مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 16/06/2009, 04:16 AM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
المرأة ... المخلوق المعذب



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه …… وبعد :

فلقد اطلعت على مقالة للكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في جريدة الجزيرة الصفحة الأخيرة في عدد يوم الثلاثاء الموافق 24 من جمادي الأولى 1430هـ ذي الرقم ( 13382 ) ، حيث كان المقال إشادة بدخول مجموعة من النساء في البرلمان الكويتي . وقد شمل مقاله على عدة ملحوظات :

1-اللمز المتكرر بأهل التوجه الشرعي الإسلامي، ووصفه لهم وخاصة من يفتي بعدم جواز دخول النساء في الحياة السياسية والاختلاط مع الرجال (بالمتشددين).

2-الإشادة بدخول النساء للمعترك السياسي ، ووصفه له بأنه انتصار تاريخي للمرأة الكويتية لنيل حقوقها السياسية .

3-بدأ مقالته ببيان أن الخليج نسيج اجتماعي واحد إلى حد بعيد ، وتأتي الكويت تحديداً لتمثل الدولة الجار الأقرب لنا نحن السعوديين نظراً للجذور القبلية المتماثلة هنا وهناك … إلى أن قال (فأي ظاهرة اجتماعية تظهر في المملكة لابد أن تجد لها صدى في الكويت، والعكس صحيح) … وهذا دعوة منه إلى مجتمعنا إلى أن تصبح نساؤنا على طريقة نساء الكويت في الدخول في المعترك السياسي والاختلاط مع الرجال… وأخشى أن يكون من مقاصده أيضاً أن تخرج نساؤنا متكشفات متبرجات كتلك النسوة الأربعة اللاتي أشاد بهن وقد خرجن كاشفات متبرجات .

4-الإشادة بقرار منح المرأة حقوقها السياسية ، وأنه قرار تاريخي .

فهذه الملحوظات التي جاءت في مقالة الكاتب المذكور … وأقول مبيناً ما فيها من مخالفات سائلاً الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد.

أولاً: إن الواجب على جميع المسلمين الاستسلام لشرع الله تعالى، ولأمر الله تعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. فالإسلام فيه الفلاح والصلاح، ولما كان المسلمون ملتزمين بشرع الله محكمين له في الصغير والكبير نالوا بذلك كل خير وصلاح وعزة وتمكين، ولكن لمََّا انحرفوا عنه وتركوا تحكيمه ، وانخدعوا ببهرج نظام الغرب نالوا ما نالوا من ضعف وهوان وتسلط من أعدائهم وتفكك في مجتمعاتهم وأسرهم .

ثانياً: إن الله عزوجل حرم في كتابه العظيم خروج المرأة متبرجة مختلطة بالرجال ، كما قال تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ويقول ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب، ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، ويقول (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) .

ويا ليت الكاتب تحركت في نفسه الغيرة لدين الله، واستعمل قلمه في إنكار خروج تلك النساء اللاتي أشاد بهن وهن كاشفات متبرجات مخالفات لدين الله وأوامره، وبيَّن حكم الله في ذلك.

بل إن الله عزوجل جعل القوامة للرجال، كما قال عزوجل (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) . ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال ( لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة ) وفي رواية (لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة) رواه البخاري وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه . وقال صلى الله عليه وسلم ( لن يفلح قوم يملك رأيهم امرأة) . رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي بكرة .
وقد وقع هذا في بلاد فارس حيث هزمت أمام قوات الروم ثم سقطت وزالت أمام قوات المسلمين في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبريطانيا كانت الدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، ولما حكمتهم النساء غابت عن كثير من أراضيها شمسهم.

ومن المعروف تاريخياً عن الحضارات القديمة الرومانية واليونانية ونحوهما أن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها هو خروج المرأة من ميدانها الخاص إلى ميدان الرجل ومزاحمتهم مما أدى إلى إفساد أخلاق الرجال وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقي المادي والمعنوي.
ولا أدري هل يرضى الكاتب محمد آل الشيخ أن تدخل أحد محارمه في مثل هذه المجالس النيابية، وبمثل هذا الاختلاط ، وهذا التكشف والتبرج… لا أعتقد أنه يرضى، وهو حفيد أسرة آل الشيخ العريقة التي يشهد لها التاريخ بالمواقف العظيمة في سبيل الإسلام والتوحيد والسنة … وإذا كان كذلك فكان الواجب عليه أن يرضى للمسلمين من الخير والعفة وإتباع أحكام الإسلام ما يرضاه لنفسه وأسرته ومجتمعه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
وإننا نعلم ولا نشك في ذلك ، أن كثيراً من إخواننا أهل الكويت من أهل الغيرة والدين، ومن ذوي الأصول العربية يأبون على نسائهم ذلك، ويرفضون مثل هذه التوجهات الخطيرة، ويخشون على البلد من نتائجها العكسية. وإن أولئك القلة من الرجال والذين شاهدناهم في الإعلام وقد وضعوا (العقال) ! في رقبة إحدى المرشحات – ومعلوم في العرف مكانة العقال عند العرب اليوم - ، ولسان حالهم يقول :

لم يبق إلا أن أكون مكانها .. وهي التي تسعى لجلب عزتي

وطعامها أطهو وأغسل ثوبها .. وهي التي تراعي مطلبي ورفعتي

أقول أولئك القلة لا يمثلون إخواننا ذوي الأصالة العربية ، والغيرة الدينية.

رابعاً: لقد حذر العلماء من القديم من خطورة الإختلاط مع الرجال، وأن ذلك سبب كل شر وفساد، وأنه من أسباب نزول العقوبات . يقول ابن القيم رحمه الله (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العام، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة) ص281 من كتابه الطرق الحكميه في السياسة الشرعية ، وهذا الكتاب يتكلم عن سياسة الدولة الإسلامية.

خامساً: يا ليت كاتبنا أشاد بتوجيهات ولاة أمرنا وعلمائنا الذين قامت على أيديهم هذه الدولة، والتي وهب الله لها القوة والمكانة العلمية والهيبة العالمية بسبب تمسكها في أنظمتها بالشريعة السمحة .

1-يقول الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ( أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل في الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوة تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية في تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن وأمل المستقبل إلى ما فيه حب الدين والوطن ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخلقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة، ودخولهن في بؤر الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا والله ليس هذا التمدن في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي) . (كتاب المصحف والسيف للقابسي) ص 322.

2-ما جاء في خطاب الملك فهد – رحمه الله – بالتعميم رقم 2966/م في 19/9/1404 ما نصه (نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/5/1430 المتضمن أن السماح للمرأة للعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن، سواء كانت سعودية أو غير سعودية، لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد) .


3-يقول سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى – :

( إن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جداً له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة، رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه. ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التي لا تحصى فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت في هذا البلاء العظيم – إلى أن قال رحمه الله – ومعنى هذا أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجاً لها عن تركيبتها وطبيعتها ، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث لأنهم يفقدون التربية والحنان والعطف) إلى آخر ما قاله رحمه الله من كلام نفيس ومن عالم مشفق ناصح للأمة .

سادساً: لقد اعترف الغرب والأمريكان الذين أدخلوا النساء في ميادين العمل مع الرجال بالمخاطر والنهايات المؤسفة التي ألمت بالمرأة الغربية وبالمجتمع الغربي.

1-تقول الدكتورة إيدالين (إن سبب الأزمات العالمية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق ثم قالت إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه) .

2-وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي : إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة.

3-وقال عضو آخر (إن الله عندما منح المرأة ميزة الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال).

4-وقالت الكاتبة الشهيرة مس أنرود (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف والطهارة ردء الخادمة والرقيق: يتنعمان بأرغد عيش، ويعاملان كما يعامل أولاد البيت، ولا تمس الأعراض بسوء، نعم إنه لعار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل على ما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال، سلامة لشرفها) .
سابعاً: وأخيراً أنقل للكاتب هداه الله وللقراء بياناً من علمائنا برئاسة سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله والذي يعتبر وصية مودعٍٍ للأمة حيث كتب هذا البيان قبل وفاته بيومين. والذي جاء فيه :
( فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم، وأن لا يتلفتوا إلى تلك الدعايات المضللة، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات وانخدعت بها ، من عواقب وخيمة، فالسعيد من وعظ بغيره، كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء، ويمنعوا من نشر أفكارهم السيئة، حماية للمجتمع من آثارها السيئة وعواقبها الوخيمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا)، ومن الخير لهن المحافظة على كرامتهن وعفتهن، وإبعادهن عن أسباب الفتنة). ا.هـ.
وهذا آخر ما أردت كتابته في الرد على مقالة الأخ / محمد بن عبداللطيف آل الشيخ بصرنا الله وإياه بالحق والدفاع عنه ، سائلاً الله عزوجل أن يسلك به سبيل أجداده الذين نصر الله بهم الإسلام.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين.
اضافة رد مع اقتباس