13/11/2009, 02:41 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 05/12/2006
مشاركات: 119
| |
عقلنة الدين بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه واتبعه الى يوم الدين اما بعد, لقد قمت بإعداد هذا المقال لما رأيته من بعض الناس من ادعاء العلم والإعتقاد في نفسهم التميز عن الأتراب والنظراء بمزيد الفطنه والذكاء وقد سهل لهم الشيطان هذا الطريق. والأدهى والأمر ان لهؤلاء الناس من يشجعهم على هذه الأمور لجهل بهم بمدى خطورة هذه الأمر. وإني والله لم أقدم على خطوتي هذه إلا لما أكنه لهؤلاء الاشخاص من حب وإني والله لناصح لهم بأن يبتعدو عن طريق الشيطان وان يتوبو الى الله, فإن الله تواب رحيم. لكي لا أطيل عليكم سوف اتطرق إلى موضوعي مباشره الا وهو عقلنه الدين. فمن الناس الكثير من يقتدي بسقراط او أفلاطون أو أياً كان من الفلاسفه. قال تعالى في كتابه الحكيم ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) والطغيان في اللغه العربيه هو مجاوزة الحد. فالله يستدرج من طغى ويزيده حيره وشك وضلال. لأن الجزاء من جنس العمل. فعقلنه الدين بحكم رأيي الشخصي هي بداية لطريق مسدود في هذا الكون. فمن الواجب عدم أخذ الدين بالعقل فقط, ولكن القلب والعقل معاً. فلا نخالف امراً سماوياً لتعارضه مع العقل, فهنالك أمور من الغيبيات لا يستطيع بل من المستحيل ان يدركها عقل الانسان لمحدوديته. ومن هذه الأمور, الجنه والنار وعذاب القبر وإلخ... وهنالك امور متداركه فيجب تحكيم القلب والعقل معاً لإدراكها. فالإيمان هو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. فقد ذكر التصديق بالقلب قبل كل شيء. فعلى المسلم ان يصدق بالغيبيات من دون ادنى شك. قال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ( لو أن الدين يؤخذ بالرأي لكان غسل باطن القدم أولى من غسل ظاهرها ) فلو أخذ هذا الدين بالعقل فقط لفسد هذا الكون بأجمعه. واكمل رضي الله عنه ( وقد رأيت رسول الله يمسح على ظاهر خفيه ) رواه ابو داوود. فلو حصل التعارض فلا قيمة للعقل هاهنا لوجود الحكم الشرعي. وإضافة على ذلك إبليس عليه لعنة من الله, حينما حكم عقله على قلبه في قوله تعال ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشر من صلصال من حمأ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى ان يكون مع الساجدين * قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين * قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون ) وكما قال في الايه الاخرى ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فهنا إبليس حكم عقله على قلبه بأن النار أكرم من الطين فبالتالي من المستحيل ان يسجد مخلوق من نار لمخلوق من طين. فقال تعالى ( فأخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك اللعنة الى يوم الدين ) وإضافة على ذلك من المعروف ان هناك اختلافا في الصفات بين المخلوق والخالق. مثال على ذلك النجار والباب, فالنجار يصنع الباب بل يصنعه من لاشيء. يتكون الباب من القفل والمزلاج والمفاصل...الخ ومن صفات هذا الباب الفتح والغلق والقفل وليس من صفاته النوم والأكل والشرب كما هي صفات النجار وهو صانع هذا الباب. فهذا مثال بسيط على ان هناك اختلاف في العقليات. فما بالكم بعقل الانسان وادراكه لغيبيات الرب. اختم كلامي بقصيدة لابن ابي الحديد و الله لا موسى و لا *** عيسى المسيح و لا محمد علموا و لا جبريل و هو *** إلى محل القدس يصعد كلا، و لا النفس البسيطة *** لا، و لا العقل المجرد من كنه ذاتك غير أنك *** واحدىّ الذات سرمد فلتخسأ الحكمإ عن *** حرم له الأفلاك سجّد من أنت يا رسطو و من *** أفلاط قبلك يا مبّلد و من ابن سينا حين مرّد *** ما بنيت له و شيد هل أنتم إلا الفراش *** رأى الشهاب و قد توقد فدنا فأحرق نفسه *** و لو اهتدى رشدأ لأبعد هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم المصادر: تهافت الفلاسفه للغزالي تهافت التهافت لابن رشد الشيخ محمد العوضي |