
19/12/2009, 09:10 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 19/01/2007 المكان: غربـة
مشاركات: 2,040
| |
إستكمالاً لما توقفنا عندهـ .. وحتى أغفر همي أقصد نستمتع سوياً بالقراءة ♥ . . . ♥ لم تكد تنتهي من إعـداد نفسها حتى سمعت رنين الهاتـف ، جذبته.. وجدت المتصل رقماً غريباً ! لقد إعتادت طوال تلك الفترة أن تتلقى الكثير من الرسائل و المكالمات، والآن فهي تمتلك مخزون كبير من الرسائل التي تدعوا لها بالشفاء .. ردت على الإتصال .. بدا أن هنالك صوت رجل لا تعرفه .. أجابتهُ بحزمٍ وإقتضاب.. عرّف بنفسه قائلاً " معكِ فهد .." ثم أكمل حديثه فإذ هو يهنئها على الصحة و يتحمد الله على سلامتها .. خجلت من نفسها أن تكون قد أفزعته بلهجتها الجادة.. تقبلت كلماتهُ الطيبة ثم أقفلت دون أن تُتيح مجالاً لأي حديثٍ آخـر . ** وفي وقتٍ لاحقٍ من اليوم .. دلفت الى غرفتها لتُرتب بعض الكُتب والأوراق .. فقد عَلمِت عبر إتصال من جهة العمل أنها ستُباشر العمل بعد إجازة نهـاية الأسبـوع هذه . وبينما هي وسط ذلك الإزدحام الذي يُقلقها .. تناولت دفتـراً أنيقاً وجدتـهُ بين كومةٍ من الدفاتر والكُتب .. كان مُختلفاً و رائعاً بل إنه مميز الى حدٍ كبير. تصفحتهُ بسرعة .. و لكن لا .. إنه دفتر من نوعٍ آخر ! به بوح .. ومشاعر.. وإعترافات! هل يُعقل أن يكون هذا الدفتر يخصها ؟ لكنها لا تذكره ! إستلقت على السرير، أمسكت الكتاب بكلتا يديها .. أخذت تُقلب الصفحات وعيناها مشدوهتان .. ( للتو ، توقفتُ عن إستذكارك ! قرارٌ متأخر جداً لم ترحمني وأنت تضمر في البعد وتختارُ من الغياب حلاً لتنساني .. ستذكرُ.. إختلاسات اللقاء التي لم تُرتب ، ولحبنا جنينٌ يحاول الإكتمال .. وستذكر أنني مثلك أرتقبُ ظهورك قبل أن يحين ، وقد كنتَ بذلك تأنس .. ستذكر ! ) ياه ! ما هذه الكلمات ؟ من كتبها دون شفقة ؟ ( في كنفِ البُعد أتذكرُ النسيان الذي يلوح عند بلوغي العشرين ، يودع ما رحلَ من أحلامي مع السنين التي ماتت ..كنتُ أقف جوار ذاكرة خائنة ، لكنها تعرف الوفاء مع ومضات الحزن الذي يسكنها ولا أُنكر أن الدمع كحلٌ عرفتهُ عينيّ منذ أن كان عهدها بالنور ) ( الحزنُ قلادة أفترشت نحري وقلبي ! لم أكن اتباهى بها الا حينما أفقدُ الحياة فأستعيدُ الحـزن لأشعل الحياة فيّ .. من جديد ! ) يا للمسكينة .. الم تبتسم يوماً ؟! هكذا كانت ليلى تُتمتم .. لكنها لم تعرف أنها صاحبة كل هذا الضجيج والحزن الذي يُحطم أحلامها ! و من الأفضل أن لا تدري .. ** على طاولة الغداء إجتمعت العائلة ، إذ أنه من أهم الأمور في العائــلة أن يجتمع أفرادها على الغداء .. فهي فرصة وحيدة لإلتقاءهم .. كانت ليلى لا تزال مشوشة .. من يكون فهد ؟ لماذا أتصل بي ؟! وما علاقته بأمري ..؟ وبعد أن نهض الجميـع من الطاولـة لحقت ليلى بوالدتها التي كانت تحمـلُ صينية الشاي لوالدها أستدركتها قبل أن تدلفّ الى الغرفة وتحدثت بحيرة .. - هل تعرفين .. لقد تلقيتُ اتصالاً من شخص يُدعى فهد .. !! قاطعتها أمها قبل أن تُكمل ليلى جُملتها .. - أوه .. نعم هل نسيتي خطيبك فهد ؟ .. لعلك أهملتِ الأمر أو أن الأحداث الأخيرة أنستك ذلك .. رجعت الى غرفتها وهي مُنهكة .. غير قادرة على التفكير .. ما الذي يحدث بالضبط ؟ كيف يكون خطيبي بهذه السرعة ؟ بماذا أجابوا أهلي ؟ لم تكن تلك الأسئلة تكفي فقد كان لديها الكثير لتسأله .. عادت الى أمها من جديد .. جلستا في هدوءٍ رتيب .. أخذت ليلى تطرحُ الأسئلة وأُمها تُجيب .. ( حسناً اذاً .. هو فهد شاب في الخامسة والعشرين ، من عائلة مرموقة و يعملُ في البنك .. والمدهش أنه يُريد مني إجابة بعد أن أتماثل للشفاء فقد صبرَ علي طوال الفترة الماضية !!..) بهذه العبارة كانت إجابة ليلى على والدتها التي تتبسمُ بسعادة لأن إبنتها قد أصبحت عروساً .. غادرت ليلى الغرفة وهي تعدُ والدتها بالتفكير في الموضوع ، رغم الحياء الذي صبغ لوناً وردياً على وجنتيها .. الا أنها أبطأت السير فقد كانت مشغولة الفكر .. يكفي كذا .. نكمل بعدين  |