مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/08/2006, 06:17 PM
كل مافيني هلالي كل مافيني هلالي غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: 10/04/2006
مشاركات: 1,001
Post د.حافظ المدلج كعادته مميز

طوق النجاة



هل طوينا صفحة «قضية الصيف»؟ والأهم من ذلك هل استفدنا من تداعيات القضية؟ ليتني أملك الجواب، ولكنني أكتفي بالآمال التي يحتاج تحقيقها إلى الاعتراف أولاً بمشكلاتنا الرياضية في الاحتراف على وجه الخصوص، ويقول المثل الغربي: المشكلة المعرفة جيداً هي مشكلة نصف محلولة (Aproblem well-defined is aproblem half - solved) في الاحتراف نعاني من مشاكل كثيرة تظهر على السطح فيدلي كل بدلوه في محاولة لعلاج ذلك القصور الذي يعود غالباً لأحد ثلاثة عوامل (المال، اللائحة، الوعي)، وفي الغالب يتم علاج الخلل من خلال تعديل اللائحة تارة ومعاقبة المخطئين تارة أخرى، دون علاج لعنصري المال والوعي. وهنا تكمن العلة التي طال علاجها، حيث يستحيل أن تطلب من المحترف أن يؤدي واجباته المهنية دون أن تضمن له حقوقه المالية، كما يظل قصور الوعي هو العقبة الكئود في طريق الاحتراف الكامل. فهل نقف مكتوفي الأيدي أم نحاول تقديم العلاج؟

هنا محاولة لتقديم حلول جديدة تحتاج إلى نقاشكم وتحليلكم لأننا نشترك في مركب واحد يبحر نحو هدف واحد هو الرقي بالاحتراف السعودي قبل كأس العالم القادمة. وحيث ستتولى لجنة الاحتراف بالتعاون مع الجميع تطوير اللائحة، فإن علينا أن نفكر في علاج مشكلتي المال والوعي. ويمكن القول أن تدفق الأموال على الأندية بداية هذا الموسم سيعالج مشاكل الحقوق المالية للمحترفين شريطة تعامل إدارات الأندية بشكل احترافي مع الملايين التي ستأتي من عقود الرعاية والتذاكر والنقل التلفزيوني. لتبقى مشكلة وعي المحترف تحتاج إلى طوق نجاة ربما نجده اليوم.
«طوق النجاة» في رأيي المتواضع هو «وكيل الأعمال»، حيث يتولى جميع شؤون المحترف المالية والإدارية والإعلامية وغيرها ليتفرغ اللاعب لممارسة مهنته.. حينها لن نعاني من مشاكل العقود ولا صراعات تجديدها. وقتها لن يكون اللاعب أسير النادي ولن ندخل في متاهات الغموض الذي يكتنف علاقة النادي بالمحترف. هل تصدقون أن الغالبية العظمى من المحترفين يختارون النادي كعنوان شخصي لهم، فترسل نسخة المحترف من العقد للنادي ليتولى تسليمها اللاعب متى شاء النادي، وهل يعقل أن الغالبية من المحترفين لا يراجعون عقودهم قبل توقيعها، بل يتذمرون عندما تطلب منهم اللجنة الحضور للتوقيع في المكاتب الرسمية بحجة أن في ذلك مضيعة للوقت!!!
لن أطيل في ضرب الأمثلة الغريبة، ولكنني أكتفي بالتذكير بأفضل محترفين «سامي الجابر ونواف التمياط» وأتمنى أن يحذو بقية المحترفين حذوهما، فهما مثال يتفق الجميع على وعيه الاحترافي الذي يستحق أكثر من مقال، ولكن أملي أن يكون لهما مكان مميز في خارطة كرة القدم السعودية بعد أن يودعا الركض على المستطيل الأخضر.
وطالما لا يوجد في الملاعب السعودية كثيرون من أمثال سامي ونواف فإننا بأمس الحاجة «وكيل أعمال» يقوم بدور الراعي لمصالح اللاعب والمسئول عن تثقيفه وتجنيبه مشاكل الاحتراف التي تنجم عن نقص الوعي، وبقي أن نسعى جميعاً لتشجيع هذا الفكر ونتشبث بطوق النجاة لعله يضع حداً لمعاناة الاحتراف والمحترفين، وعلينا أن نضطلع بدورنا في العلاج فالمثل يقول: إذا لم تكن جزء من الحل فأنت جزء من المشكلة
(If you are not part of the solution you are part of the problem) إن أملي كبير في المحترفين والأندية والإعلام ليكونوا أهم المشاركين في الحل المتمثل في تفعيل دور «وكيل الأعمال» ليتولى تطوير الاحتراف والمساهمة في رفع مستوى المحترف السعودي وربما العمل المنظم لتمكينه من الاحتراف خارجياً، وتلك قضية تحتاج إلى مقال قادم.. وعلى دروب الخير نلتقي.

كاتبنا الكبيرالدكتور حافظ المدلج
من جريدة الرياض

اخر تعديل كان بواسطة » كل مافيني هلالي في يوم » 05/08/2006 عند الساعة » 06:47 PM
اضافة رد مع اقتباس