كتب ان حب الطاغية من ناحية.. وحب الفلوس من ناحية اخرى سوف يأخذان المطرب الصاعد الى النازل

كتب عبدالله باجبير:
يغني كاظم للحب وللمرأة فيصدقه الناس.. ويغني في حب طاغية العراق فيكذبه الناس.. فالفنان حارس من حراس الحرية والجمال وهذه هي رسالته.
والاخلاص هو أرفع درجات الحب.. وكاظم لا يكتفي بالقول بانه يحب الطاغية.. ولكن يتفانى في هذا الحب حتى يصل الى درجة الاخلاص.. وأظن انني وغيري ندرك ان حب كاظم للطاغية هو حب بالعافية.. أي انه يحب مرغما ويخلص مرغما.. وبهذا يمكن ان نقبل قصائد الغزل التي يدبجها في الطاغية.. اما اذا كان حبا حقيقيا فان ذلك ينفي كل صلة للمطرب العراقي بكل ما هو نظيف ونبيل في هذه الدنيا.
ودوافع كاظم الساهر في اعلان الحب والاخلاص لقائد ام المعارك ناشئ من شيء واحد هو الخوف.. فهو يعرف انه اذا اعلن غير ما اعلن فسوف تطاله الايدي الخفية ويتم سحله على المسرح وامام الجماهير.. بل ان هناك ما هو أدهى.. فأسرة كاظم تعيش في العراق.. فاذا لم يعلن المطرب الشهير اخلاصه لسدنة الحكم في العراق فسوف يتم محو كل من هو كاظم في بغداد حتى الكاظمين الغيظ.
وتناقض موقف كاظم بين حقيقة ما يشعر به وما يعلنه يمكن فهمه.. ولكن غير المفهوم هذه الكبرياء الجامحة والتصرفات غير المقبولة التي تصدر منه.. ومنذ اسابيع منعت دار الاوبرا المصرية، وهي ربما اكبر مؤسسة ثقافية في العالم العربي، منعت كاظم من دخولها.. والسبب فيما قرأته ان المطرب الشهير رفض الحضور للغناء في أمسية من الطرب في الاوبرا لانه فضل تقاضي مليون جنيه في سهرة خاصة.. وبدلا من ان يغني امام الآلاف في دار الاوبرا والملايين الذين يشاهدون الامسية على شاشات التلفاز فضل ان يغني امام مجموعة لا تزيد على عشرات الاشخاص.. فالفلوس اهم من الناس ومن الواجب.
وهكذا فان حب الطاغية من ناحية.. وحب الفلوس من ناحية اخرى سوف يأخذان المطرب الصاعد الى النازل.. فلعله يعيد ترتيب اوراقه ويخفي اخلاصه ولا يعلنه للنظام الذي جعل العراق «خرابة» ينعق فيها البوم.. وان يكتفي بالملايين التي كسبها ولا يتخلى عن واجبه من اجل مليون جنيه.. زيادة.