هل تتذكر ماضياً جميلاً في هذا المنتدى قد اندثر ؟ هل تشعر بالحنين ؟ هل تشتاق له ؟ هل تفتقده ؟

إني أفتقد بفقدها كل شيء جميل ..

أعيتني محاولات الاستيعاب ، تعبت حتى عجزت ، عجزت و استسلمت ، أعترف أنني لا أستطيع تحمل فكرة فراقها ..

كنت أصحو يا صديقي كل يوم على صوتها و ما أجمل صوتها ، كانت هي من توقظني لصلاة الفجر ، كنت بين وقت و آخر أقول لها يمكنني أن أوقظ نفسي للصلاة كما أفعل للدوام ، كنت أعرض عليها و أنا أتمنى أن ترفض !
أتمنى ان ترفض لأنني أكون مشتتاً إن صحوت على غير صوتها ..

دخلت رحمها الله إلى المستشفى و أنا خارج المملكة ، كنت قد اشتريت لها عطراً !
ماتت أمي و لم تأخذ مني هديتها ..

أصبحت خائفاً لأنني أعلم أن من كانت تقضي وقتاً طويلاً من ليلها تصلي و تدعو لي تحت التراب و أرجو أن تكون في روضة من رياض الجنة ..

اعتادت أن تقدم لبعض البيوت المحتاجة ما تيسر قبل رمضان مباشرة ! و في هذه السنة أخرجت ما اعتادت عليه في أول رجب و كأنها تعلم أنها ستكون فاقدة للوعي في الوقت الذي اعتادت أن تقدم فيه ما تقدمه كل سنة ..

الآن و نحن نسترجع الأحداث نعي تماماً أنها كانت قد رأت في المنام أنها مفارقة للدنيا ، بل و رأت في المنام ما سيحل بنا بسبب موتها فاستيقظت ذات يوم و قد غطت وجهها بيديها صارخة مستودعة ربها أبناءها !!

عندما بدأت تفقد الوعي كانت تسألنا إن كنا نرى نرى ( عذوق التمر ) التي تراها هي و كأننا نريد أن نكذب ما تسمعه آذاننا !
و كنت أقف بجانبها عندما نادت أباها و جدها رحمهما الله ثم سكتت لحظة لتعود فتقول " كلها كم يوم و أجيكم " و كنت أخشى أن تسمعها إحدى أخواتي ..

كل هذا يحدث فنتركه و نتمسك ببعض أمل أن الله سيشفيها و ستظل بجانبنا قبل أن يكون الأمل ليس إلا سراباً و الحمدلله على كل حال ..

نعم أعتقد انها ارتاحت بموتها ، و لكني أموت كل يوم أفتح فيه عيني على حقيقة (( ماتت أمي )) !


اعذرني بطل ..
اعذرني فرؤية ردك كرؤيتي في أيام العزاء لشخص قريب مني أو قريب منها بكيت معه كثيراً ، اعذرني إن كتبت هنا كثيراً ..

قبل أن أترك مساحة لك لونتها بسواد أحزاني لأنك ( قريب ) شكراً لك ..