تندهش فعلا من حجم البكائيات والنحيب الذي انفجر به الفضاء الخليجي والعربي و ومن قبلهم المحلي . فما إن انهى المنتخب السعودي حظوظه الآسيوية بيديه , إلا وأصوات النشاز تعلوا وتنطلق في ميادين الغثاء . والغريب في الأمر أن من قام با أداء حالة البكائيات هذه أجادوا بكل اقتدار دور البطولة . فمارسوا كل أنواع السخرية وجندلوا اللاعبين بسائر أنواع الإسقاطات والذم . ثم ساروا بركب العزاء ليشملوا كل ما هو أخضر بل ويابس ..!
ولكي تتبدد حيرتك أخي القارئ العزيز جودة الإتقان وجودة الأداء لدور البطولة في موكب العزاء من هؤلاء . فسأختصر لك مسافة التفكير بسرد أسئلة يسيرة لتكتشف الأمر أنت بنفسك .
فلك أن تتساءل من هو أول جمهور سعودي يرفع الأحذية لإدارته ولاعبيه احتجاجا على مستوياتهم .
ومن هو اول جمهور يعتصم احتجاجا أمام مؤسسة صحفية . بل أمام ناديهم يتكدسون لا فرحا بإنجاز بل احتجاجا على أداء إدارة ناديهم .

ومن هم حملة القلم الذين رددوه عقدا من الزمن بكائيات وشتائم لناديهم المكلوم في كل مرة يخرج ذليلاً . فكتبوا التايب والزلايب ...!
وكتبوا عن نجمهم سعد الناطح بدلا من الذابح ...!
وذكروا عن عضو مجلس إدارتهم انه المتدغثر المنغولي ..!
وذكر لاعبهم المعتزل ان اللاعبين يدخنون بين الشوطين .
وغير ذلك الكثير من الشتائم والسباب الإسقاطات التي مارسوها عقدا من الزمن بل يزيد على ذلك . ولذا هم اكثر من يجيد دور البطولة في هذا المشهد المؤلم الحزين لكرتنا السعودية المتراجعة بلا جدال .

هذا الأمر ينبغي أن يتفطن له سائر الرأي العام السعودي والهلالي بشكل خاص . ويدركوا أن تسليم العقول والآذان لمثل طرح هؤلاء وتصديقه أو التعاطف معه إنما هو ضرب من ضروب الفشل واستمرار لمسيرة الألم .
فلو كان في أرائهم حلا أو دواءً أو تصحيحا لمسار لنفع وأجدى مع ناديهم المترنح بلا بطولة منذ ما يزيد على عقد من الزمن .
ولكن ما ينبغي ويفترض علينا أن نقوم بالبحث عن الطرح المتعقل المتزن الذي يفند الأسباب بواقعية وبعيدا عن ألوان الأندية وبعيدا عن الأسماء والأجزاء بل يبحث عن موطن الخلل في منظومة كاملة .

اكتب ذلك وأنا أدعوا الجماهير الهلالية بالمساهمة الفاعلة الحقيقية في نهظة رياضة الوطن من خلال دعم الهلال ونجوم الهلال سيما من شارك في كأس أسيا . وتم تحميله كامل الوزر لخسارتنا الآسيوية . وكأنه لا يلعب في المنتخب إلا نجوم الهلال .

ادعموهم وساندوهم فما أمامهم من استحقاقات داخلية وقارية هي غاية في الأهمية . وحالة الإحباط التي يعانون منها قد لايتخيلها إلا من يعيشها . ودورنا الآن كجماهير هي مساندة هؤلاء النجوم والوقوف معهم وانتشالهم من حالة الإحباط هذه . بل من حالة الحرب الشعواء التي تمارس ضدهم برداء النصح .

دمتم بود