مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 18/11/2004, 12:41 AM
شيفا القصيم شيفا القصيم غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 03/05/2002
المكان: وش دخلك
مشاركات: 990
من يوميات صحفي في الفلوجه


الاثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2004

لم يأت العيد إلى الفلوجة. ولا مظاهر لأي إحتفال، فكيف يحتفل اهل الفلوجة في وقت لا يستطيع أحد منهم الخروج من باب بيته.

لم تصل أي إمدادات ولا إغاثة من الهلال الأحمر العراقي إلى داخل المدينة. وتم إبقاء المساعدات داخل مستشفى الفلوجة الواقع في الغرب بأطراف المدينة. لم يستطع أحد من أهالي المدينة الإستفادة أو الوصول إليها لأنعدام الحركة في المدينة تماما.

بعد حصار دام اسبوعين نفذت المؤونة الغذائية ولم يبق إلا كمية قليلة من الرز والخبز العفن. لم يبق لي غير التمر لأتغذى عليه وسيكفيني لمدة خمسة ايام فقط، على أمل الخروج من هنا باسرع وقت ممكن.

إن ضاق الحال بي، فسأضطر إلى التسلق إلى البيت المجاور للبحث عن طعام أو غذاء. فقد وصلت الوضع إلى درجة قيام بعض الاهالي في المدينة بأكل الأعشاب في الحدائق المنزلية، حسب ما رأيت بنفسي، لنفاد الغاز المستعمل للطبخ والمواد الأساسية للغذاء.

المساعدات الإنسانية للجرحى معدومة وقد فقد البعض أرواحهم ودفنوا في الحدائق والبعض الآخر منهم تفسخت جثثهم دون دفنهم. القصف يستمر على المدينة وكأنني أشاهد معالم مدينة بيروت في الثمانينات، ومعارك سراييفو التي هي أكثر الصور تطابقا لما أراه وأشهده في الفلوجة.

أنا كأحد أهالي الفلوجة لا أستطيع تصديق اي وعود لإرسال الإغاثة أو المساعدات للفلوجة. يحاول أهل الفلوجة النزوح إلى مدن مثل الموصل وتكريت وبعقوبة نظرا لما لهم من صلات إجتماعية ومصاهرة بأهلها.

آخر ما سمعت به هو أن جهات إغاثة عراقية من الفلوجة وبمساعدة من الهلال الأحمر العراقي دخلت المدينة وبدأت بانتشال الجثث.
اضافة رد مع اقتباس