مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/05/2010, 07:12 PM
أبـوكـــادي أبـوكـــادي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 26/03/2003
المكان: U.S.A
مشاركات: 2,011
من تناقضات الإدارة !

الإدارة كما يعلم الأكثرية هي علم وفن في آن واحد ، علم لأن لها نظريات بدأت منذ أن دبّت الحياة في الإنسان وعلى مر العصور والأزمنة بما فيها من حقبات تاريخية تستحق الوقوف عندها وقت كبير للتأمل وأخذ الفائدة، مروراً بفترة التوثيق والإهتمام العلمي بالإدارة. وهي فن لأن النظرية دون التطبيق هي كالشجر بلا أغصان وأوراق وثمار لا فائدة مرجوة منها سوى الإحتطاب منها !.

أستغرب أحيانا كثيرة ولكن أصعق أغلب الوقت ، حينما أرى أشخاصاً كنت أعمل معهم وفي نطاق إدارة مفعمه بالتجديد ونتشارك الحديث في أمور عدة تخص المجتمع السعودي الذي له علاقة مباشرة في الأجهزة الحكومية محاولاً ومهيئاً للإستفادة من الخدمات الحكومية التي تقدمها لكن بشكل روتيني تطغى أساليب المحسوبية في المقام الأول على مدى أسبقيتك وأحقيتك لهذه الخدمة ، إضافة إلى تبادل المصالح الخاصة في سبيل الحصول على المصلحة العامة مع أن هذا متناقض تماماً مع ما أتى به العالم “ماكس فيبر” في نظريته “البيروقراطية” التي كان أحد أسسها هو تقديم المصلحة العامة على الخاصة وعدم الخلط بينهما. لدينا أكاديميون كثر وحينما تبدأ الحديث معه تشرق لك نافذه متسمه بالبياض وتحمد الله بكرة وأصيلا على وجود مثل هذه العينات الإيجابية في المجتمع، وتتمنى أن يكون في منصب قيادي في أحد الأجهزة الحكومية حتى ينهض بها وبنفض عنها جميع السلبيات التي التصقت بها بما يربوا الخمسين عاما. لكن بعد كل هذه التأملات الإيجابية ، تصعق بقرارات أصدرت من نفس الأكاديمي والإداري المحنك صاحب المؤلفات العديدة في الإدارة ، وفي إدارة الموارد البشرية والإهتمام به كعنصر وعصب رئيس في المنظمة قد جثى على صدرك وبقرارات أرغمت على تطبيقها رغم أن الأخطاء الناجمة عن إصدار القرار كان لسوء تقدير هذا الشخص، فالنظرية عنده لا تتطلب بالإلزام بالتطبيق المباشر، بل يتناسى ويتغافل عن ما شدد عليه أثناء المؤتمرات والبرامج التدريبية وغيرها من التنظير المقتول بعدم التطبيق. سماته قبل المنصب ، ينادي باللامركزية المطلقة أو تأطير المركزية إلى حد كبير، ينافح عن حقوق الموظفين وكيف أنهم هم العصب الرئيس ولن تقوم قائمة لأي تنظيم إلا بالإهتمام بهذا العنصر والبحث عن توفير إحتياجاته كما وضحها “إبراهام ماسلو” في نظريته “هرمية الحاجات” ، إضافة إلى ضرورة تفعيل الإتصال الثنائي في المنظمة ونبذ أحادية الإتصال والتي دائما ما تصدر من أعلى قمة الهرم التنظيمي وصولاً إلى أسفله. وعلى العكس أو قد أقول العكس صحيح في تقلب أفكاره وإيمانه بها بعد المنصب ، فالموظف عنده هو عبارة عن “X” كما أوضحها “دوجلاس ماكريجور” نظريته وأن صفاتهم تتمحور نحو التشاؤم والكسل وعدم الرغبة في العمل وتحمل المسئولية إلى ما يصل أن الموظف حضوره فقط للإنتاج والإنتاج فقط كالآلة تماما.

الإداري صاحب الأفكار الإبداعية ليس بالضرورة هو إنسان ناجح مالم يختبر بالتطبيق “المنصب” حتى نرى إذا كان من السهل التنظير دون التطبيق ، ابحثوا في قياداتكم الإدارية ماذا كانت وإلى أي حد “لا عملي” وصلت إليه .

تحيه عطره ،،

أبـوكــادي
اضافة رد مع اقتباس