بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .
لعل أبرز ما يدور في خاطرك هذا السؤال : لماذا حُـرّف الإنجيل ؟
حسناً ، بالتأكيد لم يحرف لنقصان في كلام الله عز وجل ، بل لخدمة مصالح شخصية لعبت دوراً مهما في تحييد الكنيسة عن الحق ، و لعل ما يهمنا هو لماذا لا يصدق المسيحيون بوجود رسالة سماوية أخيرة على الرغم من وجودها في الإنجيل قبل تحريفه ؟ فبإختلاف المذاهب المسيحية من كاثوليك و بروتستانت و أرثودكس و غيرها و إيمانهم بأن "عيسى المسيح" عليه السلام هو إبن لله عز و جل ، نجد أن الطوائف التابعة لها تختلف في جوهرها عن الأخرى ، و يبقى الثالوث - الإب و الإبن و الروح القدس - هي أهم ما يربطها ببعضها ، و لذلك تجد أن الإعتراف بوجود رسالة سماوية خاتمة موحدة لله عز و جل هي مخالفة صريحة لمعتقداتهم ، و لكن أين يمكن العثور على حجة كما يقال ( منهم و فيهم ) ؟
إن الأناجيل المتواجدة الآن قد كتبت بواسطة القديسين الأوائل ، و هم "متـّى" و "يوحـنا" و "مرقـس" و "لوقـا" و "برنـابا" ، و هو ما يسمى بالعهد الجديد ، حيث أن العهد القديم هو التوراة في نظر المسيحيين ، و ما يهمنا من هؤلاء القديسين هو القديس "برنـابا" ، و هو من أعظم القديسين و أقربهم إلى "عيسى" عليه السلام ، فـ"برنـابا" هو سيـد "بولس" ، و استاذ "مرقـس" ، و يؤيد عدم ألوهية "المسيح" عليه السلام ، و هذا ما جعل الكنيسة تتجاهله و لا تستشهد به ، بل و تحرم إنجيله ، و هذا التحريم الذي طال إنجيله يعود إلى الأسباب التالية :
1) يختلف مع بقية الأناجيل في مسألة الصلب .
2) يذم من يدعي ألوهية "عيسى" عليه السلام .
3) يقول إن الذبيح الذي ذكر من أبناء "إبراهيم" عليه السلام هو "إسماعيل" عليه السلام جد العرب و ليس "إسحاق" عليه السلام .
4) يبشر صراحة بنبينا "محـمد" صلى الله عليه و سلم .
و ما يهمنا هو الجزء الأخير ، فوجود تبشير صريح من أعظم القديسين الأوائل هو ما تقوم الكنيسة بمحاربته ، لأن ذلك يعني إنهيارها تماماً ، فإنجيل "برنـابا" تمت ترجمته إلى العربية و تناقلته كنائس الشام و مصر قبل أن يُنـقل إلى أوروبا ، حيث حُرم هناك و أعدم من يتداوله ، و لم يبقى منه إلا نسخة إيطالية وحيدة محفوظة في مكتبة بلاط فيـينا .
ما يهمنا من محتويات هذا الإنجيل هو ورود عدة بشارات تخص نبينا "محمـد" صلوات الله و سلامه عليه ، و منها الآتي :
(#) الفصل [39] ، رقم [14ٍ] :
فلما انتصب آدم ، رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس ، فصارت لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ففتح فاه قائلا : ( أشكرك أيها الرب لأنك خلقتني ، واتضرع إليك أن تنبئني بمعنى محمد رسول الله ؟ ) ، فأجابه الله : ( انك أول إنسان خلقت وذاك محمد سأهديه إلى العالم بعد أزمنة عديدة ) ..!!
(#) الفصل [42] ، رقم [14] إلى [20] :
سأل اليهود عيسى : ( من أنت ؟ ) ، قال : ( أنا لست "مسـيا" - أي النبي المنتظر - ، و لست نظير الذي تقولون عنه رسول الله الذي تسمونه ، "مسـيا" خلق قبلي و سيأتي من بعدي ، و سيأتي بكلام الحق و لا يكون لدينه نهاية ) ..!!
(#) الفصل [44] ، رقم [19] :
قال عيسى : ( أقول لكم اننى رأيته كما رآه كل نبي في السماء ، و لما رأيته قلت يا محمد ، ليكن الله معك ، و يجعلني أهلاً لأن احل سير حذائك ، لأني إذا نلت هذا صرت خلوصا لله ) ..!!
(#) الفصل [79] ، رقم [14] إلى [18] :
أجاب المسيح : ( أن اسمه عجيب ، لأن الله نفسه سماه لما خلق روحه و وضعها في بهاء سماوي ، اسمه محامد ) ، فرفع الناس أصواتهم : ( يا الله أرسل لنا محامد للخلاص ) ..!!
ما سبق هي تباشير نصية وردت صراحة في ذلك الإنجيل قبل 2000 عام تبشر بقدوم سيد البشرية "محمد بن عبد الله" صلوات الله و سلامه عليه ، كما أننا نعلم أن بقية الأناجيل قبل تحريفها كانت تحتوي على عدة بشارات عن النبي "محمد" صلى الله عليه و سلم ، مما جعل "النجاشي" و "مقوقس مصر" و غيرهم يعلمون أنه النبي المنتظر ، فمنهم من أسلم ، و منهم من سيطر عليه الكِبر و أعرض عن ذكر الله سبحانه و تعالى .
هذا و الله جل جلاله أعلم .
|-| خــاتـــمة |-|
قال تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
اللهم ثبتنا على توحيدك ، و أعنا على من أراد بهذا الدين سوء .
ردودكم وقودٌ لقلمي ، فلا تحرموني منها ، و أعتذر عن الإطالة .
[-] مـــرور الكــرام [-]
.
شــاهــد الإنــجــيــل الإســــلامــي ..!!! 
الوضع العادي
