مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/12/2011, 05:58 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
Talking قررت أن اصنع ( ثـورة ) .. بسبب نظريات اعضاء المجلس !


كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان وتوته توته انتهت الحدوته !


في صباح ذات يوم حيث تختفي الشمس حول سحب متراكمة من دخان المصانع ! .. ويزحف الهواء على استحياء بين فتحتي انفي الى الرئة حاملا معه عبق عوادم السيارات ! .. وتطل عيني على تلك المناظر من القاذورات والأتربة التي تكسو تلك الأرصفة ! .. وتطالعني تلك العيون تحمل في مقلتيها امارات الشقاء حينا والغضب حينا آخر من غد يحمل دوما المزيد من المفاجأت الغير سارة ! .. حتى اذا ما تملكني الشعور بالحبور والنشوة وجدت نفسي في أحضان أحدى الحفر التي يكاد ان يستوطنها حيوان ديناصوري زاحف يبلع المارة والمركبات في علاج جديد ابتكرته الحكومة للحد من النسل والتلوث الضوضائي الذي يخلفه الإزدحام المروري !


كان كل شئ يبشر بالخير ! .. وأن الحياة حلوة ولكنها في حاجة ان نلونها ! .. والألوان موجودة بالمكتبات ولكنها غالية الثمن ! .. وطالما هي غالية فلن يكون بمقدرنا شراؤها ! .. وطالما لن يكون بمقدورنا شراؤها فلن تكون حياتنا بالألوان ! .. وطالما هي ليست بالألوان فلن تكون هنالك حياة ! .. وطالما ليس هنالك حياة فكيف لنا ان نجد الخير ؟!! .. ويبقى السؤال الخشبي المحنط : هل الديك من الدجاجة أم الدجاجة من الديك ؟!


لم يكن العمل يروقني كثيرا ولكن لقمة العيش حتى لا اجد نفسي وأسرتي الصغيرة في الشارع نفترش الأزقة ونصبح من منظومة العشوائيات ( العشوائيات مصطلح يعني انك شخص عشوائي ! ) .. والسبب ان هذا العمل لم يكن متوافقا مع مشروعنا الوطني في تعريف معنى ان اكون من البشر ! .. وبالرغم أن النظريات الحديثة والقيم الدينية قبل الاف السنون قد اثبتت أننا يمكن أن نعيش في هذه الحياة ونحن نحترم الآخرين والآخرين يحترموننا .. الأ ان العمل لدي لا زال يعيش وفق نظريات دفنت مع عهد الديناصور الأول بن كهلان والتي عبر عنها حبيبنا ( هكتار بن مواصل ) بالقول : أقضب ارضك ! .. والتي فسرها لي بعد ذلك الغالي ( الكلاسيكي ) ذات يوم بأنها تعني : تشيز كيك بالفاصوليا الحمراء مع المايونيز بشرط ان تكون سيارة الاسعاف بالجوار ! <=== دائما ما اجد هذا الفيس في غير محله !


اتذكر حديث عن صديقنا الصدوق ابو صالح ( الصخرة ) الله يذكره بالخير يتناول من خلاله نظرية : كيف للعامل أن ينتج في غياب الحافز المادي والمعنوي ! .. وقد كنت مهتما بتلك النظرية التي بحثت عنها بين جنبات مكتبي الى المكاتب المجاورة فتبين لي ان الحافز وفق النظرية الإدارية العربية الحديثة تعني : كنا جائعا تبقى طائعا .. والطاعة من الايمان .. والايمان يدخل الجنة .. لذلك موت الله لا يردك !


فكرت طويلا حول أين يمكن أن نجدا حلا لهذه المعضلة التي نستطيع من خلالها ارضاء جميع الاطراف ! .. وكان ان قال لي صديقنا الحاضر الغائب ( ابو طلال ) في اتصال هاتفي سابق يقول فيه : مشكلتنا في الحياة اننا لا نستوعب ان ما يحدث حولنا سوف يلقي بظلاله علينا سواء شئنا أم ابينا ! .. ففي السابق كنا نضحك ان هنالك شقق تمليك في مصر واصبحنا الان نتحدث عن شقق تمليك في مدينة الشماسية حيث يتاجر فيها بنجاح استاذنا ( هلالي الشماسية ) ! .. وذلك ما دعاني ان استشير جاري العزيز في اسكان المجلس العام ( أبو سواج ) حول اذا ما كنا نستطيع الحصول على شقتين تمليك باقساط تصل الى الحفيد السادس عشر ويا عسانا نوفي !


بينما كنت غارقا في الأفكار الإدارية التصحيحة اذ شرفني بالمكتب اسطورة الرواية السعودية ( المشاغب ) .. وكان على غير العادة يحمل آلة حاسبة وورقه وقلم في منظر يوحي برسالة مفادها : ( رحنا في داهية ) !
قال لي : اسمع يا ابن العم !
فلت له : لبيك فديت ربك
قال : خذ هذه الورقة والقلم .. الله يشفيك وكل من يدعي الثقافة والتنوير ! .. الناس وصلت زحل وعرفت التقنية والكيبورد وانت وامثالك لا زلتم تحملون ورقة وقلم وتدعون التطور ! .. الله لا يوليكم على المسلمين يا بقايا الجاهلية الأولى !
قلت :
قال : اذا اخذنا بالاعتبار عامل السرعة والزمن وقسمناهما على المسافة وقدرنا ان عنصر الادارة العربية ( س ) ومثيلتها في الدول الأخرى ( ص ) .. فأن الفارق بيننا والآخرين اداريا قرابة ......... !
قلت : ماذا ؟ .. كنك سكت !
قال : خلنا فيما يستفاد أحسن ؟
قلت : وماذا يستفاد ؟
قال : الموظفين يريدون لغة الأرقام ! .. ولا يريدون لغة الهياط !



حقيقة لقد كنت في حيرة حتى تلقيت اتصالا من الغالي ( قرقاص ) يدعونني فيه ان نلتقي في مكان ما وسوف يكون برفقتنا حبيبنا ( سليمان - ابو شادن ) .. وقد كان ما اراد .. وكان الحديث جميلا وثريا ومخضرما ! .. وكانا قد عرجا في حديثهما عن التطورات الادارية واثرها على رضى الموظفين بعد عام 1945 م ! .. وأخذا سوية يحدثانني عن كيف ساهمت معاناة الحرب العالمية الثانية في تعليم شعوب اوروبا والولايات المتحدة معنى الرفاه ! .. حتى عندما اخذا في تسلسل الاحداث التاريخية من عصر الاربعينيات الى الخمسينيات الى الستينيات الى السبعينيات الى الثمانينات الى التسعينيات .. قلت لهما اذا وصلتما الى الألفية الثالثة يمكن لي أن اشارككما الرأي فقد شهدت هذه المرحلة !


كان لحبيبنا ( ماجد مقبل ) ذات يوم وجهة نظر مختلفة حول الأدارة ورضى الموظفين .. وكانت وجهة نظره تتركز حول ( الموكا ) ! .. فقدح من الموكا بنكهاته المختلفة كل حسب ذائقته كفيل ان يقرب البعيد ويجعل المزاج رائقا ويصل بك الى الهدف الذي تنشده بين نقطتين بخط مستقيم لا عوج فيه كما الرحلة الجوية تماما بخط مباشر من الرياض حتى موسكو حيث تختصر المسافة والزمن عوضا عن البحث عن محطة ثالثة بين المحطتين ! .. قلت له : ما رأيك في الخلفية التاريخة للإدارة الشيوعية ؟ .. قال لي : أنا اتبنى الإدارة الخنفشارية مع قدح من الموكا على رحلة الخطوط الروسية


ذهبت في المساء الى صديقي مسترح البال ( احمد المسافر ) فوجدت في منزله الغالي الـ ( دوق فليد ) الذي كان يتحدث عن ذكرياته مع صديقيه السابقين ( فوجي ) و ( دايسكي ) وكان ايضا في صحبتهما شاعرنا ( مطيع الهميمي ) الذي أخذ زاوية من المنزل يحشر من خلالها قريحته الشعرية !
قلت لهم : أنني مستاء !
فقال أحمد : وما الضير في ذلك يا صاح .. فالاستياء من امارات الحزن التي عارضتني فيها في موضوع سابق
وقال دوق : تراك مضحوك عليك ! .. هنالك دهليز سري اكتشفته بالجامعه ووجدت بعض التقارير الممهورة بختم ( سري للغاية ) التي تشير ان الادارة ترفض ان تنتمي الى الثقافة العربية !
فرد عليه مطيع قائلا : وما الفوضى الا واقع يجثم على انفاسنا
فأن قبلناه .. ركلنا في مؤخراتنا
وان رفضناه .. ايضا سنركل في مؤخراتنا !


وصلت اخيرا من احلام اليقظة الى مكتبي حيث كنت قد وسدت رأسي الى الكرسي ورحلت في عالم اللاوعي .. عاد رأسي مجددا في التفكير بما قاله الأحبة .. وشعرت بنسائم الثورة على مكتبي تداعب أحلامي وأن الشمس لن تغرب أبدا ! .. ثم تنبهت بعد أن بدأت تدريحيا العودة الى الواقع ان هذا الأمل العظيم ببقاء الشمس مشرقة تعني ان فاتورة الكهرباء ستكون مضاعفة نهاية الشهر وسترهق ميزانيتي المتواضعة وخطتي المالية التي ادخر من خلالها مبلغ من المال يعينني على شراء مكيف مستعمل بدون شبك بعد ستة أشهر ! .. فقررت ان اهتف عاليا : فليحيا الظلام .. ولتغرب الشمس !



ودمتـم في خيـر

اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 14/12/2011 عند الساعة » 11:39 AM
اضافة رد مع اقتباس