1 - هنالك حقيقة يجب ان لا نتجاهلها ومهما حاول بعض المتعنتون انكارها .. ان المملكة العربية السعودية ساهمت بشكل فعال بقيادة الدول العربيه المصدرة للنفط نحو ايقاف مد الولايات المتحدة ودول اوروبا بالبترول كرد فعل على مواقفهم المساندة للكيان الصهيوني .. هذا الموقف تحدث عنه ( هنري كيسنجر ) في مذكراته : بأنه لن نقبل تكرار ما حدث حتى لو تطلب الأمر نقل القوات الامريكية الى جزيرة العرب ! هنري كيسنجر هو وزير خاجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت والمرجع التاريخي وداهية الخارجية الامريكية عبر تاريخها .. يقال ان ( صهيوني ) وانه يعد من ابرز الرجالات الذين خدموا القضية الصهيونية عبر تاريخها .
2 - ارتبطت السعودية ( اكبر مصدر للبترول في العالم وثاني أكبر أحتياطي للنفط في ذلك التاريخ ) ومن ورائها دول الخليج بمصالح اقتصادية واستراتيجية بالولايات المتحدة الذين اجادوا العمل السياسي مما اعطى انطباع لدى الأدارة الأمريكية أن دول الخليج ليسوا خطر على المصالح الامريكية وساهم ذلك في تعطيل اي مشروع امريكي يسعى من خلاله الى وضع موطء قدم له في منطقة الخليج بشكل مباشر .
3 - كان هنالك مخاطر سياسية جمعت التوجهات الامريكية مع التوجهات السعودية ودول الخليج من ابرزها : سقوط نظام ( شاه ايران ) وتولي ( الخميني ) زمام السلطة في ايران ورغبته في تصدير افكاره الى دول الجوار والسيطرة على ما يسمى ( الخليج الفارسي ) .. وكذلك سقوط ( كابول ) في يدي المليشيات الشيوعية الموالية ( لموسكو ) .. وكلا الأمرين خطر يهدد المصالح الامريكية في الخليج العربي اضافة الى تهديد استقرار وسيادة الدول العربية على الخليج العربي .
4 - حملت ( العراق ) على عاتقها الملف الايراني وبدعم من السعودية ودول الخليج وبرضى الأدارة الأمريكية .. كما ان ( كابول ) معروف قصتها بعد ذلك .. مما ساهم في توطد العلاقات الامريكية - السعودية ( الخليجية ) .
5 - خلال تلك المرحلة كان للسعودية دور بارز في التأثير على دول الخليج في عدم تواجد قواعد ( امريكية ) على أراضيهم .. لم يكن ذلك ليرضي الأمريكان ولكن طالما ( المركب يسير ) فليس هنالك من ضرورة لأحداث مشكلة .. كما ان الولايات المتحدةمن جهة اخرى لم تكن تشعر بالرضى من تنامي القوة ( العراقية ) في الجهة المقابلة خاصة وانها ذو توجهات ( قومية ) .. ولكن يبدو انهم وضعوا في اعتباراتهم الأولى فالأولى .. فهنالك ( كابول ) وهنالك ( طهران ) وتبقى ( بغداد ) تحت مظلة دول الخليج العربي .
6 - في 86 م بلغ الطموح العراقي أوجه حين باشر في بناء مفاعله النووي وهنا كان لا بد من التدخل الامريكي الذى رأي ان هنالك تجاوز للخطوط الحمراء فتم الإيعاز ( للكيان الصهيوني ) في ضرب هذا المفاعل في مهده بل وقام برسم ملامح خط القوات الجوية الصهيونية في ذهابها وعودتها تجنبا ان يتم رصد هذا التحرك من قبل السعودية او سوريا .
7 - مع أواخر عام 89 م كان الرفاق الشيوعيين في ( كابل ) قد اعلنوا سقوطهم بايد المجاهدين كما ان ( ايران ) بالجهة المقابلة كانت قد اعلنت طلب ايقاف الحرب مما يعني نجاح المشروع الامريكي وبدعم ومساندة الاقطار العربيه التي جمعتهم المصالح وليس اعتبارات اخرى كما يحاول بعض الكتاب الترويج لها .
8 - وجدت الولايات المتحدة نفسها في مأزق .. كيف يمكن ايجاد مبرر منطقي للتواجد العسكري في منطقة الخليج ؟ كما ان هنالك جانب آخر وهو ( القوة العسكرية ) للجيش العراقي والتي خاضت حرب حقيقة على مدى ( 10 ) اعوام ثم هنالك جانب ثالث وهو رغم تباين وجهات نظر القيادات العربية الا انهم في تلك المرحلة بلغوا حد كبير من التناغم فيما بينهم واصبح يتملكهم الشعور بأن لديهم قوة مكنت من حفظ الخلافات فيما بينهم في أدراج المكاتب

.. فكيف يمكن بعثرة كل هذه الأوراق ؟
9 - زاد من مشاعر الخطر الأمريكي رد الفعل العراقي على الاستفزازات الصهيونية حين صرح ( صدام حسين ) رحمه الله ان سيحرق ثلثي الكيان الصهيوني اذا ما فكر الأخير بضرب إي أهداف في داخل العراق .. فكان لا بد هنا ان ينتهي ما يسمى ( العراق ) .. ولكن لا زال السؤال مطروح : كيف يمكن ذلك ( واستحالة ) ان تتبنى اي دولة عربيه رئيسية ومنها السعودية مشروع الاطاحة بالنظام العراقي ؟
10 - ظهرت في تلك الفترة مشكلة بين دولة الكويت والامارات من جهة والعراق من جهة أخرى .. وكان الباب الذي اتاح للولايات المتحدة ان تعمل به جيدا ووقع بسببه ( صدام حسين ) في خطأ تاريخي عظيم بقرار افتقد الحكمة والروية التي تتطلب من القائد السياسي وتم احتلال ( الكويت ) في 2 أغسطس 1990 م .
11 - السعودية فقدت الثقة في حليفها الاستراتيجي وشقيقها وفق الخطاب الرسمي السعودي ( العراق ) .. ويبدو انه طرح التساؤل التالي : طالما قبل العراق على نفسه ان يغزو دولة عربيه ( الكويت ) فما الذي يمنعه ان يسير قدما نحو السعودية ؟! وما الذي يمنعه ان يجد لنفسه مبرر بغزو السعودية بحجة الذهاب لتأديب الأمارات ! كان موقف مؤلما يتطلب قرارا سريعا ويجب ان يكون قرارا خاليا من اي حسابات عاطفية .
12 - الولايات المتحدة بدورها .. اتاها المبرر الشرعي ان تضع موطء قدم لها في الخليج العربي .. هي لم تكن تنتظر أحد .. ولم تكن في انتظار ان يأتيها الرفض من أحد .. فالبترول الخليجي يعد ابرز المصالح الامريكية والمساس منه هو مساس للقيادة الامريكية مباشرة .. وبالتالي حتى لو فرضنا ان العراق قرر الانسحاب فهي كانت قادمة لتحقيق ما كانت تتطلع اليه منذ أمد بعيد وقادمة ايضا لتدمير العراق الذي تجرأ بتهديد الكيان الصهيوني .. ( صدام حسين ) الذي لا يسعنا ان نقول عنه سوى رحمه الله ارتكب جريمة دفع العراق ثمنها ودفع العرب ايضا ثمنها معه ،،،
كلامي ليس سوى مجرد قراءات لمراجع وكتب مختلفة وبالتالي احتمالية ان اكون مصيب او مخطئ وارده في كلا الحالتين .. وان كنت على ثقة دائما انه من المحال ان نملك الحقيقة المطلقة ولكن ربط الأحداث ومصادر المعلومات وتفنيد ماهو منطقي من عدمه يسعدنا في محاولة قراءة جيدة ،،،