مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/08/2009, 11:39 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
مواقف ومشاهد كندية ( الجزء الخامس ) .. من يشاركني الألم ؟!!




في الجمعة الماضية .. حملت نفسي والآمها وفراق الأحبة ورمضان الذي سيأتي في ارض لا تصدح بقول ( الله أكبر ) .. كم هو جميل ذلك الصوت الذي ينادي ( حي على الصلاة ) .. مهما كانت الحداثة ومهما كان الرقي وكيفما كانت المدينه بنظامها ونظافتها وتطورها وعمرانها وفتنتها إلا إنها كالكأس بلا ماء حينما لا تسمع النداء !!

حملت حقيبتي على كتفي وتذكرت احبة لنا في بلاد أخرى يحملون على أكتافهم حقهم في الحياه أمام فوهة مدفع أو بندقية عدو لئيم يتحين الفرصة ليرديه شهيدا !! ويحك يا طارق .. ما هذا الترف الذي تحيى به ( هكذا حدثتني نفسي ) التي لا تسكت ابدا !!

اليوم جمعة ! وغدا السبت سوف يأتي بحبيب طال في البعد أنتظاره .. كيف لي ان أطيق صبرا برمضان في هذه البلاد الميته ! كيف لي ان اتناول فطوري دون مؤذن وأنا المبتلى في عبادتي بالوسوسه ! كيف يمكن أن أسير في هذه الطرقات دون أن تقع عيني على هؤلاء العراة فيذهب الأجر بذنب بؤبؤه ! من سيعد لي طعام الفطور حينما يذهب الآخرين الى النوم في وقت المغرب قرابة التاسعه ! من سيشاركني فرحة الفطور وأبي الحبيب الذي كان يمد يده الكريمة نحوي بالتمر وتتبعه الغالية أمي بكأس من عصير وأختين كريميتن تحيطان بي ولسانهما : ماذا تريد يا أخي ؟! صلاة القيام .. وقراءة القران .. وافشاء السلام .. وأناس من حولك يعبدون ما تعبد ! ويحك يا طارق .. ما الذي القى بك هنا !!



لا أدري .. لماذا كان بلال .. ولماذا كان عمار ؟!!

هكذا دون سابق أنذار !!



بلال .. ذلك العبد الذي سيق والداه من بلاد يكتسي أهلها لون السواد !

خلق في مكه لكي يمتهن .. السمع والطاعة !

هو عبد .. أسود .. من المعيب الحديث حوله عن ثمن !

ولا جديد .. فكل العبيد في حياتهم سواء بالشقاء !

وأكبر ما يحلمون به .. ان يرضوا سيدهم بتقبيل الحذاء !

ثم رددها بلال .. بأن لا اله الا الله

وأن الجبين لا يسجد الا لله

من يعرف صحراء مكة .. عندما ترتقي الشمس في كبد السماء ؟!

هنالك كان بلال .. يفترش تلك الرمال

يفتقد ريقه الماء .. مثلما هي تلك الصحراء

والصخرة الصماء يحملها الرجال .. لكي يحملها عنهم بعد ذلك بلال !!

قلها يا بلال .. وتنجوا

فيردد : أحد .. أحد ،،،




عمار .. ذلك الفتي من ارض اليمن قد أتى ،،

أباه ياسر وأمه سمية .. عن أخيه يبحثون في بلاد الآخرين ؟!

وفي بلاد اليمن قيل لمن رحل : يا غريب كن في بلاد الآخرين .. أديب !

فليست الأرض أرضك .. ولا القوم قومك .. وأن سقطت فلن تجد من يرفع رأسك !

قال حدثنا : ان عمار لم يكن أديبا ! لعدم مطابقته للشروط والمقاييس القرشية في ذاك الزمن !

قلها يا ياسر .. وتنجوا

فيردد : أحد .. أحد ،،،

فينحر على جذع نخلة .. والشاهد بالقرب منه : أبنه عمار !

تحدثي يا سمية .. فترحلي

فتردد : أحد .. أحد ،،،

فتعقر بطنها .. والشاهد بالقرب منها : أبنها عمار !

ما قولك يا عمار ؟

فيردد : أحد .. أحد .. أحد ،،،



تتحدث السيرة عن معجزات رسول الرحمة المهداه الى قومه ممن حملوا ( الوثن ) في قلوبهم ! وحقيقة الأمر أنهم لم يكونوا في حاجة الى معجزات من السماء فالمعجزات كانت ماثله أمامهم ! وكفاهم لو تسائلت عقولهم : ماذا صنع الأسلام في بلال وفي عمار ؟!!

أين نحن من اولئك ؟!! فكل ما نعانيه ( تـرف ) ،،،



ودمتـم فـي خيـر
اضافة رد مع اقتباس