مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 08/04/2002, 12:02 AM
زعيم العز الأزرق زعيم العز الأزرق غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 10/04/2001
المكان: شرق الرياض
مشاركات: 235
Post يتبع

مقال الشيخ ناصر العمر الجزء ((2))

* الجهاد هو الطريق :
الجهاد في سبيل الله هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتخليص بيت المقدس ، وهذه هي الحقيقة على مرّ التاريخ ، فما خرج الجبارون ودخل المؤمنون إلى الأرض المقدسة إلا بالجهاد ، وما فتح المسلمون بيت المقدس إلا بالجهاد ، وما أخرج الصليبيون من فلسطين إلا بالجهاد ، ولن يخلص بيت المقدس من اليهود إلا بالجهاد في سبيل الله .
و الجهاد يتحقق بطرق من أهمها :
1- الجهاد من الداخل ، وذلك بإعداد المجاهدين من أهل فلسطين وتربيتهم التربية الإسلامية الصافية ، ودعمهم بالمال والعدة والعتاد ، ونواة هذا الأمر موجودة الآن عبر ما يقوم به إخواننا المجاهدون من داخل فلسطين .
2- تربية الأمة على الجهاد الشامل للإعداد العلمي والتربوي والمادي ، وإبعاد شباب الأمة عن سفاسف الأمور ومهلكات الأمم ، وانتظار اللحظة الحاسمة ، واستثمار الفرص ، ومحاولة فتح جبهة مع العدو ، وما فعله الرافضة في جنوب لبنان يدل على أن الأمر ليس بمستحيل ، فإذا علم الله صدقنا وجهادنا فتح لنا من الأبواب مالا نحتسب .

* دعم المجاهدين في داخل فلسطين :
إنّ أهم بنود معاهدة السلام كما تسمى ضرب قواعد المجاهدين في الداخل ، وتعقبهم أينما كانوا ، وتقليم أظافرهم على يد أبناء جلدتهم عندما فشل اليهود في ذلك ، وهذا يؤكد لنا أهمية الجهاد من داخل أرض فلسطين ، وهي نظرية صحيحة نادى بها بعض السياسيين من قادة العرب قبل أكثر من خمسين عاماً .
ولذلك فإنني أرى أن من أهم الخيارات الاستراتيجية المتاحة دعم المجاهدين في الداخل بكل وسيلة ممكنة ، ومن أهمها :
1- الدعم البشري إن أمكن وبخاصة من يستطيع من المسلمين دخول أرض فلسطين ، بعد تهيئة الأسباب لذلك ، وعلى إخواننا الفلسطينين الذين يقيمون خارج فلسطين مسؤولية عظمى ، أكبر من غيرهم تجاه هذه القضية.
2- الدعم المادي – وهو أهم الوسائل المتاحة – وذلك بدعم المجاهدين في أنفسهم وأسرهم ، وذلك أن سياسة التجويع وهدم المنازل وتفريق الأسر قد أوهنت من عزائمهم وهدت من قوتهم ، والدعم المادي له صوره التي لا تخفى.
3- الدعم الإعلامي ، ويكفي للدلالة على هذا الأمر ، أن نشير إلى قضيّة محمد الدرّة ، حيث هزت العالم أجمع ، وهي لقطة من مصور استثمرها أيما استثمار ، فكانت آثارها الباهرة التي شاهدناها ولا تزال إلى اليوم ، إن من الخطأ أن نتصور أن العالم كله مع اليهود ، وذلك أن البشرية فطرت على كره الظلم والوقوف مع المظلوم ، ولذلك برع اليهود في استثمار هذا الأمر في قصتهم مع هتلر ، فبالغوا في تصوير ما حدث لهم ؛ ليستجلبوا عطف العالم وتأييده وهكذا كان ، فلو استطعنا أن نستثمر الإعلام بوسائلة المتعددة ، ونقدم للعالم صورة عما يفعله اليهود في فلسطين لتغيرت المعادلة .
4- ترشيد الانتفاضة ، وتوجيهها إلى الطريق الصحيح ، ليكون قتالهم خالصاً لله ، لا من أجل عصبية أو حمية.
5- الدعاء ، وحسبك به سلاحاً وقوة ، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يعنى بهذا الأمر قبل المعركة وأثناءها ، فقد ثبت عنه في الصحيح أنه كان يدعو قبل دخوله المعركة ، وكان من دعائه ( اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب ، اهزمهم ، وانصرنا عليهم ) .
إن الوقوف مع إخواننا في الداخل ودعمهم بوسائل الدعم المتعددة له ثمرات عظيمة ، من أهمها : -
1- القيام بالواجب الشرعي تجاه هؤلاء المجاهدين ، وبيان أننا أمة واحدة وجسد واحد .
2- إحياء فريضة الجهاد ، وحسبك بهذه الفريضة شرفاً وعزة ورفعة ومنعة .
3- إضعاف إسرائيل وتعميق مشكلاتها ، مما يوهن من عزيمتها ويسهل القضاء عليها ، ويوقف الهجرة إليها.
4- ترسيخ مفهوم أن القضية إسلامية ، ولن تحلّ بغير الإسلام ، والجهاد ذروة سنامة.
5- إيقاف المهرولين والمتـنازلين عند حدهم، وليس كمثل الجهاد لهم ردعاً وسلاحاً .
6- استمرار جذوة القضية حيّة ، فخمودها مما تقرّ به أعين الظالمين والمنافقين ، فلا نامت أعين الجبناء .
7- بيان أن هذه الأمة أمة معطاء ، وأن الضربات المتلاحقة لا توهن من عزيمتها ، ولا تفتّ في عضدها ، وإن سكنت حيناً فما هي إلاّ استراحة المحارب ، سرعان ما ينفض الغبار عنها ، وتعيد الكرة تلو الأخرى .
وإنني أقترح لتحقيق هذا الدعم وإخراجه إلى حيز الواقع مفصَّلاً ، أن تتعاون الجهات ذات العلاقة في الأرض المحتلة وخارجها على وضع برامج تنفيذية تفصيلية يجري تعميمها ونشرها بين فئات المجتمع الإسلامي كله ، وتُهيأ لها الطاقات البشرية المتخصصة والمتفرغة قدر الإمكان ، يبيّن فيها واجب المجاهدين في الداخل ، وما يجب على إخوانهم في الخارج ، من الدعم المادي ، وكفالة المجاهدين ، وإعالة الأسر ، وإقامة المشاريع التي تضمن استمرار الجهاد وقوته بالإضافة إلى المشاريع الدعوية والتعليميّة ، مع العناية بإقامة المؤسسات الإعلامية المستقلة التي تعطي الصورة الحقيقية عما يجري في داخل أرض فلسطين وتربط المسلمين بقضيتهم الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها ، وما يقدمه المسلمون لإخوانهم هنا ليس تبرعاً ولا صدقة ، بل هو جزء من الواجب .
وأشير هنا إلى أن هناك بعض السلبيات التي حدثت وتحدث من جراء استمرار الانتفاضة واشتعالها ، فلابد من دراستها وتلافيها ، واتخاذ الأسباب المانعة من تكرارها ، وليس الخلل في الانتفاضة ذاتها ، وإنما هي أمور قد تحفّ بها ، مما يتيح الفرصة للمتاجرين والمنافقين لاستثمارها ، وتشويه القضية من خلالها ، فلابد من الوعي والحذر ، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

* معالم على الطريق :
1- لابد من العودة الصادقة إلى الله والرجوع إليه ، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة .
2- تربية الأمة على الإسلام ، وتنشئتها على المنهج الصحيح، وتخليصها من البدع والانحراف، وترسيخ المفاهيم الصحيحة في نفوسها .
3- الإيمان المطلق بأن الاسلام هو المنطلق الوحيد لتعاملنا مع قضية فلسطين ، ومنه تستمد جميع الأحكام المتعلقة بتلك القضية ، وفي ضوئه تعالج جميع المستجدات .
4- توعية الأمة بأن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لتحرير فلسطين .
5- وحدة الكلمة واجتماع الصفوف على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ونبذ التفرق والاختلاف والتنازع " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " فالخلاف شرّ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه مع سعة الأفق ، وعدم حصر المواجهة وتحمل أعباء المعركة بفئة من المسلمين دون غيرهم ، فكل مسلم له حق المساهمة والمدافعة عن حقوق المسلمين ، بعيداً عن أي تعصب أو حزبية ، والقاعدة هنا قوله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فلن أستعين بمشرك ) فمن كان داخل دائرة الإسلام فله حق الولاء والنصرة ، ومن عداه فلا .
وهنا مسألة مهمة ولها ارتباط وثيق بموضوعنا ، وهي : هل القتال خاص بالصالحين والأخيار، ولا يجوز أن يشارك فيه العصاة والفساق من المسلمين ؟ وسبب هذا السؤال ما نسمعه بين فينة وأخرى من القدح في المجاهدين في كثير من بلاد المسلمين ، ووصمهم بالفسق والفجور ونحو ذلك، وتبرير عدم مساعدتهم بمثل هذه التهم، والجواب على ذلك من شقين،
الأول : خطورة تعميم الأحكام ، مع ما يترتب على ذلك من مفاسد لا تحصى ، والواجب على المسلم التـزام العدل والقسط "وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا" وعندما ذكر الله بني إسـرائيل وما وقعوا فيه من انحراف قال : " منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " فلم يعمم الحكم على الجميع فتعميم الحكم على شعب أو بلد بأنهم مبتدعة أو فساق من البغي والظلم الذي نهى الله عنه إلا إذا كانوا كلهم كذلك بعد التثبت والتحقق ، وهذا بعيد ، حيث لا يخلو بلد من الصالحين والأخيار .
الثاني : أن وجود الفسق والفجور ليس مبرراً لترك الجهاد ، حتى لو كان القائد فاسقاً أو فاجراً ، فضلاً عن أن يكون فرداً من أفراد المسلمين ، ولذلك بوّب العلماء في كتبهم لهذه المسألة [ ويغزى مع كل برّ وفاجر ] قال الإمام أحمد حينما سئل عن الغزو مع بعض الظلمة وأئمة الجور ، فقال عن هؤلاء الذين يعتذرون عن الجهاد بسبب ذلك : سبحان الله ، هؤلاء قوم سوء هؤلاء القعدة مثبطون جُهّال ، فيقال : أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم ، من كان يغزو ؟ أليس كان قد ذهب الإسلام ، ما كانت تصنع الروم ؟ . وقال ابن قدامة : ولأن ترك الجهاد مع الفاجر يفضي إلى قطع الجهاد ، وظهور الكفار على المسلمين واستئصالهم ، وظهور كلمة الكفر ، وفيه فساد عظيم ، قال سبحانه: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض".
وما زال المسلمون منذ عهد الصحابة يقاتل معهم البر والفاجر ، وقضية أبي محجن في القادسية مشهورة معروفة حتى قال ابن قدامة معقباً عليها : وهذا اتفاق لم يظهر خلافه، بل كانوا يقاتلون مع البر والفاجر ، قال علقمة : كنا في جيش في أرض الروم ، ومعنا حذيفة بن اليمان ، وعلينا الوليد بن عقبة ، فشرب الخمر ، فأردنا أن نحدّه فقال حذيفة : أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعوا فيكم ؟ (ولم ينقل عنهم أنهم عزلوه أو تركوا الجهاد معه) وقد ثبت عنه –صلى الله عليه وسلم-أنه قال : (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) متفق عليه . أمّا صاحب البدعة ، فقد ذكر العلماء قاعدة جيدة في حكم القتال معه ملخصها :
____ أن من قاتل من أجل بدعته لنشرها أو الدفاع عنها فلا يجوز القتال معه .
____ أمّا من يقاتل الكفار لا من أجل بدعته ولكنه متلبس بالبدعة ، فيجوز القتال معه .
ومن الواجب أن نسعى لإصلاح إخواننا في كل مكان ، وألاّ نرضى بالواقع السَّيِّء ولا نقره ، فإن من الجهاد تربية الأمة على المنهج الصحيح ، وأن يتولّى عليها خيارها ، ولكن هذه مسألة وتلك مسألة أخرى ، فالسعي إلى الكمال مطلوب وهو من أعظم وسائل النصر ، ولكن الكمال عزيز ، ومراعاة قاعدة المصالح والمفاسد من أهم ما يجب أن نعنى به وبخاصة في هذا الباب ، فمن الحكمة أن نعرف خير الخيرين ، وشرّ الشرين .
ومن المسائل التي أكتفي بالإشارة إليها هنا هي أن العلماء وهم يتحدثون عن الجهاد وشروطه وآدابه ، يفرقون بين جهاد الطلب وجهاد الدفع ، فيتوسعون في الثاني ، ويسقطون كثيراً من الشروط التي يجب توافرها في جهاد الطلب ، فلابد من مراعاة ذلك في قتالنا مع اليهود لأنه من جهاد الدفع .
6- وجود خطة محكمة ، واستراتيجية واضحة ، تراعى فيها الظروف والإمكانات ، وتدرس فيها العوائق ، ويراعى فيها التدرج ، بحيث تكون خطة عملية واقعية ، بعيدة عن الفوضى والاستعجال ، مع تجنب الصدام والمعارك مع غير العدو الحقيقي وألاّ يُستدرج المجاهدون إلى معارك جانبية تخدم العدو وتؤخر النصر .
7- هزيمة الأمة ليست في الميدان العسكري فقط وإنما هي هزيمة شاملة في أغلب الميادين الإعلامية والتقنية والإدارية والعلمية وغيرها ، وإسـرائيل لديها من التفوق في هذه الميادين ما يفوق الخيال ، وهناك جامعات تقنيّة في إسرائيل تُعدّ من أرقى الجامعات في العالم كجامعة (وايزمان) وانطلاقاً من قوله تعالى : "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" وتحقيقاً لهذه الاستراتيجية لابد من الأخذ بأسباب القوة الحقيقية المتنوعة ، سواء أكانت بشرية أو اقتصادية ، أو تقنيّة أوإدارية أو إعلامية أو غيرها والقوة لا تتجزأ ، والأخذ بسبب منها دون الآخر خطأ فادح ، وهزيمة محققة، ومخالفة لأمر الله سبحانه.
8- إيجاد مدرسة لإعداد القادة ، وتربية الرواد الذين يقودون الأمة إلى سبيل النجاة ، فإن من أشد ما تحتاجه الأمة اليوم وجود القادة الصادقين ، والأئمة الربانيين .
9- نحن نؤمن بأن الانتصار على اليهود قضاء قدري كوني وشرعي ، ومقتضى الإيمان بهذا النصر أن نعمل بجد ويقين ، لا أن نتكل ونتخاذل ، فترك القتال والاستعداد له بحجة أن تلك المعركة الفاصلة لم يحن وقتها خطأ؛لأننا لا نعلم متى تقع المعركة الفاصلة،ولا ما مقدماتها،ولم نُتعبَّد بانتظارها،وإنما تعبدنا الله بالجهاد والإعداد لليهود وغيرهم .
10- من المهم أن نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود ، فلن نجد مَنْ وَصَفَ اليهود ، وعَرّف بنفسياتهم ثم حكم عليهم بما هم أهل له مثل القرآن ، وحيث إن منطلقنا في التعامل معهم هو كتاب الله ، فلابد من دراسة القرآن ، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة ، حيث نبني على ذلك رسم خطط المستقبل وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.
ولنأخذ لذلك مثلاً يبين هذا البرهان ، فمنذ بدأ العرب في عقد معاهداتهم مع اليهود ، كلما عقدوا عقداً مع حكومة سقطت تلك الحكومة ، وجاءت أخرى فنقضت العهد ، وعقدت معاهدة أخرى ، فما تعقده حكومة الليكود تنقضه حكومة العمال وما تعقده حكومة العمال تنقضه حكومة الليكود ، وهكذا دواليك ، وهذا مصداق قوله تعالى : " أوَ كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم". ولكن العرب لا يتعظون ولا يتعلمون ولا يعقلون.
لابد من التفاؤل والبعد عن اليأس والتشاؤم ، حيث لا مكان لذلك في حياة المسلم ، ولا ينبغي أن تكون الظروف المحيطة ومرارة الواقع وبطش الأعداء وخذلان الأصدقاء مبرراً لليأس والقنوط .
إن الصبر والمصابرة وعدم الاستعجال هو منهج الأنبياء والرسل والمصلحين على مدار التاريخ، وقضية فلسطين من أصعب القضايا التي واجهتها الأمة منذ قرون طويلة "فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم". ولقد ورد الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً ، مما يدل على أهميته وأثره في تحقيق المراد ، وما يجري في فلسطين ابتلاء وامتحان للأمة ليعلم الله صدقها وصبرها ، وتميزها .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين ، ودمّر أعداءك أعداء الدين ، وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، وطهر بيت المقدس وجميع بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين .
والحمد لله رب العالمين
اضافة رد مع اقتباس