
10/03/2011, 06:14 PM
|
 | موقوف | | تاريخ التسجيل: 11/10/2010 المكان: مكة المكرمة
مشاركات: 111
| |
انه ميسي القصير المكير بهر سحر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه مرة أخرى منافسه آرسنال الإنجليزي ليطيح به من دوري أبطال أوروبا أمس الأول، ليؤكد مجددا أنه "الملك" الجديد للكرة المستديرة. فرض برشلونة أمس أفضليته المطلقة على اللقاء لكنه لم يجد طريقه إلى الشباك حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عندما قدم ميسي إحدى تحفه الفنية، لكن آرسنال صعّب من مهمة أصحاب الأرض عندما أدرك التعادل بهدية من سيرجيو بوسكيتس ما جعل النادي الكاتالوني بحاجة إلى هدفين لكي يتأهل، فأمن تشافي هرنانديز الأول ثم قدم ميسي الثاني من ركلة جزاء بعد خطأ داخل المنطقة على بدرو رودريجيز. "كانت ربما أصعب مباراة لنا حتى الآن في دوري أبطال أوروبا لكننا نملك ميسي وهو في مستوى أعلى من أي لاعب آخر على الإطلاق"، هذا ما قاله الظهير الأيمن البرازيلي دانيال الفيش عن زميله الأرجنتيني، مضيفا "إنه العبقري الخاص بنا، الرجل الذي ينقذنا دائما وهو كرر الأمر مجددا".دخل آرسنال إلى مواجهته مع برشلونة في إياب الدور ثمن النهائي وهو يدرك تماما أنه لن يتمكن من الخروج بالنتيجة المطلوبة سوى من خلال إيقاف ميسي. لكن التخطيط شيء والتطبيق شيء آخر، لأن ميسي يقض مضجع جميع الفرق التي تواجه النادي الكاتالوني وآرسنال ليس الاستثناء على الإطلاق، وهو كان يدرك هذا الأمر تماما لأنه اختبر حجم موهبة هذا اللاعب وفعاليته بعدما دك الأرجنتيني شباك "المدفعجية" برباعية الموسم الماضي في إياب الدور ربع النهائي من البطولة الأوروبية. "كأنه قادم من لعبة البلاي ستايشن"، هذا ما قاله مدرب آرسنال الفرنسي آرسين فينجر بعدما رأى فريقه يودع البطولة الموسم الماضي على يد ميسي، وهو اضطر لمشاهدته أمس الأول يكرر المشهد ذاته بعدما سجل ثنائية في مرمى "المدفعجية" ليعوّض خسارة النادي الكاتالوني ذهابا في ملعب "الإمارات" 1-2 وقيادته للفوز إيابا 3-1. إن الحركة الفنية التي قام بها ميسي لحظة تسجيله هدف التقدم لفريق المدرب جوسيب جوارديولا في نوكامب كانت حقا من لعبة "البلاي ستايشن" بعدما غمز الكرة بعبقرية فوق الحارس مانويل المونيا ثم تابعها بتسديدة "طائرة" في الشباك الخالية. "في يوم من الأيام عندما تقررون مراجعة أفضل الأهداف التي سجلها ميسي، فسترون أنه لا يوجد هناك متسع من الوقت لفعل ذلك: إنه يسجلها (الأهداف المميزة) بصورة متواصلة لدرجة أن الأمر أصبح اعتياديا"، هذا ما قاله جوارديولا عن ظاهرته الأرجنتينية. أما فينجر د فرأى بأن "برشلونة فريق جيد جدا لكنه يملك بالطبع ميسي، بإمكانه أن يصنع الفارق في أي لحظة في المباراة، بدا مستحيلا أن يتمكن من تسجيل الهدف الأول (إياب ربع نهائي الموسم الماضي) لكنه نجح رغم ذلك".من المؤكد أن الهدف الأول الذي سجله ميسي في المباراة سيبقى عالقا في أذهان الجميع ومن بينهم طبعا فينجر الذي شاهد الموسم الماضي النجم الأرجنتيني "الصغير" يصبح أول لاعب يسجل رباعية في مباراة إقصائية منذ حلول دوري أبطال أوروبا بدلا من كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1992، علما بأن هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الأدوار الاقصائية وهم الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاجي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي الآخر رود فان نيستلروي (2004) والأوكراني اندري شفتشنكو (2005). ومن المؤكد أن احصائيات ميسي ترعب اي فريق مهما كان حجمه او عراقته، اذ نجح رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 45 هدفا منذ انطلاق الموسم الحالي وذلك في 40 مباراة فقط: 27 هدفا في 24 مباراة في الدوري الإسباني، 7 أهداف في 6 مباريات في الكأس الإسبانية، و3 أهداف في مباراتين ضمن كأس السوبر الإسبانية إضافة إلى 8 أهداف في 8 مباريات ضمن دوري أبطال أوروبا التي أصبح فيها أفضل مسجل في تاريخ النادي الكاتالوني بعدما رفع رصيده إلى 33 هدفا.
وإذا واصل معشوق جماهير "نو كامب " مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن دون أدنى شك من تحطيم الرقم الذي حققه الموسم الماضي عندما سجل 47 هدفا في 53 مباراة. لكن ميسي البالغ من العمر 23 عاما والمتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي فقط بتسجيل الأهداف، إذ تطور مع الوقت ليصبح من أفضل "صانعي الألعاب" في العالم أيضا، وإحصائياته تتحدث عن نفسها إذ مرر 16 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم و21 في جميع المسابقات. من المؤكد أن هناك الكثيرين من رشحوا لخلافة الأسطورة دييجو مارادونا على عرش كرة القدم الأرجنتينية، لكن أيّا منهم لم ينل ما ناله ميسي من هذا الإرث العظيم وإن كان لم يتكلل بعد بالنجاح على الصعيد الدولي. إنه هذا القصير الماكر الأعسر، صاحب الرؤية الثاقبة على أرض الملعب والمهارات الفنية الفائقة، الذي يزعج المنافسين دائما ويبث القلق والاضطراب في دفاعاتهم والذي يصول ويجول في وسط الملعب ومنطقة الجزاء ويعثر بكل سهولة على الثغرات التي لا يراها أحد. إنه يشكل تهديدا دائما لدفاعات الخصوم بقدرته الاستثنائية على تغيير إيقاع اللعب وانطلاقاته العاصفة وحسه التهديفي القاتل، ما دفع جوارديولا للقول بان الأرجنتيني "قادم من كوكب آخر".
المصدر جريدة الرياضية |