مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/11/2009, 07:48 AM
حديث الأثنين حديث الأثنين غير متواجد حالياً
مقال أسبوعي
تاريخ التسجيل: 01/06/2009
مشاركات: 16
Post ﰟ|¦[¯ "تقافة العمل الخيري " بقلم التقني المتميز والاديب المبدع / سكب ¯]¦|ﰟ



فكرة :: ماجد مقبل
اعداد :: هلالي من ارض اليمن
تصميم :: SunStyle



بقلم مشرف منتدى الإتصالات

سكب



بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً أشكر مشرفي واستشاريي المجلس على هذه الاستضافة


*******

سـ أسلّط قليلاً من الضوء على موضوع : ثقافة العمل الخيري في مجتمعنا ..
هذا المقال ماهو إلا اجتهاد بسيط منّي , فهذا الموضوع أكبر من يغطّى في مقالة قصيرة , وأكبر من أن أغطّيه أنا


تتسائلون لمَ اخترت هذا الموضوع بـ الذات !

لأنّ العمل الخيري ثقافة لا تكاد تشكّل إلا مساحة ضيّقة من نشاط المجتمع العربي ,
في حين أنّ الغرب يسبقونا بمئات الأميال , لـ درجة أنّ القانون الأميركي يُلزم الشركات بـ دفع 5%
من الأرباح سنويًّا لـ المؤسسات اللاربحية الخيرية ..


هل تعلمون أن عدد المنظمات اللاربحية الخيرية في أميركا وحدها يقدّر بـ أكثر من مليون منظّمة ؟!
وهذا العدد يفوق عدة مرات عدد المنظّمات الخيرية في العالم العربي كلّه !

كما أنّ الفكر الذي تدار به أو اتجّاه المنظّمة نجده يتغيّر تبعًا لـ حالة المجتمع .
تعتمد هذه المنظمات اعتمادًا كبيرا على تبرّعات الأفراد , وعلى المؤسسات الخدميّة كالبنوك والمعاهد الأهلية وغيرها
ولا دخل للحكومة في هذه المنظمات وتسمّى : ( Non Governmental Organization )
على العكس مما نجده هنا تمامًا , من إدارة عشوائية دون الاستناد حتّى إلى إحصائيات تساعد في توجيه المساعدات ,
وحلّ المصاعب نهائيًّا دون اتباع طريقة المخدّر ’ بـ حلّ المشكلة حلاًّ وقتيًّا الذي سرعان ما يؤدّي إلى قلّة الموارد , بسبب الصرف العشوائي .

أعجبني كثيرًا كلام الدكتور هاني البنّا الذي كان المدير العام لـ منظمة الإغاثة الإسلامية ,
والذي يصف فيه الحالة التي يعيشها عالمنا العربي من هذه الناحية يقول الدكتور :

( نحن ما زلنا في المراحل الأولى من الحفاظ على فكرة التطوع فكرة العمل الخيري ،
الغرب بدأ منذ مئات السنين يحول فكرة التطوع إلى مؤسسة ويحول هذه المؤسسات إلى منظومة تحمي فكرة التطوع نفسها ،
نحن الآن ما زلنا في العالم العربي والعالم الإسلامي نعمل في العمل الخيري التطوعي بطريقة عاطفية وطريقة غير مؤسساتية
وطريقة تعتمد على الانفعال لجمع التبرعات بالطريقة التقليدية التي نحولها إلى مشروع إغاثي ,
ليس إلى برنامج عملي ينمي مجتمعات قائمة بذاتها كما فعل وسبقنا الغرب في هذا الموضوع )


إذا أردنا أن نلقي نظرة على نشاطات مؤسّساتنا الحكوميّة و الأهلية في وطننا الحبيب ,
فـ هل ننظر إلى الجمعيّات الخيريّة التي تشتكي من قلّة الدعم ؟
أم إلى الاجتهادات الفرديّة لـ بعض رجال الأعمال والتي لو وجّهت بـ طريقة مؤسّساتية لـ كان الناتج منظّمةً منظمة ؟
ما هي الخدمات اللاربحيّة - الخيرية - التي تقدمها البنوك لـ المجتمع ؟ طبعًا غير حفنة الملايين التي تقدمها عند فتح باب التبرع لـ بلد ما !


هنالك بالتأكيد الكثير من الـ أسباب وراء هذا الأمر , وهذه الأسباب كما أراها :

* نظرة المجتمع أنّ المتبرع لابدّ أن يكون شخصًا ملتزمًا , وهذا سبّب قصور واضح في العمل الخيري في مجتمعنا .
* اعتقادنا بأنّ العمل الخيري يعني بـ الضرورة التبرع بـ المال لـ الفقراء وحلّ المشكلة على المدى القصير ,
وهذا هو عكس المفهوم الصحيح عن العمل الخيري تمامًا بأنّه البحث عن الحلّ الجذري لـ مشكلات الطبقات المحتاجة .
* غياب الجانب الإحصائي , وهذا من شأنه أن يجعل العمل الخيري غير منظّمٍ بـ شكل دقيق , ويجعل من حلّ المشكلة حلاًّ مؤقتًا فقط .

طبعًا كلّ ما سبق لا يلغي أبدًا الجهود المبذوبة من قبل حكومتنا ومن قبل رجال الخير وهم كثُر , ولكنّ اليد الواحدة لا تصفّق ,

أخيرًا أختم بـ هذه الآية :
يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

أشكركم على تحمّلكم عناء القراءة , وأكرر شكري لـ جميع استشاريي ومشرفي المجلس على الإستضافة .
وبالتوفيق !




تقبلوا أرق التحايا وأطيبها
من

مشرفي و استشاري


منتدى
المجلس العام