مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/06/2006, 09:16 PM
الجاحظ الجاحظ غير متواجد حالياً
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
لست طبيبا .. لست اداريا .. لست صحفيا .. ولكن؟


السلام عليكم ورحمة الله ،،،

تحية طيبة لجميع أعضاء المجلس الموقر ..

كأغلب مواضيعي، هذا الموضوع ما هو الا تعليق أو ردة فعل على خبر أو مشاهدة أو موقف مما يمر علينا يوميا.

ترددت قليلا، لأنه بدا لي في ذلك خروجا عن المناخ الحالي للمنتدى والذي عودنا أن نرى في مواضيعه لمسات ابداعية وأفكار استثنائية تبهج القرّاء...

بينما عن نفسي لا أملك الا أن أعود وأتلمس الواقع من حولنا بحلوه ومره ..

لذا هو أعتذار أفتتح به لمن ساءه طعم القهوة بعد أن اعتاد على عصير القصب




جبناك يا عبدالمعين تعين ...

تذكرون حكاية الطفلة رزان رحمها الله التى توفيت بعد أخطاء طبية بدأت في جيزان وانتهت في الرياض. تلك الحادثة لم تكن الا غيض من فيض غيرها من القصص التي نسمع ونقرأ عنها حتى صارت روتينا.

أثارت تلك المأساء قضية النظم الأدارية للمستشفيات. فمما فهمت أن الأطباء حاليا هم أنفسهم من يتولون أمر العملية الأدارية ويناضلون لأبقائها كذلك. بينما هنالك تيار آخر يدعو الى إعطاء الأمر للأداريين أنفسهم بحكم التخصص من باب "أعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه .."، فالأطباء قد يبدعون في غرف العمليات، ولكن ما أدراهم بأمور المكتبيات..

شخصيا، لا أملك موقفا قاطعا من المسألة بحكم جهلي، لكني أميل للتيار الثاني من باب "فصل السلطات" ولأني قرأت الخبر التالي الذي لم أدري ان كنت أستوعبته بشكل خاطيء أو أن المسألة حقا تستحق التوقف عندها.

الخبر هو مقابلة صحفية نشرت في جريدة الوطن مع ممرض كندي جوهرها حديثه فيها عن تجاربه المهنية والشخصية من خلال أحداث مختلفة كانهيار برجي نيويورك أو عمله مع القوات المحتلة في العراق.

لو كنت أنا الصحفي لجعلت محور القضية في ما يأتي في السطور التالية عوضا عن مروره عليها مرور الكرام:


إقتباس



ويقول كين إنه عمل مع الأمريكيين كمساعد طبي في العراق لأكثر من سنة وحصل على عقد عمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ويتلقى العلاج منذ مارس الماضي بسبب مضاعفات إصابته في العراق, وتعرضه لتسمم في الدم لم يعرف الأطباء سببه حتى الآن, وكل ما يعلمونه أنه إما أن يكون بسبب المخدرات القوية التي عولج بها في ألمانيا أو بسبب تعرضه لتلوث جرثومي أثناء وجوده في العراق.
ويعاني كين من وضع نفسي صعب بسبب إمكانية إرساله لبلاده لعدم قدرته على العمل والوفاء بعقده مع المستشفى، حيث يلزم سرير المرض منذ قدومه للسعودية, إلا أنه بدا متحمسا وهو يتحدث لـ"الوطن" عن قصته.

ممرض - جليس الفراش - احتمالية تلوث جرثومي - عدم قدرة على العمل - امكانية الغاء عقده ..


حسنا، هل ترون معي ما أعني؟

لنبدأ من الآخر وهو امكانية الغاء عقده.
كيف تم أساسا توقيع عقد مع هذا الشخص وفي صرح طبي عملاق ونحن الذين لا نوقع عقودا مع "الشغالات" الا بعد الفحص الطبي؟!

ثم اليست مهنة الممرض قد تستدعي أن يتعامل مع مصابي الحوادث الذين يعانون من جروح واصابات، هل تريد لمن به شبهة التلوث الجرثومي أن يعمل ذلك العمل؟

ثم هل أصبحنا ضمانا اجتماعيا لمرضى العالم نأتي بهم لتلقي العلاج عندنا وفي المستشفى التخصصي الذي أعتقد أن العلاج به للمواطنين صعب بدون الواسطة ؟!

رواتب هذا الشخص العاجز عن العمل لبضعة شهور أليست كفيلة بتغطية رواتب ممرض سعودي لسنة كاملة مع ميزة أنه "يعمل"؟

لست طبيبا ولست اداريا، ولكن أليس هذا عجز واضح في صلب العملية الأدارية للمستشفى السعودي الأضخم؟

من جهة أخرى، الصحفي الكريم يبدو أنه ذكر ما ورد في خبره أعلاه ليكسب تعاطف القراء مع ممرض زمانه .. اما عناصر الموضوع الرئيسية فهي كيف علي أنا كقاريء سعودي لصحيفة سعودية أن أعرف أن ضحايا نيويورك ربما عشرة آلاف وليسوا ألفين، أو أن الـ FBI لم يوزعوا أدوات وملابس التلوث الجرثومي للمسعفين هناك ..

ومع هذا، كلمة شكر للممرض الكندي على صراحته وكشفه لنا ما يلي:

إقتباس
وقال إنه صدم بسلوك زملائه الكنديين الذين كانوا يعملون في المستشفى (مستشفى الملك عبدالعزيز في تبوك) حيث كانوا يقومون بتصرفات خاطئة تجاوزت كل الحدود "ولم يحترموا القوانين ولا الأعراف السعودية مع أنهم أخبروا قبل قدومهم أن المخدرات والجنس ممنوعة"، وكانوا قد حضروا قبله بـ3 سنوات ويفترض تعلمهم للنظام في السعودية، غير أنهم استهتروا بها.
وبين أنه اختار طريقا أخرى وهي الانصهار في المجتمع مكونا صداقات مع السعوديين، حيث يخرج معهم في رحلات للصحراء وحتى حفلات شواء في منازلهم.
وأوضح أن الحال وصل بزملائه الكنديين إلى أن يزوروا أوراقا رسمية ويبيعوا المشروبات الممنوعة فقبض عليهم في عام 1998 وأبعدوا إلى بلدهم.


وكما أنني لست طبيبا أو اداريا، فأنا لست صحفيا أيضا. ولكن،

أليس الأقتباسان أعلاه من الممكن أن يكونان ركيزة لنقاش وتحقيق حول قضايا تهم الوطن والمواطن أجدى وأجدر من قصة حياة ممرض كندي كان يلعب الهوكي حتى أصيبت ركبته؟
على كل حال، نشكر الصحفي علي ايراده هذا الحوار لبعض النقاط التي فيه وان كانت تبدو رمية من غير رامي.

(رابط الخبر في الصحيفة)



ضربة حرة غير مباشرة

لو كنتَ طالبا، عندما يأتي اليك مدير المدرسة في نهاية العام ولا يذكرك الا بقوله (ما أفلحت الا في لعب الكورة)،
أو عندما يأتي اليك مديرك في العمل ليخبرك وقت تقويمك السنوي بأنك معروف لديه بتأخرك في الحضور الصباحي،
ألن تشعر بالحرج والخجل ان حصاد عمل سنة كاملة نتج عنه هذه الصورة السلبية بسبب تهاونك وكسلك؟

حسنا، عندما يأتي خادم الحرمين الشريفين ويتحدث الى مسؤولي الصحف بعدة أمور منها أنهم يبالغون في نشر الصور الفاضحة الخارجة عن الدين والعرف، كيف شعر رؤساء التحرير؟
ألم يحرّك هذا الخطاب ساكنا لديهم؟

كأني سمعت أحدكم يهمس (الضرب في الميت الحرام) ..


ما أصبت فبتوفيق من الله، وما أخطأت فمن نفسي ..

دمتم بخير،،،،
اضافة رد مع اقتباس