بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد :


فهذه قصة عن مدعى النبوة .. الهالك مسيلمة الكذاب






من كتاب : الخلفاء الراشدون للمؤلف الدكتور أبو زيد شلبى .. استاذ الحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر
طبعت الكتاب سنة 1416هـ ..






تنبأ مسيلمة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وأحل لقومه كثيرا من المفاسد

ووضع عنهم الصلاة ! فظاهره قومه من بنى حنيفه على أمره ..



ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم استشرى شره وعظم أمره .

فلما عقد أبوبكر الألوية لحروب الردة ، وجه عكرمة لمحاربة مسيلمة

ووجه فى أثره شرحبيل بن حسنة وأمرهما أن يجتمعا ، فتعجل عكرمة ليفرد بالنصر










وواقع بنى حنيفة فنكبوه ، فكتب أبو بكر إلى شرحبيل أن يتمهل ريثما يأتيه الـمدد

مع خالد (( خالد بن الوليد ـ رضى الله عنه ـ )) ، ولكنه بادرا خالدا بقتال مسيلمة فنكب كسابقه .

ندب أبوبكر خالدا لقتال مسيلمة ، بعد أن رضى عنه فيما كان منه من أمر مالك ،

وأوعب معه الناس فسار حتى قدم على سكره بالبطاح ، ومن ثم نهض فى قريب

من ثلاثة عشر ألفا يريد اليمامة .








ولما بلغ مسيلمة دنو خالد خرج فى أربعين ألف مقاتل أو أكثر (1)

فعسكر بعقرباء (( عقرباء منزل من أرض اليمامة قرب من قرقرى من أعمال

العرض .. راجع معجم البلدان لياقوت . )) لأنها فى طرف اليمامة ودون الأموال

وليكون ريف اليمامة وراء ظهره ...

التقى الجمعان عند قرية أباض (( قرية بعرض اليمامة )) ، وعلى مقدمة المسلمين

خالد ، ودارت رحى الحرب وصبر الفريقان وتراميا على الموت ونزل بالناس مالم

يروا مثله قط فأنكشف جيش المسلمين لكثرة من فيه من الأعراب وخلص العدو إلى

فسطاط خالد ، وخيمة زوجه ليلى ، فنادى القراء من كبار الصحابة :

ياخالد خلصنا وميزنا من هؤلاء الأعراب فأداه حسن رأيه وطول خبرته بالحروب

إلى أن يستجيب لكبار الصحابة فى رأيهم فنادى : امتازوا أيها الناس لتعلم بلاء

كل حى ، ولنعلم من أين نؤتى . فلما امتازوا قال بعضهم لبعض : اليوم يستحى من الفرار .

ثم جمل خالد بالجيش على العدو وبرز حتى كان أمام الجيش فانتمى وجعل لابرز له أحد إلا قتله وهو يرتجز .

أنا ابن أشياخ وسيفى السخت أعظم شئ حين يأتيك النفت (2)

وصدق معه الحملة كبار الصحابة فما رئى يوم كان أحد ولا أعظم نكاية من

ذلك اليوم ونهزم العدو والتجأ إلى حديقة كانت هناك فأقتحمها المسلمون عليهم وأعملوا فيهم السيف فأنهزموا وقتل مسيلمة .

وقد قتل فى هذه الموقعة نحو من إحدى وعشرين ألفا من بنى حنيفة وقتل من

المسلمين نحو ألف ومائتى رجل منهم نحو خمسمائة من القراء مما جعل أبوبكر بمشورة عمر يجمع القرآن خوفا من الضياع بموت حفاظه .


وهذا شعر بعد معركة اليمامة
فلله عينا من رأى مثل معشر أحاطت بهم آجالهم والبوائق
فلم أر مثل الجيش جيش محمد ولا مثلثا يوم احتوتنا الحدائق
أكر أو أحمى من فريقين جمعوا وضاقت عليهم فى أباض البوارق


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

وبالنسبة لمن يعرف عن احداث اليمامة بين جيش بقيادة خالد بن الوليد
كما ذكر الكتاب وبين مخلفات مسيلمة ، اعطونا الرابط بارك الله فيكم

واذا كان القصة خاطئة .. فلينصحنى بارك الله فيكم



(1) يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ فى كتابه فضائل القرآن ، إن مسيلم التف حوله من المرتدين قريب من مائة ألف .

(2) السخت : الشديد ، والنفت : الغضب .