مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/06/2010, 03:21 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ C A P E L L O
C A P E L L O C A P E L L O غير متواجد حالياً
من كبار محللين العالميّة
تاريخ التسجيل: 06/10/2005
المكان: قلبها, لبا والله قلبها .. !
مشاركات: 964
Exclamation ! .. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم .. !


للذكريات, تِلك التي لن تعود << فلست مِن مَن يؤمنون بأن جميل الأيام و اللحظات من المُمكن أن تعود, ما مضى قد مضى و إن أعاد أصحاب الذِكرى ذِكراهم بنفس اللقيا و بنفس المكان و تاريخ ما قد كان, يبقى أن تِلك اللحظات لا تعود بل هيَّ لن تعود . .
يبحث كثيرين عن الأيام الخوالي, و آخرون يُمنّون النفس بالمقوله التي تقول (ألا ليت الشبابَ يعودُ يوماً) تبقى هذه و تِلك مُجرد أماني << و لرُبما بل أنا واثق شخصياً من أنَّ قِمةُ جمالِها في كونها ذِكريات, فجمالُ الذكرى في أنها فقط ذِكرى اليوم .. !
للهمسات و الحوار مع النفس بين الحين و الغرّه, لـ الليالي التي ماكان بِها سِوى سماءٌ صافيه, قمرٌ مُضيء و أمواجُ بحرٍ هادِئه تُبلل أطراف القدمين و جسدٌ مُستلقي على تِلك الرِمال و مَلَكين إثنين عن اليمين و عن الشمال . .
للأفكار التي رحلت بِنا بعيداً جِداً و جعلت من أنفسنا ما تشتهي أن تكون, مع من تُحِبُ أن تكون في المكان الذي تتمنى فيهِ أن تكون.
للخطيئة الأولى أو للخطيئه التي لم تُكتَب إلا في عالم الخيال << لتِلك التي ماكانت يوماً من الأيام على أرض الواقع إلا تِلك التي ما ظهَرَ مِن جسدِها مقدارُ حبةِ قمح, لـ تِلك التي على الدوام بين القلب و العقل ماكانت إلاّ عــاريــة .. !
للملذات و لهادِم الملذات << للغد الذي على الدوام أتصورُه بدون أقرب المقربين (أطال الله بأعمارهم جميعاً), للحظات الحزينه التي ستأتي فجأه << للفقدان و للحرمان ما قبل الفقدان, لنزوات الشيطان << عِندما أتسائل عن من أولهم سيُدفن و في الغد لرُبما أكونُ قبلهم مدفون.

لنزوات الشيطان و لـ اللحظات التي مِنها بُراءٌ ذلك الشيطان .. !
للسفور و الفجور و الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف << للضعف و للقوه, ضعف الإيمان و قوة غريزة الشيطان, لـ ساعات اللهو و النسيان << تِلك التي آخر آخر ما يُسمعُ بِها صوتُ الآذان << للصيام عن الركوع و عن الذكر و الخشوع للمرة الوحيده في شهرٍ كامل تُزارُ بِها المساجد << لِتلك اللحظة اليتيمه المليئه بسواد الأفكار, للـ تشتت و النسيان عن ما إذا كان الإمام في أول أو آخر السجود << للقرآن الذي لا يخرج من ذلك الفاه سِوى الفاتحه و الإخلاص بتلعثم ليومٍ واحدٍ فقط طيلَةَ شهرٍ من الزمان .. !

للوالِدَين, لعقوقِهما و التقصير في حقيهما << للتذمر من لحظة من لحظات العمر في كنفهما, للنسيان و العصيان و الجحود و النكران و للإنسان الحيوان .. !
للبشر الذين ليسوا تماماً كالبشر للسهر حتى أواخر ساعات الفجر << و كُل شيءٍ يُقام و يدخُل وقت الفجر و ينقضي و ماقامت صلاةُ الفجر, للشهور و على مرّ العصور و للعمر بأسره مُنذُ الولاده و حتى أن تُقبَضُ الأرواح ماكانَ في وقت الفجر ركوعٌ أو سجود.
للإسلام << لآخر آخر ما تبقى بِهِ في نفوس الكثيرين << ذلك المُسمى الشامخ القوي المتين, الخالي في جوف هؤلائك من كُل ما يحمِلُهُ إلا مُسماه.
للصلاه و عن ما إذا كانت عليهم واجبه أو مُستحبه << للوضوء و الإنتظار لحظات حتى يقوم آخرُ بِه لكي يُقلَّد.
للقرآن << آآه, قد حفظ اللهُ القرآن . .

للزوجه و الزوج << للأبناء و عقوق الآباء, لذلك الذي ماعاد يعي كم رزقه الله مِنهم و ماعاد يدري إذا ما مرّ بأحدهم هل هو من صُلبِه أو لأ << للقوارير و الجبروت و الطغيان على حقوقهن تحت مُسمى العادات و التقاليد, للجاهليه << ذلك العصر الذي يُعيدُ نفسه بعد قرنٍ و نصف من الزمان.
للقانون << الذي لا يَمِسُ إلا الضُعفاء التائِهون, لذلك الذي لا يقترب للأقوياء المُحصَنُون .. !

للفاحشه << للقتل و السرقه و الزِنى و هز عرش الرحمن << للمُنكرات التي تُفعل و كأنما هيَ مُجردُ كوبِ ماءٍ يُشرب .. !
للمتبرجات و للنساء المُسترجلات و الذكور المُستأنِثون و للجنس بـِ كِلا الأعضاء << للتشوُّهات و للإعتراض على خلقِ خالِق السماوات << للتنفيخ و التعصير و التخريب, لقتل الطبيعه و الجمال و عدم الإقتناع بما وهبَ ربُ الأرباب . .
للنزاعات بين أبناء البطن الواحد و للخلافات على حفنة حفنة ريالات << للسعي حثيثاً خلف الفانيه و الإبتعادُ كثيراً عن الخلود . .
للقبر و ظُلمته و للملكين فيه و للثعبان << و السؤالُ يوم يحِقُ السؤال فما وجد أصحابُ الدُنيا جواب .. ! << للصُحف و لأصحاب الشِمال, ما أفلح أصحابُ الشِمال << للخائبين و لـ قوم يا ليتَ للفانية نعود . .

للذكريات آنذاك << لا جمالَ لها مِن ذكريات, لأنهم لم يكونوا من المُصلين << هؤلائِكَ هُم الخائبين .. !
\
/

لطالما كانَ لنا من الحكايا ماهو جميل << و إن كان برونقٍ خاطيء و صاحب سيئات, لطالما كانت لنا من الذكريات ماهو كثير و الأماني ما هو أكثر بأن يُعيد التاريخُ نفسهُ لـ ليلة ضعف و لا نُمني النفس بأن تعود لحظة ركوع و تضرُعٍ و خشوع .. !
لطالما تمكنَ مِنّا الشيطان مالم نتعوذ مِنهُ و نُسمي بالله . .

أجارنا الله و إياكم من عمل الشيطان.
اضافة رد مع اقتباس