|
تعـــب .... تعـــب !!
السلام عليكم ،،،،
تعـــب .... تعـــب !!
مراسل إدارة حكومية عمره في حدود سن التقاعد ، ما بقى مسئول ما ترجاه يبي تمديد سنة بعد التقاعد .
سنة وحدة و إن حصل سنتين ، يبي يستمر مع إن راتبه كله على بعضه حوالي ألفين ، لكن مع غسيل السيارات و التغطية على بعض الموظفين لما يطلعون من مكاتبهم يأخذ مثلها الفين .
يبي بس يمدد هالمدة ، لأن بنته الكبيرة خريجة هالسنة ، و كله أمل إنها تتوظف بعد سنة ، و تساعده في الراتب .
أحالوه للتقاعد بمنة حبتين ، و وظفوه على بند المستخدمين براتب ألف و مائتين .
تخرجت بنته ، و الفرحة يا كبرها فرحته ، خذ الملف و لوزارة الخدمة راح به ، خذوا الملف و انبسط من اللي صار له ، و راح ينتظر اتصال على رقم هاتفه .
بدت الدراسة و ما جاه اتصال و راح للوزارة ، ساعة كاملة عشان يعرف المعاملة عند أي إدارة ، عرف و فهم إن بنته تعينت في قرية ماهي بعيدة حيل عن داره ، يمكن بس أربع ساعات بالسيارة !!
بعد " تعب .. تعب " دخل على وكيل المدير العام ، و بينه و بين نفسه يقول دامي بادخل على المسئول أكيد الأمور بتصير تمام !
شرح له حالته و أوضاع سيارته ، و التوصيل بيأخذ نصف الراتب و الباقي ما يكفي مصاريف أولاده و بناته .
الوكيل يقول خلها تدوام و السنة الجاية نشوف وضعها ، هذا النظام و كل شيء بالكمبيوتر و الكمبيوتر الواسطة ما يعرفها ، حسب الاحتياج و التقدير الأسماء يوزعها ، احححح ( بيني و بينكم النحنحة عن الجملة اللي ما قالها ، بعد ما يخلص الكمبيوتر شغله نضيف الأسماء اللي ما يقدرها و لا يقدر أوضاعها !! )
طلع الرجال زفراته تملأ صدره ، شايل فوق كتفه كل همه ، مسألته إن الله يشرح صدره و ييسر أمره ، قابل في الدرج واحد من موظفي إدارته ، موظف كان يغطي عليه وقت طلعته .
قال له : ماشاء الله أبو فلان وش عندك ؟!
رد الشايب : أبد بنتي طلع تعيينها أبشرك ، و عينوها في قرية بعيدة شوي لكن يحلها ربك ، يقولون السنة الجاية نشوف وضعك .
قال له : الله يسهل أمرك ، أنا أختي طلع تعيينها في جنوب الرياض و أرسلني الوالد لواحد هنا اسمه معي في ورقة موصيه ينقلها حول بيتنا ، أختي صح إن تخصصها اجتماعيات بس ترى تقديرها جيد جداً .
يا ليتك ما جيت ، أو ياليتني قبل ما تجي مشيت !!
دخل الرجال البيت و قابلته البنت و الأم و الخوات ، ناظرهم بعيون شايلة للحزن دمعات ، و قال أبشركم تعينت بنتنا في قرية تبعد عنا بس أربع ساعات ، ردت البنت قالت يبه بس أنا تقديري ممتاز و تخصصي رياضيات !!
و يوم أطبق قالوا لي مدارس الرياض القريبة فيها نقص و يبون معلمات !!
و أنا أبوك الوزارة عندهم كمبيوتر ما يعرف الواسطات ، يمكن السنة الجاية تنحل و تصير المسافة ثلاث ساعات بدال أربع ساعات .
تعـــب .... تعـــب !!
شاب في الثلاثينات من عمره ، جلس على كرسي مكتبه ، على الجوال أمه تطلبه ، أبوك تعبان ضروري للمستشفى تنقله ، رجع للبيت أخذ أبوه لمستشفى التخصصي لكن رفض يستقبله ، و المستشفيات الخاصة تبي 3000 آلاف دفعة مقدمة ، و أبوه راحت كل فلوسه يوم انهارت أسهمه ، و الولد راتبه 4000 حول النصف قسط لسيارته يدفعه ، بعد " تعب .. تعب " استقبله مستشفى الأمير سلمان و أرسلوا للتخصصي طلب و ينتظرون رده ، الأب ساء وضعه ، و الولد يدعي أبوي يا رب يا رب تعدل حالته !
رافق الولد أبوه أكثر من شهر في غرفة مشتركة ، و لا في أي تحسن في حالة والده ، جاه عمه الصغير و قال لك شهر ما طلعت من المستشفى اطلع غير جوه ، و بآخذ مكانك خلال هالمدة ، طلع الولد للبيت و بالليل طلع الولد لجمعة ربعه ، جلس معهم و سألوه عن صحة والده ، قال لهم الحمدلله مستقرة حالته ، سمعهم يسألون عن صحة أبو واحد من ربعه ! و سمعه يقول كشفنا على أبوي في مركز الحبيب ، لكن عشان نطمن رحنا به للعسكري بواسطة واحد من ربع أبوي الله يحفظه والله إنه حبيب .
حولوه للتخصصي و أرسلوا أوراقه للخارج ، كلها فترة بسيطة و جت النتائج ، الحمدلله كل شيء تمام و أبوي الحين مصيف في الخارج .
تعـــب .... تعـــب !!
ملك طيب طيب قلبه ، حريص كل الحرص على شعبه ، متواضع و التواضع أكثر ما يميزه ، في ليلة من الليالي في مجلسه ، التفت و سأل ربعه : الشعب كيف وضعه ؟!
رد عليه وزير المفرق و الجملة ، الشعب في خير و نعمة !
يمكن الرز ارتفع كم ريال سعره ، تغيرت جلسة الملك و بان الاهتمام على وجهه ، عقب الوزير و تلاحق عمره ، تدارك وضعه و قال : طال عمرك طبعاً بس رز المزة !! و الشعب مو أغلبهم ياكل مزة ! بعدين نبيهم يتعودون ينوعون ما يركزون على نوعية وحدة ، هذا من مصلة البلد و من مصلحة أهله !!
سأل الملك : الشباب كيف وضعه ؟!
رد الوزير المسئول عن هالشغلة ، لحظة طال عمرك أكمل المقدمة ، مقدمة رواية أدعم بها شابة مثقفة محترمة ، باقي لي بس آخر جملة ، و الشباب طال عمرك فرضناهم على كل مؤسسة و شركة ، و رواتبهم عالية و وضعهم أفضل من أول كثير و البركة في دعم الدولة .
سأل الملك : و التعليم و الصحة ؟!
رد وزير الصحة لأن وزير التعليم ساكت بطبعه ، أبشرك الأمور تمام و المشاريع ماشية حسب الخطة ، و كليات الطب بدل الثلاث صار عندنا عشرة .
سأل الملك : صحيح قصة الأخطاء المتكررة ؟!
طال عمرك هذا الإعلام ما يخفاك أمره ، يحبون الإثارة و الصجة ، و بعدين الله يهدي رؤساء تحرير الصحف ما يحطون مراسلين إلا خريجين ثانوية و متوسطة ! ما يدربونهم و مخلينهم يحسبونها لعبة !!
علق وزير سفر الطعام : يا وزير الصحة هذا مو معناه كل الكلام غلط و خالي من الصحة !!
فيه أخبار صح و مو كلها كذب أو غلطة ؟!
لكن بعض الوزراء ما يحبون فضايحهم تطلع قدام الله و خلقه !!
رد وزير الصحة ، أكيد دور الإعلام مهم لكن لو تشددون شوي على صحة الخبر و مصداقية القصة !!
قبل ما تتطور الشغلة رجع يتدخل الوزير الشاعر الأديب كاتب مقدمة رواية يقول محترمة و أقول مبتذلة ، ما في أي شيء يمنعني أقول رأيي مثله ، ما في أي شيء يفرقني عنه ، وطني هو وطنه و الكل فينا مخلص لوطنه ، الفرق بيني و بينه هو معه حقيبة وزارة و أنا معي حقيبة مدرسة ، لم الموضوع بحكمة و حنكة و أنهى نقاش الجلسة .
سرح ملك الدولة ، تذكر هناااااك كان فيه طفل و طفلة ، مات أبوهم يدافع عن أرضه ، ضد الإرهاب و ضد أهله ، وقتها الملك نزلت منه دمعة ، يمكن كانت أصدق دمعة ، دمعة ملك تحكي قصة وفاءه لشعبه ، لكن للأسف مو كل شيء بيده ، و سأل نفسه وين مصدر الإرهاب و وين أصله ؟! يا ترى ليه ما يكون أصله من وزير يعاكس رغبات أبناء وطنه ، مثل ما يمكن يكون من شاب كان ضحية ظلم استغلوه و لعبوا في عقله ؟!
تعـــب .... تعـــب !!
يا ملك دولة تخاف في شعبها الله ، الله يعينك و يرزقك بطانة صالحة تخاف فينا الله ، نحبك و تعلمنا من والدينا و علمائنا ندعي لك الله ، نحبك و على حبنا لك يشهد الله .
 | 