المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07/04/2011, 03:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ قوووت القلوب
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/06/2010
المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09/04/2011, 07:53 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الف شكر على المرور

نورت الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06/04/2011, 06:40 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الثقة بالله


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد خلق الله الخلق جميعا لغاية واحدة؛ لعبادته وحده لا شريك له: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات(56)]، وقد بين لهم -سبحانه وتعالى- كيفية العبادة، ووضَّح لهم صفتها، وفصَّل لهم أنواعها، فثمة عبادات ظاهرة \"بالجوارح\"؛ كالصلاة والصيام، وما إلى ذلك، وعبادات باطنة \"قلبية\" كالخوف منه، والتوكل عليه، والرضا به، وما أشبه ذلك، ومن هذه العبادات القلبية التي تعبد الله بها عباده: الثقة به، وصدق الاعتماد عليه، وحسن التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه..
الثقة بالله صفة من صفات الأنبياء؛ فهذا خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- حينما ألقي في النار كان على ثقة عظيمة بالله؛ حيث قال :\"حسبنا الله ونعم الوكيل\" فكفاه الله شر ما أرادوا به من كيد، وحفظه من أن تصيبه النار بسوء، قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء(69)].
ولما فر نبينا -عليه الصلاة والسلام- من الكفار فدخل الغار؛ فحفظ الله نبيه من كيد الكفار، وحرسه بعينه التي لا تنام؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن أبا بكر الصديق حدثه، قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)[رواه البخاري(3653) ومسلم(2381) وهذا لفظ مسلم].
إنها ثقة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- العظيمة بالله، ولذلك خاف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على أن يصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأذى؛ فرد عليه بلسان الواثق بوعد الله: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[التوبة(40)]، وفعلا كان الله مع نبيه -عليه الصلاة والسلام- فحفظه وأيده ونصره، وجعل العاقبة له ولأتباعه من المؤمنين والمؤمنات.
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: \"حسبنا الله ونعم الوكيل\" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران(173)][رواه البخاري(4563)].
ففي هذه الأوقات العصيبة والحرجة كانا حبيبا الرحمن إبراهيم ومحمد -عليهما السلام- في ثقة عظيمة بالله.

والثقة أيضا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ: \"ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء\"[شعب الإيمان(2/354) للبيهقي].

وهي كذلك صفة من صفات العباد الزهاد، فقد جاء رجل إلى حاتم الأصم فقال: \"يا أبا عبد الرحمن أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد؟ فقال: \"رأس الزهد الثقة بالله ووسطه الصبر وآخره الإخلاص\"، وقال حاتم: \"وأنا أدعو الناس إلى ثلاثة أشياء: إلى المعرفة وإلى الثقة وإلى التوكل؛ فأما معرفة القضاء فأن تعلم أن القضاء عدل منه، فإذا علمت أن ذلك عدل منه فإنه لا ينبغي لك أن تشكو إلى الناس أو تهتم أو تسخط، ولكنه ينبغي لك أن ترضى وتصبر. وأما الثقة فالإياس من المخلوقين, وعلامة الإياس أن ترفع القضاء من المخلوقين، فإذا رفعت القضاء منهم استرحت منهم واستراحوا منك، وإذا لم ترفع القضاء منهم فإنه لابد لك أن تتزين لهم وتتصنع لهم، فإذا فعلت ذلك فقد وقعت في أمر عظيم، وقد وقعوا في أمر عظيم وتصنع, فإذا وضعت عليهم الموت فقد رحمتهم وأيست منهم، وأما التوكل فطمأنينة القلب بموعود الله تعالى فإذا كنت مطمئنا بالموعود استغنيت غنى لا تفتقر أبدا\"[حلية الأولياء(8/75) لابن الجوزي].

والثقة بالله تجعل العبد راضيا بالله، قال حاتم الأصم: \"من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله: أولها الثقة بالله، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة، والأشياء كلها تتم بالمعرفة\"[حلية الأولياء(8/75)]، وتجعله يائسا مما في أيدي الناس؛ قيل لأبي حازم: \"يا أبا حازم ما مالك؟ قال: \"ثقتي بالله تعالى، وإياسي مما في أيدي الناس\"[حلية الأولياء(3/231)].
ومن وثق بالله نجاه من كل كرب أهمه؛ قال أبو العالية: \"إن الله -تعالى- قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}[التغابن(11)]، ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق(3)]، ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}[البقرة(245)]، ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا}[آل عمران(103)]، والاعتصام الثقة بالله، ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[حلية الأولياء(2/221- 222)][البقرة(186)]، فكون واثقا بالله، متوكلا عليه، معتصما به.

بل من تحلى بهذه الصفة فقد فاز بالجنة؛ قال شقيق البلخي -رحمه الله-: \"من عمل بثلاث خصال أعطاه الله الجنة: أولها: معرفة الله -عز وجل- بقلبه ولسانه وسمعه وجميع جوارحه، والثاني: أن يكون بما في يد الله أوثق مما في يديه، والثالث: يرضى بما قسم الله له، وهو مستيقن أن الله تعالى مطلع عليه, ولا يحرك شيئا من جوارحه إلا بإقامة الحجة عند الله، فذلك حق المعرفة\".
ثم بين الثقة بالله وشرحها وفسرها، فقال: \"وتفسير الثقة بالله أن لا تسعى في طمع، ولا تتكلم في طمع، ولا ترجو دون الله سواه، ولا تخاف دون الله سواه، ولا تخشى من شيء سواه، ولا يحرك من جوارحه شيئا دون الله، يعني في طاعته واجتناب معصيته\"[حلية الأولياء(8/61)].

الثقة بالله نحتاجها جميعا رجالا ونساء؛ فهذه أم موسى - عليه السلام- كما قص الله علينا قصتها في سورة القصص؛ هذه المرأة المباركة عاشت في زمن جبار عنيد، وطاغوت فريد؛ لن نجد له في التاريخ مثيلا؛ هذا الطاغوت ادعى الربوبية: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}[النازعات(24)]، ونفي الأولوهية عما سواه: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي}[القصص(38)].
طاغوت استخف قومه فأطاعوه، وسام شعبه سوء العذاب؛ معتمدا على خرافات وأحلام ما أنزل الله بها من سلطان، فقد رأى في منامه رؤيا أقلقته وأفزعته، فدعا المنجِّمين لتأويلها، فأولها: بأنه سيولد مولود في بني إسرائيل يسلبه مُلكه، ويغلبه على سلطانه، ويبدل دينه!!.
فما كان من هذا الجبار إلا أن أصدر مرسوما جائرا يقضي بقتل كل طفل ذكر سيولد في البلد؛ فقتل جنوده ما شاء الله أن يقتلوا؛ قال ابن كثير -رحمه الله-: \"ذكروا أن فرعون لما أكثر من قتل ذكور بني إسرائيل، خافت القبط أن يفني بني إسرائيل، فيلون هم ما كانوا يلونه من الأعمال الشاقة، فقالوا لفرعون: إنه يوشك إن استمر هذا الحال أن يموت شيوخهم وغلمانهم يقتلون، ونساؤهم لا يمكن أن تقمن بما تقوم به رجالهم من الأعمال، فيخلص إلينا ذلك، فأمر بقتل الولدان عاما وتركهم عاما، فولد هارون -عليه السلام- في السنة التي يتركون فيها الولدان، وولد موسى في السنة التي يقتلون فيها الولدان، وكان لفرعون ناس موكلون بذلك، وقوابل يدرن على النساء، فمن رأينها قد حملت أحصوا اسمها، فإذا كان وقت ولادتها لا يقبلها إلا نساء القبط، فإن ولدت المرأة جارية تركنها وذهبن، وإن ولدت غلاما دخل أولئك الذباحون بأيديهم الشفار -السكاكين- المرهفة فقتلوه ومضوا -قبحهم الله تعالى-.

فلما حملت أم موسى به -عليه السلام- لم يظهر عليها مخايل-أي علامات.- الحمل كغيرها، ولم تفطن لها الدايات، ولكن لما وضعته ذكرا ضاقت به ذرعا، وخافت عليه خوفا شديدا، وأحبته حبا زائدا، وكان موسى -عليه السلام- لا يراه أحد إلا أحبه، فالسعيد من أحبه طبعا وشرعا، قال الله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}[طـه(39)] فلما ضاقت به ذرعا، ألهمت في سرها، وألقي في خلدها، ونفث في روعها؛ كما قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}[القصص(7)]، وذلك أنه كانت دارها على حافة النيل، فاتخذت تابوتا، ومهدت فيه مهدا، وجعلت ترضع ولدها، فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه ذهبت فوضعته في ذلك التابوت، وسيرته في البحر، وربطته بحبل عندها. فلما كانت ذات يوم دخل عليها من تخافه، فذهبت فوضعته في ذلك التابوت وأرسلته في البحر، وذهلت عن أن تربطه، فذهب مع الماء، واحتمله حتى مر به على دار فرعون، فالتقطه الجواري فاحتملنه فذهبن به إلى امرأة فرعون، ولا يدرين ما فيه، وخشين أن يفتتن عليها في فتحه دونها، فلما كشف عنه إذا هو غلام من أحسن الخلق وأجمله وأحلاه وأبهاه، فأوقع الله محبته في قلبها حين نظرت إليه، وذلك لسعادتها، وما أراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها، ولهذا قال: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}... معناه أن الله -تعالى - قيضهم لالتقاطه ليجعله عدوا لهم وحزنا؛ فيكون أبلغ في إبطال حذرهم منه، ولهذا قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}[تفسير القرآن العظيم(6/199-200) ط: دار الكتب العلمية][القصص(8)].
ثم إن هذا الطاغية همَّ بقتله، فقالت له زوجته آسية بنت مزاحم محببة له: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ} \"فقال فرعون: \"أما لك فنعم، وأما لي فلا، فكان كذلك، وهداها الله بسببه، وأهلكه الله على يديه\" أي أهلك الله فرعون على يد موسى -عليه السلام-.
ثم قالت مبينة لها العلة من ذلك: {عَسَى أَن يَنفَعَنَا} \"وقد حصل لها ذلك، وهداها الله به، وأسكنها الجنة بسببه\". وقوله: {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} \"أي أرادت أن تتخذه ولدا وتتبناه، وذلك أنه لم يكن لها ولد منه {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[القصص(9)]أي لا يدرون ما أراد الله منه بالتقاطهم إياه من الحكمة العظيمة البالغة، والحجة القاطعة\".

ولما ألقته أمه في البحر في المرة الأخيرة ذهب عنها بعيدا؛ فخافت عليه خوفا شديدا حتى أن قلبها أصبح فارغا من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى -عليه السلام- كما أخبرنا بذلك القرآن، فقال تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} \"أي إن كادت من شدة وجدها وحزنها وأسفها لتظهر أنه ذهب لها ولد، وتخبر بحالها، لولا أن الله ثبتها وصبرها، قال الله تعالى: {لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي أمرت ابنتها وكانت كبيرة تعي ما يقال لها، فقالت لها: {قُصِّيهِ} أي اتبعي أثره، وخذي خبره، وتطلبي شأنه من نواحي البلد، فخرجت لذلك: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ}.. وقال قتادة: \"جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده\"، وذلك أنه لما استقر موسى -عليه السلام- بدار فرعون وأحبته امرأة الملك واستطلقته منه، عرضوا عليه المراضع التي في دارهم فلم يقبل منها ثديا، وأبى أن يقبل شيئا من ذلك، فخرجوا به إلى السوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته، فلما رأته بأيديهم عرفته ولم تظهر ذلك ولم يشعروا بها: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}\"[القصص(10)(11)].
ثم قال الله -تعالى-: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ} \"أي تحريما قدريا -أي في القدر الكوني، وليس تحريما شرعيا-، وذلك لكرامته عند الله وصيانته له أن يرتضع غير ثدي أمه؛ ولأن الله - سبحانه وتعالى - جعل ذلك سببا إلى رجوعه إلى أمه لترضعه، وهي آمنة بعد ما كانت خائفة، فلما رأتهم حائرين فيمن يرضعه: {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}[القصص(12)]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: \"فلما قالت ذلك، أخذوها وشكوا في أمرها، وقالوا لها: وما يدريك بنصحهم له؟ وشفقتهم عليه؟ فقالت لهم: نصحهم له، وشفقتهم عليه؛ رغبتهم في سرور الملك، ورجاء منفعته\"، فأرسلوها، فلما قالت لهم ذلك وخلصت من أذاهم، فذهبوا معها إلى منزلهم فدخلوا به على أمه فأعطته ثديها فالتقمه، ففرحوا بذلك فرحا شديدا، وذهب البشير إلى امرأة الملك، فاستدعت أم موسى وأحسنت إليها وأعطتها عطاء جزيلا، وهي لا تعرف أنها أمه في الحقيقة، ولكن لكونه وافق ثديها، ثم سألتها آسية أن تقيم عندها فترضعه، فأبت عليها وقالت: إن لي بعلا وأولادا، ولا أقدر على المقام عندك، ولكن إن أحببت أن أرضعه في بيتي فعلت. فأجابتها امرأة فرعون إلى ذلك، وأجرت عليها النفقة والصلات والكساوي والإحسان الجزيل، فرجعت أم موسى بولدها راضية مرضية قد أبدلها الله بعد خوفها أمنا، في عز وجاه ورزق دار... ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل يوم وليلة أو نحوه، والله أعلم، فسبحان من بيده الأمر، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، الذي يجعل لمن اتقاه بعد كل هم فرجا وبعد كل ضيق مخرجا، ولهذا قال تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} أي به {وَلَا تَحْزَنَ} أي عليه {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}[القصص(13)] أي فيما وعدها من رده إليها، وجعله من المرسلين، فحينئذ تحققت برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين، فعاملته في تربيته ما ينبغي له طبعا وشرعا\"[ينظر: تفسير القرآن العظيم(6/200- 202) لابن كثير].
وقد جاءت هذه القصة مختصرة في سورة طه في قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى* * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي* إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ}[طـه(40)(38)(39)].
فتأمل في هذه الثقة العظيمة من أم موسى -عليه السلام- في وعد الله الله؛ قال ابن القيم رحمه الله: \"فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله -تعالى-، إذ لولا كمال ثقتها بربها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء، تتلاعب به أمواجه، وجريانه إلى حيث ينتهي أو يقف\"[مدارج السالكين(2/142)].
وقد حقق الله لها ما وعدها به، ورد لها فلذة كبدها، وحفظه من كل سوء ومكروه؛ فكن واثقا بوعد الله كوثوق أم موسى -عليه السلام-.
وهكذا عاش نبي الله موسى -عليه السلام- حياته كلها واثقا بالله مطمئنا به؛ ففي أحداث احتسابه على فرعون وقومه، ودعوته لهم، فر موسى-عليه السلام- ومن معه المؤمنين فتبعه فرعون ومن معه من الكافرين، قال تعالى: {فأتبعوهم مشرقين} أي وصلوا إليهم عند شروق الشمس، وهو طلوعها: {فلما تراءا الجمعان} أي رأى كل من الفريقين صاحبه، فعند ذلك: {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} وذلك أنهم انتهى بهم السير إلى سيف البحر، وهو بحر القلزم، فصار أمامهم البحر وقد أدركهم فرعون بجنوده، فلهذا قالوا: {إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين} أي لا يصل إليكم شيء مما تحذرون، فإن الله سبحانه هو الذي أمرني أن أسير هاهنا بكم، وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد ... وقد ذكر غير واحد من المفسرين: أنهم وقفوا لا يدرون ما يصنعون، وجعل يوشع بن نون أو مؤمن آل فرعون، يقول لموسى عليه السلام: يا نبي الله هاهنا أمرك ربك أن تسير؟ فيقول: نعم، فاقترب فرعون وجنوده، ولم يبق إلا القليل، فعند ذلك أمر الله نبيه موسى -عليه السلام- أن يضرب بعصاه البحر، فضربه وقال: انفلق بإذن الله\"[ينظر تفسير القرآن العظيم(6/130)] وبذلك نجى الله موسى ومن معه من المؤمنين، وأهلك فرعون ومن معه من الجاحدين.
كن واثقا بأن الله سيحفظك ويرعاك ما دمت حافظا لحدوده؛ ممتثلا لأوامره، مجتنبا لنواهيه؛ فهاهو عليه الصلاة والسلام يوصي ابن عباس-رضي الله عنهما- بوصية عامة له وللأمة جميعا، فيقول له: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجدها تجاهك)[رواه الترمذي(2516)، وقال: \"حديث حسن صحيح\"، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح(5302)].
ومن صفات المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات أنهم يحفظون حدود الله جميعا، كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب(35)].
وفي أوائل سورة المؤمنين يعدد سبحانه صفات أهل الفلاح من المؤمنين فيقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}[المؤمنون(5)(6)]، وبين أن تعدى ما أحل الله فهو معتد، فقال: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[المؤمنون(7)].

وإليك هذه الشاهد من حياة النساء الصالحات الواثقات بالله؛ فهذه هاجر -عليها السلام- لما كانت حافظة لله في حال الرخاء حفظها الله، وحفظ ولدها في حال الشدة؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: \"أول ما اتخذ النساء المنطق من قبلُ أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟! فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: أالله الذي أمرك بهذا؟، قال: \"نعم\" قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه، فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حتى بلغ: {يَشْكُرُونَ}[إبراهيم(37)] وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط-يتمرغ-، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما) فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث-غواث: (بالفتح) كالغياث (بالكسر) من الإغاثة وهى الإعانة-، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه، أو قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم) أو قال: (لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا) قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: \"لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله\" [الحديث رواه البخاري(2364)].

فتأمل في هذه القصة العظيمة كيف أن الله -تبارك وتعالى- حفظ هاجر -عليها السلام- وولدها إسماعيل، وأكرمها بكرامات عدة، منها:
أولاً: أن الله لم يضيعها، بل حفظها وولدها، وأكرمها بنبع ماء زمزم، فقد كانت السبب في خروجه، فقد أرسل الله ملكا ليضرب برجله في الأرض، فخرج ماء زمزم، قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم: (لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا).
ثانيا: أن الله - تبارك وتعالى- جعل تعبها وسعيها في طلب الماء، وبحثها عنه؛ ركنا من أركان الحج التي لا يتم إلا بها، قال صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما)، كل هذه الكرامات -وغيرها- بسبب أيمانها بربها، ووثوقها به، وقوة اعتمادها عليه، وصدق توكلها عليه.
كن واثقا بأن الله رازقك وكافيك، فقد خلق الله الخلق جميعا لعبادته، وتكفل لهم بالزرق، فقال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات(56)(57)(58)]، وقال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[هود(6)].
وتأكيدا على ذلك أقسم الله -تبارك وتعالى- بنفسه المقدسة بأنه قد تكفل بالرزق لعباده، فقال: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات (22) (23)].
قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: \"يقول تعالى ذكره مقسما لخلقه بنفسه: فوربّ السماء والأرض، إن الذي قلت لكم أيها الناس: إن في السماء رزقكم وما توعدون لحقّ، كما حقّ أنكم تنطقون\"[جامع البيان في تأويل القرآن (22/422)].
وقد روي عن الأصمعي أنه قال: أقبلت من جامع البصرة، فطلع أعرابي على قعود له، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن، فقال: اتل علي، فتلوت: {وَالذَّارِيَاتِ}[الذاريات(1)]، فلما بلغت قوله تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ}[الذاريات(22)] قال: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر، فسلم علي واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات(23)]، فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين، قائلا ثلاثا، وخرجت معها نفسه\"[أضواء البيان(7/441) للشنقيطي].
وإذا كان العبد موقنا بأن الله رازقه، وبذل الأسباب الجالبة لذلك؛ رزقه الله، وأعطاه طلبه؛ جاء في الحديث عن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)[رواه ابن ماجه(4164)].
وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)[رواه ابن حبان في صحيحه(3238)، وابن أبي عاصم في السنة(264)، وقال الألباني: \"صحيح لغيره\" كما في صحيح الترغيب والترهيب(1703)]، وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت)[رواه الطبراني في الأوسط(4444) والصغير(611) بإسناد حسن، وقال الألباني: \"حسن لغيره\" كما في صحيح الترغيب والترهيب(1704)].

فإذا وثق العبد بالله، وأيقن أنه رازقه وكافيه زهد في هذه الدنيا، وعاش فيها راضيا مطمئنا، قيل لحاتم الأصم: \"على ما بنيت أمرك هذا من التوكل؟ قال: على أربع خلال: \"علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فلست اهتم له، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني بعين الله في كل حال، فأنا مستحيي منه\"[شعب الإيمان(2/456)].

كن وثقا بثواب الله، وأنه تبارك وتعالى سيثيبك ثوابا جزيلا على أعمالك الصالحة؛ التي فعلتها ابتغاء وجه الله، مقتفيا فيها لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خرج ثلاثة نفر يمشون فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة، قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان، قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون-أي ترتفع أصواتهم وتختلط- عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال ففرج عنهم وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة، قال ففرج عنهم الثلثين، وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها ثم جاء، فقال يا عبد الله أعطني حقي فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت ما أستهزئ بك ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فكشف عنهم)[رواه البخاري(2215) ومسلم(2743) وهذا لفظ البخاري]، ففي هذه القصة العظيمة يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه هؤلاء الثلاثة فعلوا هذه الأعمال الجليلة ابتغاء وجه الله، وتوسلوا إلى الله بها؛ ففرج الله عنهم، وكشف عنهم محنتهم.
وفي الحديث الآخر عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وفيه... قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ولن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك)[رواه البخاري(1296)].

بل من كرمه وفضله سيثيبك على نيتك الصادقة الحسنة؛ قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة120)]، وفي الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم) قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟! قال: (وهم بالمدينة حبسهم العذر)[رواه البخاري(4423) ومسلم(1911) وهذا لفظ البخاري] فأي عمل صالح تنوي فعله بنية صادقة، ثم يمنعك عن فعله عذر؛ يكتب الله لك أجر ذلك كاملا؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه -عز وجل- قال: (قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)[رواه البخاري(6491)].
وإذا اعتاد العبد على فعل طاعة ما ثم منعه عن فعلها عذر من مرض أو سفر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما؛ فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)[رواه البخاري(2996)].

كن واثقا بأن الله ناصر دينه، وعباده المؤمنين؛ فقد وعد بذلك، فقال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر(51)]، وقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ}[الصافات(171)(172)، فإذا كنت مؤمنا بالله، واثقا بوعده؛ فلا تهن ولا تحزن، قال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران (139)]، قال الألوسي -رحمه الله- : \"فلا تهنوا ولا تحزنوا -أيها المؤمنون- فإن الإيمان يوجب قوة القلب، ومزيد الثقة بالله - تعالى -، وعدم المبالاة بأعدائه\"[محاسن التأويل(2/416)].
فكن واثقا بالله، واثقا بحفظه لك إذا كنت حافظا لحدوده، واثقا بأنه كافيك ورازقك، ومثيبك على أعمالك الصالحة، وأنه ناصر دينه، وأوليائه، وفقنا الله وإياك إلى كل خير، وصرف عنا وعنك كل سوء ومكروه، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على خير البريات، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07/04/2011, 04:03 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ قوووت القلوب
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/06/2010
المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08/04/2011, 03:03 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ samado
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 08/12/2007
المكان: القصيم -
مشاركات: 1,488
جزاك الله خير ..

موفق خير يآرب ..
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09/04/2011, 07:50 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الف شكر على المرور

نورتوا الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06/04/2011, 06:43 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
فوائد وثمرات الاستغفار

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ شريعة الله جاءَتْ بما فيه صَلاح البلاد والعباد، جاءتْ بالحثِّ على كلِّ خيرٍ، والتحذير من كلِّ شر، فكلُّ خيرٍ قد حثَّنا المولى عليه، وكلُّ شرٍّ حذَّرنا منه، وممَّا حثَّنا عليه الاستغفار؛ فقد جاءَتْ نصوصٌ كثيرةٌ بالحثِّ عليه، والترغيب فيه، ومدح أهله، ومن ذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]، وقوله: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3].
وقوله: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17]، وقوله: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 135]، وقوله: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].
وكقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في الحديث الذي رواه مسلمٌ في \"صحيحه\" عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والذي نفسي بيده لو لم تُذنِبوا فتستَغفِروا لذهَبَ الله بكم، ولجاء بقومِ يُذنِبون فيستَغفِرون الله؛ فيَغفِر الله لهم)).
وليس في الحديث التساهُل في الوُقوع في الذنب، ثم الاستغفار بعد ذلك؛ وإنما فيه بَيانٌ لحالة العبد بعد توبته واستغفاره من الذنب، وأنَّه إذا أذنَبَ فقد جعَل الله له مخرجًا من ذلك بالتوبة والاستغفار.
قال ابن عثيمين - رحمه الله -: \"وهذا ترغيبٌ في أنَّ الإنسان إذا أذنَبَ فليستَغفِر الله، فإنَّه إذا استَغفَر الله - عزَّ وجلَّ - بنيَّةٍ صادقة، وقلبٍ موقن، فإنَّ الله - تعالى - يغفر له: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]\"؛ \"شرح رياض الصالحين\"، وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنة الحاثَّة على الاستغفار والمرغِّبة فيه.

وإذا تابَ العبد إلى ربِّه، واستغفره وأناب إليه؛ فإنَّ نفْع ذلك يعودُ إلى العبْد نفسه، فإنَّ الله يُكرِمه بكراماتٍ عديدة، ويمنَحُه فوائد جليلة، ويُغدِق عليه بذلك ثمرات كثيرة، ومن هذه الفوائد والثمرات ما يلي:


أولاً: الاستجابة لنُصوص الكتاب والسنَّة:

التي جاءت بالحثِّ على ذلك، وكذلك الاقتداء والتأسِّي بأنبياء الله ورُسُلِه؛ فإنهم كانوا يُكثِرون من التوبة والاستغفار، وكذلك التشبُّه بكلِّ عبدٍ صالح مُستغفِر.

ثانيًا: المتاع الحسَن في الدُّنيا، وإيتاء كلِّ ذي فضْلٍ فضله في الآخرة:

قال الله - جل شأنه -: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].

يقول ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: \"أي: وآمُرُكم بالاستغفار من الذنوب السالفة، والتوبة منها إلى الله - عزَّ وجلَّ - فيما تستَقبِلونه، وأن تستمرُّوا على ذلك: ﴿ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾ [هود: 3]؛ أي: في الدنيا ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3]؛ أي: في الدار الآخِرة\"؛ \"تفسير القرآن العظيم\" (2/ 436).

ثالثًا: إنزال المطر وزيادة القوَّة:

قال - تعالى - عن هود - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].
يقول البغوي - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: \"أي: يُرسِل المطر عليكم مُتتابعًا مرَّةً بعد أخرى في أوقات الحاجة، ﴿ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52]؛ أي: شدَّة مع شدَّتكم، وذلك أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - حبَس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقَمَ أرحام نسائهم، فلم يلدن\"؛ \"معالم التنزيل\" (1/ 288).
فالاستغفار مع الإقلاع عن الذَّنب سببٌ للخصب والنَّماء وكثْرة الرزق وزيادة العزَّة والمنعة، يقول ابن كثير - رحمه الله -: \"ومَن اتَّصف بهذه الصفة - أي: صفة الاستغفار - يسَّر الله عليه رزقَه، وسهَّل عليه أمرَه، وحفظ عليه شأنه وقوَّته؛ ولهذا قال: ﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾\"؛ \"تفسير القرآن العظيم\" (2/ 450).

رابعًا: إجابة الدعاء:

قال - تعالى - حاكيًا عن صالح - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، فوعَد الله مَن استغفَرَه وتابَ إليه بإجابة الدُّعاء، وشواهد ذلك في التاريخ كثيرة.

خامسًا: أنَّ المستغفرين ممَّن شملَتْهم رحمة الله ووده:

فهذا نبي الله شعيب - عليه السلام - يقول لقومه: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90].
قال الطبري - رحمه الله -: \"﴿ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 90] ارجعوا إلى طاعته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ﴿ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ ﴾ [هود: 90] رحيم بِمَن تاب وأناب إليه أنْ يعذِّبه بعد التوبة ﴿ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90] ذو محبَّة لِمَن أناب وتاب إليه يودُّه ويحبُّه\"؛ انظر: \"الجامع لأحكام القرآن\" (12/105).

سادسًا: أنَّ به تُجلَب النِّعَم وتُدفَع النِّقَم:

يقول الله - تعالى - على لِسان نوح - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: ﴿ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 9 - 12].

يقول ابن كثيرٍ - رحمه الله -: \"أي: إذا تُبتُم إلى الله واستغفرتُموه وأطعتُموه كثُر الرِّزق عليكم، وأسْقاكم من بركات السماء وأنبَتَ لكم من بركات الأرض، وأنبَتَ لكم الزَّرع، وأدرَّ لكم الضَّرع، وأمدَّكم بأموالٍ وبنين؛ أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنَّات فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها\"؛ \"تفسير القرآن العظيم\" (4/ 426)، كلُّ هذه النِّعَم تُستَجلب بالاستغفار.

سابعًا: دفْع العقوبة عن صاحبه ومنْع نُزول المصائب:

لما جاء في الحديث أخرجه الترمذي في \"جامعه\"، وهو حديثٌ مُختلَفٌ في تصحيحه وتضعيفه بين العُلَماء: عن أبى بُردَة بن أبي مُوسَى عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنزَلَ الله عليَّ أمانَيْن لأمتي: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]، إذا مضَيْتُ ترَكتُ فيهم الاستغفارَ إلى يوم القيامة))، فإنْ كان الحديث ضعيفًا فالآية خيرُ شاهدٍ على ذلك.

فإذا كثُرت الذنوب، وقلَّ الاستغفار أو انعدَمَ، فالعذابُ سيَحصُل لا محالة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]، فالاستغفار سببٌ لمنْع العَذاب.

ثامنًا: ومن فوائده أنَّه سببٌ في هلاك الشيطان:

فقد قال ابن القيم - رحمه الله -: إنَّ إبليس قال: \"أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ\"لا إله إلا الله\"، فلمَّا رأيتُ ذلك بثَثْت فيهم الأهواء، فهم يُذنِبون ولا يتوبون؛ لأنَّهم يحسَبُون أنهم يُحسِنون صنعًا\"؛ \"مفتاح دار السعادة\" (1/158).
جاء في الحديث الذي أخرَجَه أحمد وحسَّنه شعيب الأرنؤوط: عن أبي سعيد الخدري - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ إبليس قال لربِّه: بعِزَّتك وجَلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامَت الأرواح فيهم، فقال الله: فبعزَّتي وجَلالي لا أبرَحُ أغفر لهم ما استغفَرُوني)).

تاسعًا: أنَّ بسببه تحلُّ المشاكل الصعبة والعَوِيصة:

فهذا شيخ الإسلام ابن تيميَّة كما يقول تلميذه ابن القيِّم - رحمه الله -: \"وشَهِدتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيميَّة - رحمه الله - إذا أعيَته المسائل واستعصَتْ عليه، فَرَّ منها إلى التوبة والاستغفار والاستعانة بالله واللجوء إليه، واستِنزال الصوابِ من عنده، والاستفتاح من خَزائن رحمته، فقلَّما يلبَثُ المددُ الإلهي أنْ يَتتابَع عليه مَدًّا، وتَزدلِف الفتوحات الإلهيَّة إليه، بأيَّتهنَّ يبدأ\"؛ \"إعلام الموقعين\" (4/ 172).

فإذا أعيَتْك المسائل، وصعُب عليك حلُّها، ففرَّ إلى الاستغفار، وصدَق الله القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]، تُفرِّقون به بين الحق والباطل، والسنَّة والبِدعة.

عاشرًا: أنَّه سببٌ لانشراح الصدر:

لما جاء في الحديث الذي في مسلمٍ عن الأغرِّ المزني - وكانتْ له صُحبة - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّه ليُغان على قلبي، وإنِّي لأستَغفِر الله في اليوم مائة مرَّة)).
وجاء في حديث ابن عباس - رضِي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أكثَرَ من الاستغفار جعَلَ الله له مِن كلِّ همٍّ فرجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزَقَه من حيث لا يحتَسِب)).

يقول المناوي - رحمه الله -: \"قال الحكيم: وأشار بالإكثار إلى أنَّ الآدمي لا يخلو من ذنب أو عيب ساعة فساعة، والعذاب عَذابان: أدنى وأكبر، فالأدنى عذاب الذنوب والعيوب، فإذا كان العبد مستيقظًا على نفسه فكلَّما أذنب أو أعتب أتبعهما استغفارًا، فلم يبقَ في وبالها وعَذابها، وإذا لها عن الاستغفار تراكمتْ ذنوبُه؛ فجاءت الهموم والضِّيق والعسر والعَناء والتَّعب، فهذا عذابه الأدنى، وفي الآخِرة عذاب النار، وإذا استغفر تنصَّل من الهمِّ؛ فصار له من الهُموم فرجًا، ومن الضيق مخرجًا ورزَقَه من حيث لا يحتسب\"؛ \"فيض القدير\" (6/82).

فبالاستغفار يَصفُو القلب وينقى، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرَجَه الترمذي وقال: \"حسن صحيح\" وصحَّحه الألباني: عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ المؤمن إذا أذنَبَ كانت نكتة سوداء في قَلبِه، فإنْ تاب ونزَع واستَغفَر صقل قلبه، وإنْ زاد زادتْ حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله - عزَّ وجلَّ - في القُرآن: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

والاستِغفارُ له تأثيرٌ عجيبٌ في زَوال الهموم والغُموم وتفريجِ الكروب، يقول ابن القيم - رحمه الله - مُبيِّنًا ذلك: \"فالمعاصي والفَساد تُوجِب الهمَّ والغمَّ والخوف والحزن وضيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إنَّ أهلَها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمَتْها نفوسُهم ارتكَبُوها دفعًا لما يجدونه في صُدورهم من الضيق والهمِّ والغمِّ... وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب فلا دواءَ لها إلاَّ التوبة والاستغفار\"؛ \"زاد المعاد\" (4/208 - 209).

حادي عشر: أنَّ المستغفر يتعبَّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ويقرُّ له بصفة الغفَّار:

فهو يستَشعِر معنى قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، ويستَشعِر كذلك جميعَ الآيات التي وعَد الله أو أخبر أو سمَّى أو وصَف نفسَه بالمغفرة والغفور والغفار، وما أشبه ذلك.

ويستَشعِر كذلك حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - في البخاريِّ قال: سمعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ عبدًا أصابَ ذنبًا - وربما قال: أذنب ذنبًا - فقال: ربِّ، أذنبتُ - وربما قال: أصبتُ - فاغفر لي، فقال ربه: أعلِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخُذ به؟ غفرت لعبدي...)) الحديث.

ثاني عشر: ومن أهمِّ فوائد الاستغفار وثمراته - وقد أخَّرناها لأهميتها - أنَّه دَواء الذنوب:

جاء في \"شعب الإيمان\"؛ للبيهقي: عن سلام بن مسكين قال: سمعتُ قتادة، يقول: \"إنَّ هذا القُرآن يدلُّكم على دائكم ودوائكم، فأمَّا داؤكم: فالذُّنوب، وأمَّا دواؤكم: فالاستغفار\".
والناس يخطِئُون ولكن بالتوبة والاستغفار يغفر الله الذنوب؛ جاء في الحديث القدسي الذي أخرَجَه مسلم في \"صحيحه\": ((يا عبادي إنَّكم تُخطِئُون بالليل والنهار وأنا أغفِرُ الذُّنوب جميعًا فاستَغفِروني أغفِر لكم)).
والله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

وأخرج أبو داود وصحَّحه الألبانيُّ عن أسماء بن الحكم الفَزاري قال: سمعتُ عليًّا - رضِي الله عنه - يقول: كنتُ رجلاً إذا سمعتُ من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديثًا نفعني الله منه بما شاء أنْ ينفعني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه استحلَفتُه فإذا حلف لي صدَّقته، قال: وحدَّثني أبو بكرٍ وصدَق أبو بكرٍ - رضِي الله عنه - أنَّه قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما من عبدٍ يُذنِب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيُصلِّى ركعتين، ثم يستَغفِر الله، إلا غفَر الله له)).

وأخرج أحمد في \"مسنده\" والترمذي وصحَّحه الألباني: عن أبى ذرٍّ - رضِي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يروي عن ربِّه - عزَّ وجلَّ - أنَّه قال: ((يا ابنَ آدَم، إنَّك ما دعَوْتني ورجَوْتني فإنِّي سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بقراب - أي: بما يُقارِب ملأها - الأرض خَطايا للقيتُك بقُرابها مغفرة، ولو عملت من الخطايا حتى تبلُغ عَنان السماء ما لم تُشرِك بي شيئًا ثم استغفَرتَنِي لغفرتُ لك ثم لا أُبالِي)).

سُبْحَانَ مَنْ يَعْفُو وَنَهْفُو دَائِمًا --- وَلَمْ يَزَلْ مَهْمَا هَفَا العَبْدُ عَفَا
يُعْطِي الَّذِي يُخْطِي وَلاَ يَمْنَعُهُ --- جَلاَلُهُ عَنِ العَطَا لِذِي الخَطَا
سبحانه يَبسُط يدَه بالليل ليَتُوبَ مُسِيء النَّهار، ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مُسِيء الليل حتى تطلُع الشمس من مغربها، فله الحمد والمنَّة.

وغير ذلك من الفوائد والثمرات، وفَّقنا الله جميعًا إلى التوبة والاستغفار، ومنَحَنا هذه الفوائد والثمرات، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/04/2011, 02:08 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Milane-92
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/03/2011
المكان: San siro
مشاركات: 1,828
الله اجعلنا من المستغفرين ..

جزاك الله ألف خير وجعلها في موازين حسناتك ..
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07/04/2011, 02:27 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ fayz alwalan
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 13/07/2010
المكان: في قلب النجم الخلوق محمدالشلهوب
مشاركات: 282
جزاك الله كل خير على هذاالموضوع الطيب،وعندي معلومة وهي"زكاة الأعضاء يومية ،وهي صلاة الضحى ركعتين فإن لم يتيسر لك أن تصليها، فالإستغفار 360مرة بدلا من صلاة الضحى، علمابأن فضليهما واحد وهو تزكية أعضاء المسلم "

تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07/04/2011, 03:56 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ قوووت القلوب
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/06/2010
المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 09/04/2011, 07:51 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الف شكر على المرور

نورتوا الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06/04/2011, 06:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
أعظم خير أضعناه

بسم الله الرحمن الرحيم
المتأمل لأحوالنا يجد أننا في تضيع عظيم لأعظم هبة , وأجل عطية وهبنا الله إياها .
هبة بها يجتمع للعبد خيري الدنيا والآخرة , ويحصل له بها كل مطلوب , ويندفع عنه كل مرهوب على مقتضى حكمة الله تعالى .
والعجيب أننا نزهد بها , ونغفل عنها كثيراً , ونحرم أنفسنا الخير عندما نهملها .
إن هذه الهبة , وتلكم العطية هي ( ما فتحه الله على عباده من باب الإجابة , وسلم الرجاء وذلك بدعائه وطرح الحاجة ببابه )
نعم - الدعاء - هو الباب العظيم , والمسلك الجليل لقضاء الحوائج , وتحقيق الأمنيات , ولذا جاء عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول : " إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء "
ومما يجهله كثير من الناس : أن الدعاء سببٌ مثله مثل أي سبب جعله الله , يحصل للعبد من خلاله ما يتمناه , وينصرف عنه ما يحذره .
والواقع أننا في الغالب لا نُظهر افتقارنا لربنا , وحاجتنا لمعونته , إلا في وقت المصائب وعند حلول المُلمات – وذلك إذا حلت بنا مصيبة , أو مرض عندنا عزيز , أو كنا في انتظار غائب , أو راغبين في مطمع دنيوي... - هكذا هو حالنا مع الدعاء , وطلب العون من الكريم .
ولاشك أن هذا عجز وخور, وتفريط في خير كثير كنا سنحصل عليه لو لزمنا باب الدعاء وصدق اللجوء للمنان .
والمتأمل في القرآن الكريم – الذي هو المنهج لكل مسلم – يجد أن الصور التي فيها الدعوات كثيرة جدا ً.
وسأكتفي بنموذج واحد :
- إبراهيم أبو الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام - هاهو يلهج لربه بدعوات عظيمة تشق عنان السماء , وترتفع فوق السحاب , في مطالب عزيزة كريمة .
فيطلب منه الذرية الصالحة "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" فيرُزق إسماعيل وإسحاق , ولايكتفي بهذا , بل يطلب أن يكون هو وذرية مقيمين للشرائع , ومتبعين للنهج السديد "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ " فصاروا أئمة يُقتدى بهم , ومنارات يهتدى بها .
ويسأل ربه نشر الأمن في بلده الحرام , وإطعام الجائعين , وسد حاجة المحتاجين "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ...". فيعم الخير جزيرة العرب حتى صار أهلها أغنى الناس .
وكان من أعظم الدعوات وأبركها أن يرزق الله البشرية نبيناً كريماً من أهل البلد الحرام"رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فكانت مِنّة الله بهذا النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام . فتأمل في هذا الخير الذي وهبه الله عبده الكريم إبراهيم عليه السلام وكان من أسبابه – الدعاء- والقرآن كتاب تعليم للبشرية جميعاً لينهلوا من تعاليمه , ويتأسوا بآدابه .
ولن أتكلم هنا عن آداب الدعاء وفضائله , ولكنني أحب أن أذكِّر – بعدما ذكّرت بأهميته وحاجتنا له -أذكر بمسألتين مهمتين فقط :
أما الأولى : فهي قضية التحسر وترك الدعاء :
فكثيرٌ منا يدعوا بأمر معين , ثم لا يرى استجابة سريعة لمطلبه , فيترك الدعاء ويدع هذا الخير , وما علم هذا أن الخير ربما كان في تأخير حاجته وعدم قضائها .
فالمطلوب هو لزوم باب الدعاء على الدوام في كل وقت وآن , والحذر من تركه إذا لم نرى الإجابة
الثانية : عدم حضور القلب عند الدعاء :
وفي الحديث " لا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه "كم يدعو الكثير منا دعوا كثيرة , وقلبه ساعة الدعاء يفكر هنا وهناك , غير مستحضراً لمعاني هذه الدعوات .
إن كان مذنباً فهو غافل ٌ عن عظيم جنايته , وإن كان طالباً لحاجه فهو غير مظهراً فقره لربه عند هذه الحاجة......وهكذا عند كل دعوة .
فالواجب على الداعي حال دعاءه أن يكون حاضر القلب , مستيقناً بقدرة الله على تحقيق كل مطلوب لك .
واعلم يا من تأخرت إجابة دعائه أن الخير كل الخير في ما يختاره الله سواءً من الإجابة أو عدمها لأن الغيب لا نعلم كنهه إلا بعد وقوعه , وكم من مطلب كنا نتمنى تحقيقه ولما تجلى لنا قدر الله تعالى حمدنا الله على اختياره لنا .
فهلم أخي وأختي لطرق باب السماء , وسؤال الغني الجواد .
اسأله صلاح قلبك وتأهله لمناجاته .
اعترف بحاجتك لطهارة فؤادك من كل خلق مذموم .
اطرح حاجتك لصلاح ولدك , وما تقر به عينك .
انزل به طلبك في توسيع رزقك وغناك عن الخلق .
توسع في كل مسألة فأنت تسأل جواد , لا تستعظم أي طلب فربك كريم منان .
اللهم افتح لنا هذا الباب , ووفقنا لرفع الحوائج , وأفض علينا من بحر جودك ما تغنينا به في الدارين .

اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07/04/2011, 04:00 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ قوووت القلوب
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/06/2010
المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08/04/2011, 03:07 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ samado
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 08/12/2007
المكان: القصيم -
مشاركات: 1,488
جزاك الله خير ..

موفق خير يآرب ..
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 09/04/2011, 07:49 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Özil 10
عضو اللجنة الإعلاميه للرياضة العالمية
و نائب رئيس رابطة ريال مدريد
تاريخ التسجيل: 10/09/2008
المكان: اقرب مما تتوقع !
مشاركات: 5,475
الف شكر على المرور

نورتوا الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:01 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube