هناك مدرستين مختلفين تماما في الاندية العالمية ( بالتحديد في آوربا ) كما اراها شخصيا وربما يتفق او يختلف مع الاخريين بشكل ما
الفلسفة التدريبية الاولى
تتمثل بالمدرسة الانجليزية
وهي التي ترى بأن المدرب هو القائد وهو الاداري وهو الذي يخطط ويختار وهو كذلك الذي يعاقب ويبحث ويضع التشكيلة كما يراها والاداريين في تلك الاندية هم جهة تنفيذية تنظيمية وتشاورية فقط لها ادوار مختلفة والامثلة كثيرة في هذا السياق ..
المان يونايتد ومدربة السير اليكس فيرجسون ( ومعه جيش من المساعدين الفنيين ) تقع على عاتقة كل الامور المتعلقة بالفريق واللاعبين واختيارهم واستبعادهم , البرنامج اليومي للاعب ( الوجبات - مواعيد النوم قبل المباريات ) المعسكرات والعقوبات بالاضافة الى التعاقدات والاستبعادات ...الخ والحال نفسة ينطبق على الارسنال ومدربة ارسن فنغر وكذلك فريقي تشيلسي بقيادة كارلـو أنشلوتـي مؤخرا ومن قبلة مورينهو.. وغيرهم ممن تسمع باسم المدرب كثيرا في المسائل المتعلقة في مسيرة الفريق وتعاقداتة وحتى العقوبات ..ويكون دور الادارة في حدود معينة وبالتأكيد يتفاوت الامر لكل نادي على حسب امكانياتة المادية والجماهيرية والتاريخية وحجم الضغوط
الفلسفة التدريبية الثانية
تتمثل في الاندية الاسبانية
وهي طريقة معاكسة تماما وهو بالضبط مايحدث في الدوري الاسباني وبدرجة اقل في الدوري الايطالي كما انها متبعة بشدة لدينا في المملكة ومنطقة الخليج والعالم العربية حيث المدرب هناك يخضع كثيرا لتوجهات رئيس مجلس ادارة النادي والادارة وربما حتى ضغط الجماهير والاعلام لانه يأتي (المدرب) بعد ان يشتري رئيس النادي او مجلس الادارة (احيانا) عدد من اللاعبين (المميزين) بمبالغ عالية من منطلقات تسويقية بحتة لتحفيز الحضور الجماهيري بكثافة وكذلك ايرادات النقل التلفزيوني والاعلانات التي تحرص على مشاهدة كل اولئك النجوم امامها .. فيكون المدرب محاط بلاعبين نجوم جدا لايملك قرار استبعادهم من المستطيل الاخضر حتى وان كانوا ربما لايخدموا خطتة وفلسفتة التكتيكة او التدريبية بل احيانا حتى لو كانوا يؤدون نفس الادوار في تلك الاندية يكون التدخل من قبل رئيس النادي او الادارة بأشكال مختلفة تبدأ بالاستثناءات وتنتهي في التدخل في التشكيلة كما حصل مثلا مع بليغريني في الريال مؤخرا في احدى مباريات بطولة اوربا وبدرجة اقل مع غوارديولا في البرشا وبعض الاندية الايطالية الكبيرة ماذا كانت النتيجة ..!!؟ ان يستمر المدرب سنوات طويلة جدا في الاندية الانجليزية تصل الى سنين طويلة ان تجد 2- 3 اندية طرف ثابت في نصف النهائي لدوري أبطال اوروبا في السنوات الاخيرة ان يكون الدوري الانجليزي الاغلى والاكثر مشاهدة وتسويق ونقل واعلان تلفزيوني وبالمقابل التغييرات مستمرة على مستوى المدربين في اسبانيا فأحيانا نجد في كل سنة مدرب تجد فريق واحد فقط هو من يصل الى الادوار النهائية رغم كل الكوكبة من النجوم والمدربين والانفاق العالي لتلك الاندية بعض الاندية تعاني ماليا بس الافراط بالبذخ بدون حاجة فعلية الهلال بدأ من حيث انتهى الاخرون اقتحم الخيار الصعب والشائك بين تلك الفلسفتين اختار الفلسفة التي قد تجعل الادارة في مهب الانتقاد والتقريع من قبل الصحافة الهلالية والجماهير والمنتديات فيما لو لم يتحقق النجاح المنتظر لاسمح الله هي فلسفة قد يحتاج الى سنوات لتكريسها وتقبلها من قبل كل الاطراف المعنية بالموضوع خاصة الجماهير والصحافة الهلالية الامير عبدالرحمن بفكرة السابق لاوانة اراد تأسيس هذه الثقافة بكل جراءة وثقة باختياره ايريك جريتس اولا والذي يمثلبشكل صريح المدرسة الانجليزية في شخصيتة وتوجهة وتحملة المسؤولية كاملة وانضباطيتة بكل الاتجاهات فيما يخص مسيرة الفريق فهو [ ومعة جيش من المساعدين الفنيين والاداريين ] الذي يحدد ويعاقب ويجدول ويختار ضمن دراسة شاملة لااداء الفريق واللاعبين ككل وعطاءاتهم والتزامهم وبما انها ثقافة وفلسفة جديدة فلن يكون من السهل تكريسها حيث دأبت بعض الجماهير الهلالية على ممارسة الانتقاد لبعض اللاعبين وتكرار هذا الانتقاد بشكل سلبي حد المطالبة بلاعبين اجانب مثلا ومحليين ومتجاهلين بذلك الواقع الجديد الذي يسير به النادي الان فالسيد ايريك جيرتس يعرف ماذا يريد فاستغنى عن افضل لاعب اجنبي مر على الهلال طارق التايب ( حسب تصويت جماهيري سابق ) مقابل بقاء لاعبين اخرين كويلي ورادوي وتيفيز لانه ربما عرف انه لايخدم فكرة او طريقتة التدريبية الجماعية بشكل مبدئي بانتظار ماستؤول الية الامور حتى تاريخ يناير 2010م من امور واصابات وحاجات وكم هي نقاط الفريق 
من الواضح الان ان الجهاز الفني يركز على ان يكون الفريق ( كجماعة) هو النجم وهو الاهم وليس نجومية لاعب او اثنين او حتى اربع لاعبين قد يغيبوا لااسباب مختلفة كالاصابة او الحالة البدنية او الذهنية
كيف ..!!؟
مثلا ياسر - عزيز - التايب
نعلم ان الهلال كان يؤدي في المواسم الثلاث الماضية من خلال نجومية وعطاءات ياسر - التايب ( في الشق الهجومي ) حيث كانا هم النجمين الاوحدين في النادي في الشق الهجومي , فان غابا ( مزاجيا - بدنيا ) غاب الهلال وان حضرا جلبا لنا البطولات ( بعد توفيق الله ) على رأسها بطولة الدوري والكاس لموسم 2007م
فكانت النتائج شحيحة والفوز دائما صعب ومن عنق الزجاجة مع انضباطية دفاعية صارمة
ولكن لم يعد الامر كذلك الان
فالفريق يسير بكتلة واحدة وفق خطة معينة تهدف الى تغيير جذري للامور ولم تعد ثقافة النجم الاوحد سائدة الان وبالتالي اصبح ياسر ضمن فريق يؤدي ويسير بشكل متناسق ضمن المجموعة وهو توجة احدث صدمة واختلال توازن لبعض الجماهير في فهم هذا الجزئية ولكن بالمقابل يجب ان نتعايش ونقتنع به بل ونتشبث بة , وبالتالي يجب ان نخفف حالة الاحتقان والانتقادات الغير مبررة تجاة ياسر او اي لاعب غيرة لان الواقع الان لايحتمل تواجده كنجم اوحد بل تواجد الفريق النجم اولا واخرا
فالمطالبة بالمهاجم الاجنبي مطالبة منطقية ولكن يجب ان تكون ضمن معطيات كثيرة ( اصابات - انضباط .. الخ ) وهي مطالبات يجب تبدأ وتنتهي بالمدرب نفسة وحاجة الفريق على ان لايكون هناك مبالغة بالنقد او المطالبة او حتى الاتهام يصل احيانا بالكرامة كما حصل مع عزيز والتي قد ندفع ثمنها لاعب كبير بحجم ياسر والذي ارى شخصيا ولكل من يحضر المباريات انه يتحرك بشكل ايجابي بالفترة الاخيرة بعد ان كان تحت وطئة التغير الكبير الان فهو الان افضل كثيرا عن الشهور الثلاثة الاخيرة من الموسم الماضي واستعاد كثيرا حماسة واندفاعة ورغبتة بالعودة الى مستويات 2007م
من حسن الحظ ان الفريق يسير بشكل سليم ورائع وهو ما خفف من حجم الضغط او حالة الدهشة التي يعيشها المشجع العادي في ظل الواقع الجديد .. ولكن ماذا لو حصل سوء توفيق بالنتائج ..؟!!
خاصة وانه غالبا هذا النوع من التغير احيانا تحتاج الى فترات طويلة حتى يتعود عليها اللاعب في منطقة وثقافة تشربت ان يكون المسؤول هو المدرب وهو الاداري وهو مدرب اللياقة وهو ربما حتى االطبيب المعالج
اللاعب الهلالي الان بدأ يتأقلم على التدريب في عز الشمس الحارقة والتغذية والنوم المبكر ولم يعد هناك استغلال لنفوذه كلاعب نجم في الصراعات الدائرة بالضغط من خلال من خلال الصحافة والجماهير على الادارة او المدرب لااحداث تغيير ما
اما المثل الاخر الصريح في جماعية الفريق هو عزيز والذي كان ضمن اهم 3 لاعبين في الهلال في المواسم الاربعة السابقة ولكن لم يشكل غيابة ذات التأثير السابق الان وهو امر يجب ان نتوقف عندة ويتوقف عندة كذلك اللاعبين انفسهم والتي احدثت وستحدث تغييرا ملحوظا وقادما لخالد نفسة مؤخرا حسب تأكيدات شخصية بالرضوخ للفكر الجديد والانضباط الذي افتقدناه منذ سنوات والذي كان دائما هو الحلقة الاضعف في شخصية خالد الموهوبة والتي فقدنا من خلالها الكثير من الوهج والاداء والاستغلال الامثل للموهبة
اعتقد انه سيتم تجاوز تلك المواضيع المنتقدة والمكثفة من قبل الجماهير تجاه اللاعبين ان عاجلا ام اجلا بعد ان نتعايش مع الفكر الجديد للفريق خاصة وان الفريق يسير بنسق جيد والحمدلله وبالتالي لايجب ان تكون خياراتنا بناء على مايطلبة الجماهير .. والا لاداعي لدفع مبلغ 1.8 مليون يورو سنويا بدون ضرائب للمدرب
الفريق الان هو النجم وليس اي لاعب مهما كان لانة ..
تغيرت المعطيات وتغيرت الثقافة وتغير الفكر والتعاطي مع الاحداث وتغيرت طريقة تطبيق الاحتراف , حتى وقت التدريب والنوم والاكل لم يعد كما كان .. تغير اطار المنافسة بين اللاعبين على المركز
دعونا ندعم هذا التوجة بدلا من الانتقائية بالنقد على كل شئ والاستمرار بالمطالبات بشكل مزعج
كل ما نريدة الان هو الفريق
نريد الفريق ان يكون هو النجم وهو البطولة وهو التاريخ
نريد ان نؤسس الفكر الجديد بدون ضغوط جماهيرية او حتى اعلامية غير مبررة وربما احتاج الى ان اطلب استثناء من الشبكة لرفع هذا الموضوع بعد 3 سنوات من الان لنعرف كيف هي النتائج
اعتذر للاطالة
دمتم في رعاية الله وحفظة
الوضع المتطور
