الموضوع: ياليتني خروف !!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 28/11/2009, 04:18 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أبو سواج
أبو سواج أبو سواج غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/11/2007
المكان: المجمعة
مشاركات: 697
ياليتني خروف !!

بسم الله الرحمن الرحيم

**********


بعد أن أُريقت الدماء ، ورُميت الأحشاء ، وقُطعت اللحوم والأعضاء ، وامتلأت البطون بلذيذ الشواء ،،
غمضت العيون ، وزال بحمد الله العناء ..





عّم السعد قلوب العباد ، فتهافت صغار القوم لكبارهم ، وأصحائهم لمرضاهم ، وأغنيائهم لفقرائهم ، وعامتهم لخاصتهم بما فضل الله بعضهم على بعض ..


تحققت حكمة الخالق عند حكماء الخلق ، وتقاسم الكل فرحة العيد ، فنسيَ المسجون زنزانته ، وباع المكلوم أحزانه ، وسد الجائع حاجته ، وتصافح الإخوة بعد طول جفاء ..




فرحة العيد وسيلةُ أرادها الله لنا ، لنرغب العيد ونعيده كل عام ، لنصل بهذه الوسيلة إلى الغاية السامية ، والهدف المنشود ، وهو إحياء الضمائر ، وتطهير النفوس ، وتجسيد معاني الإنسانية التي أنهكتها المادة ، بإطعام الفقير ، ومساواة أفراد المجتمع بإختلاف أحوالهم وأوضاعهم ، وقبل ذلك لتجديد إيماننا بالله ورسوله ، لنستعين بكل ماسبق على إستهلال العام الجديد ، بعزيمة أكبر ، وروح مرتفعة ، تعيننا على إعمار الأرض بالخير والحب والتسامح .. فلله الحمد في الأولى والآخره ..





مع إجتماع العائلة لإقامة مراسم الذبح ، وجلب أولى ضحايا هذه المراسم ، برزت أنياب ، وشمرت سواعد ، فهذا يسن السكين ، وذاك يجر الخروف المسكين ، وآخر يشد حبال التعليق ، ورفيقه بالكاميرا يعشق التوثيق ..



هناك في الطرف المقابل ، طفل بدت على واجهه معالمٌ شريرة ، فمن إبتسامة خبيثة ، وتقطيب للحواجب ، إلى يد ترتعش ، وقلب يخفق ، تناقض في المشاعر الظاهرة ، وتوافق في المشاعر الباطنة التي علمتها بعد أن مضت اللحظة الحاسمة ..




بعد التسمية ، فارت دماء الأضحية ، وبدى وكأن خروفنا الأول يركض مضطجعاً على جنبه من حرارة الموت ، وبدأ والدي بالدعاء بعد أن نظف سكينه من الدماء :
اللهم أعنى على ما أعنته عليه ، اللهم أعنى على ما أعنته عليه


لمحت ذلك الطفل سريعاً ، فرأيت معالم الخوف بدت واضحة عليه ، فما عاد لمعالم الشر في وجهه أثر ، فقد تحولت بعد المشهد إلى معالم الخوف والرهبة ، فأطلق عبارةً متقطعة خالطتها الرعشة ودفعها الخوف وأوجبتها براءة الأطفال ، مخاطباً بها والدي قائلاً :



الطفل : (( أشوى أني مانيب خروف ))
الوالد : (( ليه ))
الطفل : (( علشان مايصير لي مثل ما صار له ))
الوالد : (( اللي صار له وأنا أبوك أهون من اللي بيصير لنا ))
الطفل : بأسلوب المهايط (( وييييييييييييييين مافيه أمل ))
الوالد : (( الخروف وأنا أبوك انتهى بموته ، وحنا بنذوق اللي ذاقه من حرارة
الموت ، وبيحاسبنا الله بعدها ))


سكت الطفل ، بنهاية تلك الجملة
فقلت في نفسي


(( ياليتني خروف ))






كل عام وأنتم إلى الله وأحبابكم أقرب ،،






كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.
.
.
.
.
.
اضافة رد مع اقتباس