أحببت أن أتحفكم بمقتنياتي الجامعيه قصه من خربشات دكتور رائع أهداني اياها لاني كنت الطالبه الوحيده في انجاز الدرجه الكامله في مادته شكرا لك يااروع دكتور الدكتور خالد النجار....
طبعا هي قصة شهرزاد نسجها بقلمهـ .. احببت انكم تستمتعون معاي في قرائتها..
وأدرك شهريار الصباح..فسكتت (شهرزاد)عن الكلام المباح .. ومع كل صياح (الديك)..ومع كل صباح.. إعلان عن ميلاد جديد ويوم يضاف إلى عمر شهرزاد المديد..
لا أدري أي عبقرية وجدانية أفرزت وأدارت هذه العلاقة الخالدة "الأنـــــا- أنت" التقاءً وأنساً وصراعاً.. رحلة شفاء وعلاج إستمرت ألف يوم وليلة جسدت أروع وأعظم صور التحــــــدي في هــــذا الوجـــــود..
شهرزاد تقبل التحـــدي وتسعى إليه وتطلبه بل وتخـــاطر بالدخــــول في صراع حتى الموت من أجل الأعتراف..صراع بين الوجود والعـــــدم ,بين الحضور والغيـــاب,بين السيد والعــــبد,بين الحياة والمـــــــوت.. ويكون التحدي لشهر زاد..إمــــا أن تعيش أو أن تكون فــــداءً لبنات المسلمين..
((البداية))
قصة الخلق كما رواها العهد القديم(الكتاب المقدس,سفر التكوين)فالأصل واحد هو آدم, ومن أحد ضلوعه خلقت حواء.. ((تتبع..
وللقصه وللقائي بكم بقيّه برايفت للمشرفين: ((ان راقت لكم البدايه فثبوتها وان لم تعجبكم فدعوها مبعثره وسـ ألممها باكمال سلسلاتها))
يكتشف شاة زمان خيانة زوجته مع عبد أسود, فيهرع إلى أخيه شهريار لنجدته أو بالأحرى لكي يقوده إلى قدره المماثل, فيكتشف شهريارأن زوجته تخونه مع أربعين عبد أسود في ساحة القصر وبستانه, وهو ماجاء في النص "ولم يزالوا في عبث وفجور حتى ولى النهار". وهكذا تتصاعد حدود الخيانة على نحو صارخ متجاوزة حدود الواقع والمنطق في صورة جامحة تعبر عن القدرة المطلقة للمرأة إذا ماأرادت أن تخون.. وهنا إستحكمت حلقات الأزمة وتجاوزت حدود القدرة على مواجهتها, فيقرر شهريار وشاه زمان أن يرحــــلا إلى حــال سبيلهما بحثــــاً عن موت يكون خيــــر من الحياة كمــــا عرفوها..
طال السفر أيامـــــاً وليالي معلنـــاً هروبـــاً انسحابياً للأخوين المجروحــين "شهريار وشاه زمـــان" حتى وصلا إلى شجــرة تطل على عين مـــاء بجانب البحر المـــــــالح, فيجلسان ناشدين الراحـــــة.. وإذ همـــا جالسيـــن ينشق البحـــر هائجـاًومــائجاً عن مــارد جني عملاق تصل قامـــته إلى السمــــــاء.. وعلى رأسه صندوق نعرف بعدهـــا أن بداخل الصندوق الذي وضع علية سبعة أقفال علبة عليهـــا أيضاً سبعة أقفال, بداخــــلها فتاة.."عروسة جميلة خطفها الجني ليلة عرسها.. وإذا بالمـــــارد الجنــــي يطلق سراح الفتاة للحظات ثم يطلب منها أن ينام على ركبتها ومـــا أن ينام حتى تنقلب الصورة من نقيض إلى نقـــيض. فها هــــــــــي الأسيرة حبيسةالأقفــــــال السبعة تكشف عن وجـــــه آخـــــر.. حيث تقوم بتهديد الرجليــــن"شهريار وشاه زمـــان" بالإمـتـــثال لأمــــــرهـــا, وتقوم باغتصاب الرجلين تحت تهديــد القتـــل, إذ أنها سوف توقـــظ المـــارد الجــــني ليفتـــك بهــما, ولاتكتفي بذلك ولكنهــا تأخذ من كل منهمــا خاتمــه وتخرج علبة نعرف أن فيها أكثر من ثلاثمائة وخمسون خاتمــاً.. وهكذا نرى ماتنطــوى عليه صـــورة المـــارد الذي يقبع بداخل المرأة الأسيرة.. ويحدثنا النص عن أن المرأةإذا أرادت أن تخون فلن يحول بينها وبين رغبتهــا حتى ذلك المــــــارد الجني العملاق الذي يصل إلى عنــــــان السماء.. وهذا هو الدرس الثالث الذي تلقاه شهريار بعد خيانة زوجة أخيه ثم زوجته ثم خيانة المـــارد"الجني"..
هنا يأتي الأنكـــــــار للحلول والهروبــــــيه والإنسحابـــــــية ويجـــد شهريار نفسه مجبراً على الأعتراف والأستسلام الكـــامل أمــــام كيـــد النساء. وهو مادفع شهريـــــــار إلى الأنتقـــام.. كلمـــــــا تزوج بكـــراً يدخل عليها ويقتــــلها في ليلتـــــــــها تعبيـــــراً عن المثل الدارج " يتغدى بيها قبل ماتتعشى بيه".. نعــــم أراد أن يـــؤكد على أن قانونه وسلطته وشريعتـــــه الدموية سوف تجعله أكثــــــر تفوقاً من المـــــــــارد الجني, بل وأن ينجــــــح فيما فشل فيه هـــــذا الجنــــــــي.. ويستمــــــر الحـــــــال ثلاث سنوات قتــــــل خلالهــــــــــا 1095 ضحيـــــــــــة حتى لم يبق في المدينـــــــة فتــــــاة في ســــــــن الــــــزواج سوى بنت الوزيــــــــر "شهرزاد" والتي تجمـــــــــــع بالإضافة إلى جمــــــــــالها وبهائهـــــــا أنها قرأت ألف كتـــــاب في السيــــــر والأخبــــــــــــار والأحداث.. وهكــــــذا نعرف أننـــــا نواجــــــــه نمطاً جديــــــداً وفريــــــداً من النســـــــاء.. أي لم يعــــــد الأمر مجـــــــرد "أنثى" تطفئ شبقاً وتشبع شهــــــــوة, بل إنها النموذج العارف أو القادر على المعـــــــــرفة والتي ستفتح باباً للشفـــــاء.. هنـــــــــا تتجلى الصورة الأنثوية النقيضة,العارفة,الطيبة , المــــــداوية, والأم الحنونة والتي كان فيهــــا ضيــــاع شهريــــــار وفيها أيضــــــــــاً إعادة ميـــــــــــلاده وإنبعـــــــاثه تحقـــــــيقـــــــاً للتعبـــــــير الـــــــدارج "وداوني بالتي هي الـــــــــــــــداء"...