ قبل أسبوع واحد ـ سوي انتصار جديد ومهم أضيف إلي رصيد ابناء الفانلة البيضاء من جانب‏,‏ ورصيد الكرة المصرية من جانب آخر‏ ..

اللقب ـ كما هو معروف وبات شائعا بين الكل ـ يعد اللقب الخامس للزمالك في مشواره مع هذه البطولة‏,‏ ويعد ـ أيضا ـ اللقب العشرين للأندية المصرية مع بطولات القارة المختلفة منذ مشاركتها الأولي التي بدأت بالنادي الأوليمبي عام‏1967.‏

البطولة التي احرزها الزمالك جاءت في ختام عام‏2002,‏ وهو تاريخ يستحق التوقف أمامه كثيرا‏,‏ والاهتمام به طويلا لسبب يتعلق في الأساس بنظرتنا للانتصار الذي تحققه أنديتنا ومنتخباتنا علي مستوي القارة الإفريقية‏,‏ حيث يظهر في هذه النظرة مدي الأخذ بفكرة التقويم الجزئي والمرحلي لكل مايحدث لأي فريق في مشاركاته القارية‏ ..

والمعني الذي أقصده هو أننا عشنا عصرا أقل ما يوصف به أنه عصر الصراخ وانتقاد الذات عند كل خسارة أو اخفاق في هذه البطولة أو تلك‏ ..

وتجسدت هذه الصورة في أوضح تفاصيلها في السنوات العشرين الأخيرة مع أن هذه السنوات تكاد تكون السنوات التي صنعت تاريخ الكرة المصرية كله‏..‏ إلا قليلا جدا‏!‏

راج في تلك السنوات الحديث عن تراجع مستوي اللعبة‏,‏ وشاع الكلام عن تدهور النتائج وغياب الألقاب والانتصارات‏.‏ وقد وجد هذا الحديث وذلك الكلام من يردده دون ملل أو كلل كلما وقعت هزيمة‏,‏ أو خسارة يمكن أن تكون مقبولة ومنطقية في ظل القاعدة العالمية التي تقول إنه لا يوجد فريق في الدنيا يستطيع الفوز كل الوقت وأي وقت‏..‏ وإلا ظل منتخب البرازيل هو البطل الدائم لكأس العالم دون منازع‏!‏

الغريب أن حملة الهجوم وانتقاد الذات التي شهدت ذروتها في السنوات العشرين الأخيرة باتت قاعدة راسخة لايجرؤ أحد علي مناقشتها وكأنها حقيقة‏,‏ وهو ما ينطبق تماما علي مفهوم العقدة‏,‏ الذي روج له البعض عند أي اخفاق لفريق مصري ـ ناد أو منتخب ـ أمام فرق الشمال الإفريقي الذي يضم مثلث تونس والجزائر والمغرب‏,‏ واتضح بمراجعة شاملة لتاريخ اللقاءات المصرية مع الشمال الإفريقي مدي وهم هذا المفهوم‏,‏ وتأكد لنا ـ من النتائج وحدها ـ أن المسألة ليست أكثر من استراتيجية ظلت تطبق في كل مرة وتتمثل في الخسارة خارج أرضنا والتعادل علي ملعبنا‏,‏ وإن لم يمنع هذا من وجود جوانب تفوق علي هذا المستوي أو ذاك ثم اكتشفنا أخيرا ـ وبالتحديد في العام الماضي والحالي ـ أن الأهلي فاز علي فريق شباب بلوزداد الجزائري في الجزائر في ختام دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال العام الماضي‏,‏ ثم اخرج الترجي من ذات البطولة‏,‏ عندما تعادلا سلبيا في القاهرة‏,‏ ثم تعادل الأهلي علي ستاد المنزه بهدف لكل فريق‏,‏ واخرج الزمالك ـ في بطولة هذا العام ـ فريق الترجي مرة أخري عندما تعادل معه بهدف في تونس‏,‏ وفاز عليه بهدف علي استاد القاهرة‏,‏ ثم تغلب علي فريق الرجاء المغربي في مجموع مباراتي نهائي البطولة حيث تعادل سلبيا في الدار البيضاء وفاز في القاهرة بهدف‏!‏

أعود إلي تاريخ مصر مع الألقاب الإفريقية الذي يمتد من عام‏1957‏ وهو تاريح حصول منتخب مصر علي كأس الأمم الأولي التي أقيمت بالخرطوم‏,‏ وطوال هذه الفترة ـ أي عبر‏45‏ عاما ـ حصدت فرقنا‏26‏ بطولة‏,‏ هي أربع بطولات في كأس الأمم وتسع بطولات في بطولة أبطال الدوري ـ دوري الأبطال حاليا ـ وثماني بطولات في بطولة كأس الكئوس وثلاث في كأس السوبر‏,‏ وبطولتان للشباب والناشئين علي مستوي المنتخبات‏ ..

ومن المهم هنا توضيح أن مايقرب من‏90‏ في المائة من تاريخ مصر الإفريقي تحقق في العقدين الأخيرين لم تحقق فرق مصر بعيدا عن هذه السنوات سوي أربع بطولات منها‏..‏ اثنتان لمنتخب مصر الأول في كأس الأمم عامي‏1957,‏ و‏1959,‏ وواحدة للإسماعيلي في بطولة الأندية أبطال الدوري عام‏1970,‏ وواحدة لمنتخب الشباب في بطولة عام‏1980.‏

ودون هذه البطولات حققت الأندية والمنتخبات‏23‏ لقبا نبدأها بلقبين لمنتخب مصر الأول في كأس الأمم عامي‏1986‏ بالقاهرة‏,‏ و‏1998‏ ببوركينافاسو‏,‏ ولقب لمنتخب الناشئين في عام‏1997‏ حين احرز بطولة إفريقيا في بتسوانا‏,‏ إلي جانب تسع عشرة بطولة للأندية توالي تحقيقها ابتداء من عام‏1982‏ بفوز الأهلي ببطولة أبطال الدوري وفوز المقاولون العرب ببطولة أبطال الكئوس‏,‏ وتتابعت الانتصارات بفوز المقاولون العرب ببطولة الكئوس عام‏1983,‏ وفوز الزمالك بلقب أبطال الدوري والأهلي بلقب أبطال الكئوس عا م‏1984,‏ ثم فوز الأهلي بلقب أبطال الكئوس عام‏1985,‏ وفوز الزمالك عام‏1986‏ بلقب أبطال الدوري وفوز الأهلي بلقب أبطال الكئوس واحتفظ الأهلي بالكأس إلي الأبد بعد حصوله عليها ثلاث مرات ..

وفي عام‏1987‏ فاز الأهلي بلقب بطولة أبطال الدوري‏,‏ وجاء عقد التسعينيات ليشهد فوز الزمالك بلقب أبطال الدوري عام‏1993,‏ وفوز الأهلي بلقب أبطال الكئوس في العام نفسه‏,‏ وفوز الزمالك بلقب أبطال الدوري والمقاولون للقب أبطال الكئوس عام‏1996,‏ واحتفظ الزمالك بالكأس مدي الحياة بعد عام‏93,‏ وفي عام‏2000‏ فاز الزمالك بلقب أبطال الكئوس‏,‏ وفي عام‏2001‏ فاز الأهلي بلقب دوري الأبطال وجاء الزمالك ليحافظ عليه في مصر باحرازه له عام‏2002 ..

ويضاف إلي تلك الألقاب ثلاثة ألقاب أخري في بطولة كأس السوبر منها اثنان للزمالك عامي‏1997‏ و‏1998‏ وواحد للأهلي عام‏2002 ..

والسؤال الآن‏:‏ ماهو السر وراء عدم الرضا ـ الذي يبدو في انتقاد الذات وجلدها عند أي خسارة ـ مع أننا كتبنا أغلب تاريخنا الكروي في عشرين سنة هي أكثر السنوات غضبا واعنفها هجوما علي الكرة ونتائجها؟ الاحتمال الأكبر في هذا السر هو أننا لانريد قراءة تاريخنا جيدا من جانب وعدم معالجة الأمور بالقطعة من جانب آخر‏.‏
اضافة رد مع اقتباس