مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 03/03/2011, 07:24 PM
نبضة الهلال نبضة الهلال غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/03/2006
المكان: جبين السماء
مشاركات: 450




نافذة أمل

عندما بلغت سن 18 شهر أصيبت بأحد الأمراض الذي تركها فاقدة

للبصر والسمع والنطق،

وهو الأمر الذي قد يشكل عند البعض حالة إحباط أو حالة مساوية للموت

، ولكنه عندها شكل حالة مختلفة تماماً من التحدي والنبوغ




قال أحد الأطباء الذي اطلع على حالة هيلين أنه من الممكن أن ينمى ذكاء

هذه الطفلة بشكل أو بأخر، كما أوصى جراهام بل بأن استخدام معلمة متخصصة

لها من الممكن أن ينمي ذكائها ويعلمها، وهذا ما حدث بالفعل فكما

ينزل الله سبحانه وتعالى القدر ينزل معه الرحمة، فقد شاء الله أن يكون هناك معلمة

أسمها "آن سليفان" هذه المعلمة التي شكلت مرحلة فارقة في حياة هيلين

فكانت السبب الرئيسي وراء تعليمها كل صغيرة وكبيرة،

فاصطحبتها في مشوار قدره خمسين عاماً من العلم والتوجيه فكشفت

لها الكثير من المعلومات وأكسبتها الكثير من الخبرات

عبر وسيلة فعالة وغير تقليدية في طريقة التعليم.


بداية التعليم

توصلت المعلمة ( آن ) إلى طريقة مميزة للتعامل مع ( هيلين )

وتعليمها خاصة وأن ( هيلين ) لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم ,

فبدأت بتعليم ( هيلين ) الحروف الهجائية باللمس داخل كف اليد

، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتتعلم ( هيلين) القراءة .

وبعد عامين من الجهد تمكنت الطفلة من إجادة القراءة بطريقة برايل،

وأجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل ,

وتمكنت ( هيلين ) من الإطلاع على العديد من الكتب وكتابة عدد

من الكتب والمقالات الخاصة بها.



تقول هيلين

ذهبنا إلى البئر وكان هناك شخص يضخ الماء،

ووضعت معلمتي يدي تحت المضخة ،

وفي حين كان تيار من الماء البارد ينهمر على إحدى يدي كانت معلمتي

تكتب بإصبعها على يدي الأخرى كلمة water في البداية ببطء ثم بعد ذلك بسرعة ,

وقفت ساكنة وكل تركيزي منصب على حركة إصبعها، وفجأة شعرت

بحالة وعي ضبابية لشيء كان منسياً، بالإثارة المصاحبة لفكرة عائدة،

وهكذا تكشف أمامي غموض اللغة، وكم كانت فرحة هيلين عظيمة

وقد انفتح لها باب العالم الخارجي الذي كان موصداً دونها،

ولم تعد إلى البيت إلا بعد أن سألت عن اسم كل شيء مررت به .

عندما وصلت ( هيلين ) إلى العاشرة من عمرها أصرت على تعلم الكلام والنطق

فاستجابت المعلمة لطلبها وذلك بعد أن لاحظت أن ( هيلين )

يمكنها فهم الأصوات وتمييزها عن طريق لمس حنجرة المعلمة

وتحسس الذبذبات الصوتية بواسطة اللمس . :


( نصيحة شوفو هذا المقطع بالفلم
هنا مقطع


ودخلت في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية،

كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية،

وكانت معلمتها آن تجلس إلى جوارها وتنقل بأصبعها كل ما يقوله الأساتذة في المحاضرات،

وكانت تجهد عينيها بالقراءة لتنقل لها كل ما تقرأه .

تخرجت من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم

في سن الرابعة والعشرين .



وقد تعرضت آن سليفان بدورها لمحنة فقد البصر فقد ولدت طبيعية

ولكنها فقدت البصر تدريجياً وألحقت بمعهد بيركنز للمكفوفين،

وهي في الرابعة عشر من عمرها وتعلمت كما يتعلم غيرها من فاقدي البصر،

ولكنها تمكنت من استعادة بصرها بعد عدد من العمليات الجراحية الناجحة،

فقامت بتكريس حياتها لمساعدة من هم بحاجة إليها

، وقد يفسر لنا هذا مقدار الحنان والصبر التي تمتعت بهم "آن"

في معاملتها مع هيلين حتى تمكنت من العبور بها من فوق حواجز الإعاقة.



سليفان طريق هيلين نحو المعرفة

كان لمعلمة هيلين "سليفان" فضل كبير في توجيهها وتعليمها وكانت البداية

عندما كانت هيلين تبدي ابتهاجا عندما تلمس يديها الماء وهو الأمر الذي أثار

اهتمام معلمتها ووجدت منه المدخل الذي سوف تتمكن به من العبور إلى عقل

هيلين وذلك عن طريق استغلال حاسة اللمس وتعليمها الكثير عن البيئة

المحيطة بها من خلالها،

وأصبحت حاستي اللمس والشم هما وسيلتا التعارف بين كل من هيلين والعالم.

وابتكرت المعلمة طريقة فذة يتم من خلالها التعامل مع هيلين وتعليمها خاصة

وأن هيلين لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم فجاءت طريقة المعلمة العبقرية

بتعليم هيلين الحروف الهجائية بلمس داخل كف اليد،

وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتتعلم هيلين القراءة،

وبعد عامين من الجهد والمثابرة تمكنت الطفلة من إجادة القراءة

بطريقة برايل، ولم يكن هذا هو كل شيء فقد أجادت الطباعة أيضاً على

الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل وبذلك تمكنت هيلين

من الإطلاع على العديد من الكتب وكتابة عدد من الكتب والمقالات الخاصة بها.

عندما وصلت هيلين إلى العاشرة من عمرها أصرت على تعلم الكلام والنطق

فاستجابت المعلمة لطلبها وذلك بعد أن لاحظت أن هيلين يمكنها فهم الأصوات

وتمييزها عن طريق لمس حنجرة المعلمة وتحسس الذبذبات الصوتية

بواسطة اللمس، وتمكنت هيلين من التحدث مع الناس وهي

لا تسمعهم وذلك بتحريك شفتيها فقدمت عدد من الخطب القصيرة.

في عام 1900 التحقت هيلين بكلية "رد كليف" بصحبة معلمتها "آن سليفان"

وكانت حينها في العشرين من عمرها، وكانت سليفان تعمل على ترجمة المحاضرات

لها بطريقة لمس بطن كفها، وبعد أربع سنوات أنهت هيلين دراستها

ووهبت حياتها لمساعدة أمثالها من المعاقين،

كما حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة جلاسجو باسكتلندا.


كتب ومؤلفات

نشرت هيلين كيلير 18 كتابا , ومن أشهر مؤلفاتها (قصة حياتى ) ,

(العالم الذى أعيش فيه ) , (أغنية الجدار الحجرى ) ,

( الخروج من الظلام) , (تفاؤل ) , ( ايمانى ) ، (الحب والسلام)

،( فلنؤمن) و (هيلين كلير فى اسكتلندا) وغيرها , وترجمت كتبها إلي 50 لغة .



مما قالته في كتبها

"يتعجب كثير من الناس عندما أقول لهم باني سعيدة،

فهم يتخيلون أن النقص في حواسي عبء كبير على ذهني يربطني دائماً بصخرة اليأس،

ومع ذلك فإنه يبدو لي أن علاقة السعادة بالحواس صغيرة جداً

فإننا إذا قررنا في أذهاننا أن هذا العالم تافه يسير جزافاً بلا غاية

فإنه يبقى كذلك ولم تتبدل صورته، بينما نحن إذا اعتقدنا أن هذا العالم

لنا خاصة وأن الشمس والقمر يتعلقان في الفضاء لنتمتع بهما

فإن هذا الاعتقاد يملأنا سروراً لان نفوسنا تتمجد بالخلق وتسر به

كأنها نفس رجل الفن

، والحق أنه مما يكسب هذه الحياة كرامة ووجاهة أن نعتقد أننا

ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن لنا حظاً يتجاوز الحياة المادية".



وقالت هيلين أيضاً : إذا اعترض علي شخصاً متسائلاً ألا تسأمين من وحدة الأشياء

التي تمسينها وأنت لا ترين اختلاف الضوء والظلام عليها؟ أليست الأيام كلها سواء لديك؟

سوف أقول : كلا إن أيامي كلها مختلفة فليست هناك ساعة تشبه

أخرى عندي فإني بحاسة اللمس أشعر بجميع التغيرات التي تطرأ على الجو،

وإني متأكدة بأن الأيام تختلف عندي بمقدار اختلافها عند الذين ينظرون إلى السماء

ولا يبالون بجمالها بل يرصدونها ليقفوا منها هل تمطر أم لا،

وفي بعض الأيام تنسكب الشمس في مكتبي فأشعر

بأن مسرات الحياة قد احتشدت في كل شعاع من أشعتها،

وهناك أيام ينزل فيها المطر فأشعر كأن ظلاً يتعلق بي وتنتشر رائحة الأرض الرطبة

في كل مكان، وهناك أيام الصيف المخدرة حين يهب النسيم العليل

ويغريني بالخروج إلى مظلتي حيث أتمدد واحلم بالزهر يغشاه النحل

وهناك ساعات العجلة والازدحام حين تحتشد الخطابات على منضدتي

ثم ساعات لانهاية لها تختلف وتتفق مع المفكرين والشعراء،

وكيف أسأم ما دامت الكتب حولي.



كما تتحدث هيلين عن حاسة الشم لديها، فتقول

" أن حاسة الشم لدي من أثمن واهم ما املكه في حياتي اليومية

فإن الجو ممتلئ بالروائح التي لا حصر لها أعرف منها الأماكن والأشياء"


ومن خلال وصف هيلين للأشياء وإحساسها بها نجد مقدار إحساسها

العالي بالعالم حولها ووصفها الدقيق له بطريقة من الممكن للإنسان العادي

الطبيعي الذي يمتلك كل حواسه أن يعجز عن وصفها،


حول العالم

قامت هيلين كيلر بزيارة إلى 35 بلدا في القارات الخمس بين 1939 و 1957 ,
والتقت بالكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة .
قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس منها ، قالت لهم :

إني أستطيع أن انتقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أصبحت
أقرأ أعمال الله التي كتبها بحروف بارزة لي ، فدائما عجائبه ومحبته تشملني.



وفاء بين اثنتين

ما أعظم هذا الوفاء الذي استمر عمره 49 عاماً

ظلت هيلين وفية لذكرى معلمتها ،

و ألفت كتاباً كاملاً اسمته Teacher ,

وتقول هيلين في كتابها The Story of My Life عن معلمتها :

كم هي قريبة إلى نفسي (معلمتي) لدرجة أني نادراً ما أفكر في

نفسي بمعزل عنها لا أدري فيما إذا كان استمتاعي بجمال الأشياء من حولي يعود في أغلبه

إلى أمر فطري لديّ، أو بسبب تأثيرها في، وأشعر أن وجودها لا يمكن فصله عن وجودي،

وقالت عن معلمتها :

كانت كلماتي القليلة قد تبددت، وكان عقلي مغلولاً في الظلام،

وجسمي النامي تحكمه دوافع حيوانية، ولم تكن الصدفة هي التي

حررت عقلي من قيوده، بل إن ذلك يعود إلى مدرسة موهوبة هي

"آن سوليفان". لم تكن آن سوليفان من طراز المدرسات العاديات،

وإنما كانت امرأة شابة ذات حيوية ولها خيال منطلق يتلمس تحقيق

أحلام كبيرة لكائن أعمى وأصم، لينقله

من حياة السكون إلى الحياة الحقيقية ويجعله نافعاً وإنساناً فريداً .



اختم معكم في مقولتها
"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير
من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".










اضافة رد مع اقتباس