@@ قفلة @@

أقيم في أوروبا منذ سنوات وأعي جيداً ماذا تعني العنصرية، وكيف يكابد الآسيوي والمسلم من العنصرية في أوروبا، ومن المفرح أن يكون هناك توجه لمحاربة العنصرية في ملاعب كرة القدم فالمستطيل الأخضر هو آخر مكان يمكن أن نقبل للعنصرية التنفس فيه، لكن على قياداتنا أن تعالج العنصرية بالتثقيف ونشر الوعي و تكريس العدل ومن ثم سن اللوائح والأنظمة التي تحارب هذا الداء.

من المخجل أن تستيقظ القيادات لمعاقبة جمهور ردد عبارة عنصرية ونفاجأ نحن المتابعين أنه لا توجد أساساً لوائح واضحة تحدد معنى الممارسات العنصرية في الملاعب وكيفية التعامل معها !! وهذا ما كشفته مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة التي لفقت فيها العقوبة استناداً على مادة لا علاقة لها بالعنصرية ولا بالممارسات العنصرية !! رغم وجود لوائح خاصة بهذا الأمر صادرة من الفيفا ولكن كيف للجنة يمارس أعضاؤها تجارة السياحة والترفيه نهاراً أن يحيطوا ليلاً بقوانين اللعبة ولوائح اتحادها الدولي !!

العنصرية لا تعني فقط التعيير بلون البشرة السمراء بل تشمل التعيير بالعرق والدين و غيرها من الاعتقادات والصفات والانتماءات الشخصية فأين قياداتنا عن محاربة العنصرية ونحن نستمع الى جمهور الاهلي مثلاً وطيلة العشرين عاماً الماضية وهم ينادون لاعبي الخليج في كرة اليد (شيعة.. شيعة) ..أليست هذه قمة العنصرية ؟؟

قدر الهلال التاريخي ربما أن يكون ملاذ اتحاد ضعيف لاشهار أشواكه القنفذية ضده في كل مناسبة لإظهار أنه ما زال موجوداً أمام صحف التابلويد التي تنخر في جسد الرياضة السعودية.

العنصرية في كرة القدم السعودية بدأت بتسمية الهلال ب (اسرائيل ) من قبل شخصية سبق ورأست اتحاد الكرة لدينا.

العنصرية تبلورت في كرة القدم السعودية حين تم ركل جميع الأندية ببلادة ، و تسمية ناد واحد ب (نادي الوطن) ، وكأن هناك تشكيكاً بأصوله ومحاولة لدمجه ب (الوطن).

العنصرية بدأت للأسف بوصفة خاطئة ، و تتغذى الان وبشكل خرافي من وصفة خاطئة أخرى اسمها الظلم والانتقائية في تطبيق اللوائح.