مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #9  
قديم 17/12/2002, 10:34 PM
شيروكي شيروكي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
هل المرأة في حاجة إلى تحرير؟‏


بقلم الدكتور/ مازن
بسم الله الرحمن الرحيم
هل المرأة في حاجة إلى تحرير؟ وما الحرية التي يريدونها للمرأة؟‏‎ ‎وما معنى تحرير المرأة؟ وما معنى هذه المؤتمرات التي لا ينتهي‎ ‎أحدها حتى يعدون لمؤتمر آخر؟ كان آخرها " مؤتمر السكان‎ ‎والتنمية" في القاهرة إلى " مؤتمر المرأة العالمي الرابع " في‎ ‎الصين.لا شك أن الحرية المقصودة ليست مقابل الرق فعهد الرق قد‎ ‎انتهى (على الأقل نظريا في معظم دول العالم).‏
لقد بدأت فكرة تحرير المرأة في أوروبا التي عانت فيها المرأة - وما‎ ‎تزال تعاني- من أنواع الاضطهاد حيث يتضمن تراثهم الفكري‎ ‎محاورات هل للمرأة روح أو لا؟وهل المرأة إنسان أو لا؟‏
وظلت المرأة في أوروبا تكسب حقوقاً ومكانة حتى انتقلت من‎ ‎النقيض إلى النقيض؛ من كائن لا قيمة له ولا كرامة إلى انفلات شبه‎ ‎كامل. فقد ظن القوم أن المساواة بين الرجل والمرأة ينبغي أن‎ ‎تتجاهل كل الفروق التي فطر الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة‎ ‎عليها والحرية الغربية للمرأة إنما هي حرية كاذبة ، فالمرأة الغربية‎ ‎التي يريدون أن تكون المثال لنساء العالم‎.‎
تعاني من أنواع الاضطهاد ؛فقد أُخرجت من بيتها لتعمل مثل الرجل‎ ‎تماماً ولكن دون الحصول على الأجرة نفسها.والمرأة في الغرب أداة‎ ‎للإغراء والإثارة الجنسية ،فالمجلات الخليعة ما تزال رائجة لديهم.‏‎ ‎فبعض هذه المجلات ما تزال تصدر منذ أكثر من خمسين سنة مثل‎ ‎مجلة (بلاي بوي) وغيرهـا.وقد نشرت صحيفة عربية قبل أسابيع‎ ‎صورة شرطية أمريكية أو أوروبية تقاضت مبلغاً كبيراً مقابل التعري‎ ‎أمام الكاميرا.(وللطرافة فقد كتبت الجريدة أن المبلغ الكبير الذي‎ ‎تقاضته المرأة كان مقابل جهدها!!!) .‏
ونظراً لأن الأوروبي منذ نهضته التي بدأ من خلالها السيطرة على‎ ‎الأمم والشعوب محتلاً الأرض ومسيطراً على خيراتها وجاعلاً‎ ‎أسواقها أسواقاً لمنتجاته الصناعية والزراعية، ظن منذ ذلك الحين‎ ‎أن فكره أيضا يجب أن يسود العالم كلَّه‎.‎
أي تحرير يريدون للمرأة؟ أهي حرية تفكك الأسرة ،وضياع الأبناء‎ ‎واختلاط الأنساب . العجيب أنهم ينشرون دراسات عن واقعهم تثبت‎ ‎فشل هذا الفكر المنحرف. فالحكومة البريطانية تنشر سنوياً دراسة‎ ‎عن الأوضاع الاجتماعية وكانت آخر دراسة نشرت هناك وعرضت‎ ‎جريدة التايمز طرفاً منها أثبت أن الإنجليز أصبحوا ينفرون من‎ ‎الزواج ؛فارتفعت نسبة العزوبية بسبب تعايش الرجـال والنساء دون‎ ‎زواج، بل إنهم قد ينجبون خارج الزواج ،وتسمع الأصوات هنا‎ ‎وهناك مطالبة بمعاملة خاصة لمثل هؤلاء الأبناء .كما طالب بعض‎ ‎هؤلاء معاملتهم معاملة المتزوجين في مسألة الضرائب.‏
وكان من نتائج هذه الحرية أن ارتفع عدد المواليد خارج مؤسسة‎ ‎الزواج حتى كاد أن يصل إلى أكثر من ربع المواليد الشرعيين. وتكاد‎ ‎الشرعية تضييع حين ترتفع نسبة الخيانة الزوجية فيشك الرجل في‎ ‎أبنائه ويشك الأبناء في آبائهم. ومن مشاكل حرية المرأة عندهم أن‎ ‎ارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في أسرة ليس فيها إلا والد واحد(‏‎ ‎الأب أو الأم). فأي حياة هذه ؟ ألا يهدد هذا بنشأة أجيال تعاني نفسياً‎ ‎ولا تجد تربية سوية .فالطفل يحرم من الأب أو الأم وقد يكون الواحد‎ ‎منهما يسكن في البيت المجاور ولا يعرف الطفل أن هذا هو أبوه أو‎ ‎هذه أمه.‏
واكتشفت الدراسات الغربية مخاطر الاختلاط في التعليم على‎ ‎التحصيل العلمي -لم يذكروا الأخطـار الأخلاقية - فسعت بعض‎ ‎المدارس البريطانية للفصل بين الذكور والإناث في بعض الدروس‎ ‎للرفع من مستوى الطلاب .وقد أثبت نتائج امتحانات الثانوية العامة‎ ‎في بريطانيا العام الماضي تفوق المـدارس غير المختلطة.ولكن‎ ‎الغرب مبتلى بأن أصحاب القرار لم يعجبهم مثل هذه الخطوات‎ ‎فعدوها صورة من صور الرجعية.-وهكذا فالعودة إلى الفطرة‎ ‎الصحيحة تعد رجعية.‏
وقد انتقل البلاء إلى العالم الإسلامي فقد كتب المؤلف المعروف‎ ‎أسامة أنور عكاشة قصة (ضمير أبلة حكمت )الذي تقع أحداثها في‎ ‎مدرسة للبنات في المرحلة الثانوية يقوم بتدريسهن مجموعة من‎ ‎المدرسين والمدرسات ،وتحتوى القصة بعض المناظر الغرامية بين‎ ‎المعلمين والمعلمات ،ولكن الأمور كانت-في القصة - طبيعية بين‎ ‎الطلاب والطالبات ومعلميهم.والمصيبة أن صراعات حكمت ضد‎ ‎الباطل تأسر المشاهد فتصبح الأشياء الأخرى ثانوية من اختلاط‎ ‎ومخالفة للشرع.‏‎.‎
اضافة رد مع اقتباس