أكد الدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود وعضو لجنة دراسة تطوير كرة القدم أن الهدف من عقد الاجتماعات التي شهدتها معظم مناطق المملكة بحضور بعض رؤساء وإداريي الأندية والمدربين والإعلاميين والحكام هو استقراء الواقع عن كثب ومعرفة المشاكل والسلبيات الرياضية وتقديم الحلول المثلى التي تكفل النهوض بالرياضة في المملكة وعلى المدى البعيد.
وأشار في اللقاء المطول الذي تنشره «الجزيرة» اليوم إلى ان ظهور مسابقة الأمير فيصل بن فهد تحت 23 سنة هذا العام بثوبها الجديد سيسهم في ايقاف «تسرب» وضياع المواهب الشابة والأسماء الواعدة.
وحول مطالبة الكثير بفصل اتحاد القدم وربطه باللجنة قال أؤيد هذه الفكرة شريطة تطبيق نظام الخصخصة مباشرة.
وطالب الدكتور صلاح السقا بإنشاء هيئة أو أكاديمية متخصصة في تأهيل الإداريين بالدورات والندوات لدعم الفكر الإداري وتعزيز القدرات الثقافية حتى تدار هذه المنشآت بطرق علمية سليمة لا تعتمد على العاطفة والمحسوبيات.
لا نطيل المقدمة ففي جعبة النفساني صلاح السقا الكثير والكثير من الأمور التي تهم الرياضيين فتعالوا نقرأ سطور الدكتور.
تشريف وتكليف
اختياري عضواً في لجنة دراسة تطوير كرة القدم بلا شك يعني لي الشيء الكثير فهو تشريف لشخصي البسيط.. وتكليف في الوقت ذاته.. أشكر المسؤولين على هذه الثقة وأنا بطبيعة الحال عاجز عن التعبير عما يخالجني من شعور مفعم بالفخر والاعتزاز بأن احظى بهذا الاختيار وهذا الترشيح وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المسؤولين والقائمين على هذه اللجنة.
التعرف على المشاكل الرياضية
بالتأكيد ننظر لتلك الاجتماعات التي شهدتها معظم مناطق المملكة بحضور بعض الإعلاميين ورؤساء الأندية والإداريين والمدربين والحكام.. نظرة اعتبارية.. حيث استطعنا ان نقرأ او نستقرئ واقعنا الرياضي.. وإلى أين وصلنا؟ وبدأنا نتعرف على هموم هذه الشرائح الرياضية المختلفة.. وكيف يمكن خلال هذه الهموم والسلبيات ان نقدم الحلول المثلى للعمل على تطوير كرة القدم بعد كبوة المونديال الأخير نعم الاجتماعات الأخيرة كانت ايجابية وهادفة واستطعنا ان نتعرف على الكثير من السلبيات الموجودة في العمل الرياضي وتحديداً كرة القدم.
وبإذن الله ستكون هناك نتائج جيدة وهادفة لها علاقة بشمولية تطوير كرة القدم وليس فقط في بعض الجزئيات بعد نهاية فترة هذه الدراسة عقب شهر تقريباً.
تأثير الإعلام
لدينا إيمان تام بأن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في التأثير على الكثير من المفاهيم والتطوير واسهامها الفاعل في نجاح هذه البرامج طبعاً من غير الإعلام والصحافة لن يتم أي تطوير ولن نستطيع ان نقدم البرامج بشكل جيد سواء من جانب نقل المفهوم التام أو جانب توضيح الاستراتيجية والخطط العامة.. أو حتى في النقد الذي يمكن ان يوجه من وسائل الإعلام حيال كيفية تنفيذ هذه البرامج ومدى قدرتنا كلجنة على تحقيق هذه الأهداف لذا حرصنا على مشاركة الإعلام والصحافة في هذه الاجتماعات حتى نستقرئ آراءها ونستمع وجهات نظرها بصورة اعتبارية.
دعم الدولة لقطاع الرياضة
الدولة.. ممثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تقصر في تسخير كافة الإمكانات لخدمة قطاع الرياضة ودعمه بصورة أكثر فاعلية سواء من حيث وجود المنشآت الضخمة والامكانيات المذهلة بجانب التنظيمات فساهمت تلك في تطورنا الرياضي والنهضة الكروية التي نعيشها على كافة الأصعدة والمستويات ولعل أكبر اهتمام فعلاً تمثله الدولة لهذا القطاع الحيوي وضعها لمثل تلك اللجان التطويرية للنهوض بالرياضة في الدوري على المدى البعيد.. الرياضة في هذا العصر أضحت تمثل ركيزة هامة في تقدم الأمم وحضارتها ولها أبعاد أخرى سواء سياسياً أو اقتصاديا أو حتى أمنيا ومن هذا المنطلق يأتي هذا الدعم الكبير من قيادتنا الحكيمة.
فصل اتحاد القدم
فصل اتحاد القدم عن الرعاية.. بلا ريب أحد الحلول المطروحة على طاولة اللجنة طبعا هذه وجهة نظر وعندما نأتي ونتكلم عن كرة القدم الاحترافية سواء من حيث اللاعب أو المدرب أو الإداري.. لابد ان يبدأ التفكير جدياً في كيفية ايجاد الآلية المناسبة لتحقيق مثل هذا الهدف.
طبعاً أحد الحلول المطروحة التي نقرؤها في بعض الصحف.. والكثير يعتقد ان الفصل حل مثالي.. ولكن لا ننسى جزءا من مهام الفصل من قبل ان نقول نفصل أو لا نفصل ما هو الهدف؟ هل الهدف فعلاً ان هذه الخطوة ستسهم في تطوير الكرة؟ نعم قد يكون جزءا من عملية التطوير ولكن إذا كان ثمة احتراف شامل على الأقل وإلا إيجاد آلية محددة وواضحة لتطوير هذا الاتحاد حتى يتمثل تمثيلاً جيداً وعموماً جميع الآراء والمقترحات التي من ضمنها فصل اتحاد القدم مازالت تدرس وسيتم رفعها ضمن التوصيات بعد معرفة مدى جدواها .
لا.. للاستعانة بحكام أجانب
فكرة الاستعانة بحكام أجانب أنا ضدها في الحقيقة.. بصرف النظر عن الأخطاء التي وقع فيها بعض حكامنا في المنافسات المحلية في الموسم الأخير.. وطالما ان هناك كرة قدم وطالما هناك منافسات وطالما ان الحكم بشر فهو بالتأكيد معرض للخطأ نعم قد تكون هذه الأخطاء مؤثرة في نتيجة المباراة ولكن تأكد ان الخلل ليس في الحكام ولكن الخلل الحقيقي اننا كيف نتعامل مع الأخطاء وكيف تكون عندنا الثقافة الرياضية التي من خلالها يمكن تقبل هذه الأخطاء.. لابد ان ندرك ونعرف ان هذه الأخطاء جزء من هذه المباريات.
ففي معظم الأوقات يدخل «الحكم» المباراة وهو تحت ضغوط إعلامية وإدارية وجماهيرية وهدف هذه الضغوط هو كيف تؤثر على الحكم وعلى قراراته حتى يحابي فريقهم. وهذه مشكلة كبيرة يقع في مغبتها أغلب الحكام وحتى لو استعنا بحكام أجانب فالأخطاء جزء من كرة القدم.
إذاً لابد من ايجاد الطريقة المثلى لتوعية وتنوير الرياضيين سواء لاعبين أو إداريين أو حكام عن كيف يكون جزءا من ثقافتنا تقبل مثل هذه الأخطاء والتعامل معها بشكل أفضل.
الفكر الإداري
إذا أخذنا كرة القدم الاحترافية من جميع جوانبها فبلاشك أؤيد إنشاء هيئة أو أكاديمية متخصصة في تأهيل الإداريين بالدورات والمحاضرات حتى يقود الإداري هذه المنشأة بطرق عملية سليمة لا تعتمد بطبيعة الحال على العاطفة والمحسوبيات.. صحيح ان ثمة بعض الإداريين يديرون أنديتهم بفكر «...» لا يتماشى مع تطورات ومعطيات الرياضة الحالية.. وأمام ذلك أتمنى ان تنشأ أو توجد اماكن مهيأة ومخصصة مثل الجامعات أو معاهد الإدارة العامة أو بعض الأكاديميات لتقديم الدورات والندوات التي تسهم في دعم الفكر الإداري وتعزيز القدرات الثقافية حتى تدار هذه المنشأة بصورةسليمة.
حفظ حقوق الهواة
اعتقد ان انشاء او استحداث لجنة تعنى بشؤون الهواة بالتأكيد ستحفظ لهؤلاء اللاعبين حقوقهم المالية والمعنوية.. فالفرد الذي يقوم بعمل ويؤديه يحبه ويبدع فيه لابد تكون عنده العقلية الاحترافية حتى إذا كان هاويا لأنه من غير هذه العقلية والالتزام والعمل الدؤوب والتضحية لن يستطيع ان يحقق أهدافه.
ومعروف ان كل ناد له لوائح خاصة به داخلية وبالذات اللوائح المالية ان صح التعبير ولديه لاعبون بالطبع محترفون وهواة.. والمشكلة ان بعض المحترفين الذين يتقاضون رواتب عالية نجدهم على قائمة الاحتياط بينما الهواة هم من الأساسيين فإذاً لابد ان نوجد طريقة أو آلية في كيفية مكافأة الهواة.. وحفظ حقوقهم بشتى ضروبها المالية والمعنوية والفنية.
إيقاف تسرب المواهب
نظام مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بثوبها الجديد تحت 23 سنة الذي طبق هذا الموسم كتجربة أولى وحديثة بلا شك تعد خطوة رائعة ستسهم في ايقاف «تسرب» الكثير من المواهب الشابة والنجوم الواعدة التي ليس عندها الاستعداد والصبر على الجلوس على دكة الاحتياط فترة زمنية لأنها تحتاج إلى تطوير وإلى التعود على أجواء المباريات.. واعتقد ان وجود منافسة مثل هذه المسابقة تمنح هذه الفئة السنية الفرصة للإعداد على الأقل سنتين او ثلاثا حتى تصل أو تصعد للفريق الأول وهي في كامل جاهزيتها الفنية والنفسية.
خصخصة الأندية
عندما نتكلم عن الاحتراف وهمومه لا يمكن ان نغفل عن الخصخصة.. وليس هناك احتراف صحيح بدون خصخصة هذا مستحيل وأينما وجد الاحتراف يجب ان توجد الخصخصة طبعا عندما ندرس إمكانية تطبيق نظام الخصخصة لابد ان توجد الطريقة المثلى أو الآلية التي تكفل نجاح هذا المشروع الذي سيدعم نظام الاحتراف بصورة اكثر فاعلية ولا سيما في ظل الأزمات المالية التي تعاني منها معظم الأندية.. وعندما نتكلم عن الخصخصة فليس بالضرورة الدمج لأنه لابد ان نعرف الهدف من الدمج.. هل الدمج يحقق الهدف؟ وهل كل الأندية ال«153» مطالبة بالبطولات والا لها اهداف مختلفة.
اعتقد ان هناك حلولا أخرى بديلة عن الدمج مثل قيام الأندية الصغيرة والريفية بتوزيع أدوارها لتستثمرها الأندية الكبيرة مثل إعداد وتأهيل لاعبين صاعدين عن طريق بيع عقودهم وخدماتهم لهذه الأندية الشهيرة وهذا أحد الحلول على سبيل المثال.
إهدار المال
ثمة أخطاء إدارية فادحة يرتكبها معظم مسؤولي الأندية مثل قيام هؤلاء بالتعاقد مع مدرب أو لاعب آخر عن طريق السماسرة دون اللجوء لمكاتب معتمدة وحتى الأخير يكتشف ان تلك الصفقة فاشلة وإزاء ذلك يقع النادي ضحية للنصب والاحتيال كما حدث لبعض انديتنا.. مما يترتب على ذلك اهدار المال واعيد واكرر حديثي إذا صار هناك احتراف شامل وتام.. فإن الناس ستحافظ على المال يعني لا يمكن ان تحضر لاعبا أو مدربا بمجرد ان العضو الفلاني اقترح أو تستمر اسطوانة السماسرة الذين يبحثون عن المال بصرف النظر عن نجاح او رسوب الصفقة.
المشاريع الاستثمارية
في خضم الأزمات التي لاتزال تؤرق وتقلق مضاجع الكثير من الأندية أتمنى دخولها مجال الاستثمار للاستفادة من منشآتها وذلك بإقامة مشاريع استثمارية تجارية وخلافها على غرار بعض الأندية الخارجية لأنها ستحقق أرباحا وعوائد مادية ستسهم ولو جزئياً في حل المعضلة المالية التي لاتزال تشكل هاجساً مزعجاً للأندية السعودية.


تحياتي للجميع

الجزيرة

شكرا لك يا ابو اثير على نقلك لهذا الموضوع