لا شك أن محمد الدويش هو أحد أبرز من غرسوا شتلة التعصب في مجتمعنا الرياضي وسقوها ورعوها على مدى خمسة وعشرين عاماً ، فقد كان كاتباً جعله الحقد يرى كل أزرق أسود .


قرأت له منذ أواخر التسعينيات الهجرية وحتى نهائي السوبر الآسيوي الأخير وهو يكتب عن الهلال أكثر من 95% من مقالاته وبأسلوب موغل في الحقد والكراهية والبغضاء وكان لصالح النعيمة أوفر الحظ والنصيب من مقالاته القاتمة .


يشكك في أي بطولة ، ويهاجم كل نجم ، ويعظم كل خطأ ، ويتغابى عن الحقيقة ، بينما يغمض عينيه عن كل طامة ترتكب في الملاعب السعودية حينما يكون مرتكبها لا هلالي .


عفواً لا أستطيع أن أزيد فالصفحة والصفحتان بل والعشر لا تكفي للحديث عن الجانب السلبي لدويش النصر في مسيرته الصحفية الطويلة .


ولـــــــكــــــن !!!

قبل أسبوعين كتب مقالا بعنوان [ ضحايا الصحافة ] نشره في الجزيرة وأعلن من خلاله اعتزاله الكتابة الرياضية نهائياً ولمح إلى أسباب اعتزاله تلميحاً أشبه بالتصريح ، يقول :

إقتباس ان عودتي للصحافة الرياضية باتت مستحيلة فلا أريد ان أرحل عن الدنيا وانا مهموم بكرة القدم «نصرها وهلالها».

قرأت مقاله مرتين وثلاثاً لعلي أجد شيئاً بين أسطره ثم احتفظت فيه وقلت في نفسي أنتظر كيف يكتب في الأنترنت خاصة وأنه حديث عهد بتعصب ذميم ومقيت .


واليوم وقعت عيناي على مقال له في أحد المنتديات النصراوية يصرح فيه بأسباب اعتزاله وبنبذه لكافة المغريات التي تغريه بالعودة إلى الصحافة الرياضية .

يقول :
[ فقد اطلعت على كل ما وقع أمام عينيّ وبين يديّ سواء على الإنترنت

أو الصحافة من تعليقات على قراري باعتزال الكتابة الرياضية والذي

أعلنته في صحيفة الجزيرة يوم السبت الموافق 20 / 8 / 1423 هـــ

واشكر كل الذين علقوا سواء كانوا مؤيدين أو رافضين أو لديهم تحفظ

معين أو اعتبار خاص ..

لقد اتخذت القرار عن قناعه مطلقه وبعد تجربة عدم الكتابة في

الصحافة التي استمرت قرابة السنتين .. ويؤسفني أن البعض فسروا

القرار لأهداف شخصية دنيويـــــة دون أن يحاولوا قراءة ما بين السطور

والوصول إلى عمق القرار ..

لقد ضحيت بدخل قدره عشرة آلاف ريال شهريا كنت احصل عليه من

ثلاث صحف ( الملاعب - الجزيرة - الوطن ).

وضحيت بالشهرة والعلاقات وكل ذلك من اجل أن اطهر نفسي من

الأمراض والأدران التي علقت بها على مدى عشرين سنة حيث

تحولت ( الميول الرياضية ) لدينا والعياذ بالله إلى عقيدة نحب ونكره

ونصادق ونعادي ونقرب ونبعد ونوالي ونتبرأ بها ومن أجلها ..

رغم معرفتنا كمسلمين أن الحب والكره والصداقة والعداوة والقرب

و البعد و الولاء والبراء يجب أن تكون كلها في الله ومن اجله سبحانه

وتعالى وليس من اجل الدنيا لاسيما ( الميول الرياضية ) والتي هي

إحدى تفاهات الدنيا .

فليتنا نتجه جميعا إلى الحب في الله وان نعيد ( الميول الرياضية ) إلي

تسلية بريئة لا تأثير لها على ديننا وحياتنا .. فالحب في الله هو الأسمى

والأبقى وماعداه زائل ..

قال الشاعر :

ألا كل شئ ماخلا الله باطـــــــــــل ***** وكل نعيم لا محالة زائــــــل

وقال شاعر آخر :

الحب في الله أسمى نشوة وجدت ***** يموت محرومها مازال ظمآنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا المقال حقيقة جدير بأن نحترم صاحبه ، وأن نكون عوناً له على الشيطان لا عوناً للشيطان عليه ، والتوبة تجب ما قبلها ولو كان كفراً بواحاً .

إن اعتزال كاتب بتاريخ ومكانة الدويش وللأسباب المذكورة أعلاه يعتبر حدثاً مهماً في الصحافة الرياضية المضادة للهلال خاصة إذا ما استمر محمد الدويش في كتابة هذه المقالات الرائعة المفعمة بالمحبة والوئام البعيدة كل البعد عن التعصب .

وهذا بالتأكيد ما هو مطلوب منه وعليه الاستمرار في هذا التوجه الطيب ليعوض بذلك سنين وسنين كان فيها قائداً لكتيبة الحقد الصفراء .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إلى ديّـان يوم الحشر نمضي … وعند الله تجتمع الـخـصـوم

رحم الله الأستاذ محمد الكثيري فقد رحل عن الدنيا بعد أن عاني من المرض سنوات ، واشتد عليه قرابة الأربعة عشر شهراً ، وهذا فأل حسن له بعد مماته فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا يزال البلاء يصيب المؤمن حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ] أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

لقد رحل محمد بعد أن كان الضحية الأولى للصحافة .

الكثيرون يؤكدون أنه لم يؤذَ إعلامي هلالي كما أوذي محمد الكثيري .

كل صنوف الآذى التي يستطيعها الرمز وزمرته فعلها معه رحمه الله .

ضربوه ، وآذوه في عمله ، وتعرضوا حياته الخاصة ، ونالوا منه بألسنتهم البذيئة مراراً وتكراراً .

والآن كأني بمحمد الكثيري يتمنى لو أنهم زادوه أذى واعتداء ليزداد أجراً وغنيمة في دار الجزاء والحساب لدى جبار السموات والأرض ، فأذاهم ذهب وأجره ــ إن شاء الله ــ استقر في موازين حسنات محمد الكثيري .


مــتــفـــرقــات :

ــ قال تعالى [ ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ] .


ــ ماذا لو عاد الدويش إلى كتاباته السيئة ؟
سؤال قد يتبادر إلى الأذهان ،،
وأقول نسأل الله أن يثبته وإن عاد عدنا إلى ذمه .


ــ احتل الدويش صدارة الكتاب النصراويين لأن منافسيه من [ نمونة ] عايد الرشيدي وفهد اللهيبي ومسلي ، بينما في الصحافة الهلالية القمة لنخبة من الأقلام الرائعة والكبيرة لا تدري كيف تفاضل بينهم ، أبقاهم الله ذخراً للزعيم .


ــ أسطر الحقد هي العلاقة التي كانت تربط بين الدويش وفئام من الجماهير النصراوية ، فهل إذا اندثرت هذه الأسطر سيبقى الدويش عميداً لكتابهم وأستاذاً لهم ؟
أشك في ذلك لدى 90% من النصراويين .


ــ الميت أحوج إلى دعاء إخوانه من أي شيء آخر .


ــ بعض الجماهير الهلالية لم تكن تعلم عن مرض محمد الكثيري حتى وافاه الأجل ، وهذا تقصير منا بحقه ، فمن يتحمل هذا التقصير ؟؟؟ .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما من كاتب إلا سـيـفـنى ..... ويبقى ـ الدهر ـ ما كتبت يداه

فلا تكتب بكـفـك غير شيء ..... يـسـرك في القيامة أن تـراه