··وزعامة شرق آسيوية على القارة الصفراء

لم يكن خروج المنتخبات العربية مبكراً من منافسات بطولة كأس آسيا للشباب بالدوحة سوى حقيقة مؤلمة لما آلت إليه الكرة العربية في القارة الآسيوية وبمثابة المرآة العاكسة لوضع المنتخبات داخل القارة الصفراء بسقوط المنتخبات العربية وتنازلها عن عرشها لفائدة منتخبات شرق آسيا التي انتزعت الزعامة وافتكت الصدارة وتبوأت مكانة مرموقة جعلت الكرة العربية في الصف الثاني ومهددة بمزيد من التقهقر إلى الوراء خاصة بعد ناقوس الخطر الذي أطلقته منتخبات وسط آسيا معلنة دخولها المنافسة بجدية·
ولا يمكن أن نتجاهل نتائج بطولات الشباب أو الناشئين واعتبارها مراحل سنية صغيرة لأن بناء المنتخبات يبدأ من القاعدة ومستقبل الكرة مرتبط بمدى تطور هذه الفئات ولعل احتكار منتخبات شرق آسيا لمقاعد المربع الذهبي سواء في بطولة كأس آسيا للناشئين الماضية أو بطولة الألعاب الآسيوية ببوسان وبطولة كأس آسيا للشباب لدليل واضح على السيطرة المطلقة التي تفرضها هذه المنتخبات المتطورة والتي سجلت شهادة ميلادها على المستوى العالمي بداية من مونديال ،2002 عندما أبهرت العالم بنتائجها الجيدة· وفي المقابل تتقهقر الكرة العربية يوماً بعد يوم إلى الوراء فاقدة لهيبتها ومستسلمة للمد الكوري والياباني الذي تجاوزها بكثير وتركها في الصف الثاني تعاني خيباتها المتكررة وتغوص في مشاكلها البيزنطية بحثاً عن المسؤول عن تأخرها لا عن أسباب تراجعها·
وفي الشق الثاني للقارة تواصل منتخبات شرق آسيا عملها في صمت واتزان مستغلة كل السبل العلمية الكفيلة بوصولها إلى العالمية غير عابئة بأوضاع بقية منتخبات القارة لأن اعتلاء الصدارة إنما هو خطوة أولى في مشوار تطوير اللعبة والوصول إلى العالمية· وأمام هذا الزحف الكوري والياباني الخطير الذي يهدد بسحب البساط من تحت المنتخبات العربية وجعله في الصف الثاني اطلقت صيحات الفزع منذرة بخطورة الموقف وضرورة التعجيل بمعالجة الأمر قبل أن نصل إلى ذيل القائمة آسيوياً واستغل الاتحاد الرياضي بطولة كأس آسيا للشباب وما تعيشه الكرة العربية من أوضاع دراماتيكية بوصول منتخب واحد إلى المربع الذهبي ومغادرة ثلاثة وأمام السيطرة الكورية واليابانية وتصاعد خطر منتخبات شرق آسيا لتفتح ملف سقوط زعامة المنتخبات العربية وتربع كوريا واليابان على عرش الكرة الآسيوية مستفيداً بآراء بعض الخبراء المتمرسين في المجال الذين يعايشون هذه الأزمة الحقيقية في بطولة كأس آسيا الحالية·