
16/01/2003, 01:56 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 22/06/2002 المكان: الرياض
مشاركات: 191
| |
الاستراتيجيه المثلى لبناء الفريق الهلالي الاول ( هذا الموضوع كتب قبل المقابله مع مدرب شباب الهلال رضا البوراوي والتي نشرت في جريدة الرياضيه بشهر تقريبا وكذلك قبل هزيمه شباب الهلال من شباب اللواء وماتبعه من احتجاج هلالي ، وقد جاءت تلك الاحداث لتدعم الطرح المتناول في هذا الموضوع )
=============================================
ممالاشك فيه ان عملية بناء الفريق الهلالي عبر دعمه بالعناصر الشابه والموهوبه ، تأتي كمطلب رئيسي يتفق عليه جميع الزعماء في هذا الوقت بالذات .
ولقد احسنت الاداره الهلاليه صنعاً بوضع ذلك على رأس الاهداف التي تسعى لتحقيقها .
وفي الواقع ان تحركات الاداره الهلاليه في هذا المجال تبشر بالخير وتعكس بوادر ايجابيه لعملية بناء صحيحه تكفل استمرارية السيطره الهلاليه على البطولات المحليه والخارجيه.
ولعل تشكيل اللجنه الفنيه بماتضمه من اعضاء تتوافر لديهم الرؤيه الفنيه الصحيحه والخبره في الفريق الهلالي بالذات ، قد جاء ليشكل دعامه اساسيه لنجاح عملية البناء وفقاً للتطلعات الهلاليه.
وعموماً تعتبر( عملية البناء ) لدى كل الفرق عمليه ( مستمره ) على المدى الزمني ، وتتم عادة عبر تصعيد اللاعبين ( للفريق الاول) من الفئات السنيه ، اومن خلال التعاقد مع لاعبين محليين بالاضافه للمحترفين الاجانب .
وتبرز ضرورة التركيز على ضرورة بناء الفريق الهلالي في هذا الوقت بالذات كنتيجه طبيعيه لوضعية الفريق الهلالي الحاليه ، حيث سيشهد الفريق خلال فتره زمنيه قصيره اعتزال بعض ( الركائز الاساسيه) والتي يصعب تعويضها عطفاً على تدني المستوى الفني لمعظم اللا عبين الصاعدين وحاجتهم للخبره بالاضافه الى تطوير مستواياتهم حتى يمكن لهم المساهمه بشكل ايجابي في حفظ تماسك وتوازن الفريق.
هذه ( الوضعيه ) عجلت بالعمل وبشكل متسارع في عملية البناء ، فجاءت التعاقدات مع بعض الاعبين المحليين بالاضافه للتعاقد مع اللاعب المحترف الاجنبي ( سيدي بدرا) ، كخطوات ايجابيه تحسب للاداره الهلاليه خصوصا ان هذه التعاقدات ابرمت في فتره وجيزه تعكس بلاشك رغبة الاداره الهلاليه في الاسراع في عملية البناء .
وكما اسلفت حول عملية البناء وكونها عمليه ( مستمره ) على المدى الزمني ، فأ ن هذه ( الاستمراريه ) تتطلب ادوراً ( تكامليه ) بين الادارات المتعاقبه ، وهنا تتضح الحاجه لوضع ( استراتيجية بناء ) طويلة المدى تضطلع كل الادارات المتعاقبه بتنفيذها على اساس التكامل فيما بينها .
( لاحظ التضاد في قرارات متعلقه ببناء الفريق بين ادارتين متعاقبتين ، حول استبعاد وضم المسعري ولطف)
ومن هذا المنطلق ، يجدر بالاداره الحاليه وضع الاسس الصحيحه لاستراتيجية بناء طويلة المدى ، وان لاتكتفي هذه الاداره بمحاولات ( ترميم ) الفريق على مدى زمني قد لايتجاوز عمر هذه الاداره .
ويجدر بنا هنا ، استعراض سبل ( استراتيجيات ) بناء الفريق التي انتهجها الهلاليون في السابق ، وذلك في محاوله لإ ستخلاص بعض النتائج التي قد تسهم في وضع الاطار العام لإستراتيجية بناء مثلى.
فمن ابرز استراتيجيات البناء التي انتهجها الهلاليون (ولازالوا ) ( استراتيجية تصنيع اللا عبين ) او مايعرف مجازاُ بــــ( الاهتمام بالقاعده )
ولعل الكثير منا يتذكر العصر الذهبي لـــ( مدرسة الهلال) وماقدمته من مواهب واسماء كبيره تعدى بروزها المستوى المحلي الى القاري .
الثنيان ، الجابر ، التمياط وغيرهم ماهم الاشواهد على النجاح منقطع النظير لاستراتيجية ( تصنيع اللا عبين ) داخل النادي .
ولعلنا نتذكر بروشتش وكوبالا وفورميقا وغيرهم من المدربين المتميزين الذين اشرفوا على فرق الفئات السنيه بالنادي وهذا بالطبع يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي اولاه الهلاليون لبناء القاعده ومارصدوه من دعم مادي لانجاح استراتيجية تصنيع الاعبين.
ولكن هل يعني النجاح السابق لإ ستراتيجية تصنيع اللاعبين كافيا للا عتماد عليها في عملية بناء الفريق مستقبلاً ؟
في الواقع ان المرحله الزمنيه الحاليه بماتتضمنه من متغيرات عده ، لاتحمل الكثير من مفاتيح النجاح
لإستراتيجية تصنيع اللاعبين .
فالتكاليف الماليه الباهضه والمدى الزمني الطويل لاعداد اللاعب اضف الى ذلك ندرة المواهب وعزوف الشباب عن ممارسة الكره وانحسار ملاعب الحواري ، تشكل في مجملها عوائق اساسيه في طريق نجاح عملية تصنيع اللا عبين .
( ان تقوم بالصرف على 30 او 40 ناشئ لمدة 5 او6 سنوات لتحصل بعد ذلك على لاعبين او ثلاثه على مستوى مميز ، هو في الواقع هدر للجهد والوقت والمال )
وهذا بالطبع لايعني عدم الاهتمام بالقاعده ، بل يجب استمرار هذا الاهتمام وفق توازن معين يكفل الحصول على افضل النتائج بإ قل التكاليف وفي اقصر وقت !!!
ثاني استراتيجيات البناء التي انتهجها الهلاليون وخصوصاً في السنوات الاخيره ، هي استراتيجية
( شراء النجوم ) من الانديه الممتازه وذلك من خلال صفقات انتقال رصد لها ملايين الريالات كماهوالحال في صفقات الدعيع، سليمان ، شريده ، خليل ، العلي
وعلى الرغم من ان التقييم لتلك الصفقات لايزال يتأرجح بين( الرضا والقبول) كماهو الحال في معضمها وبين (التميز ) كما في صفقة انتقال الدعيع ، الاان المبالغ الباهضه التي رصدت لهذه الصفقات قد لاتتوفر في معظم الاحيان بالشكل الذي يمكن من خلاله الاعتماد على استراتيجية (شراء النجوم) كاستراتيجيه اساسيه لعملية بناء الفريق .
وهذا لايعني ايضاً ايقاف شراء النجوم من الانديه الاخرى بل الاستمرار في شراء النجوم ولكن وفقا لتوازن يكفل الا ستفاده الفنيه القصوى مقابل التكلفه الماليه الاقل كما هو الحال في استراتيجية تصنيع اللاعبين.
ثالث استراتيجيات البناء المنتهجه سابقا هي ( استراتيجية الاستقطاب ) وتتمثل في استقطاب المواهب الشابه واللاعبين المغمورين من الانديه الصغيره والريفيه مقابل مبالغ ماليه قليله مقارنة بتلك المدفوعه لشراء النجوم .
وقد فشلت ( استراتيجية الاستقطاب) في السابق فشلاً ذريعاً ولعل
الزاكي ، الخويلدي ، القرمله ، الجوير ، وحتى سعود الحماد وغيرهم من الاسماء هم ادله قاطعه على فشل هذه الاستراتيجيه في السابق عطفاً على المردود الفني لتلك الاسماء .
وقد تبرز هنا الاشاره الى بعض اسباب الفشل لاستراتيجية الاستقطاب ومن اهمها :
1-سؤ التقييم الفني للاعب قبل استقطابه
2-عدم وجود برامج فنيه لتأهيل اللاعب المستقطب
3-عدم ايجاد المناخ المناسب لتأقلم اللاعب المستقطب مع الفريق
4-ثقافة اللاعب المستقطب وقدرته على التعامل مع اجواء الشهره والاعلام
وقد تكون تلك الاسباب متعلقه اساسا بطريقة تنفيذ استراتيجية الاستقطاب فضلاً عن مفهومها الاساسي
ولكن هل يعني فشل استراتيجية الاستقطاب سابقاً ان يتخلى الهلاليون عنها مستقبلاً ؟!!
وللاجابه ، يجدر بنا اولاً معرفة المزايا التي يمكن ان يوفرها ( الانتهاج الصحيح ) لاستراتيجية الاستقطاب
وابرز هذه المزايا هو قلة التكاليف الماليه ( مقارنة بشراء النجوم ) وتوفير الوقت والجهد( مقارنة بتصنيع اللاعبين) على سبيل المثال
وهذه المزايا بالطبع كافيه للمضي قدماً في وضع المنهجيه الصحيحه لاستراتيجية استقطاب اللاعبين وتفعيلها.
ولعل الدافع الاكبر للاتجاه نحو الانديه الصغيره للبحث عن المواهب الشابه يمكن استنتاجه من خلال القاء نظره على جدول الدوري الممتاز لفئة الشباب والناشئين
لاحظ وجود فرق الشباب لكل من ( نجران واللواء) ضمن شباب الممتاز وكذلك وجود فرق الناشئين لكل من (الفتح،هجر ، وج ، اليرموك ) ضمن ناشيئ الممتاز
واذا مااخذنا في الاعتبار قلة الموارد الماليه للا نديه السابقه( مقارنة بالهلال مثلاً) ، فأن المبرر الوحيد لوجود فرق الناشئين والشباب لتلك الانديه ضمن الممتاز يكمن في وجود المواهب الشابه في تلك الانديه .
لاحظ في المقابل وضعية فرق الناشئين والشباب لنادي الهلال في الدوري الممتاز لكلا الفئتين
وللا سف ان كثير من المواهب في الانديه الصغيره تندثر لعدم وجود الاهتمام بها وذلك لضعف الامكانيات لتلك الانديه فتخسر الكره السعوديه مواهب ذات استعداد فطري في ( المقام الاول ) ، جديره بأن تكون اسماء بارزه في الانديه السعوديه .
وغالباً ماتصطدم رغبة الانديه الكبيره بضم تلك المواهب بعائق سؤ التقييم الفني للموهبه اوغياب المعلومه اصلا عن هذه المواهب .
واعتقد ان الاداره الهلاليه الحاليه قد تخطت عائق سؤ التقييم الفني عبر تشكيل ( اللجنه الفنيه)
ويبقى ( غياب / سؤ تنظيم ) الدعم المعلوماتي عن المواهب في الانديه الصغيره عائقاً ، لن يصعب على الهلاليين التغلب اذا ماارادوا الانتهاج الصحيح لإستراتيجية الاستقطاب .
ويبرز التساؤل هنا حول كيفية توفير الدعم المعلوماتي عن المواهب المغموره للجنه الفنيه في النادي؟
وللاجابه ، يجب استعراض بعض الحقائق عن الوسط الرياضي السعودي ومنها :
1-اصل الا نتماء عند الجمهور الرياضي للانديه الاربعه الكبار وكذلك اندية الشرقيه ( الاتفاق ، القادسيه)
2-ازدواجية الانتماء لدى اغلب منسوبي(مدربين، لاعبين ، اداريين ) الانديه الصغرى بل وبعض اندية الممتاز فتجد ان هؤلا المنتسبين للا نديه الصغيره لهم ميول هلاليه او اتحاديه او نصراويه او اهلاويه بالاضافه لميولهم للا نديه التي ينتسبون اليها .
3-الشعبيه الجارفه والقاعده الجماهيريه الكبرى لزعيم الانديه الاسيويه الهلال السعودي
ومن تلك الحقائق نستطيع الجزم بوجود مشجع هلالي واحد على الاقل في كل نادي من الانديه السعوديه ينتسب اليه اما لاعبا او مدربا او اداريا .
وهذا يقودنا لاقرار حقيقة وجود الخلفيه الفنيه لذلك المشجع الهلالي والتي اكتسبها من خلال ممارسته للعمل الرياضي في ذلك النادي الصغير، كماان هذا المشجع لديه الرغبه والاستعداد لخدمة الزعيم وذلك بحكم الانتماء متى ماوجد الاليه المناسبه والقنوات الواضحه لتفعيل تلك الخدمه .
ومن هنا يمكن الاستفاده من مثل اولئك المشجعين الهلاليين بااعتبارهم ( كشافين ) عن المواهب لصالح نادي الهلال ، وهنا تصبح عملية توفير الدعم المعلوماتي عن المواهب في الانديه الصغرى امراً محسوماً
اذا ماصيغت الاليه المناسبه لتفعيل دور الكشافين
ويأتي انشاء ( جمعيه ) للكشافين عن المواهب داخل النادي كمقترح لتنظيم عملية الكشف عن المواهب
بحيث تقوم ادارة النادي بالاشراف على انشاء الجمعيه واختيار اعضائها ووضع اهدافها و اسلوب عملها ، مما يكفل الاستفاده القصوى من انشاء مثل هذه الجمعيه
وفي اعتقادي ان استراتيجية الاستقطاب ستشكل رافداً اساسياً من روافد بناء الفريق مستقبلاً ، خصوصاً اذا ماانتهجت بالشكل الصحيح وتوفرت عوامل النجاح ومن اهمها الدعم المعلوماتي عن المواهب وكذلك التقييم الفني الصحيح للموهبه ، واعتقد انه بالامكان الاستفاده من مميزات هذه
الا ستراتيجيه التي تقدمها لعملية البناء والمتمثله بقلة التكاليف الماليه وتوفير الوقت والجهد .
فهل تسارع الاداره الهلاليه الى استقطاب اللاعبين المميزين والمواهب الشابه في الا نديه الصغيره
والذين من الممكن الاستفاده منهم في دعم الفريق الهلالي الاول مستقبلاً وتوفر بذلك المال والجهد
والوقت ؟
اخر تعديل كان بواسطة » بحار 99 في يوم » 16/01/2003 عند الساعة » 04:06 AM |