مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/10/2007, 03:51 PM
الذيـــــ9ـــــب الذيـــــ9ـــــب غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 20/03/2006
المكان: في قلب الزعيم
مشاركات: 1,399
Unhappy .~.][ العـ‘ـرأق الشقيقـ‘ـهـ جريحـ‘ـهـ ][.~.

يعرف الجميع أحوال العراق، وما آلت إليه، من دمار وشتات، أحوال لا يستطيع الواصف أن يصفها، لفظاعتها وأهوالها، تضرر بها إخواننا في الدين، ومن نتشارك وإياهم في اللغة والجوار والإنسانية، ومن لا حول لهم ولا قوة. وكنا نتلقى تلك الأخبار عبر وسائل الإعلام، ونأسى لحالهم، ونتألم لمصابهم.

وعندما التقيت بعدد من العراقيين خارج المملكة سمعت أحداثاً أعظم مما سمعت، ورأيت صوراً أفظع مما رأيت، وكان هؤلاء العراقيين من مختلف الأعمار والمناطق، وفيهم سنة وشيعة، ويحملون مختلف الشهادات العلمية، وقد سمعت منهم ما تشيب منه الرؤوس، وتنفجر من هوله العقول، ولا يخطر على بال، ومما جاء على لسانهم:

كنا نعيش في أمن وأمان، وبحبوحة من العيش، رغم ما كنا نلاقي خلال الحكم العسكري السابق، من دخول حربين كبيرتين، وحصار دولي قاس، وكنا كما غيرنا من الشعوب، نطمح في عيش أفضل، ومستقبل أحسن، ولكن ذلك أصبح حلماً وخيالاً بعد الاحتلال، حيث تخلف العراق عشرات السنين إن لم تكن مئاتها، لأن التغيير جاء من الخارج، ليس حباً في العراقيين، ولكن لمصالح خاصة، ورغبة في كنوز العراق.

ماذا نصف؟ مقومات الحياة الأساسية انعدمت، انتزع منا كل شيء، الوطن والأمن والصحة والرخاء والعيش بكرامة، فماذا تبقى لنا؟

* الوطن.. اشتعلت نار الفتنة الطائفية، ففي السابق كان التعايش بين الطوائف والمذاهب والأديان، وكان السني يتزوج شيعية والعكس، والعرب مختلطين بالأكراد، فبلدنا واحد، ولم يكن أحد يتكلم إلا باسم الوطن.

والآن أصبح الوطن الواحد مهدد بالتقسيم، ومن كان يضمهم وطن أصبحوا مشتتين في عدد من الدول، بل قد تجد العائلة الواحدة تفرقت في عدة دول، وقليل من هؤلاء ترعاهم الأمم المتحدة، وكثيرهم لم تستطع مؤسسات الأمم المتحدة أن تشملهم برعايتها.

* الأمن.. احتلال خارجي، وقتال داخلي، وخلاف سياسي، والآن لم يعد مصطلح الأمن موجوداً في العراق، بل أصبح عملة نادرة، فالخوف انتشر، وأناس انتقلوا من مدنهم إلى مناطق أخرى تحت تهديد السلاح فأصبحوا دون مأوى، انتشرت السرقات، وكثر الاختطاف وطلب الفدية، والوشاية بالآخرين. أصبح القتل شيئاً طبيعياً، لم يعد مستغرباً رؤية الجثث في الشوارع، أو رؤية أرض مستوية بالأرض، كانت بالأمس منزلاً، بسبب قصف أو تفجير، أو خروج شخص من بيته وعدم عودته، والأعراض انتهكت، وانتشر قطاع الطريق، حتى الحجاج الذين قدموا من بيت الله الحرام لم يسلموا من القتل والسلب، ونتيجة طبيعية لذلك ازدادت أعداد الأيتام والأرامل.

* الصحة.. انتشرت الأمراض، وظهرت أمراض جديدة، لم تكن معروفة، وكثر المعوقون، والمريض لا يجد من يعالجه، وإذا وجد الطبيب لم يوجد الدواء، والمياه آسنة، وشبكة المياه غير نظيفة، وشبكة الصرف الصحي متعطلة.

* الفقر.. مواطنو بلاد النهرين الغنية بكل الخيرات كثر فيها الفقراء الذين يقتاتون من فضلات غيرهم، وارتفعت الأسعار، وتضخمت المعيشة، وقلت بل ندرت الوظائف وأصبح الكثير متسولين، تجمع لهم الزكاة والصدقات، بل البعض يبحث في القمامة بحثاً عن طعام.

* التعليم.. انحدر التعليم وضعفت مؤسساته وهاجرت العقول البارزة خارج العراق، حيث استقطبتهم دول أخرى، وجدتهم وجبة جاهزة (طبق من ذهب)، ووصل التزوير إلى الشهادات الدراسية.

أما نحن الذين استطعنا الخروج من العراق، لم نخرج إلا بشق الأنفس، ودفع الضرائب والرشاوي، وأجور الحراسات الأمنية، وفي بلاد الغربة نلاقي ما لا يعلمه إلا الله، تعطيل على الحدود، وصعوبة شديدة في إجراءات السكن، وصعوبة البحث عن عمل.

لقد فارقتنا الفرحة وانطفأت منذ زمن، ولم نفرح فرحة جماعية إلا بعد فوزنا بكأس أمم آسيا لكرة القدم، وهي فرحة مؤقتة، وحتى الذين خرجوا لإظهار فرحتهم، لم تتركهم يد القتل والتفجير الآثمة.

وبعد.. وبعد تلك الأخبار التي تدمي القلب، وتكسر الفؤاد، لي وقفات:

الأولى: ندعو الله سبحانه وتعالى أن يُعيد للعراق أمنه وأمانه ورخاءه وعزه ووحدته، وأن يكون عضواً سليماً معافى، يأخذ دوره على المستوى العربي والإسلامي والدولي.

ثانيا: وجوب المحافظة على وطننا، ولحمتنا الداخلية، والتفافنا حول قيادتنا، وتحقيق المواطنة قولاً وعملاً، وأن يعتبر كل مواطن أن له دورا في خدمة وطنه، والمحافظة عليه، والارتقاء به إلى الأفضل، الطالب في مدرسته، والموظف في وظيفته، والمرأة في بيتها، وكل في مجاله.

ثالثاً: أن التغيير والتطوير يأتي من الداخل وبالتدريج، وليس من الخارج، أو بالقوة والتدمير، ومشاكلنا وهمومنا نتناولها فيما بيننا دون تدخل الغرباء.

رابعاً: أن أقوى أساليب الدفاع والحماية للوطن ومنجزاته، هو التكاتف وعدم السماح للغريب ببث سمومه بيننا، وقطع الصلات مع دعاة الفتنة في الخارج، حتى من هم من أبناء جلدتنا من السعوديين، وأن كل مواطن جندي من جنود الوطن يساعد على أمنه، ويبلغ عن كل ما يخل بالأمن.

ختاماً.. يقول سبحانه: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، ويقول عز من قائل حكيما: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقد هيأ الله سبحانه لنا أمناً وأماناً ورخاء، وقيادة حكيمة، يغبطنا على ذلك الكثيرون، فحتى تدوم نعم الله علينا، يجب شكر النعمة، والالتفاف حول قيادتنا، ومحبة بعضنا بعضا، لأنه لم تأت فتنة إلا بسبب الفرقة وشق عصا الطاعة.




الذيـــــ9ـــــب
اضافة رد مع اقتباس