11/10/2002, 12:52 AM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 04/10/2002 المكان: الرياض
مشاركات: 34
| |
العبره ليست بالنتائج فقط * للأسف الشديد ان عنوان المقال يتعارض مع واقعنا الرياضي الذي يتعامل على أساس "العبرة بالنتائج" فالمدرب والنجوم ومن يعمل معهم كلهم أبطال ومبدعون طالما تحقق الفوز بغض النظر عن المستوى والإعداد، والعكس صحيح حينما تكون النتائج سلبية. ولعلنا - كإعلاميين - مطالبون بتبني فكرة "العبرة ليست بالنتائج فقط" خصوصاً في مجال التحليل الرياضي.
فعلى سبيل المثال لازلنا نتسابق على تمجيد المنتخب البرازيلي الذي حقق أهم بطولة في كرة القدم على الاطلاق.. ولكننا نتناسى ان البرازيل قد غيرت مدربها (6) مرات، وجربت (66) لاعباً في رحلتها نحو اللقب. وهذا دليل على التخبط الواضح في التخطيط والسياسة الرياضية. ولأن "العبرة بالنتائج" فقد ركز الإعلام كعادته على الإيجابيات فقط.. وهنا مكمن الخطورة حينما تغطي النتائج على العيوب فلا يتم علاجها إلاّ بعد فوات الأوان.
في رأيي المتواضع ان البرازيل حققت كأس العالم لثلاثة أسباب أولها تساقط الكبار في بطولة الغرائب. وثانيها القوة الرباعية الضاربة (رونالدو، ريفالدو، رونالدينو، ربوتو كارلوس). أما ثالث الأسباب وأهمها فهو قوة شخصية المدرب الذي رفض تدخل رئيس الدولة وعشرات الملايين من البرازيليين الذين طالبوا بضم رماريو. هذا القرار الجريء زرع احترام المدرب في نفوس أبرز نجوم العالم فضاعفوا الجهد وتوجوه بالكأس.
وللتأكيد على ان (العبرة ليست بالنتائج فقط).. أعود بكم للمثال الفرنسي الذي تحدثت عنه أكثر من مرة. فحين فشلت فرنسا في التأهل لكأس العالم 94م قرر الاتحاد الفرنسي وضع خطة شاملة لتطوير كرة القدم الفرنسية استعداداً لكأس العالم 98م. وبعد مرور سنتين على الخطة الفرنسية كان الفشل نصيب المنتخب في بطولة أمم أوروبا 96م ولكن الفرنسيين يؤمنون بأن (العبرة ليست بالنتائج فقط) فواصلوا تطبيق الخطة الشاملة فكانت النتيجة كأس العالم وكأس القارات وكأس أوروبا على التوالي. وكان النجاح الباهر سبباً بأن ينزل الألمان عن برجهم العاجي ويقول قيصرهم بأن ألمانيا ستخطط لكأس العالم القادمة على الطريقة الفرنسية.
إنها رسالة أكررها مرة بعد مرة لجميع الأندية والمنتخبات بأن تكون الخطط الإعدادية الشاملة لسنوات وليس لأشهر.. وان يتم التعاقد مع أفضل المدربين لسنوات وليس لأشهر.. وان تكون الأفضلية للمدرب صاحب الشخصية القوية الذي لا يسمح لأحد بالتدخل في عمله. وبالمناسبة فإن "سكولاري" مدرب البرازيل سبق وان درب لفترة وجيزة في ملاعبنا وحكم عليه بالفشل.
ولن اختم بإعادة قصة مانشستر يونايتد مع "فيرقسون" الذي سيكمل قريباً عشرين سنة في تدريب النادي الأكثر استقراراً في العالم.. ولكنني سأتحدث عن ليفربول والارسنال الذين انتهجا المدرسة الفرنسية ونافسوا بها على الألقاب المحلية والقارية رغم ضعف إمكاناتهم المادية بالمقارنة مع عماقة الأندية الأوروبية. لذا فإنني أهيب بالكرة السعودية ان تتوجه للمدرسة الفرنسية الشاملة في التخطيط لجميع المراحل السنية من خلال خطة خمسية يجب ان تكمل سنواتها الخمس بغض النظر عن النتائج التي قد تعتري الفرق في بداية الخطة. ولابد ان يسبق تطبيق الخطة الشاملة دراسة وافية لكل تفاصيل الخطة من قبل متخصصين محترفين في بداية الخطة. ولابد ان يسبق تطبيق الخطة الشاملة دراسة وافية لكل تفاصيل الخطة من قبل متخصصين محترفين في هذا المجال. وأكاد أجزم ان العلاقات السعودية الفرنسية المتينة كفيلة بتسهيل التواصل مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الحصول على خلاصة الفكر الفرنسي في التخطيط الشامل لكرة قدم عالمية.. وعلى دروب الخير نلتقي. |