مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/07/2009, 07:50 AM
مرور الكرام مرور الكرام غير متواجد حالياً
موقوف
تاريخ التسجيل: 16/07/2005
المكان: الرياض ..
مشاركات: 3,989
Talking أفــا يا "تـيـجـانـا" .. طلــعت صــوفي ..!!!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .

بما أن الطمـع هو أحد صفات بني آدم ، فلابد أن أتصف به بين الفينة و الأخرى . حسناً ، لن أطيل عليكم ، فبعد تقبل الكثير من الأعضاء لفكرة سرد بعض المعلومات من هنا و هناك ، و جدت أن الطمع في نشرها بين أيدكم هو أمر مباح ، لذلك أستميحكم عذراً إن كان ما سأطرحه لا يرتقي إلى ذائقتكم .

ما سأطرحه هنا هو بحث تم تجميع معلوماته من هنا و هناك ، هذا البحث الذي كان يتعلق حول مذهب أو الطريقة "التـيجانية" ، و بالتأكيد أن المدرب "تيجانـا" ليس مخترعها ..

و بسبب كمية المعلومات الهائلة التي حصلت عليها في البحث ، قمت بتلخيصها و إختصارها إلى أقصى مدى ممكن ، ففي كل باب يتواجد العديد من الأمثلة و التعليقات ، و لكن أحببت أن يكون البحث خفيفاُ على القلوب ، لذلك المعذرة إن حدث أي تقصير أو عدم وضوح .






الباب الأول
من هو أحمد التيجاني و كيف بدأ ؟

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد التجاني، ولد عام 1150 من الهجرة بقرية عين ماضي التي وفد إليها جده محمد، فاستوطن بها وتزوج من قبيلة فيها تدعى تجاني أو تجانا فكانت أخوالاً لأولاده وإليها نسبوا.

نشأ أبو العباس بهذه القرية وحفظ بها القرآن ورحل في طلب العلم إلى بلاد عدة، وتأثر في أسفاره بمن التقى به من مشايخ الطرق الصوفية وأخذ الطريق عن عدة منهم ثم انتهت به رحلاته إلى أبي صيفون ، وهناك زعم أنه قد جاءه الفتح، وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً وأنه أذن له في تربية الخلق على العموم والإطلاق وأخذ عنه الطريقة الصوفية مشافهة وأمره أن يترك كل طريق أخذه عن مشايخ الطرق الصوفية اكتفاء بما أخذه عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة وعين له النبي صلى الله عليه وسلم الورد الذي يلقنه مريديه، وهو: الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك سنة (1196) من الهجرة، وكمل له الورد بسورة الإخلاص على رأس المائة ، ولذا سميت الطريقة الأحمدية والمحمدية ، كما سميت التيجانية نسبة إلى القبيلة التي صاهرها جده محمد فنسبوا إليها.

وزعم أحمد التيجاني بعد شهرته أنه شريف ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ، ولم يشأ أن يعول في إثبات ذلك على وثائق مكتوبة ولا على أخبار الأعيان والآحاد ، بل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وسأله عن نسبه، فأجابه بقوله: [ أنت ولدي حقاً، (وكررها ثلاث مرات) ثم قال: نسبك إلى الحسن صحيح ] أ.هـ .
ملخصاً من الباب الأول من [جواهر المعاني] لعلي حرازم ،
ومن الفصل الثامن والعشرين من كتاب [الرماح] لعمر بن سعيد الفوتي.



الباب الثاني
مذهبه و عقيدته

قال علي حرازم: [ أعلم أن سيدنا رضي الله عنه سئل عن حقيقة الشيخ الواصل وما هو، فأجاب: أما ما هو حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظرة الإلهية نظراً عينياً وتحقيقاً يقينياً، فإن الأمر أوله محاضرة وهو مطالعة الحقائق من وراء ستر كثيف ثم مكاشفة وهو مطالعة الحقائق من وراء ستر رقيق، ثم مشاهدة وهو تجلي الحقائق بلا حجاب ولكن مع خصوصية ثم معاينة وهو مطالعة الحقائق بلا حجاب ولا خصوصية ولا بقاء للغير والغيرية عيناً وأثراً وهو مقام السحق والمحق والدك وفناء الفناء فليس في هذا إلا معاينة الحق في الحق للحق بالحق.
فلــم يبــق إلا الله لا شـيء غيـره فمـا ثم موصـول ومـا ثم واصــل ، ثم حياة وهي تميز المراتب بمعرفة جميع خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه من كل شيء ومن أي حضرة كل مرتبة منها ولماذا وجدت وماذا يراد منها وما يؤول إليه أمرها وهو مقام إحاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع خصوصياته وأسراره ومعرفة ما هي الحضرة الإلهية وما هي عليه من العظمة والجلال والنعوت العلية، والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية ...] الخ.

و من أمثلة غلو أتباع أحمد بن محمد التجاني فيه ما قاله علي حرازم : [واعلم رحمك الله أني لا أستوفي ما لسيدنا وشيخنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه من المآثر والآيات والمناقب والكرامات أبد الآبدين ودهر الداهرين لأني كلما تذكرت فضيلة وجدت فضيلة أخرى وكلما تذكرت آية رأيت أكبر من أختها إلى هلم جرا .. ] الخ.

ثم ذُكر عن أحمد التجاني أن كلامه يحول حول الفناء و وحدة الوجود وأن شعور الولي بوجود نفسه يعتبر شركاً .

وعلى هذا المعنى صارت حالته فلا ترى أفعاله وأقواله وتصريحاته وتلويحاته تحوم إلا على الفناء في الله والغيبة فيه عما سواه .. إلى أن قيل في وصفه : [ يحيي القلوب، ويبرئ من العيوب، ويغني بنظرة، ويوصل إلى الحضرة، إذا توجه أغنى وأقنى، وبلغ المنى، يتصرف في أطوار بالقلوب بإذن علام الغيوب .. الخ ]. أ.هـ

وهذا لون آخر من شدة غلو التيجاني في نفسه وغلو أصحابه فيه انتهى به وبهم إلى دعوى الفناء الممقوت، والقول بوحدة الوجود، إن ذلك لإلحاد في الدين وبهتان وكفر مبين .

وقيل في حصول شيخهم على اسم الله الأعظم وفي تقدير ثوابه: [ وأما ثواب الاسم الأعظم فقد قال سيدنا رضي الله عن أعطيت من اسم الله العظيم الأعظم صيغاً عديدة وعلمني كيفية أستخرج بها ما أصيبت تراكيبه وأخبره بما فيه من الفضل العظيم الذي لا حد له ولا حصر وأخبره بخواصه العظام وكيفية الدعاء به وكيفية سلوكه وهذا الأمر لم يبلغ لنا أحد أنه بلغه غير سيدنا رضي الله عنه؛ لأنه قال رضي الله عنه أعطاني سيد الوجود الاسم الأعظم الخاص بسيدنا علي كرم الله وجهه بعد أن أعطاني الاسم الأعظم الخاص بمقامه هو ، وقال الشيخ رضي الله عنه قال سيد الوجود هذا الاسم الخاص بسيدنا علي لا يعطى إلا لمن سبق عند الله في الأزل أنه يصير قطباً، ثم قال رضي الله عنه: ثم قلت لسيد الوجود : ائذن لي في جمع أسراره وجمع ما احتوى عليه، ففعل ، وأما ما أخبره به عن ثواب الاسم الأعظم الكبير الذي هو مقام قطب الأقطاب فقال الشيخ رضي الله عنه حاكياً ما أخبره به سيد الوجود : فإنه يحصل لتاليه في كل مرة سبعون ألف مقام في الجنة في كل مقام سبعون ألفاً من كل شيء في الجنة كائن من الحور والقصور والأنهار إلى غاية ما هو مخلوق في الجنة ما عدا الحور وأنهار العسل فله في كل مقام سبعون حوارء. وسبعون نهراً من العسل، وكل ما خرج من فيه هبطت عليه أربعة من الملائكة المقربين فكتبوه من فيه وصعدوا به إلى الله تعالى وأروه له فيقول الجليل جل جلاله: اكتبوه من أهل السعادة واكتبوا مقامه في عليين في جوار سيدنا محمد ، وهذا في كل لفظة من ذكره، وله في كل مرة ثواب جميع ما ذكر الله به على ألسنة جميع خلقه في سائر عوالمه وله في كل مرة ثواب ما سبح به ربنا على لسان كل مخلوق من أول خلق آدم إلى آخره... ] .

وذكر عمر بن سعيد الفوتي في (كتاب الرماح): [ إن الأولياء يرون رسول الله يقظة وإنه يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه وأنه يتصرف في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل عن شيء وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله أن يراه عبد رفع عنه الحجاب فيراه على هيئته التي كان هو عليها ] .. الخ .



الموضوع الثالث
حكم الشريعة فيهم


نلخص فيما يلي جملة من عقائدهم :

1- غلو أحمد بن محمد التجاني مؤسس الطريقة وغلو أتباعه فيه غلواً جاوز الحد حتى أضفى على نفسه خصائص الرسالة بل صفات الربوبية والإلهية وتبعه في ذلك مريدوه.
2- إيمانه بالفناء ووحدة الوجود وزعمه ذلك لنفسه بل زعم أنه في الذروة العليا من ذلك وصدقه فيه مريدوه فآمنوا به واعتقدوه
.

3- زعمه رؤية النبي يقظة، وتلقين النبي إياه الطريقة التيجانية وتلقيه وردها والإذن له يقظة في تربية الخلق وتلقينهم هذا الورد واعتقاد مريديه وأتباعه ذلك.

4- تصريحه بأن المدد يفيض من الله على النبي أولاً، ثم يفيض منه على الأنبياء، ثم يفيض من الأنبياء عليه، ثم منه يتفرق على جميع الخلق من آدم إلى النفخ في الصور، ويزعم أن يفيض أحياناً من النبي عليه مباشرة ثم يفيض منه على سائر الخليقة ويؤمن مريدون بذلك ويعتقدونه.

5- تهجمه على الله وعلى كل ولي لله وسوء أدبه معهم إذ يقول: قدماي على رقبة كل ولي، فلما قيل له: إن عبد القادر الجيلاني: قال: فيما زعموا قدمي على رقبة كل ولي، قال: صدق ولكن في عصره أما أنا فقدماي على رقبة كل ولي من آدم إلى النفخ في الصور، فلما قيل له: أليس الله قادراً على أن يوجد بعدك ولياً فوق ذلك؟، قال: بلى، ولكن لا يفعل، كما أنه قادر على أن يوجد نبياً بعد محمد r، ولكنه لا يفعل، ومريدوه يؤمنون بذلك ويدافعون عنه.

6- دعواه كذباً أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور وأنه يصرف القلوب وتصديق مريديه ذلك وعده من محامده وكراماته.

7- إلحاده في آيات الله وتحريفها عن مواضعها بما يزعمه تفسيراً إشارياً .

8- تفضيله الصلاة على النبي rعلى تلاوة القرآن بالنسبة لمن يزعم أنهم أهل المرتبة الرابعة وهي المرتبة الدنيا في نظره.

9- زعمه هو وأتباعه أن منادياً ينادي يوم القيامة والناس في الموقف بأعلى صوته يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كان منه ممدكم في الدنيا .. الخ.

10- زعمه أن كل من كان تجانياً يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب مهما فعل من الذنوب.

11- زعمه أن من كان على طريقته وتركها إلى غيرها من الطرق الصوفية تسوء حاله ويخشى عليه سوء العاقبة والموت على الكفر.

12- زعمه أنه يجب على المريد أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي المغسل لا اختيار له بل يستسلم لشيخه فلا يقول: لم ولا كيف ولا علام ولا لأي شيء .. الخ.

13- زعمه أنه أوتي اسم الله الأعظم، علمه إياه النبي ثم هول أمره وقدر ثوابه بالآلاف المؤلفة من الحسنات، خرصاً وتخميناً ورجماً بالغيب واقتحاماً لأمر لا يعلم إلا بالتوقيف.

14- زعمه أن الأنبياء والمرسلين والأولياء لا يمكثون في قبورهم بعد الموت إلا زمناً محدوداً يتفاوت بتفاوت مراتبهم ودرجاتهم ثم يخرجون من قبورهم بأجسادهم كما كانوا من قبل إلا أن الناس لا يرونهم كما أنهم لا يرون الملائكة مع أنهم أحياء.

15- زعمه أن النبي يحضر بجسده مجالس أذكارهم وأورادهم وكذا الخلفاء الراشدون .. الخ. إلى غير ذلك مما لو عرض على أصول الإسلام اعتبر شركاً وإلحاداً في الدين وتطاولاً على الله ورسوله وتشريعه وتضليلاً للناس وتبجحاً منهم بعلمه الغيب .. الخ .
و من ذلك فإن الحكم في عقيدتهم أنهم من أشد الفرق كفراً وضلالاً وابتداعاً في الدين لما لم يشرع الله. وسبق أن سئلت اللجنة الدائمة عنهم وكتبت بحثاً في كثير من بدعهم وضلالاتهم الدالة على ذلك، وأما دعوى بعض الصوفية أنه يرى النبي يقظة فشيء لا أصل له، بل هو باطل وإنما يرى يوم القيامة حين يخرج الناس من قبورهم، وقد صح عنه أنه قال: [ أنا أول من تنشق عن الأرض يوم القيامة ] .

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


لا تنسوني من ردودكم ، فهي وقود قلمي ، و أعتذر عن الإطالة .

[-] مــرور الـكـــرام [-]

.
اضافة رد مع اقتباس