مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 11/12/2011, 10:05 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ فهد الفراعنة
فهد الفراعنة فهد الفراعنة غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 08/04/2009
مشاركات: 555
Thumbs up { قصَّة - بقلمي } أسطورة قصر ماجيكلوب !

احذر ..
عند قراءتكَ للقصص أنتَ تفتح على نفسكَ باباً من أبواب الجحيم ..
لقَدْ حذَّرتُك ..


لا فائدة الآن من الصراخ و العويل ..
ستكونُ محظوظاً لو لمْ تجِد جُمجمة هتلر تحتَ وسادتِك ..
أو تَجِد أحشاءَ رمسيس داخِلْ خزانتك ..
تحمَّل ما يجري لك ..
و أنصحُك فقط بالإرتجاف .. فلنْ يُجدي الصُراخ و لا الفِرار الآن ..


البداية


- " لا يا فهد المكان خَطرٌ جِدَّاً هُناك و تقريباً لم ينجُ أحد رحلَ إلى ذاك القصر و مَنْ نجا اَصابهُ الجنون و مات " كانت هذهِ كلمات استاذ أيمن سمير رئيس تحرير صحفتنا التي تُسمَّى "بعدَ مُنتصف الليل " لأنها تعتني بالأمور الغريبة و المُخيفة و لأنها أوَّل صحيفة تصدر في المساء !
و كنتُ أُحاول أنا الصحفي فهد مع الرئيس أيمن بالسماح لي بزيارة ذاك القصر الرهيب الذي يوجد في منطقة بعيدة عن السكَّان في السويد و لكنَّه يرفض كعادتهِ !

إنهُ خائفٌ عليَّ و لا أجد مُبرَّراً لكلِّ هذا الخوف .. فأنا إنسانٌ ناضج " و هو يشكُّ في هذا الشيء ! "
- استاذ أيمن لقد بلغَ منِّي الفضول مبلغاً كبيراً .. الحقيقة أنني فَضولٌ كـ قط .. كُلَّ مَن زارَ القصر يحكي عنهُ قصصاً رهيبة و حكايات لو انتشرت في صحيفتنا لحققت نجاحاً كبيراً جداً .. أرجوكَحاول !
- لا تحاول يا فهد .. ماذا سأقولُ لضميري عندما تموت ؟
- قُل لَّهُ إنَّني على الأقل لم أمت فضولاً .
- لكنَّك متَّ بسبب فضولك !
صرختُ متململاً و الدموع تملأ عينيَّ بطريقة سينمائية مؤثِّرة ..
- أرجوك استاذ .. أريد أن أذهب ..
و قالَ بعد أن شعرَ بالضجر من إلحاحي :
سأجعلكَ تذهب و لكن بعدَ ان توقَّع على هذهِ الورقة ..
و قرأتُ الورقة و أتَّضحَ لي أنَّها ورقة تحمِّلني مسؤوليَّة كُلَّ ما سيحدث لي ..
و بدأت المُغامرة ..

* * *



7 - 3 - 1948


ها أنا ذا في السويد ..
الدولة الكئيبة جداً و الباردة جداً ..
إنَّني حقيقة أكاد أموت برداً .. زيارة السويد ليست مُحبَّبه في شهر مارس .. لكنِّي كُنتُ ساذجاً كالعادة ..
دخلت الفندق الذي سأسكن فيه ..
فندق واسع بحق .. في وسط منطقة مُزدحمة بالسيَّارات و مراكز الشرطة ..
الحقيقة إنَّ السويد في هذا التاريخ كانت دولة مُخيفة لكلَّ الأوروبيين ..
فبعدَ انتهاء الحرب العالميَّة الثانية انتشرَ خبر أنَّ هتلر ذهب إلى السويد مع زوجتهِ - التي تزوَّجها قبل اقتحام قصرهِ بيوم واحد - لكي يعيشا هُناكَ بعيداً عن النَّاس ..
بحثتُ عن موظَّف الفندق و كانت عمليَّة سهلة بحكم أنَّهُ أمامي ..
و ُخاطبتهُ بالإنجليزيَّة ..
- أريد شقَّة هُنا لو سمحت ..
نظرَ لي و لسان حالهِ يسأل : أثبت لي أنَّكَ لستَ هتلر !
قالَ في أدب : جواز سفركَ يا أستاذ ..
ناولتهُ جواز سفري ..
و أعطاني مُفتاح شُقَّتي .. و التي لِسوءِ الحظ كانَ رقمها 13 ..
صعدتُ إليها مشياً على الأقدام ..
صوتُ صدى حذائك يُشعركَ بالخوف و الرِّيبة و كأنَّما هذا الفندق تفرَّغ فقط لترديد صوت حذائك ..
هاهيَ الغرفة المطلوبة ..
أفتحها .. و أدخل ..
غرفة صغيرة .. و يوجد بها سرير واحد لشخصين و جهاز راديو و تلفزيون ..
أجواء سويديَّة بحق ..
أخلع قُبَّعتي و أتدثَّر بالفراش ..
يجب أنا انام الآن .. لديَّ رحلةٌ في المساء ..
أنا لن أقضي عُمري كُلَّه في السويد !
و ........




* * *



في المساء تجهَّزت ..
و وضعتُ في حقيبتي جهاز تصوير و سكِّيناً إذا ما لزم الأمر ..
و لم أنسى بالطبع حملَ مُذكَّرتي و قلمي ..
بدأتُ أتحمَّس .. لا يفصلني عن الشهرة سوى بضع ساعات فقط ..
أتَّجهتُ إلى خارج الفندق .. إنَّ القصر الذي سأذهب إليه يبعدُ مسافة نصف ساعة فقط عن العُمران و المباني..
ليست مسافة بعيدة ..
أحاول أن أُوقف سيَّارة لتوصيلي .. فأنا لم أتعلَّم بعد قيادة السيَّارات للأسف الشديد ..
هذا سائق يتوقَّف ..
أقولُ لهُ بإنجليزيَّة فخمة :
- هل يمكن أن تُوصلني إلى قصر ماجيكلوب ..
فنظرَ لي في عدم فهم فعلمتُ أنَّهُ لا يُحسن الإنجليزيَّة .. و تركتهُ يرحل ..
هذا آخر ..

- هل يمكن أن توصلني إلى قصر ماجيكلوب ؟!
نظرَ لي نظرة رعب و قال لي و هو يرتجف :
- أنصحكَ بالإبتعاد عنه كإبتعادكَ عن الموت ذاته .. و رحل ..

هُنا فقط وجدتُ واحداً وافقَ على إيصالي إلى هُناك بمبلغ كبيير كأي سائق تاكسي يحترم نفسه ..




و في الطريق المُظلم الخاوي من كُلِّ شيء رحتُ اثرثر مع السائق الذي اتَّضحَ لي أنهُ دينماركي يعيش هُنا ..
سألتهُ في حذر :
- ما حكاية قصر ماجيكلوب ؟
- قالَ في عدم اهتمام ..
هُناكَ رواية مشهورة عنهُ بين النَّاس .. و الحقيقة أنا لا أُصدِّق هذا الكلام .. و لا أكترث به ..
فقلتُ : ماهي الرواية ؟




لكن قبل أن يتكلَّم .. رأينا في جانب الطريق المُظلم امرأة تطلبنا كي نقف ..
جميلة كالقمر لكنَّها و الحق يُقال تُثير الهلع في النَّفس ..
سألها السائق في حذر ..
- ماذا تُريدين ؟
قالت في لهجة مُؤدَّبة و عميقة ..
- أُريد الذهاب إلى قصر ماجيكلوب ..
و ركبت في المقعد الخلفي من السيَّارة ..

فقال السائق لي :
الحقيقة أنَّهُ هُناكَ رواية تقول أنَّهُ كانَ يعيش في القصر هذا قبل 100 عام عائلة ماجيكلوب ..
و كانت العائلة مكوَّنة من الاب اندرسن و بنتهُ ماري و ولدهُ سولفج ..
و انتشرت في تلكَ الأيَّام إشاعة أنَّ أيُّ زائر يأتي إلى هُناك لا يعود ..
و فُقدَ واحد و اثنان و ثلاثة من الزوَّار ..
ممَّا دعا مجموعة من البشر بالذَّهاب إلى ذلك القصر و حرقهُ و إنهاء هذهِ العائلة ..
و قلتُ مُستنتجاً :
- يبدو أنَّهم من الشباب المُتحمِّس ؟
قالَ لي ..
- لمْ أعش معهم كي أعرف .. و لكن يبدو لي أيضاً نفــ ..
- كانوا من اُسرة دانتي .
تفاجأتُ بهذا الصوت من الفتاة ..
و سألتها في توجُّس ..
- و ماهيَ أُسرة دانتي تلك ؟
قالت لي : إنَّها أُسرة مكوَّنة من 17 شاب و بنتين فقط .. كانَ سولفج الإبن يدرس معهم .. و تعارك كثيراً معهم و بما أنَّ اندرسن الاب كانَ شُرطيَّاً فإستطاعَ أن يُدخل الـ 17 ابن السجن أكثر من مرَّة .. و هكذا نشأت العداوة ..
ثمَّ أكملَ السائق : و بعدَ أن حضروا إلى حديقة القصر و اشعلوا النيران فيها هربوا و كانت هذهِ الحادثة بوَّابة الجحيم .. فالأبناء الـ 17 ماتوا كُلَّهم بطريقة واحدة بعدها .. بالحرق ..
و انتشرت إشاعة أنَّ أشباح أسرة ماجكلوب لاحقت القتلة و أحرقتهم ..
و هكذا انتهت حياة اُسرة دانتي و ماجيكلوب و لم تنتهي هذهِ الإسطورة بعد ..
و بعدَ هدوء عمَّ السيَّارة قليلاً و قد كدنا نصل ..
قالت لي المرأة و اتَّضحَ لي فيما بعد أنَّ اسمها " ماري " - ألا يُذكَّركم هذا الإسم بشيء ؟! -
- لماذا أنتَ ذاهبٌ إلى القصر ؟
قلتُ في حذر :
- إنَّني أعمل في صحيفة .. صحيفة اسمها " بعد مُنتصف الليل " خاصَّة بالأمور الخارقة للعادَّة و الما وراء طبيعيَّة و سمعتُ كثيراً عن هذا القصر و أردتُ أن اذهب إليه و أُقدَّمَ للعالمحقيقتهُ ..
فقالت لي بلهجة عميقة و بدت لي مُرعبة حقَّاً :
- اذاً أنا أنصحكَ بالرُّجوع قبل فواتِ الآوان ..
- لـ .. لـ .. لماذا ؟!
و لم أسمع ردَّها .. و كرَّرت السؤال و لكنَّها لم تتكلَّم ..
و عندما نظرتُ إلى المقعد الخلفي رأيتُ المفاجأة أنها لم تعد هُناك !
هذا الأمر قد هزَّني و هزَّ السائق حقيقة ..
بدأنا نرتجف كالضفادع إن كانت الضفادع ترتجف ..
و قالت في خوف : مـ مــ مـا الذي يحدث بحقِّ الجحيم ؟!
قلتُ لهُ و انا أرتجف : نحنُ اغبياء من البداية .. ما كانَ لكَ أن تقف لتوصلها ..
ألم تُلاحظ أنَّ اسمها " ماري " ؟!
نفس اسم بنت عائلة ماجيكلوب ..
و بدأَ يرتجف للفكرة .. هل من المعقول أن تكون الراكبة معنا ماري ابنة أولسن ؟!
ثمَّ قلتُ له : إنَّها راكبة اتوبيس من الأشباح phantom hitchhiker !
نظرَ لي في رعب .. و واصلت ..
إنَّ راكب الاتوبيس الشبح معروف جداً لقُرَّاء الأمور ما وراء الطبيعيَّة ..
يطلب تاكسي في منطقة مُظلمة و غالباً تكون فتاة و تركب معك و في نصفِ الطريق تختفي !
و أكملت ..
و في استراليا هُناكَ شبحٌ معروف بإسم " ماري العائدة للحياة " و هيَ فتاة ألقاها صديقها من السيَّارة المُسرعة بعد مُشاجرة .. النتيجة أنَّ ماري عادت لتظهرَ على الطريق بعدَ خمس سنوات طالبة من العابرين أن يوصلوها إلى المرقص و بعدَ قليل تختفي من السيَّارة !

و قلت مُداعباً : يبدو أنَّ نقابة الأشباح تُلزم على أي فتاة مُرعبة أن يكون اسمها ماري !
أرتجفَ لكلامي ..
و قال بعدَ أن أوقف السيَّارة على جانب الطريق : و مـ .. مـ .. ماذا تفعل ؟
قلتُ و قد بدأتُ اعتاد الأمر : هُناك ثلاثة سيناريوهات غالباً ..
1- إنَّ الشبح يُشير إلى السيَّارة لتتوقَّف ثمَّ يركب لأسباب واضحة يكون هذا الشبح من الجنس النَّاعم غالباً
2- فجأة تصدم السيَّارة شخصاً و ينزل السائق المذعور باحثاً عن ضحيَّته و لكنَّهُ لا يجد جثَّة !
3 - يقوم بإيقاف السيَّارة قبل الخطر و هوَ نوع مُفيد من الأشباح .. و يحذَّركَ من هذا الشيء و ماري هذي حذَّرتنا من دخول القصر ..
ثمَّ دون تردَّد بعدَ أن بلغَ السيلُ الزُبى عكسَ اتجاه السيَّارة عائداً إلى المدينة و العمران ..
و لمْ أقل لهُ شيئاً .. الحقيقة أنَّني خائف و مذعور أكثر من السائق نفسه ..
و لحُسنِ الحظ لم نجد أيَّ امرأة تطلب أتوبيس في طريق العودة ..



بقلمي
اضافة رد مع اقتباس