القاعدة الصفرية تقول :
هناك اخطاء في المجتمع لا تحل الا بطريقة واحدة وهي الضرب في الصفر ، وهذا الحل هو اخر الحلول ، استخدمه الشعوب على مر التاريخ وقد كان له نجاح باهر.

فعندما لا تنفع مقالات الجرائد ولا تجمعات الفيس بوك ولا تهجنات الكريكاتيرات ولا خطابات الوزارات ولا الخطب الرنّانة ولا البرقيات المستعجلة ولا قضايا المحاكم ولا اللجان المشكّلة في كف اذيّة احد او في طلب شيء هو من حقي كمواطن ، فحقك هو الشيء الوحيد الذي تحصل عليه دون ان تطالب فيه. فحينها نقوم باستخدام هذه القاعدة الصفرية.

وحسابيا نفرض ان مايحدث حولنا عبارة عن معادلة تضرب في الرقم صفر فحينها ماذا يكون الناتج ؟
اخطاء المجتمع × صفر = لاشيء !


فمثلا للذكر وليس للاحصاء :
غرق جده - لا اعاده الله من غرق – فضح الكثير من الفساد الاداري الذي فاضت الصحف حديثا عنه وعن اللجنة المكونة ولكن من تقاضي اذا كان خصمك القاضي.الا ما عفا الله ، فهناك بعض المسؤولين الذين لايخافون الله في المواطنين.

وخروج المجموعة التطوعية الشابة - جزاهم الله خيرا – الذين ما لبثوا الا وجمعوا المؤن لمساندة المتضررين من اهل البلد. بدمهم بمالهم بعرقهم!
والمسؤول لم يدفع حتى ربع دينار ! ولم يتذوق مرارة فقد الابن أوالصديق !


سأضع نفسي مكان احد المسؤولين وسأتكلم بيني وبيني :
ممممم انا الآن كنت سببا – غير مباشر - في غرق جدة ومع ذلك لم يحاسبني احد وايضا قاموا بتغطية خطأي وساعدوا المتضررين بدلا مني. فلم اكترث ؟!

فالفرق التطوعية قامت دون قصد بـ( ترقيع ) ما فعله بعض المسؤولون المتبطحون في مكاتبهم اكلين الكبدة النصف استواء مع الشاي العدني الحار.

لست ضدهم بل انا معهم قلبا وقالبا ولله الحمد لي باع في الاعمال التطوعية لا داعي لذكره هنا.
ولكن كما يوجد فرق داعمة لابد من وجود فرق ساخطة

خروج (وايت سكس) مليء بالماء ووقوفه بجانب امانة جدة ومد خرطومه مع نافذة المدير واغراق امانة جدة كاملة . كرد بسيط ليجربوا المعاناة . والجزاء من جنس العمل.

غضب الشعوب اجده في كل مكان بالعالم الا هنا لا اجده !
مع اني ارى في الأوداج عروقاً تكاد تتفجر احمرارا وغضبا !

في جامعتنا مثلا :
الكثير يشتكي من سوء خدمة الانترنت ومن بطئها ومن ركاكة وضعف حماية موقع الجامعة الالكتروني وانه تعرض للاختراق سبع مرات خلال ثلاث سنوات ، ومع ذلك لم يتم اللجوء لخدمة افضل وكأن الامر لا يعني احدا.
فلذلك اقترحت ان تُشكل مجموعة تقوم بقصف تهكيري يومي للموقع حتى تتأدب ادارة تقنية المعلومات في الجامعة وتحمي الموقع بأفضل مضادات الصواريخ وأحدث التقنيات.


العمل بمجمله سيء ولكن حقيقته غير ذلك ، ليست كإيمان اليهود بأن الغاية تبرر الوسيلة بل هي كما يقول الاسلام الجزاء من جنس العمل.
وان لم يكن هناك من يحاسب المسؤول فيجب على الشعب ان يقوم بمحاسبته ولايسكت ، فالنساء تصيح والاطفال تبكي والكلاب تنبح والشعوب تأكل الشعير مع التبن وتمضغه مع قليل من اللبن. اعلم ان جميع العرب قد تذوقوا هذه التشكيلة المميزة.

اشتكوا ايضا في جامعتنا بقطع المياه المستمر لسكن الطلاب وكأنهم ضبان وليسوا ادميين ، فاقترح ان يكون هناك من ضمن المجموعة من يصعد ويقوم بخلع مواسير المياه لمبنى الادارة عندما تقطع عنهم المياه.
بمجمله ليس عملا جيدا ولكنه مايسمى بغضب الشعوب !!

وليس الغضب في الصياح والنواح والكتابة في المنتديات والجرائد.

لو تم تطبيق ماقلته على كل مرفق عاما كان او خاصا لأصبح المسؤولين كما يقول احد الاصدقاء : يمشون كالألف !
لا ينبرش احدكم فأني كتبت ما كتبت في حالة من الهذيان والغضب العارم من كثرة العويل والشكوى في المنتديات دون القيام بأي فعل يذكر .

ما زلنا نكتب من زمن الأجداد دون أن نفعل شيئا ونجدد بأيدينا ولم يجدي ذلك نفعا ، فاعملوا بأيديكم.