المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 30/10/2009, 03:57 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة المؤمنون (5)

{‏فَاتَّقُونِ‏}‏ بامتثال أوامري، واجتناب زواجري‏.‏ وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، لأنهم بهم يقتدون، وخلفهم يسلكون، فقال‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏ فالواجب من كل المنتسبين إلى الأنبياء وغيرهم، أن يمتثلوا هذا، ويعملوا به، ولكن أبى الظالمون المفترقون إلا عصيانا، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا‏}‏ أي‏:‏ تقطع المنتسبون إلى اتباع الأنبياء ‏{‏أَمْرُهُمْ‏}‏ أي‏:‏ دينهم ‏{‏بَيْنَهُمْ زُبُرًا‏}‏ أي‏:‏ قطعا ‏{‏كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ‏}‏ أي‏:‏ بما عندهم من العلم والدين ‏{‏فَرِحُونَ‏}‏ يزعمون أنهم المحقون، وغيرهم على غير الحق، مع أن المحق منهم، من كان على طريق الرسل، من أكل الطيبات، والعمل الصالح، وما عداهم فإنهم مبطلون‏.‏

‏{‏فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ في وسط جهلهم بالحق، ودعواهم أنهم هم المحقون‏.‏ ‏{‏حَتَّى حِينٍ‏}‏ أي‏:‏ إلى أن ينزل العذاب بهم، فإنهم لا ينفع فيهم وعظ، ولا يفيدهم زجر، وكيف يفيد من يزعم أنه على الحق، ويطمع في دعوة غيره إلى ما هو عليه‏؟‏‏.‏
‏{‏أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ‏}‏ أي‏:‏ أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد، دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة، وأن لهم خير الدنيا والآخرة‏؟‏ وهذا مقدم لهم، ليس الأمر كذلك‏.‏
‏{‏بَل لَا يَشْعُرُونَ‏}‏ أنما نملي لهم ونمهلهم ونمدهم بالنعم، ليزدادوا إثما، وليتوفر عقابهم في الآخرة، وليغتبطوا بما أوتوا ‏{‏حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً‏}‏
‏[‏57 - 62‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ * وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏}‏
لما ذكر تعالى الذين جمعوا بين الإساءة والأمن، الذين يزعمون أن عطاء الله إياهم في الدنيا دليل على خيرهم وفضلهم، ذكر الذين جمعوا بين الإحسان والخوف، فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ‏}‏ أي‏:‏ وجلون، مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم، خوفا أن يضع عليهم عدله، فلا يبقى لهم حسنة، وسوء ظن بأنفسهم، أن لا يكونوا قد قاموا بحق الله تعالى، وخوفا على إيمانهم من الزوال، ومعرفة منهم بربهم، وما يستحقه من الإجلال والإكرام، وخوفهم وإشفاقهم يوجب لهم الكف عما يوجب الأمر المخوف من الذنوب، والتقصير في الواجبات‏.‏
‏{‏وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها، فيبين لهم من معاني القرآن وجلالته واتفاقه، وعدم اختلافه وتناقضه، وما يدعو إليه من معرفة الله وخوفه ورجائه، وأحوال الجزاء، فيحدث لهم بذلك من تفاصيل الإيمان، ما لا يعبر عنه اللسان‏.‏
ويتفكرون أيضا في الآيات الأفقية، كما في قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ‏}‏ إلى آخر الآيات‏.‏
‏{‏وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ‏}‏ أي‏:‏ لا شركا جليا، كاتخاذ غير الله معبودا، يدعوه ويرجوه ولا شركا خفيا، كالرياء ونحوه، بل هم مخلصون لله، في أقوالهم وأعمالهم وسائر أحوالهم‏.‏
‏{‏وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا‏}‏ أي‏:‏ يعطون من أنفسهم مما أمروا به، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وغير ذلك، ‏{‏و‏}‏ مع هذا ‏{‏قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ‏}‏ أي‏:‏ خائفة ‏{‏أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ‏}‏ أي‏:‏ خائفة عند عرض أعمالها عليه، والوقوف بين يديه، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله، لعلمهم بربهم، وما يستحقه من أصناف العبادات‏.‏
‏{‏أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ‏}‏ أي‏:‏ في ميدان التسارع في أفعال الخير، همهم ما يقربهم إلى الله، وإرادتهم مصروفة فيما ينجي من عذابه، فكل خير سمعوا به، أو سنحت لهم الفرصة إليه، انتهزوه وبادروه، قد نظروا إلى أولياء الله وأصفيائه، أمامهم، ويمنة، ويسرة، يسارعون في كل خير، وينافسون في الزلفى عند ربهم، فنافسوهم‏.‏ ولما كان السابق لغيره المسارع قد يسبق لجده وتشميره، وقد لا يسبق لتقصيره، أخبر تعالى أن هؤلاء من القسم السابقين فقال‏:‏
‏{‏وَهُمْ لَهَا‏}‏ أي‏:‏ للخيرات ‏{‏سَابِقُونَ‏}‏ قد بلغوا ذروتها، وتباروا هم والرعيل الأول، ومع هذا، قد سبقت لهم من الله سابقة السعادة، أنهم سابقون‏.‏
ولما ذكر مسارعتهم إلى الخيرات وسبقهم إليها، ربما وهم واهم أن المطلوب منهم ومن غيرهم أمر غير مقدور أو متعسر، أخبر تعالى أنه لا يكلف ‏{‏نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا‏}‏ أي‏:‏ بقدر ما تسعه، ويفضل من قوتها عنه، ليس مما يستوعب قوتها، رحمة منه وحكمة، لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه‏.‏ ‏{‏وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ‏}‏ وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء، وهو يطابق كل واقع يكون، فلذلك كان حقا، ‏{‏وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏}‏ أي لا ينقص من إحسانهم، ولا يزداد في عقوبتهم وعصيانهم‏.‏
‏[‏63 - 67‏]‏ ‏{‏بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ‏}‏‏.‏
يخبر تعالى أن قلوب المكذبين في غمرة من هذا، أي‏:‏ وسط غمرة من الجهل والظلم، والغفلة والإعراض، تمنعهم من الوصول إلى هذا القرآن، فلا يهتدون به، ولا يصل إلى قلوبهم منه شيء‏.‏ ‏{‏وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا* وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا‏}‏ فلما كانت قلوبهم في غمرة منه، عملوا بحسب هذا الحال، من الأعمال الكفرية، والمعاندة للشرع، ما هو موجب لعقابهم، ‏{‏و‏}‏ لكن ‏{‏لَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ‏}‏ هذه الأعمال ‏{‏هُمْ لَهَا عَامِلُونَ‏}‏ أي‏:‏ فلا يستغربوا عدم وقوع العذاب فيهم، فإن الله يمهلهم ليعملوا هذه الأعمال، التي بقيت عليهم مما كتب عليهم، فإذا عملوها واستوفوها، انتقلوا بشر حالة إلى غضب الله وعقابه‏.‏
‏{‏حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ‏}‏ أي‏:‏ متنعميهم، الذين ما اعتادوا إلا الترف والرفاهية والنعيم، ولم تحصل لهم المكاره، فإذا أخذناهم ‏{‏بِالْعَذَابِ‏}‏ ووجدوا مسه ‏{‏إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ‏}‏ يصرخون ويتوجعون، لأنه أصابهم أمر خالف ما هم عليه، ويستغيثون‏,‏ فيقال لهم‏:‏ ‏{‏لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ‏}‏ وإذا لم تأتهم النصرة من الله، وانقطع عنهم الغوث من جانبه، لم يستطيعوا نصر أنفسهم، ولم ينصرهم أحد‏.‏
فكأنه قيل‏:‏ ما السبب الذي أوصلهم إلى هذا الحال‏؟‏ قال‏:‏ ‏{‏قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ‏}‏ لتؤمنوا بها وتقبلوا عليها، فلم تفعلوا ذلك، بل ‏{‏كُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ‏}‏ أي‏:‏ راجعين القهقري إلى الخلف، وذلك لأن باتباعهم القرآن يتقدمون، وبالإعراض عنه يستأخرون وينزلون إلى أسفل سافلين‏.‏ ‏{‏مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ‏}‏ قال المفسرون معناه‏:‏ مستكبرين به، الضمير يعود إلى البيت، المعهود عند المخاطبين، أو الحرم، أي‏:‏ متكبرين على الناس بسببه، تقولون‏:‏ نحن أهل الحرم، فنحن أفضل من غيرنا وأعلى، ‏{‏سَامِرًا‏}‏ أي‏:‏ جماعة يتحدثون بالليل حول البيت ‏{‏تَهْجُرُونَ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏ تقولون الكلام الهجر الذي هو القبيح في‏}‏ هذا القرآن‏.‏
فالمكذبون كانت طريقتهم في القرآن، الإعراض عنه، ويوصي بعضهم بعضا بذلك ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ وقال الله عنهم‏:‏ ‏{‏أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ* وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ‏}‏ ‏{‏أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ‏}‏‏.‏

فلما كانوا جامعين لهذه الرذائل، لا جرم حقت عليهم العقوبة، ولما وقعوا فيها، لم يكن لهم ناصر ينصرهم، ولا مغيث ينقذهم، ويوبخون عند ذلك بهذه الأعمال الساقطة


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:03 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube